تنمية القيادة لدى الأطفال
القيادة كما هو معروف هي ملكة ترؤس وتوجيه المجموعات، وتؤتى إما بالقوة والسطوة، وإما بالمقدرة والحكمة. والقيادة بالنسبة للطفل هي شكل من أشكال حب السيطرة والظهور، وقد تبدأ روح القيادة عند الطفل في المنزل، حيث يفرض سيطرته على إخوته ويلقي عليهم الأوامر والتعليمات،
إما بسبب أنه أكبرهم في حالة غياب الأب أو لشعور في داخله بأنه أقدرهم ويجب عليهم الإنصياع له، أو لأن والده قد كلّفه بذلك، إن روح القيادة عند الطفل شيء محمود إذا لم تتجاوز حدودها بالسيطرة والعنف، فالقياديون الصغار تماماً كالقياديين الكبار، فمنهم من يسوس بحكمة العقل والشعور بالمقدرة على ذلك، ومنهم من يسوس بالقمع والقوة.
1-إعلامية/أخصائية تربوية
ومن سمات القيادة لدى الصغار:
قد يشعر الطفل بأنه الأقوى بُنية وعليه فإنه يعتقد أن هذه السمة تخوّله أن يسيطر على أترابه.. أو أشقائه سواء في البيت أو الملعب، أو المدرسة.
قد يكون الطفل متمتّعاً بذكاءٍ وحكمة وموهبة يفتقر إليها الأطفال الآخرون، وفي هذه الحالة سيقبل الأطفال قيادته لهم دونما عصيان أو رفض، ويرون فيه قدوتهم.
قد يكلّف الطفل بهذه المهمة سواء من والده في المنزل أو مدرب في الرياضة في الملعب، أو مربي صفه فيجعل منه عريفاً على الطلبة، وبتكرار هذه التكليفات فإنها تُرسّخ شعور القيادة لدى هذا الطفل المكلّفًً وتصبح صفة ملازمة له، وفيما بعد يقبل زملاؤه بها.
قد تلجأ مجموعة من الأطفال إلى اختيار رفيق لهم يرون فيه قدوة، وذا مقدرةٍ على قيادتهم، لا تتوفّر في أحد منهم. ويقول مختصّو تربية الأطفال إن هذه هي أفضل أنواع القيادة لأنها مُنحت للطفل القائد “ديمقراطياًًً من أقرانه.
إن النزعة إلى السيطرة وحب الظهور، هي نزعة فطرية لازمت الإنسان منذ نشأة الكون، فكان هناك رؤساء القبائل، وأمراء الأرض في المجتمع الزراعي، والمخاتير في المجتمع القروي، وهذه صفات مقبولة إذاً كانت تُعنى بشؤون المرؤوسين وتحقّق أحلامهم. والطفل بطبيعة تكوينه كإنسان ليس بعيداً عن حب نزعة الرئاسة والقيادة.. وهنا لا بُدّ من ترشيد هذه النزعة
وتنميتها إيجابياً، وتحبيبها إلى المرؤوسين باعتبارها شكلاً من أشكال التنظيم والإنتظام الإجتماعي بين الأطفال.
ويجب على الأب أو المدرّب الرياضي أو مربّي الصف أن يعملوا على أن تكون هذه القيادة قهرية على الآخرين، بمعنى أن يخلقوا شعوراً من القبول لها من قبل الأطفال الآخرين. بحيث تسود روح الألفة والرضى بين الطفل القائد وأقرانه. وعلى المربين بكافة مواقعهم أن يراقبوا هذا “الطفل القائدًً بحيث لا يتسلّط على أقرانه. وأن تكون قيادته لهم مقبولة مرضية، وأن يعمل المربون على خلق روح تقبّل النقد والتوجيه لدى الطفل القيادي. وفي تدريب ديمقراطي لا بأس لو قام المشرفون على الإلتقاء بهذه المجموعة من الأطفال والإطلاع على رأيها في قيادة زميلها لها، سواءً قيادة كرة القدم في المدرسة أو اللجان التي تشكّلها المدرسة ضمن النشاطات اللامنهجية.. وأن يعمل المربون على صقل موهبة القيادة لدى الطفل المكلّف بها.
إن القيادة عند الأطفال إذا ما رُوقبت ووجّهت، تؤتي أكلها بحيث ينشأ هذا الطفل.. وينمو ويتطوّر حاملاً في فكره مفهوم القيادة. إن القيادة شكل من أشكال التنظيم الإجتماعي الذي لا بدّ منه وفي الحديث “إذا كنتم ثلاثة فأمّروا واحداً عليكمًً.
وما الكشافة وفرقها وقياداتها المتسلسلة إلاّ دليل على ذلك، فالنظام الكشفي، يعتبر مقدمة للحياة القيادية، والنظام الإجتماعي.. وقيادة الطفل لأقرانه قد تكون في هذا السياق، وتعتبر تجربة لما بعدها من مراحل العمر.
ولنتذكر أن كثيراً من قادة الدول، كانوا قياديين في مدارسهم ونواديهم وتنظيماتهم الطلابية، وعليه فلا بأس من تنمية روح القيادة لدى الطفل.