منذ انطلاق معرض طهران الدولی الثامن والعشرین للکتاب؛ ما تزال العائلات تتوافد إلى المعرض بکثافة؛ …
حیث یشکل المعرض بالنسبة للجمهور الإیرانی فرصة لإقتناء أفضل الکتب، حتى باتت هذه الزیارات بمثابة تقلیدٍ رسمی کل عام.
إذا هل هو تقلید إیرانی بأن تأتی العوائل إلى معرض الکتاب فقط لتشارک بهذا المحفل الثقافی الأکبر على مستوى الجمهوریة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة؟، أم ثقافةٍ یتحلى بها الشعب الإیرانی؟، أم هو دلیلٌ على أن الشعب الإیرانی کبیراً وصغیراً یهوون القراءة؟؛ حیث لوحظ هذا منذ الیوم الأول للمعرض وهو مستمرٌّ وبإزدیاد مع إقتراب العد العکسی للإختتام، فالجمیع یعود من المعرض وبیده بعض المؤلفات والبعض یعو بأعدادٍ کبیرة.
أحد الزوار یقول لـ “قدس أونلاین” إنّ معرض طهران الدولی للکتاب یختلف عن جمیع معارض الکتب فی العالم أجمع؛ فهنا فی إیران لا یتوافد محبی القراءة وأهل المطالعة والکتاب فقط، إنما تأتی العائلات بأکملها کبارهم وصغارهم وجمیعهم یأتون لمتابعة أحدث الکتب المطروحة والتی تناسب جمیع الأعمار؛ إضافةً إلى التسلیة وتقضیة بعض من الوقت.
قدس أونلاین توجهت بهذه الأسئلة إلى بعض العائلات المتواجدة فی المعرض حیث أتت أجوبتهم متقاربة نوعاً ما حیث یقول السید یاسر حسنی: “آتی کل عام إلى المعرض أنا وزوجتی وولدی لنشارک بهذا المحفل الذی یدعوا إلى الافتخار ببلادنا بالدرجة الأولى، وأیضاً لنبحث عن کُتبٍ تناسب عمری وأعمار زوجتی وأولادی سواء کانت جامعیة أو مدرسیة أو عمومیة، فالقراءة فی عائلتنا عبارة عن تقلید یومی”.
وحول ما إذا کانت القراءة تقلید أم ثقافة، قالت السیدة مهتاب نجاری لـ “قدس أونلاین”: “من الممکن أن نجمع الأمرین مع بعض؛ فالشعب الإیرانی منذ القدم وهو معروفٌ عنه بأنه یهتم بالمراسم الثقافیة الخاصة به سواء کانت على المستوى الداخلی أو الدولی، وجمیعنا صغاراً وکباراً نهتم بالقراءة، أما الأمر الثانی هو أن هناک نسبة کبیرة تذهب خلف الکتب ومطالعتها شبان وشابات کبار وصغار، والأمر الجید أن المعرض یوفر کل احتیاجاتنا من کتب لنتداولها، وهذا یعکس صورة جیدة عن الشعب الإیرانی وثقافته للعالم الخارجی، وهو أمرٌ یبعث على الفخر عندما ترى هذه الأعداد الکبیرة تتوافد إلى المعرض ولیس فقط الشباب وکبار السن وأهل المطالعة، بل وحتى الأطفال وعائلات بأکملها تأتی بحثاً عن الکتب وهذا بدوره یقوی المعرفة والعلم الثقافة ویجعل البلد تتقدم على المستوى الثقافی والعلمی”.
المصدر: قدس أونلاین