أكد الزعيم الديني البحريني سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم ، الخميس،ان الأمن لا يمكن أن يتم في ظل الصراعات الدائمة بين الحكومات و شعوبها ، و وصف في بيان سياسة الاستحواذ على كل شيء بأنها “سياسة غبية” ، و تمثل مغامرة مجنونة فاشلة على حكومات الأرض كلها أن تتعلم سريعاً فشلها، وأن نتائجها على عكس ما يؤملون ، مشددا على رفض التسويات “الصورية المهينة” ، وعدم الرجوع إليها.
وقال ایة الله الشیخ قاسم فی بیانه الذی اصدره مساء الخمیس : سخف فی الرأی واستسلام للهوى والغرور، أن تطلب حکومة البقاء بظلم شعبها بما یستفزّه، والأمن بما یسلب منه الأمن، والاستئثار والبذخ بما یجعله أسیر الجوع والحاجة، وتعزیزَ الموقع، وتکثیف السلطاتِ بتهمیشه وإقصائه وإذلاله .
وجاء فی البیان : إنه الوضع الذی یخلق حالات من صراع الوجود، ویزید فی تأججه لیرهق بأثاره کاهل الطرفین، ویذهب بأرواح الأبریاء فی ظلمٍ لا تنضبط حدوده، ولا یسمح بأمن على الإطلاق . سیاسة الأرض لنا… الثروة لنا… الملک لنا… الأمر والنهی لنا… أنتم لنا… لا شیء لکم إلا ما نرى ونسخو به من فتات، صارت سیاسة غبیة جداً حسب الواقع، ولم تعد محل صبر من أی شعب من الشعوب ، وتمثل مغامرة مجنونة فاشلة على حکومات الأرض کلها أن تتعلم سریعاً فشلها، وأن نتائجها على عکس ما یؤملون.
وصراع الشعوب حین یطول، وتتضخم تضحیاته، وتتعمق جراحه، ویصیب بآلامه الشباب والناشئة والرجال والنساء والکهول والشیوخ، وتعم کل بیت وشبر من الأرض وکل الأیام لا یمکن أن یسمح للشعب أن یتوقف عن جهاده، وأن یتراجع عن مطالبه، ویعود إلى موقع الإهمال والذل والهوان الذی أعطى للتخلص منه کل بذله وتضحیاته، وصبر من أجل ذلک على آلامه.
والتسویات الصوریة والمهینة تکریس للوضع الضاغط السابق المذل المهین الذی فر منه ولا یقبل أن یعود إلیه.
هذا واقع لا فرضیة… واقع تدل علیه المواصلة الطویلة للعطاء، والصبر الثقیل على الآلام، والعزم الشدید على الصمود.
واقع لابد أن یقنع بضرورة التوقف عن تعذیب الشعب، وعبثیة الاستمرار فی التنکیل به، والإصرار على إذلاله، وفشل أن یکون أمن السلطة بسحق أمنه.
وما أجدر شعب البحرین بالتعامل الإنسانی الرفیع معه، وما أحقه بالتمتع بکامل الحقوق والحریة والکرامة خاصة وقد التزم فی حراکه الإصلاحی فی طابعه العام خط السلمیة وعدم النیل من الدماء والأموال.
شعب یستحق کل التقدیر، وهل من یقدره؟!”.