– أبرز دوافع المعاصي:
أ- إقعاد النفس بأغلال المعاصي:
الُمقعَد: هو الذي لا يستطيع الحركة، ولكنّ الإنسان القادر على الحركة قد تُقعِدهُ الأغلال؛ وهي: هوى النفس، والنفس الأمّارة بالسوء، والخُلُق السيّئ؛ من أنانية، وغيرها. فهي أغلال نفسية تجعل الشيطان مسيطراً عليه يسوقه حيث ما أراد:
قال تعالى: ﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾19.
وقال تعالى أيضاًـ: ﴿وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴾20.
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “بينما موسى عليه السلام جالساً، إذ أقبل إبليس… قال موسى: فأخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه؟ قال: إذا أعجبته نفسه، واستكثر عمله، وصغر في عينه ذنبه”21.
________________________________________
17- الطبرسي، الحسن بن الفضل: مكارم الأخلاق، ط6، لام، منشورات الشريف الرضي، 1392هـ.ق/ 1972م، ص464.
18- المتّقي الهندي، كنز العمّال، م.س، ج15، ح43120، ص788.
19- المجادلة: 19.
20- الزخرف: 36.
21- الكليني، الكافي، م.س، ج2، كتاب الإيمان والكفر، باب العجب، ح8، ص314.
ولذا، كانت الخطوة الأولى للخلاص تكمن في فكّ هذه الأغلال، والخروج من ولاية الشيطان إلى ولاية الله تعالى:
قال تعالى:﴿اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾22.
وقال تعالى-أيضاً-: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾23.