المراجعات بقلم الإمام عبد الحسين شرف الدين الموسوي32
7 يونيو,2018
بحوث اسلامية, صوتي ومرئي متنوع
717 زيارة
المراجعة 49 ش
11 المحرم سنة 1330
1 – الاعتراف بفضائل علي
2 – فضائله لا تستلزم العهد بالخلافة إليه .
1 – قال الإمام أبو عبد الله أ حمد بن حنبل : ( ما جاء لأحد من أصحاب
رسول الله من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب ) ( 604 ) ( 1 ) وقال ابن
عباس : ( ما نزل في أحد في كتاب الله ما نزل في علي ) ( 2 ) ( 605 ) وقال مرة
أخرى ( 3 ) : ( نزل في علي ثلاثمئة آية من كتاب الله عز وجل ) ( 606 ) ، وقال مرة
ثالثة : ( 4 ) ( ما أنزل الله : يا أيها الذين آمنوا ، إلا وعلي أميرها وشريفها ، ولقد
عاتب الله أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، في غير مكان من كتابه العزيز ،
وما ذكر عليا إلا بخير ) ( 607 ) ا ه وقال عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة : ( كان
لعلي ما شئت من ضرس قاطع في العلم ، وكان له القدم في الاسلام ، والصهر من
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والفقه في السنة ، والنجدة في الحرب ، والجود
في المال ) ( 1 ) ( 608 ) وسئل الإمام أحمد بن حنبل عن علي ومعاوية ، فقال ( 2 ) :
( إن عليا كان كثير الأعداء ، ففتش أعداؤه عن شئ يعيبونه به فلم يجدوه ، فجاؤوا
إلى رجل قد حاربه وقاتله ، فأطروه كيدا منهم به ) ( 609 ) ا ه وقال القاضي
إسماعيل ، والنسائي وأبو علي النيسابوري ، وغيرهم ( 3 ) : ( لم يرد في حق أحد من
الصحابة بالأسانيد الحسان ما جاء في علي ) ( 610 ) .
2 – وهذا مما لا كلام فيه ، وإنما الكلام في عهد الرسول إليه بالخلافة عنه ،
وهذه السنن ليست من النصوص الجلية في ذلك ، وإنما هي من خصائص الإمام
وفضائله ، لا تسعها الأرقام ، ونحن نؤمن بأنه كرم الله وجهه ، أهل لها ولما فوقها ،
ولقد فاتكم منها أضعاف أضعاف ما ذكرتموه ، وقد لا تخلو من ترشيحه للإمامة ،
لكن ترشيحه لها غير العهد بها إليه كما تعلمون ، والسلام .
س
المراجعة 50 رقم : 13 المحرم سنة 1330
وجه الاستدلال ( بخصائصه ) على إمامته
أن من كان مثلكم ثاقب الروية ، بعيد المرمى ، خبيرا بموارد
الكلام ومصادره ، بصيرا بمراميه ومغازيه ، مستبصرا برسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ، وحكمته البالغة ، ونبوته الخاتمة ، مقدرا قدره في أفعاله
وأقواله ، * ( وأنه لا ينطق عن الهوى ) * لا تفوته مقاصد تلك السنن ولا
تخفى عليه لوازمها عرفا وعقلا ، وما كان ليخفى عليك – وأنت من أثبات
العربية وأسنادها ( 1 ) – أن تلك السنن قد أعطت عليا من المنازل المتعالية ما
لا يجوز على الله تعالى وأنبيائه إعطاؤها إلا لخلفائهم وأمنائهم على الدين
وأهله ، فإذا لم تكن دالة على الخلافة بالمطابقة فهي كاشفة عنها البتة ،
ودالة عليها لا محالة بالدلالة الالتزامية ، واللزوم فيها بين بالمعنى
الأخص . وحاشا سيد الأنبياء أن يعطي تلك المنازل الرفيعة إلا لوصيه
من بعده ، ووليه في عهده . على أن من سبر غور سائر السنن المختصة
بعلي ، وعجم عودها بروية وإنصاف ، وجدها بأسرها – إلا قليلا منها –
ترمي إلى إمامته ، وتدل عليها أما بدلالة المطابقة ، كالنصوص
السابقة ( 1 ) ، وكعهد الغدير ، وأما بدلالة الالتزام كالسنن التي أسلفناها –
في المراجعة 48 – وكقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ” علي مع القرآن ،
والقرآن مع علي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ( 2 ) ” ( 611 ) ، وقوله
صلى الله عليه وآله : ” علي مني بمنزلة رأسي من بدني ( 3 ) “
( 612 ) وقوله صلى الله عليه وآله ، في حديث عبد الرحمن بن
عوف ( 4 ) : ” والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة ، ولتؤتن الزكاة ، أو
لأبعثن إليكم رجلا مني أو كنفسي . . . – الحديث ، وآخره – فأخذ بيد علي ،
فقال ، هو هذا ” ( 613 ) إلى ما لا يحصى من أمثال هذه السنن ، وهذه
فائدة جليلة ألفت إليها كل غواص على الحقائق ، كشاف عن الغوامض ،
موغل في البحث بنفسه لنفسه ، لا يتبع إلا ما يفهمه من لوازم تلك السنن
المقدسة ، بقطع النظر عن العاطفة ، والسلام .
2018-06-07