في أحضان أسرة متدينة ومحافظة ولد عباس في عام 1961م في حي جميلة في العاصمة بغداد، وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية فيها.
تعرض إلى التهديد والتحذير من قبل أزلام البعث بسبب مواظبته على صلاة الجماعة في المسجد ولكونه شابًّا مؤمنًا واعيًا، لم يعبأ ولم يعر أي اهتمام لتهديدات عناصر الحزب الكافر.
بقي مصرًّا على التردد على المسجد، إلى ان قامت مجموعة من أزلام صدام بمداهمة منزل والديه بصورة وحشية بتاريخ 16/05/1980م لجمعهم وإلقائهم خلف الحدود، ولم يسمح لهم باصطحاب أي شيء من أمتعتهم مثلما تعرضت لها الأسر التي تم تهجيرها من ديارها ظلما وعدوانا.
التحق بقوات حزب الدعوة الإسلامية في معسكر الشهيد الصدر قدسسره بداية عام 1981م واشترك في عدة نشاطات جهادية وثقافية حتى بداية عام 1982م حيث انتقل إلى الاتحاد الإسلامي لطلبة العراق في طهران ليكون عضوًا فعالًا فيه إلى فترة تزيد على السنة، ثم ذهب إلى مدينة قم المقدسة لينتهل من حوزتها العلمية علوم أهل البيت عليهمالسلام.
بعد إكماله السنة الأولى من الدراسة الحوزويّة دفعه حماسه الديني وشعوره بالمسؤولية تجاه وطنه وأبناء شعبه للالتحاق بقوات بدر، بتاريخ 1/03/1984م ضمن الدورة السادسة التي أقيمت في معسكر الشهيد الصدر — دورة الشهيد أبيحمزة الثمالي— بعد انتهاء الدورة التدريبية انضم إلى الفوج الثالث من أفواج المجاهدين.
أشترك في عمليات جهادية قرب جزيرة مجنون وبتاريخ 11/03/1985م اشترك في عمليات تحرير منطقة الترابة في هور الحويزة واستقر مع فوجه في منطقة البنيات( ).
بتاريخ 22/03/1985م حاول العدو استعادة مخفر الترابة بواسطة أحد أفواجه الذي تلقى تدريبات خاصة في مناطق أهوار العمارة ولكنهم أضلوا الطريق وتوسطوا شط النهروان فكان مجاهدو الفوج الثاني لهم بالمرصاد فصبوا عليهم النيران وانطلقت نحوهم الزوارق وعلت صيحات الله أكبر من حناجر المؤمنين المجاهدين فقتل من قتل وأسر من أسر ولاذ القليل بالفرار سباحة خلال القصب الكثيف، فما كان من العدو المهزوم الّا أن يرد بالقصف المكثف فاستشهد على أثره هو والشهداء طاهر حسين هاشم( ) ويحيى برهان( ) وهادي خورشيد عبدالله( ) وماجد حميد حسن( ) وأبوجعفر الكاظمي( ) فعرجت أرواحهم إلى أعلى عليين لمرافقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.
شيع ودفن في مقبرة جنة الزهراء في مدينة طهران.
يقول السيد أبوتيسير الموسوي( )«تعرفت على الشهيد أبوفاضل الحيدري في الفوج الثالث الذي كنت مرشدا فيه، وكان شابا مؤمنا جذّابا يتمتع بشفافية، ترك دراسته للتطوع الى ميادين الجهاد هو وأخيه أبوشهاب الحيدري( )؛ قال لي يومًا أن أخي أليق للشهادة مني ويستشهد قبلي ولكن شاءت الأقدار أن يستشهد هو قبل أخيه. كان يصلي بتوجه وخشوع وكان يقرأ دائما في سجوده اللهم إني أسألك العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة، وهذا الذكر هو من جملة التعقيبات العامة شجعني على حفظه. كنت معه في مقر الفوج الثالث في منطقة البنيات على يمين مخفر الترابة، وكان معنا معاون آمر الفوج السيد أبوحسين الهاشمي ومجموعة من المجاهدين وكان القصف المدفعي شديد ومركّز وكنا نتنقل بواسطة الزورق من مكان إلى آخر تحاشيا لذلك القصف. ولما تركتهتم وانتقلت الى موقع آخر، سمعت بوقوع قذيفة مدفع على مقرهم فاستشهد ومجموعة معه .
من وصيتة رحمهالله:
إخواني الأعزاء، الإسلام بحاجة إلى دمائكم، فأهلكم في العراق يتنتظرونكم، فهبوا إلى مساعدتهم فليس لهم سواكم، وهذا ابن الحسين عليهالسلام يستصرخكم فلبوا النداء وقدموا الدماء في سبيل الله، فإنه ينصر من ينصره.
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًّا
1. أبوفاضل الحيدري 2. عبد الرحمن المنشداوي 3. أبويوسف المخابر
4. أبوعلي الكاظمي 5. أبوصباح المخابر 6. أبومؤيد اللبناني
7. أبو علياء الميالي 8. أبوياسر الكاظمي 9. أبوذرالبصري