إلى والدي العزيز، سلام من الله عليك، أكتب وصيتي هذه وأنا حُرمت من رؤياك منذ أربع سنوات لأنك في قعر سجون البعث الكافر ولا أدري هل أراك أم لا؟
بهذه الكلمات بدأ كتابة وصيته قبل استشهاده بأيام وهي وصية مملوءة بكلمات الشوق والحنين إلى الوالد الذي رباه فأحسن تربيته وعلمه سبل الخير فأحسن تعليمه.
ولد علاء عام 1966م في منطقة الحرية الثالثة في العاصمة بغداد وترعرع في كنف أسرة متدينة
وملتزمة بتعاليم الإسلام. كان لايفارق والده حتى في عمله إلى ان فرقتهم يد الخبث الصدامي يوم أودع الوالد في السجن بسبب إيمانه بالإسلام منهجًا للحياة فقد قام جلاوزة البعث بمداهمة منزلهم بغتة واعتقلوهم جميعا وأودعوا السجن لمدة سبعة عشر يومًا مع التعذيب النفسي والجسدي ثم هجّروا قسرًا إلى الجمهورية الإسلامية ماعدا والده فقد بقي في غياهب السجون، لم يعرف عن مصيره شيء منذ عام 1980م.
عندما بلغ من العمر ستة عشر سنة التحق بقوات بدر بتاريخ 04/10/1983م ضمن الدورة الرابعة المركزة — دورة الشهيد أبيرحيم دلو( )— وبعد إكمال تدريباتها العسكرية ودروسها الثقافية، نُسّب إلى فوج الإسناد.
أشترك في عدة واجبات جهادية في شرق البصرة وفي عمليات تحرير جزيرة مجنون في هور الحويزة.
نال وسام الشهادة الرفيع بتاريخ 28/10/1984م في هور الحويزة وهو يؤدي واجبه الجهادي ليرحل إلى ربه شهيدًا مفارقًا هذه الدنيا وهو يحمل آهات فراق والده.
شيع جثمانه الطاهر ودفن في مقبرة الشهداء في العاصمة طهران.
من وصيته رحمهالله:
والدي العزيز لاأدري هل أراك أم التحقتَ بالإمام المرجع الشهيد محمد باقر الصدر قدسسره.
فإن أنا استشهدت وأنت حي فلا تحزن عليّ لأني قمت بالدفاع عن الدولة الإسلامية ودولة الإمام صاحب الزمان عجلاللهفرجه.
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًّا
أحد المجاهدين يتربص بالعدو — هور الحويزة 1985م