إنّ أعظم الناس حسرة يوم القيامة – الشیخ عباس المعتقدی
10 فبراير,2017
طرائف الحكم
2,615 زيارة
قال علي بن أبي طالب(عليه السلام):« إنّ أعظم الناس حسرة يوم القيامة رجل إكتسب مالا من غير طاعة الله فورّثه رجلا أنفقه في طاعة الله فدخل به الجنّة و دخل الأول النار» (غرر الحكم ج1/242)
كما نعلم إن الله تبارك و تعالي أرسل إلينا دستورا كاملا لأمور دنيانا و أخرينا، ففي الموضوعات الإقتصادية قد دوّنت كتب و أبواب في الفقه الاسلامي و منها باب أو كتاب المتاجر و المكاسب، إنّ في الكتب الفقهية الشيعية و منها اللمعة الدمشقية و شرحه للشهيدين الاول و الثاني و كتاب الشرايع للمرحوم الحلي و غيرهما أبواب في المتاجر و المباحث الاقتصادية الأخري كالكفالة و الاجارة والمزارعة و المضاربة و إحياء الموات و غيرها و منبع جميع المباحث هو الكتاب و السنة و سائر المنابع التي يستنبط منها الأحكام الفرعية. و البعض من الفقهاء كالشيخ الانصاري ألف كتابا في المكاسب و البيع و الخيارات و سماه بإسم كتاب المكاسب و وسّع المباحث في هذه الابواب و البعض الأخري كالمرحوم الشيخ محمد حسن النجفي المشهور بصاحب الجواهر ألف كتاب الجواهر و ذلك في شرح الشرايع و وسع المباحث الفقهية و منها أبواب المتعلقة بالموضوعات الاقتصادية و الغرض من جميع هذه المباحث هو الإهتمام بصحة المعاملات و العقود و الايقاعات و ذلك بجانب الوظائف و التكاليف العبادية و الاخلاقية.
إن الله تبارك و تعالي يأمرنا في القرآن الكريم بأن لا نأكل أموالنا بيننا بالباطل و أحلّ البيع و حرّم الربا و جعل في أموالنا حقوقا يجب علينا أن نردّها إلي أهلها و من الحقوق الواجبة هي الزكوه و الخمس و هما من الفروع الدينية و ورد في الروايات بأن الدنيا في حلالها حساب و في حرامها عقاب، فبعد هذه الشريعة الكاملة التي لم يغمض فيها صغير الدنيا و لا كبيرها، فعلي جميع المكلفين التدقيق و الإهتمام في جميع قضاياهم الدنيوية و الاخروية و خاصة في كسب المال و صرفه .
فالدنيا ليست هدفا و مقصدا لأهلها بل هي الطريق إلي الآخرة و الآخره هي المأوي و ورد في حديث آخر عن أميرالمؤمنين(عليه السلام) « إحذر الدنيا فإنها شبكة الشيطان و مفسدة الايمان» فالإنسان يجب أن يعرف حد الدنيا و الآخرة و يعمل لدنياه علي قدر مقامه فيها و للآخرة علي قدر بقائه فيها كما ورد في بعض الروايات، اما من يجمع المال في الدنيا فيجب أن لا يكون في قلبه و روحه حبّه و يدفع الحقوق اللازمة و يصل الرحم ويأخذ بيد المساكين و الفقراء و يدّخر ماله لأخراه و يقدّمه إلي بعد موته. في هذالحديث يتكلم الامام عن رجل له أعظم الحسرات يوم القيامة و هو الذي جمع المال في معصية الله فيرثه أولاده أو ورثته فينفقون هذه الاموال التي إكتسبها في المعصية و الظلم و الباطل في سبيل الله فيدخل ذلك الرجل في النار و يدخل الورثة في الجنة فكيف يكون حاله حينما ينظر إلي وراثه في الجنة وهم دخلوا الجنة بصرفهم أمواله في طاعة الله تبارك و تعالي.
الامام علي طرائف الحكم يوم القيامة 2017-02-10