تابع الخبراء العسكريين الاجانب المعتمدين في السفارات الاوروبية والعربية في لبنان، لحظة بلحظة سير العمليات العسكرية في منطقة القلمون، وكيف يقاتل حزب الله؟ وكيف يدير المعارك؟ وبأي خطط وتكتيكات، بالاضافة الى جهوزية مقاتليه ونقاط قوتهم، ونقاط ضعفهم اذا وجدت.
واضافت صحیفة الدیار في مقال نشرته بقلم رضوان الذیب ،کان معظم الملحقین العسکریین الاجانب والعرب یعتقدون ویجزمون، کما نقلوا لامنیین لبنانیین، ان حزب الله سیغرق في معارك الجرود وسیستنزف، وسیفقد الکثیر من مقاتلیه، ولن یحقق الحسم قبل 4 أشهر، واستندوا في تقویمهم ایضاً الى خبراء عسکریین لبنانیین یتصدرون شاشات التلفزة ویطلقون نظریات عسکریة على هواهم ومعظمها یستند الى رغبة شخصیة وبعضها یستند الى حقد سیاسي وبعضها الآخر تقني بامتیاز.
وحسب المعلومات والمتابعین للتطورات العسکریة، فإن انجازات المقاومة وادارة قیادتها للعملیات العسکریة في القلمون اذهلت کل الخبراء العسکریین الاجانب والعرب في لبنان وارسلوا تقاریر الى دولهم حملت کل الاعجاب والثناء بمقاتلي حزب الله وصبرهم وصلابتهم وتدریبهم العالي وامتلاکهم الخبرات القتالیة الاستثنائیة التي لا تملکها اکبر جیوش العالم، واعتمدوا «مدارس» عسکریة جدیدة في حروب التلال والمناطق الوعرة والجبال، بعیدة عن الاسلوب التقلیدي الکلاسیکي القائم على القصف المدفعي والجوي وتجنب استخدام الجیوش على الارض في المناطق الصخریة والوعرة الواسعة لانکشافها، وکذلك لقدرة المسلحین الدفاع عنها، حتى ولو کانوا باعداد قلیلة واعاقة تقدم رتل عسکري مهما کان تجهیزه عبر الکمائن المتنقلة والکر والفر، والتخفي في المغاور والانفاق. کما ان مساحة جرود عرسال والقلمون الواسعتین الى حدود الـ 1000 کلم مربع تسمح للمسلحین باصطیاد اي قوة مهاجمة واعاقة تقدمها لاشهر، لکن مقاتلي حزب الله کسروا کل النظریات العسکریة التقلیدیة القائمة بین الجیوش وکتبوا نظریات جدیدة عنوانها «العنصر البشري» و«الایمان» القادرة على هزیمة اکبر جیوش العالم، والحزب الذي هزم الجیش «الاسرائیلي» سیهزم التکفیریین، وهذا هو سر انتصار «رجال الله فی المیدان».
وتشیر المعلومات الى ان خبراء عسکریین اجانب نقلوا الى قیادات عسکریة لبنانیة اعجابهم بأداء المقاومة والثناء علیه، وبأنهم فعلا یستحقون «الاحترام العسکري» جراء ما حققوه بسرعة قیاسیة من انجازات سریعة في مرتفعات شاهقة یصل ارتفاعها الى حدود الـ 3000 متر، وهذا یکشف عن الاستطلاع الجید لطبیعة الارض ومعرفتهم بکیفیة توزع مراکز المسلحین ومعرفتهم بنقاط قوتهم وضعفهم، وکشف کمائنهم وانتشارهم. کما ابدوا اعجابهم «بتکتیکات» حزب الله وکیفیة تقدمهم لیلا والوصول الى مشارف مواقع المسلحین و«الاطباق» علیهم صباحاً ومن مسافات قریبة، وهذا یتطلب جرأة وصبراً وخبرات استثنائیة وهذا التکتیك غیر موجود في اي جیش في العالم لأنه یتطلب ممیزات استثنائیة وتدریباً شاقا وطویلاً. کما اشادوا بالتنسیق بین الوحدات القتالیة والاسناد المدفعي وعمل طائرات الاستطلاع «مرصاد» وهذا ما یکشف عن امتلاك الحزب لنوعیة «اتصالات» متقدمة.
لکن اللافت ان الخبراء اشادوا بکیفیة التنسیق بین جیش نظامي «الجیش العربي السوري» الذي یعتمد الاسلوب الکلاسیکي، بالقتال وبین مقاتلي «حزب» لا یعتمدون الاطار التقلیدي. وهذا یکشف ایضا مدى التنسیق واستیعاب مقاتلي الحزب لکل الفنون العسکریة. وهذا ما نقله الخبراء العسکریون الى دولهم کما نقلته قیادات عسکریة لبنانیة الى سیاسیین لبنانیین یتابعون معارك القلمون.