الرئيسية / تقاريـــر / التونسيون وخطر “داعش” – روعة قاسم

التونسيون وخطر “داعش” – روعة قاسم

يراقب التونسيون بتوجس وحذر شديد التطورات الأخيرة في الجارة ليبيا، حيث “قضم” ما يسمى تنظيم “داعش” مزيدا من الأراضي وسط البلاد  وسيطر على مدن ومراكز حيوية. فقد سيطر التنظيم على محطة الخليج البخارية لإنتاج الكهرباء بمدينة سرت مسقط رأس القذافي بعد أن انسحبت منها الكتيبة التابعة لقوات فجر ليبيا ذات التوجهات الإخوانية.

والحقيقة أن فك الارتباط هذا بين قوات فجر ليبيا ذات التوجهات الإخوانية والجماعات التكفيرية جاء بقرار أمريكي صرف. فوفقا لمصادر ديبلوماسية فإن زيارة الصهيوني جون ماكين الأخيرة للمنطقة، والتي التقى خلالها قادة من حركة النهضة التونسية على رأسهم رئيس الحركة راشد الغنوشي كان الاتفاق هو أن تساهم الحركات الإخوانية في محاربة “داعش”، مقابل ضغط الولايات المتحدة على حلفائها في المنطقة وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية بغية إلغاء تصنيف الحركات الإخوانية ضمن التنظيمات الإرهابية، والعمل على مشاركتهم في الحكم مجددا في بلدان ما يسمى “الربيع العربي”.

وللإشارة، فإن “داعش” في ليبيا يضم أعدادًا هائلة من التونسيين ولعلهم العمود الفقري للتنظيم، بحسب تأكيدات أطراف ليبية، وقد عبَّر بعض هؤلاء في غير مناسبة من خلال تسجيلات مصورة عن عزمهم استهداف بلادهم في اللحظة الحاسمة. كما أن ما يحصل في الجنوب التونسي من احتجاجات على الفساد في قطاع المحروقات يعتبره بعض الخبراء تمهيدًا لمرحلة من الفوضى قد يشهدها الجنوب التونسي بفعل خطر قادم من ليبيا.

تحذير

ويحذر العديد من الخبراء التونسيين من مغبة الاعتماد على الخارج سواء كان عربيا أو غربيا في أية استراتيجية دفاعية ضد التنظيمات التكفيرية على الحدود. فقد أثبتت التجارب أن هناك دولًا يمكن أن تنقل معاركها إلى خارج أراضيها، فتحول أرضك إلى ساحة لتصفية الحسابات، وبالتالي فإن مقاومة هذه الظاهرة الإرهابية يجب أن تكون تونسية محضة، بحسب هؤلاء، مع التنسيق الاستخباراتي وتبادل المعلومات مع الجوار مغاربيا وعربيا.

يشار إلى أن تنظيم “داعش” يلقى إقبالًا كبيرًا من الشباب الليبي المهمَّش في المناطق التي تمت السيطرة عليها وسط ليبيا، وذلك نتيجة للمعاملة السيئة للمواطنين من قبل جماعة “فجر ليبيا” الذين عرفوا بقسوتهم المبالغ فيها في التعامل مع أنصار النظام السابق. فهناك اتهامات حقيقية لنظام القذافي أو بقاياه بالتعامل مع “داعش” بعد إصابة الكثير من رموز هذا النظام باليأس والإحباط نتيجة التهميش وسوء المعاملة الذي يتعرضون له في “ليبيا الجديدة”.

خطر حقيقي

ويؤكد جلُّ الخبراء والمحللين في تونس على أن فرضية قيام تنظيم “داعش” بمحاولة احتلال أراض داخل التراب التونسي أمرٌ واردٌ وعلى الجميع الاستعداد له. فهناك خطر حقيقي يهدد الخضراء يوجب توفير كل الظروف الملائمة لمواجهته ديبلوماسيًّا (من خلال امتلاك الأوراق القادرة على الضغط على الجهات الداعمة لهذه التنظيمات) واستخباراتيًّا (من خلال اختراق هذه الجماعات لمعرفة أجنداتها وتحركاتها) وعسكريًّا (من خلال تجهيز الجيش التونسي وتدريبه على حرب العصابات التي تختلف عن الحروب مع الجيوش النظامية).

 

نقلاً عن موقع العهد

شاهد أيضاً

خطر داعش على الغرب: بين البيئة الحاضنة وجنون العظمة، تاريخٌ وحقائق

استدعى تطور العمليات الخارجية لتنظيم داعش الإرهابي، الحديث عن نتيجة وصوله لمرحلة اعتباره خطراً على ...