يوجه الكثير من الانتقاد الى سياسة اوباما تجاه التعامل مع تنظيم “داعش” والكيفية التي تتم فيها محاربة هذا التنظيم، وجاءت الانتقادات من العديد من الاطراف من داخل اميركا وخارجها ووصل الامر الى ان شخصيات بارزة على مستوى السياسة الاميركية وجهت انتقادا لاذعا الى الخطط التي تضعها ادارة اوباما في هذا الصدد ووصفت تلك الخطط بغير المجدية. وفي اطار الصراع بين الحزبين الابرز في اميركا (الجمهوري والديمقراطي) وجه خصوم اوباما من الجمهوريين العديد من الانتقادات الى الخطط التي توضع للخلاص من “داعش”، والسؤال المطروح هو: هل حقا ان سياسة اميركا تجاه “داعش” تخلو من ستراتيجية معينة؟.
بعيدا عن صراع الاحزاب في اميركا فانه ليس كل ما يحصل من خطط ستراتيجية يمكن ان يطرح الى العلن واميركا التي تمتلك الكثير من خيوط اللعب في السياسة الدولية من غير الممكن ان تقف عاجزة عن وضع ستراتيجية للخلاص من “داعش” ولكن هذه الستراتيجية يجب ان تتماشى مع المصالح الاميركية ولذلك هي تضع الستراتيجية المطلوبة لزمن “داعش” وما بعده ومن هذا المنطلق فان الطريقة التي يراد من خلالها التخلص من “داعش” يجب ان تفتح الابواب امام مجمل المصالح الاميركية في المنطقة وان تقع الثمار في السلة الاميركية.
كان اهم شعار لاوباما عندما خاض غمار منافساته في الانتخابات الاميركية هو قضية الانسحاب من العراق ولكنه الانسحاب الذي يضمن مصالح اميركا في المنطقة والذي يخلق صداقات جديدة في المنطقة ايضا ويحقق المصالح العسكرية والاقتصادية لها في منطقة الشرق الاوسط وليس الانسحاب على الطريقة العراقية التي لم تتح لاميركا الحصول على القواعد.
اليوم الصراع مع “داعش” يطول ورئيس الوزارء حيدر العبادي يعي تماما خطورة حرب الاستنزاف التي قال اننا لن نسمح بها، والعبادي ما اطلق تحذيره الا لشعوره ان البعض يريدها كذلك ليتمكن من وضع خططه وسترتيجياته في المنطقة بعد ان تستنزف طاقات العراق وبعد ان يعجز عن التخلص من “داعش” بقدراته الخاصة.
اميركا لها ستراتيجياتها الطويلة الامد في المنطقة وهي ليست بدون ستراتيجية كما يتصور البعض في حربها مع “داعش”، بل هي الستراتيجية التي تتيح لها الوصول الى غاياتها وان تضاربت مع غايات دول المنطقة او غايات العراق.اليوم اميركا تتحدث عن ارسال اعداد اخرى من العسكريين الى العراق وتريد أن تفتح لها اكثر من منفذ في اكثر من قاعدة، وكلما مر الوقت بدون علاجات شافية لـ”داعش” ازدادت الحاجة الى المزيد من هكذا خطط وعندما تكتمل حلقات التواجد الاميركي المريح يمكن الحديث عن الخلاص من “داعش” وفقا للستراتيجية الاميركية وان كانت تأخذ وقتا اكثر من المعقول ولكنه المعقول وفقا للمصالح الاميركية ومن هذا فان اميركا تتحرك وفقا لستراتيجية مصالحها فهل ندرك ذلك ونعمل وفقا له؟
شاهد أيضاً
أميركا تكشف غداً الصفحات السرية في تحقيق 11 أيلول وعلاقة السعودية
قالت مصادر أمريكية مسؤولة، لـCNN، اليوم الخميس، إن الولايات المتحدة سوف تكشف غدا عن الصفحات ...