الرئيسية / بحوث اسلامية / الاسئلة و الأجوبة » الإسراء والمعراج » ما المراد بـ(آيات ربّه الكبرى)

الاسئلة و الأجوبة » الإسراء والمعراج » ما المراد بـ(آيات ربّه الكبرى)

جاسم حميد العطواني / العراقالسؤال: ما المراد بـ(آيات ربّه الكبرى)
في واقعة الإسراء والمعراج، ما المقصود بـ(الآيات الكبرى) التي أراد الله سبحانه وتعالى أن يُرَيها إلى الرسول الكريم(صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟
الجواب:
الأخ جاسم المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الفيض الكاشاني في (التفسير الأصفى):
(( لَقَد رَأَى مِن آيَاتِ رَبِّهِ الكُبرَى )) (النجم:18) (فآيات الله غير الله).
وفي النبوي: سئل عن هذه الآية؟ فقال: (رأيت نوراً).
أقول: إنّما اختلفت الأجوبة لاختلاف مراتب أفهام المخاطبين في الذكاء وغموض المسألة.
(( أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى )) (النجم:12) : أفتجادلونه عليه؟ من: المراء.
(( وَلَقَد رَآهُ نَزلَةً أُخرَى )) (النجم:13): مرّة أُخرى، بنزول ودنو.
(( عِندَ سِدرَةِ المُنتَهَى )) (النجم:14): (التي تنتهي إليها أعمال أهل الأرض). كذا ورد.
(( عِندَهَا جَنَّةُ المَأوَى )) (النجم:15): التي يأوي إليها المتّقون؛ قال: (وإنّ غلظ السدرة لمسيرة مائة عام من أيّام الدنيا، وإنّ الورقة منها تغطي أهل الدنيا).

وفي النبويّ: (رأيت على كلّ ورقة من ورقها ملكاً قائماً يسبّح الله عزّ وجلّ).
(( إِذ يَغشَى السِّدرَةَ مَا يَغشَى )) (النجم:16)، تفخيم وتكثير لما يغشاها، بحيث لا يكتنهها نعت ولا يحصيها عد.
القمّي: لمّا رُفع الحجاب بينه وبين رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) غشي نوره السدرة.
(( مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى )) (النجم:17): ما مال بصر رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) عمّا رآه.
(( وَمَا طَغَى )): وما تجاوزه، بل أثبته إثباتاً صحيحاً مستقيماً.
(( لَقَد رَأَى مِن آيَاتِ رَبِّهِ الكُبرَى ))، قال: (يعني: أكبر الآيات).

القمّي: يقول: لقد سمع كلاماً لولا أنّه قويّ ما قوي.
وورد: (رأى جبرئيل، على ساقه الدرّ مثل القطر على البقل، له ستّمئة جناح، قد ملأ ما بين السماء والأرض).
وورد: (رآى جبرئيل في صورته مرّتين، هذه المرّة ومرّة أُخرى، وذلك أنّ خلق جبرئيل عظيم؛ فهو من الروحانيين الذين لا يدرك خلقهم وصفتهم إلاّ الله ربّ العالمين).

وفي رواية: (يا عليّ! إنّ الله أشهدك معي في سبع مواطن:
أمّا أوّل ذلك: فليلة أُسري بي إلى السماء، قال لي جبرئيل: أين أخوك؟ فقلت: خلّفته ورائي. قال: ادع الله فليأتك به. فدعوت الله، فإذا مثالك معي، وإذ الملائكة صفوف، فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء؟ قال: هم الذين يباهيهم الله بك يوم القيامة. فدنوت ونطقت بما كان ويكون إلى يوم القيامة.
والثاني: حين أُسري بي في المرّة الثانية، فقال لي جبرئيل: أين أخوك؟ قلت: خلّفته ورائي. قال: ادع الله فليأتك به. فدعوت الله، فإذا مثالك معي، فكُشط لي عن سبع سماوات، حتّى رأيت سكانها وعمّارها، وموضع كلّ ملك منها).. الحديث.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: (ما لله عزّ وجلّ آية هي أكبر منّي)(1).

وفي رواية سؤال نافع مولى عبد الله بن عمر من الإمام الباقر(عليه السلام): (فكان من الآيات التي أراها الله تبارك وتعالى محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) حيث أسرى به إلى بيت المقدس أن حشر الله عزّ ذكره الأولين والآخرين من النبيّين والمرسلين، ثمّ أمر جبرئيل(عليه السلام) فأذن شفعاً… الخ)(2).
ودمتم في رعاية الله

(1) التفسير الأصفى 2: 1223 – 1225.
(2) الكافي 8: 121 حديث نافع مولى عمر بن الخطّاب.

شاهد أيضاً

الأزهر يرحّب برسالة الحوزة العلمية في إيران: معاً ضد الإساءة إلى المصحف

الأزهر يرحّب برسالة الحوزة العلمية في إيران: معاً ضد الإساءة إلى المصحف شيخ الأزهر أعلن ...