بات من الواضح أن السعودية غير قادرة على اتخاذ قرار بشأن ورطتها في اليمن. تقف بين خيارين، إما أن ترفض المقترح الدولي المتمثل في النقاط العشر التي يحملها ممثل الأمم المتحدة، والموافقة عليها وبالتالي وقف عدوانها وترك اليمنيين يقررون مستقبلهم برعاية الأمم المتحدة.
وأكد مصدر عسكري في وزارة الدفاع اليمنية لـ«الأخبار» أن وحدات من الجيش و«اللجان الشعبية» تمكنت من إسقاط طائرة «أباتشي» سعودية في الخوبة بصاروخ أرض جو انطلق من داخل الأراضي السعودية، التي جرت السيطرة عليها خلال تحليق الطائرة وتغطيتها محاولات تقدم الجيش السعودي بهدف استعادة المناطق التي سيطر عليها خلال اليومين الماضيين الجيش اليمني و«اللجان». وتحدثت مصادر خاصة لـ«الأخبار» أن الطيار، الرائد علي القرني ومساعده، النقيب ناصر الحارثي، قتلا اثر تحطم الطائرة.
وفيما لا تزال السعودية تتكتم على الخسائر التي تتكبدها في الحدود والمناطق الواسعة التي تسقط يومياً بيّد الجيش اليمني و«اللجان»، وجّه رئيس اللجنة الثورية العليا، محمد الحوثي، نصيحة للمواطنين السعوديين نشرها على صفحته على موقع «فايسبوك» طلب منهم فيها الابتعاد عن المناطق المستهدفة داخل السعودية حرصاً على سلامتهم.
تفضّل السعودية الاختباء خلف حكومة الرئيس الفار عبدربه منصور هادي، و«شرعيتها» لتتهرب من الإعتراف بأن المشكلة باتت يمنية سعودية، وخاصة أن الإتفاق المقترح دولياً يتضمن نقاطاً تشي بذلك.
وأكدت وسائل إعلامية نقلاً عن مصادر في الرياض أن حكومة هادي رفضت نقاط المقترح الذي تقدم به المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ. وبحسب التسريب فإن حكومة هادي تصرّ على انسحاب الجيش و«اللجان الشعبية» من كافة المدن وخاصة صنعاء وصعدة.
وفيما رأى مراقبون أن اشتراط انسحاب الجيش و«اللجان» من صعدة هذه المرة مؤشر على وجود نية لإفشال المساعي الدولية وإجهاض المقترح، ردّ عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، ضيف الله الشامي في حديث إعلامي على تصريحات الرئيس الفار ووزير خارجيته، وعدّها تصريحات غير مسؤولة، «وهم مجرد أبواق»،
نافياً ما تناقلته وسائل إعلام تابعة للعدوان عن استسلام «أنصار الله».
وفيما تحدث التسريب عن أن حكومة هادي اشترطت أن يجري تفعيل العقوبات التي تضمنها القرار الدولي 2216 كاملة وتأليف فريق من المراقبين العسكريين الدوليين للإشراف على تنفيذ الشروط، كشف الشامي أن «هادي تقدم بنقاط إلى ولد الشيخ، ولكنه لم يعرضها على أنصار الله لأنها قوبلت بالرفض اليمني أكثر من مرة».
يأتي هذا في وقت بدأت فيه المعارك على الحدود بين اليمن والسعودية تأخذ سياقاً متصاعداً يوماً اثر آخر وعلى نحو لافت. وبعد يوم واحد من إطلاق صاروخ باليستي على «قاعدة الواجب»، أهم قاعدة بحرية في جيزان، تمكن الجيش اليمني و«اللجان»، أمس، من إسقاط طائرة «أباتشي» سعودية.
المصدر : صحيفة الاخبار