في الوقت الذي رآى وزير الخارجية الروسي سيلاغي لافروف أن هيمنة الغرب التاريخية هي في طور الانتهاء بالإشارة إلى ما وصفه بظهور أقطاب جديدة في آسيا والشرق الأوسط، حيث القدرة الإيرانية الصاعدة ، بدأ التعاون الإيراني – الروسي يتجه من التعاون المشترك إلى التحالف الاستراتيجي حيث ينتظر ان يعقد وفد إيراني في موسكو اتفاقا على موعد تسليم صواريخ “أس ۳۰۰” ، الامر الذي اثار حفيظة واشنطن و قلقها البالغ وهو ما اعرب عنه البنتاغون بصراحة .
يأتي ذلك غداة وصول وفد إيراني إلى العاصمة الروسية موسكو للاتفاق على موعد تسليم هذه الصواريخ في ظل علاقات روسية إيرانية تتدرج في اتجاه بناء منظومة دولية متعددة الأقطاب . وينتظر أن يوقع الاتفاق في مكان لم يحدد بعدما كان مقرراً على هامش معرض ماكس الدفاعي .
و تقول واشنطن إن لديها إجراءات في حال نشر صواريخ أس 300 المضادة للطائرات في إيران . و سارعت وزارة الدفاع الأميركية الى الإعراب عن قلقها من احتمال نشر صواريخ “اس 300” في إيران . و قال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كووك “إن واشنطن لا ترى في ذلك تطوراً إيجابياً وإن لدى وزارة الدفاع والرئيس باراك أوباما إجراءات للتصرف إذا نشرت هذه المنظومات في إيران”. من جهة ثانية ، أفاد مراسل الميادين بأن موسكو و طهران وقعتا اتفاقية بشأن إنشاء نظام لسبر الأرض من الفضاء لمصلحة إيران .
و تلتقي موسكو وطهران على توسع نموذج يختلف في القيم عن النموذج الغربي . والصواريخ الروسية المتطورة التي ستدخل في المنظومة الدفاعية الايرانية تتجاوز حماية المجال الجوي الايراني بحسب الجنرال في القوات الجوية الاميركية “كلينت هينوت”، الذي يصفها بأنها دقيقة وقاتلة . و التعاون العسكري ما دون هذه الصواريخ ، الذي وقعه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في طهران ، يدخل في حرص إيران الاسلامية على تطوير قدراتها الذاتية، واستقلالية صناعاتها العسكرية .
لكن مقاربة وزير الدفاع العميد حسين دهقان للأمن الإقليمي والدولي هي على مستوى التكامل الإيراني في الدرع الصاروخية الأوراسية التي تمتد من أرمينيا وبيلاروسيا إلى الصين، مقابل الدرع الصاروخي الأطلسية.
في هذا السياق يرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن هيمنة الغرب التاريخي هي في طور الانتهاء بالإشارة إلى ما وصفه بظهور أقطاب جديدة في آسيا والشرق الأوسط، حيث القدرة الإيرانية الصاعدة . و ما يسعى إليه الكرملين في دعوته إلى التعددية القطبية في المنظومة الدولية، تسعى إليه إيران التي رجح الاتفاق النووي ميلها إلى المراهنة على علاقات متكافئة مع الدول الغربية ، في حال توفر القدرة الندية .
و في هذا الإطار تلتقي موسكو وطهران على توسع التحالف في منظمة شنغهاي، بحسب ما سماه سيرغي لافروف نموذج تطور يختلف في القيم عن النموذج الغربي . و القيم التي تراها إيران أبرز ما يميزها عن الغرب ، عظمها الرئيس الروسي من الجانب الأوراسي ، حيث يرى الحضارة الشرقية التي تتلاقح فيها الأعراق والديانات أرفع من الحضارة الآحادية الغربية .
و في هذا الأفق الذي يرسم مسار التوازن بين الشرق و الغرب ، تأمل روسيا التعاون الإقليمي في مواجهة الارهاب ، أساساً لحل الأزمات في سوريا والبلدان العربية .