نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالًا للصحافية ياسمين عليباي براون، اعتبرت فيه أنّ المملكة العربية السعودية هي إمبراطورية الشر التي تعتبر العدو الحقيقي للغرب.
وأشارت الصحافية البريطانية أنّ إيران دولة غير موثوقة من قبل الولايات المتحدة والكيان الغاصب، وأنّ “كوريا الشمالية تحمي أسرارها النووية وتُحكم من قبل رجل غريب الأطوار”، أما الطموحات الإقليمية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقد “شكلت إنذارًا للدول الديمقراطية”، بحسب زعمها. ورأت براون أنّ الخطر المستجد المتمثّل بداعش، قد صدم العالم كله. إلّا أنها وضعت المملكة العربية السعودية على رأس هذه القائمة، ووصفتها بـ”المنحطة الخبيثة التي لا ترحم، والقوية والخطرة أكثر من أي من الأطراف المذكورة سابقًا”.
وتابعت الصحافية توصيفاتها للمملكة، معتبرةً أنّ الأخيرة “تنقل بشكلٍ منتظم إسلامها المريض الى أنحاء العالم، تموّل وتحرّض على الكراهية، كما أنها تسحق الحريات الإنسانية والطموح”. وعقبت قائلةً “لكن الغرب يتذلّل لحكامها”. وأضافت: “عُيّنت المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي رئيسةً لمجلس حقوق الانسان، الأمر الذي لاقى ترحيبًا من قبل واشنطن. وقال مارك تونر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: “نحن نتحدث معهم حول بواعث القلق المتعلقة بحقوق الإنسان. ونأمل أن يكون هذا الدور القيادي فرصةً للمملكة للنظر في حقوق الانسان في العالم وكذلك داخل حدودها”.
طفح الكيل، السعودية تعدم شخصًا واحدًا كل يومين، علي محمد النمر يواجه قريبًا حكمًا بقطع رأسه وصلبه لمشاركته في احتجاجات مؤيدة للديمقراطية خلال الربيع العربي، وكان حينها في سن المراهقة.
رائف بدوي، مُدوِنٌ تجرأ على الدعوة إلى الديمقراطية وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات وألف جلدة. في الأسبوع الماضي، قُتل 769 مسلمًا مؤمنًا في مكة المكرمة حيث كانوا يؤدون مناسك الحج. في البداية، قال الحكام انها “إرادة الله”، وبعد ذلك تمّ القاء اللوم على القتلى. مكة كانت يومًا ما مكانًا للبساطة والروحانية، أما اليوم، فإنّ الجشع السعودي عمل على جرف المواقع التاريخية وتحويلها الى “لاس فيغاس الإسلام”، مع الفنادق وناطحات السحاب ومراكز التسوق، في سبيل هدفٍ واحد هو صرف الاموال. لم يعد باستطاعة الفقراء الذهاب إلى هناك، إذ أنه من الضروري الحد على أعداد الوافدين لضمان السلامة، ما يشكل عائقًا أمام تحقيق أرباح. كتاب ضياء الدين سردار حول مكة المكرمة، تحت عنوان “المدينة المقدسة”، يصف تدنيس أقدس موقعٍ في الإسلام”.
لم تتوقف براون عند هذا الحد، بل اعتبرت أنّ “التأثير السعودي الخبيث ينتشر بسرعة وبحرية”، مستشهدةً بعرض الملك سلمان بناء 200 مسجدٍ في ألمانيا للاجئين الذين وصلوا اليها حديثًا، بغالبيتهم المسلمة. معترضةً على أنه في المقابل “لم يعرض أي مبلغٍ من المال لإعادة توطين اللاجئين أو تلبية حاجاتهم الأساسية، بل عرض المساجد الوهابية، التي تشكّل أحصنة طروادة للحملة الصليبية السعودية السرية”.
كما حذرت الكاتبة من “العديد من المدارس الإسلامية التي أصبحت أيضًا مواقع للوهابية، والتي تحرّض المسلم على المسلم، وتقوّض من وجود العصريين”.
واستشهدت براون بقول الراحل لوران مورافيتش، وهو من المحافظين الجدد الفرنسيين، الذي كتب عام 2002: “إنّ السعوديين ينشطون في مختلف مستويات الإرهاب، من المخططين الى الممولين، من الكوادر الى جنود المشاة، ومن المنظرين الى المصفقين”، العبارة التي اعتبرتها “صائبة وفورية”، مذكّرةً القارئ بأنّ “معظم القتلة في أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر كانوا سعوديين، وكذلك هيكلية تنظيم القاعدة”.
واعتبرت الصحافية أنّه “في السنوات الأربع عشرة التي تلت أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، أصبح السعوديون أكثر عدوانيةً، وأكثر تصميمًا على الفوز في الحروب الثقافية. وفي هذا الاتجاه، تقوم السعودية بإغداق الأموال على المنظمات والعمليات الإسلامية، ولعن القيم الليبرالية والديمقراطية. إنهم يشنون حملة قصف وحشية على اليمن، خلّفت آلاف القتلى المدنيين والكثير من المآسي التي أوصلت البلاد الى حالٍ يرثى لها”.
وفي هذا السياق، تساءلت براون “لذلك، ماذا فعل حكامنا لوقف اليد الخفية لهذا الشيطان؟ لا شيء. العائلة المالكة، الحكومات المتعاقبة، البرلمانيون، وحتى عدد لا بأس به من المؤسسات والاشخاص ذوي النفوذ، كلهم يتزلّفون العائلة الحاكمة في السعودية”.
وأضافت: “أنا لم أرَ أي تحقيق تلفزيوني يلقي الضوء على هذا النظام، مع أننا نعلم أنه لا طائل من ذلك لأنه سيتم قمع الأدلة. لقد حاول بعض الكتاب كسر هذه المؤامرة الحقيرة، ككتاب كريغ أنغر “بيْت بوش، بيت آل سعود” الذي نُشر عام 2004، والذي لم يدع فيه الكتاب مجالًا للشك بأنّ المملكة العربية السعودية كانت المركز العصبي للإرهاب الدولي، وأنّ عائلة بوش كانت قريبة على نحوٍ مريب من النظام.
ماذا يفعل قادتنا؟ إنهم يحاسبون الصغار. “البرنامج الحكومي للوقاية” يفرض الآن على المربين الاحتراس من الشباب المتطرفين، ووأدهم في المهد، وكذلك الأمر بالنسبة لكبار السن. وقد أُحيل حتى الآن أربعة آلاف شابٍ لإعادة البرمجة والتأهيل، أحدهم يبلغ من العمر ثلاث سنوات!
في أيار/مايو، تحدث تلميذ مسلم شاب حول “بيئة الارهابيين”، فتمّ استجوابه حول ما إذا كان يؤيد داعش. كما اتُهم محمد عمر فاروق، وهو طالب في جامعة ستافوردشاير، الأسبوع الماضي، بأنه إرهابي لأنه كان يقرأ كتابًا بعنوان “دراسات الإرهاب”. وفي الولايات المتحدة، اعتُقل أحمد محمد البالغ من العمر 14 عامًا لأنه كان يحمل ساعةً صنعها في البيت”.
براون التي وصّفت الواقع بأنّ “الإسلام أصبح جريمةً”، ختمت مقالتها معتبرةً أنّ “التطرف مشكلةٌ خطيرة. غربيًا، حاول المسلمون الليبراليون التأثير على العصبية، وعلى عقول الشبان المسلمين العدائيين، لكننا عاجزون الى حدٍّ بعيد. قادتنا لا يواجهون المملكة العربية السعودية، مصدر غسيل الدماغ والعدوى الإسلاميين، ليس بسبب النفط والأرباح التي تحققها مبيعات الأسلحة، بل لأنهم سياسيون جبناء ومنتفعون خونة، ويشكلون تهديداً حقيقياً للأمن القومي، والوطنية والتماسك. فكيف سيردون على هذه التهمة؟”.