لا شكّ أن هناك تسابق بين المحللين السياسيين وخبراء “لغة الجسد” ومثقفين وإعلاميين وخبراء عسكريين ومستشاري رؤساء من معادٍ ومناصرٍ للمقاومة بحزب الله في تحليل كل حرف نطق به وكل تعبير وحركة جسد وقطرة عرق للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابيه في التاسع والعاشر من محرّم لهذا العام. كما أنه لا شك أن في ظهور السيد نصرالله على جمهوره شخصيا بكلا الطلتين رسائل مباشرة للأعداء كما للأحبة.
لقد كان موقف السيد نصرالله من آل سعود ومنذ بدء العدوان السعودي الأمريكي على اليمن واضحاً, إلا أنه وخلال الخطابين برز هتافا جديداً هتف به جمهور المقاومة الإسلامية في لبنان يوضّح ويؤكد أنه “لا عودة إلى الوراء بعد اليوم” ولا تراجع عن أي موقف متخذ ضد نظام آل سعود, فكما هتف هذا الجمهور سابقاً ضد أمريكا وإسرائيل, هتف أمس واليوم ضد العائلة الحاكمة في أرض الحجاز “الموت لآل سعود”.
لم يعد سيد المقاومة يستطيع أن يتكتم على غضبه من هذا النظام المستكبر القاتل للأبرياء في اليمن والمتآمر على سوريا وعلى المقاومة في فلسطين ولبنان فقد قال أمس “قاعده عا قلبي” وقالها “جيش التنابل وأصحاب الكروش”, لم تعد “فزاعة الهلال الشيعي” تعني له شيئاً بعد اليوم, هذا وإن فرضنا أنها عنت له سابقاً, فإن ممارسات آل سعود لطالما كانت واضحة لسيد المقاومة. وربما يترجم بعض المحللين أن السيد لم يعد يعنيه الحوار مع ممثلي آل سعود في لبنان مستندين على خطاب الأربعاء “بدكن تفلو فلّو”.
في الوقت الذي عزّزت به سفارة آل سعود في بيروت الحراسة على أبوابها, ظهر سيد المقاومة على جمهوره شخصياً مرتين خلال أقل من 24 ساعه وكأن به يقول “أنتم جبناء ونحن لا نخاف”. وفي الوقت الذي يباد به تنظيم “داعش” الإرهابي المدعوم سعودياً وعربياً وأمريكياً وصهيونياً على يد حزب الله, يتبرّأ آل سعود من داعش ويرمون مسؤولية تأسيس هذا التنظيم على هذا وذاك. في الوقت الذي أرادها النظام في بلاد الحجاز حربا طائفية, أرادها سيد المقاومة حرباً على الإرهاب وداعميه. هي أجواء حرب وإن لم تكن مباشرة, حتى الآن.
قالها وإن لم يقلها.. أنتم ومن معكم, لستم أهلا للأخوّه فأنتم إعتدتم الذل, أما نحن فلن نُذل.. لن نتراجع ولن نُهزم.. لن تخضعونا لأجنداتكم الطائفية ولن ننجر إلى فتنكم.. هي ليست سنية ولا شيعية, هي محمّدية..
اليوم… كل شيء واضح.. اليوم, أمريكا و “إسرائيل” وآل سعود في خندق واحد, خندق العدو, ومن كان في نفس الخندق, سينال ذات المصير ألا وهو الهزيمة. فكما هُزِمت أمريكا في العراق, وهُزمت “إسرائيل” في جنوب لبنان, سوف يُهزم آل سعود في اليمن وسوريا. لا مجاملات بعد اليوم, لا خداً أيسر بعد اليوم. اليوم رفع السيّد نصرالله سبّابته التي ترعبهم وقالها وبكل وضوح, أيها “التنابل” نحن سادة.. وانتم عبيد.. وردد المناصرون… “الموت لآل سعود”..