الرئيسية / تقاريـــر / تصفية الرجل دوخّ دولةٍ بأكملها والكيان الصهيوني وارعبهم – زهير أندراوس

تصفية الرجل دوخّ دولةٍ بأكملها والكيان الصهيوني وارعبهم – زهير أندراوس

بعد تصفية مُنفّذ عملية تل أبيب الرجل الذي “دوخّ دولةٍ بأكملها”: إسرائيل تُقّر بأنّ عملية مطاردة نشأت ملحم هي الأكبر منذ عام 1980 والدلائل تؤكّد إعدامه عن سبق الإصرار والترّصد

قبل عدّة أيّام، وعلى صدر صفحتها الأولى، نشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيليّة خبرًا بالبنط العريض حول قضية مُنفّذ عملية تل أبيب، جاء تحت عنوان: فشل وإخفاق، وفي العنوان الفرعيّ، أكّدت الصحيفة، الأكثر قراءة في الدولة العبريّة، أكّدت على أنّه بعد الانتهاء من قضية نشأت ملحم، على جهازي الشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك) أنْ يدفعا ثمن الإخفاق، لافتةً إلى أنّ ملحم “دوّخ دولة بأكملها”. ومع ذلك، تعددت الروايات التي قدّمها الإعلام العبريّ، مساء اليوم الجمعة، حول كيفية وظروف وملابسات تصفية ملحم (29 عامًا) منفذ عملية تل أبيب التي أدت إلى مقتل إسرائيليين اثنين وإصابة 8 آخرين، كما أدّت إلى مقتل سائق سيارة عموميّة، إبراهيم شعبان، من مدينة اللد، لكن جميع تلك الوسائل الإعلامية ،وكما هو حال السياسيين الإسرائيليين طغت على لغتها نبرة التباهي والافتخار بعملية التصفية التي طالت شخصًا أرعب تل أبيب وحتى إسرائيل برمّتها على حد وصف بعض الإعلاميين الإسرائيليين.

 
موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية، ذكر في تقرير له حول تفاصيل هذه العملية استنادًا لمعلومات أمنية وأخرى وفقا لبيان عممته الشرطة الإسرائيلية أنّه تمّ تلقي معلومة أمنية عن مكان وجود ملحم في قرية عرعرة ، حيث تمّ تنفيذ العملية عند الساعة الرابعة والنصف بالتوقيت المحليّ (الثانية والنصف بتوقيت غرينيتش) باقتحام المكان، لافتًا إلى أنّ ملحم بادر إلى إطلاق النار تجاه قوات الشرطة وعناصر (الشاباك) مستخدمًا ذات السلاح الذي استخدمه في العملية وهو سلاح والده.

 
وادّعى تقرير (يديعوت أحرونوت) أنّ ملحم حاول بعد ذلك الفرار من المكان، إلّا أنّ قوات الشرطة قامت بإطلاق النار عليه وقتله. ولفت مُحلل الشؤون العسكريّة في الموقع، رون بن يشاي، إلى أنّ ملحم كان يتواجد في مبنى بقريته القديمة وكان يتلقّى دعمًا من بعض الأشخاص، الذين يُعتقد أنّ لهم صلة بالحركة الإسلامية، موضحًا، نقلاً عن مصادره الأمنيّة بتل أبيب، أنّ استخدام هاتف خلوي يعود للسائق العربي الذي قتله في تل أبيب. ونقل الصحيفة عن سكان المنطقة، أنهم تفاجئوا بوجوده في مبنى قريب منهم، وأنّهم لم يشعروا أبدًا بوجوده، فيما قال أحد السكان للقناة العبرية العاشرة إنّه شاهده في متجر بالمنطقة وقام بالإبلاغ عنه، وهو ما يتنافى مع روايات الشرطة والأمن ويظهر حالة البلبلة والإرباك التي تجتاح المؤسسة الأمنيّة بالدولة العبريّة.

 
من ناحيته، قال موقع (WALLA) الإخباريّ-الإسرائيليّ إنّ عملية مطاردة ملحم هي الأكبر منذ عام 1980، معتبرًا تصفيته نجاحًا باهرًا للأمن الإسرائيليّ بعد أسبوع من الملاحقة. وحسب الموقع، فإنّه تمّ تصفية نشأت بإطلاق 4 رصاصات على رأسه مباشرة بعد محاولته الفرار وإطلاق النار من قبله تجاه قوات الشرطة، مشيرًا إلى أنّه منذ 3 أيام وقوات الأمن تجري عمليات بحث في عرعرة بناءً على معلومات موثوقة وبعد العثور على عينة من الحمض النوويّ الخاص به في بعض المناطق.

 
وتابع الموقع قائلاً إنّه عند الساعة الـ11 صباحًا، وصل المفتّش العّام للشرطة روني الشيخ، ومعه عدد من كبار ضباط الشرطة وشرعوا بالتخطيط لعملية محاصرته بعد تلقي معلومات دقيقة عن مكان وجوده، مشيرًا إلى أنّه تمّ تشكيل وحدة من الشرطة والشاباك، وأنّ العملية بدأت عند الساعة الرابعة عصرًا، حيث تمّ المناداة عليه لتسليم نفسه فرفض، وأطلق النار، ثم حاول الفرار فقُتل بأربع رصاصات في وجهه.

 
المحلل العسكريّ والأمنيّ المعروف بقربه من دوائر الأمن في إسرائيل، ألون بن دافيد، قال عبر القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيليّ إنّ خطأً فادحًا ارتكبه أحد الأشخاص الذين يتولون تأمين احتياجات ملحم كان سببًا رئيسيًا ومباشرًا في وصول الشرطة و(الشاباك) إليه وقتله بعد الاشتباك معه. وتابع: هناك 3 أشخاص على الأقّل كانوا على تواصل مع ملحم وتمّ اعتقالهم سابقًا، موضحًا أنّ المعلومات الأمنية تشير إلى أنّهم كانوا يتوقعون وجوده في قريته منذ اليوم الأول للهجوم في تل أبيب، وأنّ الطلب من السلطة الفلسطينية والإعلان أنّه قد يكون هرب للضفة الغربية كان هدفه تضليل ملحم لدفعه إلى الخروج من مخبئه.

 
في السياق عينه، كشف نحومي فاينبلات، محامي محمّد ملحم، النقاب في حديث للقناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيليّ، كشف النقاب عن أنّه هو مَنْ كان وراء تسليم معلومات عن مكان تواجد نشأت ملحم. وتابع قائلاً في معرض ردّه على سؤالٍ إنّه هو مَنْ قام بإرسال المعلومات للشاباك، بناءً على طلبِ الوالد، الذي طالب بتسليم أيّ معلومة تفيد عن مكان تواجد ابنه للشاباك، على حدّ قوله.

 
يُشار إلى أنّ المُحللين الأمنيين والعسكريين في إسرائيل كانوا قد وجّهوا سهام نقدهم اللاذعة للأجهزة الأمنيّة الفرنسيّة بعد أحداث باريس، ولكنّ بعد حادثة نشأت ملحم، التزموا صمت أهل الكهف. وظهر من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو أن الشاب تعرض لتصفية متعمدة، حيث قال نتنياهو: قواتنا عملت دون كللٍ أوْ مللٍ، بشكلٍ منهجيٍّ ومهنيٍّ لتحديد مكان الإرهابي وتحييده. ويُستخدم في إسرائيل مصطلح “تحييد” في الإشارة لإصابة أوْ قتل بمعنى تصفية أيّ فلسطينيّ بزعم أنّه حاول تنفيذ هجمات.

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...