تقدم جديد للقوات العراقية في معركتها ضد تنظيم داعش الارهابي في مدينة الرمادي التي باتت في رأي البعض قاب قوسين أو أدنى من الخلاص الموعود. فبعد أيام من السيطرة على وسط المدينة تواصل القوات العراقية زحفها شرقاً نحو آخر معاقل التنظيم هناك وتقتحم مناطق وتطهرها من رجس الوهابية المتمثلة بداعش الارهابي.
حيث قامت القوات العراقية بتحرير منطقتي السجرية والبوغانم بعد سيطرتها على معظم الصوفية، تقدم ما لبث أن زادته زخمة استعادة منطقة السورة في المدينة. وفي موازاة أجواء التفاؤل بحسم قريب مع كل خطوة تتقدمها القوات العراقية، يبقى الحديث عن الانتصار الأخير والتقييمات المتغيرة في ظل تكتيكات التنظيم الارهابي داعش الذي يتخذ من تلغيم الشوارع والمباني والسيارات أسلوباً في المواجهة. فرغم أن عدد مقاتليه لم يعد يتجاوز المئتين في معاقلهم المحاصرة شرق المدينة بحسب تقديرات السلطات الا أن قدرتهم على المواجهة ما تزال فوق التوقعات على ما يستشف من البطئ الذي تتقدم به القوات العراقية. وفي مؤشر آخر على قدرة التنظيم على شن هجمات موازية في منطقة أخرى رغم هزيمته في الرمادي، شن مسلحوه هجمات مباغتة فجراً على قرية تل كصيبة شرق تكريت في محافظة صلاح الدين الاشتباكات هناك امتدت لساعات عدة حيث استخدم فيها التنظيم الارهابي سيارات مفخخة وانتحاريين وتمكن من السيطرة على عدة مبان، الا أن ردة الفعل السريعة للقوات العراقية كانت لهذا التقدم بالمرصاد حيث قامت القوات الأمنية مدعومة بالعشائر والحشد الشعبي وسلاح الطيران العراقي بدحر التنظيم من المباني التي سيطر عليها.
وتأكيدا على تحرير القرية من تنظيم داعش أعلن محافظ صلاح الدين، رائد الجبوري، أنه تم تحرير منطقة تل كصيبة شرق تكريت من مسلحي داعش الذين سيطروا على بعض المباني لفترة قصيرة. وقال الجبوري إن “القوات الأمنية والحشد الشعبي ألحقوا بمقاتلي داعش خسائر فادحة بالأرواح والمعدات، وتم قتل العشرات منهم، بينهم عرب وأجانب”. وأشاد الجبوري “بدور القوات الأمنية المتمثلة بقيادة عمليات صلاح الدين والشرطة المحلية والحشد الشعبي في صدهم للعصابات الإرهابية ودحرهم بالكامل”.
فيما أعلن القيادي في الحشد الشعبي “جبار المعموري”، في وقت سابق، عن “إحباط هجوم واسع شنه داعش على منطقة تل كصيبة”، مشيرا الى أن “القوات الأمنية مدعومة بالحشد الشعبي كبدت التنظيم خسائر فادحة”.
وأفادت وزارة الداخلية يوم أمس عن مقتل أحد قيادي تنظيم “داعش”، متأثرا بإصابة تلقاها جراء عملية للقوات العراقية جرت الخميس الماضي. وأوضحت الداخلية في بيان أن القيادي هو محمد عبد مناف الراوي، وتوفي أمس الأربعاء 13 يناير/كانون الثاني في مستشفى الشفاء بالبوكمال متأثرا بجراحه.
والراوي هو أحد المسؤولين الذين عملوا تحت امرة أبو مصعب الزرقاوي وكان مسؤولاً عن ملف اﻻنتحاريين وملف الإعدامات في مدينتي راوة وهيت بحق المواطنين الأبرياء وبعض أفراد الأجهزة الأمنية في بغداد، كما يشغل منصب مسؤول أمن التنظيم في قضاء راوة وعانة، وهو المشرف على إرسال الكثير من العجلات المفخخة إلى بغداد والرمادي. وهذا القيادي في التنظيم كان مطلوبا على لائحة الإرهاب الدولية، ومطلوبا كذلك للقوات الأمنية العراقية، بحسب بيان الداخلية.
وعلى صعيد آخر، أعلن تنظيم داعش الارهابي عن مقتل أمير الجهة الغربية لمحافظة صلاح الدين ووالي مدينة العوجة الجديدة، في عملية أمنية أجرتها القوات العراقية صباح الخميس 14 يناير. وقال التنظيم على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة به إن القوات الأمنية تمكنت من قتل المتشدد أحمد عبيد الجميلي أمير الجهة الغربية لصلاح الدين، ومروان التكريتي، المعروف بـ”أبو قتادة” والي مدينة العوجة الجديدة أثناء محاولتهما التسلل إلى منطقة الشريف عباس غرب سامراء.
ورداً على مقتل قياداته والهزائم المتتالية التي يتلقاها التنظيم، قام داعش باستهداف المدنيين عبر سياراته المفخخة وعبواته المزروعة على الطريق، حيث شهدت العاصمة بغداد يوما داميا ذهب ضحيته 32 شهيداً مدنياً في اعتداءين في العراق، الأول عبر هجوم على مركز تجاري في بغداد ذهب ضحيته 12 شخصاً، والثاني عبر تفجيرين في مقهى في بلدة المقدادية شمال شرق العاصمة ذهب ضحيته 20 شخصاً، تبنّاهما تنظيم «داعش». وأصيب 4 مدنيين بانفجار عبوة ناسفة، شمالي العاصمة بغداد. وافاد مصدر امني في تصريح صحفي، ان “عبوة ناسفة كانت موضوعة بالقرب من اسواق تجارية في منطقة الكريعات شمالي العاصمة بغداد، انفجرت أمس الخميس، ما اسفر انفجارها عن اصابة 4 مدنيين بجروح متفاوتة”.
رفع العلم العراقي على بقية القرى في الرمادي بات قاب قوسين أو أدنى من ذلك. فبعد الرمادي تبدأ المعركة الكبرى، معركة تحرير الموصل التي تعهد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أن يتم تحريرها خلال عام 2016.