صهيو مسيحية أم صهيو أميركية؟
الدكتور القس رياض جرجور1
يسرني ويشرفني أن أكون هذا المساء ضيفاً على مركز الإمام الخميني الثقافي لأحدِّثكم عن موضوع من مواضيع الساعة في الوقت العصيب الذي يعيشه أهلنا الأعزاء في العراق ومعهم أهل فلسطين ولبنان وسوريا وكل البلدان العربية .
فالحرب التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها إنكلترا على العراق هي حقاً غزو استعماري جديد، لا أخلاقي، ولا شرعي، يطال ليس فقط الشعب العراقي بل أيضاً جميع شعوب الشرق الأوسط ويهدد النظام العالمي والاستقرار في منطقتنا والعالم بأسره.
إن هذه الحرب التي أدانتها شعوب العالم بأسره بما فيه شعوب الدول المشاركة فيها والمؤيدة لها تتأسس على أيديولوجيا صهيونية استعمارية توسعية عنصرية، يرزح تحت آلتها العسكرية شعبنا في فلسطين، وتعاني من احتلالها جزءاً من أرضها الشقيقةُ سوريا، وتصدّت لها مقاومتنا اللبنانية الباسلة حتى دحرتها.
وتتمثل تلك الايديولوجيا الصهيونية في رموز السياسة الأمريكية الحاكمة، لا سيما في البيت الأبيض والبنتاغون، والتي قيل عن سيدها أنه ينتمي إلى تيار مسيحي أصولي يسمى صواباً أو خطأً تيار “الصهيونية
________________________________________
1- الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط.
المسيحية”.
هذا التيار هو موضوع حديثي أمامكم ومعكم هذا المساء، وقد صيغ عن حكمةٍ بشكل سؤالٍ يبحث فيما إذا كانت تلك الصهيونية هي صهيونية مسيحية أم هي صهيونية أمريكية تتخذ من مسيحيةٍ هجينة وغريبة عن التراثات المسيحية الأصيلة غطاءً دينياً لها تضفي به شرعية على سياساتها المشبوهة.
المنهجية العلمية الموضوعية تضطرني إلى أن أبدأ بتعريف المصطلحات، ومن ثم إلى إبراز الجذور التاريخية واللاهوتية للصهيونية المسيحية، منتهياً بالحديث عن تطبيقاتها السياسية وخطرها في آن معاً على المسيحية وعلى أمن وسلامة شعوب منطقتنا .