الرئيسية / الاسلام والحياة / بنية العقل السياسي الأمريكي

بنية العقل السياسي الأمريكي

الجذور التاريخية والدينية للصهيونية المسيحية

نشأت الصهيونية المسيحية وكما نعرفها اليوم في إنكلترا في القرن السابع عشر، حيث تمّ ربطها بالسياسة، ولا سيما بتصور دولة يهودية تتميماً حسب زعمها لنبوءة الكتاب المقدس، وانتقلت الصهيونية المسيحية في مرحلة ثانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أخذت أبعاداً سياسية واضحة وثابتة كما أخذت بعداً دولياً.

سنتحدث باقتضابٍ عن هاتين الحقبتين في تاريخ الصهيونية المسيحية، ولكن قبل ذلك لا بدّ لي أن أشير إلى الجذور الفكرية أو النظرية لهذا التيار وذلك ما قبل القرن السادس عشر.

“الألفيّة” كتمهيد للصهيونية المسيحية

الصهيونية المسيحية هي إيديولوجيا دينية/رؤيوية/سياسية حديثة العهد نسبياً، لكن جذورها تتصل بتيار ديني يعود إلى القرن الأول
للمسيحية ويسمى بتيار الألفيّة Millenarianism””.والألفيّة هي معتقد ديني نشأ في أوساط المسيحيين الذين من أصل يهودي، وهو يعود إلى استمرارهم في الاعتقاد بالمشيحية الزمنية (المشيحية كلمة من أصل عبري) وإلى تأويلهم اللفظي لما ورد في سفر رؤيا يوحنا “20/3-6” وهو أن المسيح سيعود إلى هذا العالم محاطاً بالقديسين ليملك في الأرض ألف سنة ولذلك سموا بالألفيّة.

ولربما أن هرطقة مونتانوس الفريجي (حوالي العام172) كانت التعبير الأكثر وضوحاً عن النتائج العلمية للحركة الألفيّة، فلقد اعتبر هذا الأخير أن حياة أعضاء الكنيسة الروحية والأخلاقية قد تدهورت كثيراً بسبب تأثير العالم السيء عليها، فأراد أن يرجعها إلى العصر الرسولي الأول، وقد ادعى أنه النبي الجديد الذي أوكل الله إليه هذه المهمة، فراح يبشّر بقرب نزول أورشليم السماوية، ومجيء السيد إلى فريجية العليا (آسيا الصغرى) لتأسيس مملكته الأرضية ذات الألف عام.

وبقيت الحركة الألفيّة في مدّ وجزر، ففي القرون الوسطى اعتنق الألفيون أكثر فأكثر عقائد مسيحية ابتعدت عن الإيمان القويم، كما أنهم وقفوا موقفاً معادياً لروما وللبابوية وللكثلكة.

وابتداءً من نهاية القرن الحادي عشر، نرى الحركات الألفيّة تنضوي بكثرة تحت لواء الحملات الصليبية، لكن حتى القرن السابع عشر ، لم تحمل الحركة الألفيّة (أي عودة المسيح الثانية وحكمه ألف سنة) أي طابع يهودي يشير إلى عودة اليهود إلى فلسطين.

شاهد أيضاً

بنية العقل السياسي الأمريكي

كيف نواجه الصهيونية المسيحية؟ إذا كانت الإدارة الأمريكية الحالية يطغى عليها الصهاينة واليهود، من أعلى ...