السفارة المسيحية والبعد الدولي للصهيونية المسيحية
إنّ التأييد المسيحي الأصولي لإسرائيل يستند عند الكثيرين كما رأينا إلى رؤية للعالم ، أو بالأحرى لنهايته، تفترض تبشير اليهود. ولكن، هل أن تبشير اليهود يرضي اليهود؟ وأنا دائماً أسأل هذا السؤال، يبدو أن هذا الأمر لا يثير مشكلة كبيرة لدى الساسة الصهاينة، ولو أنه يزرع الشك في نفوس بعض المتشددين اليهود، ذلك أنّ أولية كسب التأييد السياسي لدولة إسرائيل تغلب الاعتبارات الدينية الصرفة.
مع ذلك، فإنّ مواقف أصولية مسيحية صهيونية، ورغبة منها بتطمين اليهود، راحت تقول بعدم تبشير اليهود، بل بالوقوف إلى جانبهم و “تعزيتهم” على حسب ما جاء في سفر أشعياء في التوراة (1:40-2) :” عزّوا شعبي يقول إلهكم، طيبوا قلب أورشليم، ونادوها بأن جهادها قد كَمُلَ”.
أبرز ممثلي هذا التيار وأخطرهم اليوم هم جماعة “السفارة المسيحية العالمية في القدس” . تأسست هذه السفارة في العام1980 رداً على سحب ثلاثة عشرة دولة سفارتها من القدس استنكاراً لإعانتها عاصمة إسرائيل، ولهذه السفارة فروع في 50 دولة في العالم، ولها في الولايات المتحدة الأمريكية عشرون مكتباً قنصلياً ، المكاتب تقوم بعمل دعائي من مختلف
الأنواع، وتجمع المساعدات المالية والعينية وتسوّق البضاعة الإسرائيلية.
من نشاطات “السفارة” المؤتمر الدوليّ للقادة المسيحيين الصهاينة الذي عُقد في بازل (سويسرا) خلال شهر آب عام 1985 والذي انتهى إلى إصدار بيان يضيف إلى تكرار المواقف التقليدية المؤيدة لدولة إسرائيل و “التائبة عن اللاسامية” تهنئة لدولة إسرائيل ومواطنيها على إنجازات الأربعين سنة الأخيرة، ودعوة للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبيهوذا والسامرة كأجزاء من أرض إسرائيل، وتحذيراً للأمم التي تعادي الشعب اليهودي، لقد أدان مجلس كنائس الشرق الأوسط هذا البيان بشدة.
إنّ السفارة المسيحية في القدس هي مثالٌ واضح ومفضوح لإنحياز التيار المسيحي الأمريكي الأصولي لدولة إسرائيل، ولتوظيف الدين توظيفاً مغرضاً في السياسة.
وهناك عدة أصناف من السلوك تصف الصهيونيين المسيحيين كأصدقاء لإسرائيل ومنها:
1- تشجيع الحوار ما بين اليهود والمسيحيين .
2- مقاومة معاداة السامية .
3- التعريف بالأصول اليهودية للإيمان المسيحي والتركيز عليها لدرجة تبدو فيها المسيحية وكأنها إحدى الطوائف اليهودية.
4- العمل الإنساني بين اللاجئين اليهود .
5- مقاومة المواقف اليهودية المعتدلة التي تسعى إلى التفاوض بموجب مبدأ الأرض مقابل السلام .