الرئيسية / تقاريـــر / في ذكرى فجر الانتصار السابع والثلاثين لجمهورية إيران الإسلامية – مصطفى قطبي

في ذكرى فجر الانتصار السابع والثلاثين لجمهورية إيران الإسلامية – مصطفى قطبي

أحيى الإيرانيون الذكرى السابعة والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية التي قامت في 10 شباط من عام 1979 ولعودة الإمام الخميني من المنفى حيث عمت المسيرات المدن الإيرانية تحت شعار ملحمة الوحدة والمشاركة الوطنية مؤكدين بذلك حرصهم على استمرار ثورتهم وتحقيق المزيد من التطور في جميع المجالات ورافضين أي تدخل في شؤونهم الداخلية أو أي جهود تمنعهم من مواصلة مسيرة التقدم والانجاز العلمي الذي يعود على الجمهورية الإيرانية وشعبها بالخير والازدهار.‏ ولأول عام منذ قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية يشعر الإيرانيون أنهم كسبوا معركة النووي وحققوا خروجاً على الفهم الغربي له… بل إنهم فكفكوا الحصار الذي أضر كثيرين فيما قدم النفع لها… لقد صار هذا الحصار بالنسبة إليها نعيماً لتقدم تجربتها الذاتية، تماماً كما فعل ستالين حين نفذ الجدار الحديدي على دولته فجعلها بعد مدة دولة عظمى. فأغلب المحللين والمراقبين والمتابعين للشأن الإيراني يجمع على أن مسيرة الثورة الإسلامية في إيران التي أكملت بالأمس عامها السابع والثلاثين، لم تكن معبدة بالورود، بل على العكس تماماً، فقد واجهت الثورة ومنذ انطلاقتها صعوبات وتحديات كبيرة وخطيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي كجزء من فاتورة المواقف السياسية الجريئة والشجاعة التي تبنتها الجمهورية الإيرانية بشأن قضية فلسطين والصراع العربي الصهيوني وما يتصل بذلك من دعم وتأييد لحركات المقاومة العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي. بعد سبع وثلاثين سنة من عمر إيران الإسلامية ثمة تبدلات جمة أحدثتها في السياسة الدولية العالمية… ليس جديدا القول أن المتغير الإيراني أوجد حراكاً في منطقة الخليج، ثم في منطقة الشرق الأوسط، وأعطى مكانة لمشروعه السياسي الذي كانت وجهته إسرائيل وشعاره زحفاً نحو القدس، وقد فهم الإسرائيلي ذلك الموقف منذ لحظاته الأولى، وتعمق في حروبه المتواصلة مع حزبه الله وتم تثبيت الفكرة نهائياً بعد حرب العام 2006. كانت الثورة الإيرانية بمثابة زلزال لم تتوقف ارتداداته في محيطه خصوصاً والعالم عموماً الذي جاهر إلى جانب الولايات المتحدة وماشاها في خياراتها إزاءه… وحين انعدمت الوسائل لم يكن هنالك بد من خيار تغيير الأسلوب الغربي معها، خصوصاً عندما ثبت لهذا الغرب أن إيران النووية ليست إلا من اجل التكنولوجيا، وأنها لو أرادت سلاحاً نوويًّا لاشترته من السوق الذي كادت فيه الفوضى قد ضربت ضربتها بعد انهيار الاتحاد السوفاتي أو ربما من خلال تجربة كوريا الشمالية. فعلى الصعيد الداخلي أسقطت الثورة أكبر عرش امبراطوري وأقوى قلعة أميركية ممثلة بنظام الشاه فتحولت إيران من قوة بيد الغرب لتطويع شعوب المنطقة وخدمة الكيان الصهيوني إلى قوة بمواجهة الغرب والكيان الصهيوني ما أدى إلى تغيير المعادلة الاستراتيجية في المنطقة وقواعد اللعبة وتحول في خرائطها السياسية، ولعل تحويل السفارة الإسرائيلية في طهران إلى سفارة لفلسطين هو أحد أهم مظاهر تحديد هوية النظام الجديد وتموضعه السياسي والأيديولوجي علماً أن ما ميّز الثورة الإسلامية هو استقلاليتها في إطار الاصطفاف الدولي الذي كان سائدا إبان الحرب الباردة فالمعروف أن لقائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني يرحمه الله رؤية بالشيوعية من جهة والنظام الرأسمالي الغربي فقال: إن الشيوعية ستوضع في متحف التاريخ وهو ما حصل بعد أقل من عقد من الزمن. وكذلك نهاية نظام الاستكبار العالمي وهو ما تواجهه العولمة المتوحشة منذ عدة سنوات.‏ لقد اعتمدت الثورة الإسلامية العلم والمعرفة نهجاً لها في بناء الداخل فعملت على توطين التقانة والمعرفة بالاعتماد على الذات فجسرت الفارق الحضاري والتقاني والمعرفي مع الغرب وهذا ما أقض مضاجعه وهو المسكون بنزعة التفوق والمركزية الحضارية الأوروبية وأصبحت إيران من أهم عشر دول في العالم في مجال الاختراعات العلمية المسجلة وبراءاتها.‏ كما أعادت الروح لحركات التحرر العالمية بمواجهة الاستكبار العالمي وشكلت ظهيراً للمظلومين في كل أنحاء العالم وأثبتت بذلك أن الإسلام دين عالمي ويتعامل مع كل البشر على أنهم متساوون في الخَلق والخٌلق والحياة الحرة الكريمة مكرسة مقولة متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً.‏ الثورة الإسلامية الإيرانية حسمت هويتها في تحديد العدو من الصديق فكان الكيان الصهيوني عدوها الأول وشكلت تهديداً حقيقاً وهاجساً له ما أفقده توازنه وشكل له قلقاً وخوفاً وصداعاً دائماً ولعل فوبيا البرنامج النووي الإيراني ستبقى كابوساً يسيطر على تفكير قياداته العسكرية والسياسية إلى أن يزول ذلك الكيان السرطاني كما وصفه قائد الثورة الإسلامية.‏ ورغم الظروف العصيبة والتحديات التي مرت بها إيران خلال العقود المنصرمة إلا أنها وُفقت في تقديم خطاب سياسي جديد للعالم منسجم مع مبادئها وطموحاتها، من خلال اتباع استراتيجية جديدة وإزالة الشوائب العالقة في العلاقات مع دول العالم العربي والإسلامي ونبذ التوتر وبناء الثقة وأن تثبت بالقطع واليقين حرصها على علاقات وطيدة قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة دون التدخل في الشؤون الداخلية. إيران من خلال هذا التواصل العربي أكدت أنها ليست الخطر الذي يخشاه سكان الشاطئ الآخر بل هي الجار المسالم وهي كما شقيقاتها في المنطقة المدافع الحقيقي عن حياض المنطقة ومياهها وأن الحضور الأجنبي الكثيف دفعنا ثمنه باهظاً وأدى إلى استنزاف أموال وطاقات دول المنطقة بأسرها ولم يحقق الأمن والاستقرار بل زرع المزيد من التوتر والاضطراب. وفي إطار علاقتها مع دول الجوار العربي انطلقت الثورة من نظرة كلية جامعة وليس من منظور طائفي أو مذهبي كما يحلو للمغرضين والشامتين والحاقدين تسويقه بهدف إثارة الفتن بين المسلمين لشق صفوفهم وتفريق كلمتهم وحرف بوصلتهم التي يجب أن تكون باتجاه فلسطين وبيت المقدس.‏ لا يمكن أن يختلف إثنان أو يتناطح عنزان، أنه في ظل الثورة فقد تحولت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى قوة عظمى إقليمية بفضل النهج الوطني المستقل الذي اتبعته في الداخل والخارج وكذلك تعاضد وتلاحم أبناء شعبها وتفاعله مع قيادته وانتهاجه العلم طريقاً للمستقبل وذلك بالاعتماد على طاقات أبناء شعبها وعلى إمكانياتها الذاتية وتوطينها العلم والمعرفة واتباعها الحوكمة الاقتصادية والحكم الرشيد ما جعل من التجربة الإيرانية في استثمار الطاقات الوطنية والاعتماد على الذات نموذجاً يمكن الاستفادة منه على الصعيد الدولي.‏ ولا يكاد يختلف اثنان في أن كلمة السر التي تقف خلف قوة الثورة الإيرانية واستمرارها بهذا الزخم والنجاح والتألق السياسي والإستراتيجي حيال مجمل القضايا المطروحة هو التأييد الشعبي الواسع الذي حظيت به الثورة منذ اللحظة الأولى حتى يومنا هذا، حيث وفر هذا التأييد للقيادة الإيرانية الأرضية المتينة والصلبة لاتخاذ قرارات مصيرية وشجاعة في منعطفات تاريخية مهمة وشجعها على انتهاج سياسات مستقلة جعلت من إيران قوة إقليمية ذات ثقل نوعي على الساحة الدولية يحسب لها الآخرون ألف حساب، ما بوأها موقعاً استراتيجياً مهماً ومنحها دوراً محورياً لم تستطيع الكثير من دول العالم بمساحة جغرافية أوسع وعدد سكان أكبر وإمكانات اقتصادية أضخم من احتلاله.‏ وبالإضافة لما حققته إيران الثورة على المستوى السياسي من انجازات جعل منها لاعباً إقليمياً ودولياً لا يمكن تجاهله، فقد انصبّ اهتمام القيادة الإيرانية على الشأن الداخلي ليتم توظيف كل الإمكانات المادية والبشرية والاقتصادية المتاحة من أجل تحقيق أوسع عملية نهوض وبناء وتنمية شاملة في كل البلاد، الأمر الذي مكن إيران من كسر حدة العقوبات الاقتصادية والمالية الغربية وأتاح لها محاصرة التأثيرات والتداعيات، ما أسهم في الحفاظ على الجبهة الداخلية موحدة وقوية رغم سنوات الحصار والعقوبات الطويلة، ومن بين الإنجازات الإيرانية ثمة تطور مهم ونوعي في مجالات الطاقة النووية والطب والفضاء والصناعة، حيث تمكنت إيران بخبرات محلية من تطوير صناعتها في مجال الصواريخ الباليستية وإنتاج مختلف المعدات العسكرية الدفاعية من طائرات مقاتلة وطائرات استطلاع وصواريخ مضادة للطائرات والسفن إضافة إلى إنتاج غواصات وبوارج وقطع بحرية جابت بحار ومحيطات بعيدة، كما فتحت إيران خطوطاً لإنتاج السيارات بأنواع متعددة، واستطاعت الوصول إلى تقنية النانو ذات التطبيقات المختلفة في مجالات الطب والعلوم، ومن الانجازات الإيرانية التي كانت حكراً على دول عظمى إطلاق قمر ”فجر” الصناعي على متن الصاروخ ”سفير فجر” القادر على حمل الأقمار الصناعية ووضعها في ارتفاعات شاهقة من الفضاء تتجاوز المائتين إلى خمسمائة كيلو متر، ويعد الصاروخ فجر النسخة الرابعة من الأقمار الصناعية التي أرسلتها إيران إلى الفضاء من لأغراض البحث والاستكشاف في السنوات القليلة الماضية. ‏ من جهة أخرى تحتل إيران المرتبة الرابعة في العالم من حيث احتياطياتها من النفط والغاز وتتبوأ مركزاً مهماً في أمن الطاقة الدولية والاقتصاد العالمي بسبب هذا الاحتياطي، وأصبحت إيران بين البلدان الأولى في العالم بتحويل الغاز إلى سوائل بسبب تطويرها تكنولوجيا التحويل محلياً، علاوة على وجود المحطات الكهرمائية والمحطات التي تعمل بطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية، وقد دشنت أول محطة للطاقة الشمسية الحرارية عام 2009.‏ ورغم استمرار سياسة الحصار والإجراءات المشددة والعقوبات الاقتصادية الغربية، ورغم التهديدات العسكرية المباشرة من قبل أميركا والكيان الصهيوني وعمليات الاغتيال التي نفذها عملاء لإسرائيل والغرب وطالت العديد من الكوادر والعلماء والكفاءات الإيرانية العاملة في الحقل النووي، فقد استطاعت إيران الثورة قطع خطوات حثيثة في مجالات الطاقة النووية المخصصة لإنتاج الكهرباء والأغراض السلمية وبالحد الأدنى من الاستعانة بالخبرات الأجنبية، وتمكنت من إدارة المفاوضات مع القوى الغربية حول برنامجها النووي من موقع الند للند ودون أن تقدم أي تنازلات أو تتخلى عن أي من حقوقها النووية التي تكفلها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ودون أن تخل بمعاهدة منع الانتشار النووي، وانطلاقاً من إيمانها وتمسكها بالحوار ورفضها لغة التهديد والوعيد والإنذارات، فقد نجحت إيران في إقناع الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة بأن المفاوضات هي المسار الوحيد الممكن للتفاهم والتأقلم مع إيران كقوة نووية سلمية، بينما سياسة الحظر والحرب الاقتصادية التي تخاض ضدها عبر خفض أسعار النفط وغيرها من الضغوط والتهديدات والمناورات عاجزة عن إخضاع إيران وتغيير مواقفها تجاه القضية الفلسطينية وقضية المقاومة وكذلك مكافحة الإرهاب والتطرف.‏ وقد نجحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في نهجها الديبلوماسي ودخلت التاريخ من أبوابه الواسعة، ودخلت النادي النووي وأصبحت دولة نووية سلمية بامتياز، كما أثمرت جهودها الدبلوماسية المرنة بالدفاع عن حقها في التطور والتقدم في مجال البحث العلمي والتكنولوجي على الرغم من المعوقات الهائلة التي استعملت ضدها، إلا أن إيران لم تستسلم وأكملت في مسيرة العلم والتقدم، وفرضت على المجتمع الدولي احترامها كدولة نتيجة اتباع سياسة الندية مع الغرب والوفاء بوعودها والتزامها بالاتفاقات المبرمة مع الغرب ومن دون تقديم أي تنازلات مجانية. ومن أهمِّ الأبعادِ الاستراتيجيةِ لهذا التوافق الدولي، طَيُّ صفحةِ الحربِ الغربيةِ الافتراضيةِ، على إيران، الأمرُ الذي يسجلُّ نصراً محورياً لخطِّ المُمانعةِ، في وجهِ تحالفِ العمِّ سام و شركائِه، من الدولِ الكولونيالية و مشيخاتِ الذُّلِّ في خليجنا العربيِّ السليب.‏ ومن المهم التأكيد أنّ رفع العقوبات الاقتصادية والحظر النفطي عن إيران وهو فاتحة أنشطة التغيير السياسي على مستوى العلاقات الدولية مع منتصف العقد الثاني من القرن 21 سيشكل ملامح تغيير ديناميكية الطاقة والقوة والنشاط الجيوسياسي على رقعة الشطرنج الشرق أوسطية خلال السنوات المتبقية من هذا العقد، الأمر الذي سيؤثر بكل تأكيد على شكل وطبيعة التحالفات والقوى الإقليمية والدولية، وكذلك في جانب تغيير هياكل بناء السياسة العالمية على المستويين القائم الراهن والقادم المستقبلي، خصوصاً أن هذا التغيير لم يصب فقط الجانب السياسي من ملامح السياسة الدولية، ولكنه كذلك ارتبط بشكل مباشر بمؤثرات النشاط والتغيير الاقتصادي في مرحلة تاريخية تعد الأكثر نزوعا للصراعات السياسية والأشد تأثرا بالتغيرات الاقتصادية. وبالعودة إلى انعكاسات وتأثير رفع العقوبات الاقتصادية والحظر النفطي عن إيران، والذي جاء في مرحلة اضطرابات سياسية وأمنية وأزمات مالية تهز دول الشرق الأوسط، والأهم من ذلك اتجاه شبه ملاحظ منذ العام 2011 نحو تغيير شكل وملامح السياسيات الجيوسياسية على مستوى تغيير التحالفات والقوى وهياكل بناء السياسة الإقليمية والدولية انطلاقاً من هذه البقعة الجغرافية الأكثر سخونة وفوضوية في العالم. ما جعلنا نعيد التأكيد على أن رفع العقوبات الاقتصادية والحظر النفطي عن إيران خلال العام 2016 سيشكل أخر ملامح اللوحة الفنية القديمة للشرق الأوسط الجديد، والذي ستحكمه حكم الكثرة البولياركي Polyarchy السياسات والتوجهات المنبثقة عن نظام التعددية القطبية الفضفاضة والذي نتوقع استمراره حتى مطلع العقد الثالث من هذا القرن، والذي سيتحول لاحقاً وبشكل أوتوماتيكي نتيجة الكثير من المعطيات المتوقعة إلى تخوم نظام عالمي جديد، وهو ما يطلق عليه بنظام حكم الكثرة والذي سيرزح تحت وطأته العالم لسنوات طويلة نتوقع أن تستمر إلى نهاية القرن 21. إن الثورة الإيرانية ثورة تستحق التقدير لأنها نهضت بإيران كدولة عظمى، وحافظت على الأهداف التي قامت من أجلها بل وزادت من عناصر القوة الإيرانية، وسلكت نهج التطور الذي يلائم عاداتها وتقاليدها ويدفع عنها تهمة الانغلاق، فلم تنجذب باتجاه الغرب بما يلغي حضارتها، وحافظت على وجودها وكينونتها، وقدمت مثالاً عصرياً لما يمكن أن تفعله أي ثورة إنسانية في العالم. وهذه الثورة الإيرانية التي عرفت كيف تسقط الرهانات السابقة الواحد تلو الآخر قادرة وتعرف كيف تسقط الرهان الجديد الأكثر لؤماً وحقداً القائم على مذهبة الصراع في المنطقة وتطويق إيران وإغراقها بالفتنة الطائفية والمذهبية ويستبدل بالصراع الأساس العربي ـ الإسرائيلي صراعاً مصطنعاً مع إيران بوساطة تيار تكفيري وهابي ظلامي هائج يعتمد على تحريك غرائز الإجرام والبغضاء واستئصال الآخر

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...