الرئيسية / بحوث اسلامية / تقدم الشيعة في علوم الحديث ، وفيه صحائف

تقدم الشيعة في علوم الحديث ، وفيه صحائف

وقبل الشروع في الصحائف نشير إلى وجه تقدم الشيعة في ذلك فنقول:
كان بين السلف من الصحابة والتابعين، اختلاف كثير في كتابة العلم، فكرهها كثيرون منهم، وأباحها طائفة، وفعلوها منهم علي وابنه الحسن، كما في «تدريب الراوي» للسيوطي، وأملا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على علي عليه السلام ما جمعه في كتاب مدرج عظيم.
وقد رآه الحكم بن عيينة عند الإمام الباقر عليه السلام، لما اختلفا في شيء، فأخرجه، وأخرج المسألة، وقال للحكم هذا خط علي وإملاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، وهو أول كتاب جمع فيه العلم على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فعلمت الشيعة حسن تدوين العلم وترتيبه، فبادروا إلى ذلك اقتداء بإمامهم، وزعم غيرهم النهي عن ذلك فتأخروا.
قال الحافظ السيوطي في «التدريب»: وكانت الآثار في عصر الصحابة وكبار التابعين غير مدونة ولا مرتبة، لسيلان أذهانهم، وسعة حفظهم، ولأنهم كانوا نهوا أولا عن كتابتها – كما ثبت في صحيح مسلم – خشية اختلاطها بالقرآن، ولأن أكثرهم كان لا يحسن الكتابة، قلت: هذا في غير الشيعة من الصحابة وكبار التابعين، فإنهم دونوا ذلك ورتبوه اقتداء بأمير المؤمنين عليه السلام، فنقول وباللّه التوفيق.

[ 45 ]
الصحيفة الأولى
في أول من جمع الحديث ورتبه بالأبواب من الصحابة الشيعة هو أبو رافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم
قال النجاشي في كتاب «فهرس أسماء المصنفين من الشيعة» ما لفظه: ولأبي رافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم كتاب «السنن والأحكام والقضايا»، ثم ذكر النجاشي إسناده إلى رواية الكتاب باباً باباً، للصلاة، والصيام، والحج، والزكاة، والقضايا، وذكر أنه أسلم قديماً بمكة، وهاجر إلى المدينة، وشهد مع النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم مشاهده، ولزم أمير المؤمنين عليه السلام من بعده، وكان من خيار الشيعة: وشهد معه حروبه، وكان صاحب بيت ماله بالكوفة، إلى آخر كلامه، ومات أبو رافع سنة خمس وثلاثين بنص ابن حجر في «التقريب» حيث صحح وفاته في أول خلافة علي، فلا أقدم منه في ترتيب الحديث وجمعه بالأبواب بالاتفاق، لأن المذكورين في أول من جمع، كلهم في أثناء المائة الثانية، كما في «التدريب» للسيوطي.
وحكى فيه عن ابن حجر في «فتح الباري» أن أول من دونه بأمر عمر ابن عبد العزيز: ابن شهاب الزهري، فيكون في ابتداء رأس المائة، لأن خلافة عمر كانت سنة ثمان أو تسع وتسعين، ومات سنة إحدى ومائة، ولنا فيما أفاده ابن حجر إشكال ذكرناه في الأصل.

شاهد أيضاً

تقدم الشيعة في علوم الحديث

الصحيفة الرابعة فيمن جمع الحديث في أثناء المائة الثانية من الشيعة وصنفوا الكتب والأصول والأجزاء ...