مكانة التّبليغ وُجوبُ التَّبليغِ
وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَـآلـِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِى الدِّينِ وَ لِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ .[1]
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـلـِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .[2]
يَـأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ و وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِى الْقَوْمَ الْكَـفِرِينَ .[3]
فَذَكِّرْ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ .[4]
وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ .[5]
قُلْ أَىُّ شَىْ ءٍ أَكْبَرُ شَهَـدَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدُم بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِىَ إِلَىَّ هَـذَا الْقُرْءَ انُ لأُنذِرَكُم بِهِ ى وَمَن م بَلَغَ أَلـِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ ءَ الِهَةً أُخْرَى قُل لآ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَ حِدٌ وَإِنَّنِى بَرِى ءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ .[6]
قَالَ رَبِّ إِنِّى دَعَوْتُ قَوْمِى لَيْلاً وَ نَهَارًا .[7]
الحديث
1 . رسول الله صلّى الله عليه و آله : ألا وإنّي اُجَدِّدُ القَولَ : ألا فَأَقيمُوا الصَّلاةَ ، وآتُوا الزَّكاةَ ، وَأمُروا بِالمَعروفِ ، وَانهَوا عَنِ المُنكَرِ . ألا وإنَّ رَأسَ الأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ أن تَنتَهوا إلى قَولي ، وتُبَلِّغوهُ مَن لَم يَحضُر ، وتَأمُروهُ بِقَبولِهِ ، وتَنهَوهُ عَن مُخالَفَتِهِ ؛ فَإِنَّهُ أمرٌ مِنَ اللهِ جلّ جلاله ومِنّي .[8]
2 . الإمام عليّ عليه السّلام : وَاصطَفى سُبحانَهُ مِن وَلَدِهِ [أي آدَمَ عليه السّلام ] أنبِياءَ ، أخَذَ عَلَى الوَحيِ ميثاقَهُم ، وعَلى تَبليغِ الرِّسالَةِ أمانَتَهُم .[9]
3 . عنه عليه السّلام : أعِن أخاكَ عَلى هِدايَتِهِ .[10]
1 / 2
أهَمِّيَّةُ التَّبليغِ
4 . إرشاد القلوب : رُوِيَ أنَّ داودَ عليه السّلام خَرَجَ مُصحِراً مُنفَرِداً ، فَأَوحَى اللهُ إلَيهِ : يا داودُ ، ما لي أراكَ وَحدانِيّاً ؟ فَقالَ : إلهِي اشتَدَّ الشَّوقُ مِنّي إلى لِقائِكَ ، فَحالَ بَيني وبَينَكَ خَلقُكَ . فَأَوحَى اللهُ إلَيهِ : اِرجِع إلَيهِم ؛ فَإِنَّكَ إن تَأتِني بِعَبدٍ آبِقٍ اُثبِتكَ فِي اللَّوحِ جَميلاً .[11]
5 . رسول الله صلّى الله عليه و آله : يا عَلِيُّ ، لأَن يَهدِيَ اللهُ عَلى يَدَيكَ رَجُلاً خَيرٌ لَكَ مِمّا طَلَعَت عَلَيهِ الشَّمسُ .[12]
6 . المطالب العالية عن عبد الرحمن بن عائذ : كانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله إذا بَعَثَ بَعثاً قالَ : تَأَلَّفُوا النّاسَ ، وتَأَنَّوا بِهِم ، ولا تُغيروا عَلَيهِم حَتّى تَدعوهُم ؛ فَما عَلَى الأَرضِ مِن أهلِ بَيتِ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلا وإن تَأتوني بِهِم [مُسلِمينَ] أحَبُّ إلَيَّ مِن أن تَقتُلوا رِجالَهُم وتَأتوني بِنِسائِهِم .[13]
7 . الإمام عليّ عليه السّلام : لَمّا وَجَّهَني رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله إلَى اليَمَنِ قالَ : يا عَلِيُّ ، لا تُقاتِل أحَداً حتَّى تَدعُوَهُ إلَى الإِسلامِ ؛ وَايمُ اللهِ ، لأَن يَهدِيَ اللهُ عَلى يَدَيكَ رَجُلاً خَيرٌ لَكَ مِمّا طَلَعَت عَلَيهِ الشَّمسُ وغَرَبَت ، ولَكَ وِلاؤُهُ يا عَلِيُّ .[14]
8 . عنه عليه السّلام : نِعمَ الهَدِيَّةُ المَوعِظَةُ .[15]
9 . عنه عليه السّلام : مَن وَعَظَكَ أحسَنَ إلَيكَ .[16]
10 . عنه عليه السّلام ـ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ ـ : لَيسَ كُلُّ ذي عَينٍ يُبصِرُ ، ولا كُلُّ ذي اُذُنٍ يَسمَعُ . فَتَصَدَّقوا عَلى اُولِي العُقولِ الزَّمِنَةِ[17] وَالأَلبابِ الحائِرَةِ بِالعُلومِ الَّتي هِيَ أفضَلُ صَدَقاتِكُم . ثُمَّ تَلا : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَـتِ وَ الْهُدَى مِن م بَعْدِ مَا بَيَّنَّـهُ لِلنَّاسِ فِى الْكِتَـبِ أُوْلَـلـِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّـعِنُونَ[18] .[19]
الهامش
1 . التوبة : 122 .
2 . آل عمران : 104 .
3 . المائدة : 67 .
4 . الغاشية : 21 .
5 . الذاريات : 55 .
6 . الأنعام : 19 .
7 . نوح : 5 .
8 . الاحتجاج : 1/ 157/ 32 عن علقمة بن محمّد الحضرمي ، روضة الواعظين : 111 كلاهما عن الإمام الباقر عليه السّلام وليس فيه «والنّهي عن المنكر» ، بحار الأنوار : 37/ 215/ 86 .
9 . نهج البلاغة : الخطبة 1 ، بحار الأنوار : 11/ 60/ 70 .
10 . غررالحكم : 2281 ، عيون الحكم والمواعظ : 76 / 1834 .
11 . إرشاد القلوب : 171 ، بحار الأنوار : 14/ 40/ 26 .
12 . المستدرك على الصحيحين : 3/ 691/ 6537 ، المعجم الكبير : 1/ 332/ 994 و ص 315/ 930 كلّها عن أبي رافع ، كنز العمّال : 13/ 107/ 36350 ؛ تفسير مجمع البيان : 5/ 113 وفيه «نسمة» بدل «رجلاً» ، إقبال الأعمال : 2 / 58 وزاد فيه بعد «رجلاً» قوله «إلى الإسلام» ، الأمالي للشجري : 1/ 48 عن أبي رافع .
13 . المطالب العالية : 2/ 166/ 1962 ، كنز العمّال : 4/ 437/ 11300 وص 469 / 11396 نقلاً عن ابن مندة وابن عساكر عن عبدالرحمن بن عائذ .
14 . الكافي : 5/ 36/ 2 عن مسمع بن عبد الملك و ص 28/ 4 ، تهذيب الأحكام : 6/ 141/ 240 كلاهما عن السكوني وكلّها عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السّلام ، الجعفريّات : 77 عن إسماعيل عن أبيه الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السّلام ، النوادر للراوندي : 139/187 ، مشكاة الأنوار :193 / 508 كلّها نحوه ، بحار الأنوار : 21/361/3 .
15 . غررالحكم : 9884 ، عيون الحكم والمواعظ : 494 / 9129 .
16 . غررالحكم : 7924 ، عيون الحكم والمواعظ : 424 / 175 وفيه «أشفق عليك» بدل «أحسن إليك» .
17 . الزَّمانة : العاهة (لسان العرب : 13 / 199) .
18 . البقرة : 159 .
19 . شرح نهج البلاغة : 20/ 267/ 104 .