الرئيسية / تقاريـــر / التضليل الإعلامي الغربي شريك الإرهاب في سوريا

التضليل الإعلامي الغربي شريك الإرهاب في سوريا

لم يعد خفياً حجم التضليل الإعلامي الذي يمارسه الغرب وتحديداً واشنطن ، ضد الشعب السوري والأزمة في سوريا بل إن القيام بفبركة الصور و تزييف الحقائق والعمل على تزوير المعلومات ، أصبح سمة السياسة الغربية تجاه الملف السوري وهو الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات ، لا سيما فيما يخص ملف الإرهاب، خصوصاً أن أوروبا لم تعد بعيدةً عن المشهد ، فيما الحملة التضليلية الداعمة لتسليح الإرهابيين أو التغطية على أفعال بعض الجماعات تحت مسمياتٍ سياسية عديدة ، ما تزال قائمة .

 

و کتب موقع «الوقت» التحلیلی مقالا تناول ما وراء کوالیس حجم التضلیل الذی یمارسه الإعلام الغربی ؟ وکیف فضحته أصواتٌ نخبویةٌ غربیة؟ وکیف أثبتت الوثائق الجدیدة، دعم الغرب للمسلحین .
ففی وقتٍ یُمارس فیه الإعلام الغربی سیاسة التضلیل ، خرجت أصواتٌ فضحت ذلک، مُعبِّرةً عن استیائها من الممارسات الغربیة، لا سیما السیاسیة، والتی تدعم خیارات واشنطن. فیما بیَّنت هذه الأصوات، زیف الإعلام الذی یسیر مع الریح السیاسیة. وهنا فقد خرجت أصوات تشیر بوضوحٍ للحجم الذی یحظى به الإرهاب من دعم، من قبل أمریکا ودول الغرب لوجستیاً تحت مُسمَّیات الإعتدال وتکشف أبرز الوسائل التضلیلیة التی تستخدمها الدول فی حربها ضد سوریا .

 
و لکی لا یکون کلامنا مجرد اتهام ، حیث توجد شهاداتٌ عدیدة، نورد أهمها خدمةً للمطلب :
تعتبر أهم شهادةٍ أحدثت ضجةً فی الوسط الغربی والعالمی، ما خرج به منذ فترة الباحث الأسترالی البروفیسور تیم أندرسون، والذی أکد فی کتابه الجدید تحت عنوان “الحرب القذرة ضد سوریا”، بأن القوى العالمیة بقیادة الولایات المتحدة تستخدم کل أسالیب التضلیل والخداع فی هذه الحرب التی تشنها ضد سوریا منذ سنوات بهدف تدمیرها وتحقیق أهداف واشنطن الصریحة والواضحة فی إنشاء ما یُسمى الشرق الأوسط الجدید وإخضاع بلدان المنطقة لسیطرتها.‏‏

 
وفی تفاصیل توثیقه لما یجری ، یوضح أندرسون أن الحرب التی تشنها القوى العالمیة ضد سوریا اعتمدت على مستوى تضلیل شامل لم یشهد العالم مثله فی الذاکرة الحیة، شارک فیه الإعلام ، مبیناً أن واشنطن وحلفاءها حاولوا التغطیة على تورطهم فی الحرب باستخدام حشود من آلاف الإرهابیین الذین یقاتلون بالوکالة . الأمر الذی قد یکشف بحسب الخبراء ، السبب الحقیقی للدعم الذی یتلقاه الإرهاب من الغرب، على الرغم من تهدیده لهم.

 
وفی تفاصیل هذه المؤامرة یکشف الباحث الغربی أن حلف شمال الأطلسی حاصر سوریا وقامت الدول الخلیجیة بتسلیح وتمویل جمیع المیلیشیات الإرهابیة الوکیلة، بغض النظر عن الأسماء التی تُطلق علیها. وأضافت إلیها عشرات الآلاف من إرهابیی الدول الأخرى، حیث أصبح هؤلاء أوراق واشنطن وحلفاءها فی سوریا والمنطقة.

 
ولفت اندرسون إلى أن القوى الغربیة بقیادة واشنطن ، وفی إطار سعیها الثابت لتدمیر الدولة السوریة اعتمدت مستوى جدیداً من التضلیل الشامل وخاصة عبر الإعلام، حیث صوَّرت نفسها على أنها منقذ الشعب السوری. فیما عملت من جهة أخرى على تشویه سمعة الحکومة السوریة، وترویج الإدعاءات المُزیَّفة وتوجیه الإتهامات الباطلة إلى الجیش السوری .‏‏ أما الشعوب الغربیة ، فکانت ضحیة هذا التضلیل، برأی الباحث حیث تعرضت للخداع من قبل حکومات بلدانها التی تزیف الحقائق وتقلب المفاهیم.

 
ومنذ أیام، أکد المحلل السیاسی التشیکی “فاتسلاف داندا” فی مقالٍ له نشره فی موقع “بروتی برودو” التشیکی، بأن عودة الأمن والإستقرار إلى سوریا مرتبط بشکل قوی بتوقف الدعم الذی تتلقاه التنظیمات الإرهابیة فیها ، مشیراً إلى أن مطالبة سوریا وروسیا بإغلاق الحدود الترکیة السوریة لمنع وصول الإرهابیین والسلاح إلى سوریا یعتبر أمراً بالغ الأهمیة .

 
ولفت الى أن کل المحاولات التی بُذلت من قبل أجهزة المخابرات الأمریکیة والترکیة مع دول خلیجیة لا سیما السعودیة وقطر ودول غربیة أخرى لإسقاط الدولة السوریة، أخفقت تماماً رغم الدعم القوی الذی تلقته التنظیمات الإرهابیة الموالیة لتلک الدول للقیام بذلک على مدى خمسة أعوام.

 
بالإضافة الى ما تقدم، فقد أحدثت وثائق جدیدة سُرِّبت حول نشاطات الـ (CIA) والجیش الأمریکی، جدلاً واسعاً فی الغرب، لا سیما بعد أن طال دوله الإرهاب. وهنا نُشیر لما یلی :
أعدت وکالة الإستخبارات الأمریکیة بالإضافة الى شرکائها الإقلیمیین، خطة خلال شهر نیسان المنصرم ، تهدف لتزوید ممثلی ما یُسمى “المعارضة المعتدلة” فی سوریا، بمنظومة أسلحة من شأنها أن تساعدهم على ضرب طائرات القوات السوریة ومواقع المدفعیة ، حسبما ذکرت صحیفة وول ستریت جورنال، نقلاً عن مسؤولین فی وکالة المخابرات ؛ الأمر الذی ساهم فی خرق الهدنة، وتقیید الحلول السلمیة ، تحدیداً من قبل جبهة النصرة ومجموعات مسلحة أخرى تُصنفها واشنطن کمعارضة “معتدلة”، وهو ما ظهر جلیاً، عقب هجوم هذه المجموعات على نقاط للجیش السوری فی ریف حلب الجنوبی.

 
وربطاً بما سبق، کشف موقع “غلوبال ریسیرش” الکندی، أن وکالة الإستخبارات الأمریکیة لا تزال ترسل آلاف الأطنان من الأسلحة الإضافیة إلى ما یسمى “المعارضة” المسلحة فی سوریا. واعتمد الموقع على وثیقة یملکها من مجموعة “أی أتش أس جاینز” الإستشاریة البریطانیة المتخصصة فی شؤون الدفاع، والتی وجدت طلبین على موقع “فیدیرال بیزنس أوبورتشنتیز” التابع للحکومة الأمریکیة خلال الأشهر الأخیرة، تبحث فیهما عن شرکات شحن لنقل مواد متفجرة من أوروبا الشرقیة إلى میناء العقبة الأردنی، نیابة عن قیادة النقل البحری العسکری التابعة للأسطول الأمریکی.

 

 

وأفاد “غلوبال ریسیرش” بأن السفینة کانت محملة بقرابة ألف طن من الأسلحة والذخیرة ، من بلغاریا ورومانیا وکرواتیا، وغادرت انطلاقاً من رومانیا فی الخامس من کانون الأول الماضی إلى أغالار فی ترکیا ومن هناک إلى میناء العقبة فی الأردن، فیما غادرت السفینة الثانیة وهی محملة بأکثر من ألفی طن من الأسلحة والذخیرة فی أواخر آذار المنصرم وسلکت المسار نفسه حتى وصلت إلى العقبة فی 4 نیسان الماضی.

 

وهو الأمر الذی جرى خلال ما سُمی بفترة الهدنة . إذن لم یعد دعم الإرهاب أمراً سریاً من قبل الغرب وواشنطن. فیما یمارس الإعلام التضلیل، خدمةً لأصحاب السیاسة. لکن التجربة التاریخیة أثبتت وبما لا یدع مجالاً للشک، أن العواقب الوخیمة المصاحبة لتزوید الإرهابیین فی سوریا بالسلاح، لن تقتصر على سوریا وحدها، إنما امتدت فی صورة هجمات تستهدف الغرب ومصالحه ؛ وهو الأمر الآخر الذی یطرح العدید من التساؤلات ، فیما یبقى التضلیل الإعلامی الغربی، شریکاً للإرهاب فی سوریا.

شاهد أيضاً

شهداء وجرحى بتفجيرات إرهابية في منطقة السيد زينب (ع) بسوريا

استـشهد 6 أشخاص على الأقل وأصيب 23 آخرون الخميس جراء انفجارات في منطقة السيدة زينب ...