تواصل القوات العراقية بمؤازرة الحشد الشعبي والعشائر محاصرتها لخاصرة العاصمة بغداد، مدينة الفلوجة حيث نجحت القوات العراقية من خلال عملية مشتركة مع قوات الحشد الشعبي من عزل مدينة الفلوجة عن ناحية الكرمة التابعة لها، عبر هجوم شنته من ثلاثة محاور ما أدّى وقطع واحدة من أهم طرق إمدادات “داعش” بين المدينة والناحية.
انتهاء المرحلة الأولى من عملية تحرير مدينة الفلوجة
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية انتهاء المرحلة الأولى من عملية تحرير مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار من سيطرة تنظيم “داعش” بعد وصول القوات العراقية إلى الأهداف المرسومة لها، وكشفت عن أنها “بدأت الآن بتنفيذ المرحلة الثانية حيث تم وصول تلك القوات إلى مشارف مدينة الفلوجة”، في وقت تمكنت قوات الحشد الشعبي من تحرير قرية “السجر” شمال الفلوجة وجسر السجر الرابط بين القرية والطريق السريع الدولي من سيطرة تنظيم “داعش“.
وأضافت وزارة الدفاع في بيان أنّ “المراحل التالية ستكون عملية اقتحام مدينة الفلوجة لغرض تخليص المواطنين من بطش تنظيم “داعش” الذي يعيش حالة انكسار وهروب“.
قائد “عمليات بغداد” الفريق عبد الأمير كامل الشمري قال في تصريح اليوم الخميس: “نزف بشرى تحرير الكرمة للشعب العراقى والقائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادى بهذا الانتصار الكبير”، متعهدا بالمضى قدما من أجل تحقيق الانتصار الكامل فى عملية تحرير الفلوجة من سيطرة داعش. وأسفرت العمليات العسكرية فى محور شمال الكرمة ومحور البوشجل واللهيب ومحور جسر التفاحة خلال الساعات الـ24 الماضية عن مقتل 76 إرهابيا وجرح 24 آخرين، وتدمير ثلاث سيارات مفخخة ومنصة إطلاق صواريخ ورشاشة أحادية، ومعالجة 523 عبوة ناسفة، وتدمير ورشة تفخيخ، ومعالجة 53 منزلا مفخخا و18 موقعا قتاليا للإرهابيين، وتطهير طريق بطول 24 كيلومترا، إضافة إلى تدمير 11 سيارة ودراجة نارية.
من جانبه، أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، الخميس، عن “تأمين” بغداد ومحافظات الفرات الأوسط والجنوب بعد تمكن القوات الأمنية من تحرير قضاء الكرمة التابع لمحافظة الأنبار من سيطرة تنظيم “داعش“.
وقال جودت: إنه “تم تحقيق نصر آخر وهو نصر الكرمة التي مضى على احتلالها من قبل العدو أكثر من 13 عاما”، لافتا إلى أن “الكرمة استنزفت أعدادا كبيرة من أبناء القوات الأمنية والأبرياء، لكنها تتحرر اليوم على أيدي قيادة الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي“.
وأضاف جودت: أنه “تم تأمين بغداد ومحافظات الفرات الأوسط والجنوب من خلال تحرير الكرمة، فضلا عن قطع كل محاور التنقل لإمداد العدو من الفلوجة إلى المحافظات الأخرى وبالعكس”، موضحا أن عملية التحرير تمت “بسماء عراقية صافية 100 بالمئة بإسناد من طيران الجيش العراقي“.
وتابع، أن “التقارير الاستخبارية كانت تشير إلى عدم وجود مدنيين داخل الكرمة وعندما جرى القتال وتم تحريرها تأكد انه لا يوجد أي مواطن في المدينة”، مؤكدا أن “العمليات المشتركة أعدت خطة بالاتفاق مع الحكومات المحلية لإعادة الأسر النازحة إلى مساكنها وإنهاء معاناتها بأسرع ما يمكن“.
العبادي يبارك بإنتصار الكرامة.. نطالب المحتجين بعدم التظاهر بسبب معركة الفلوجة
وفي العاصمة بغداد، بارك القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي،اليوم الخميس، تحرير الكرمة بالكامل، في وقت أقيمت فيه الاحتفالات في وسط المدينة بعد تحريرها.
وقال بيان مقتضب لمكتب العبادي وإنن”القائد العام للقوات المسلحة ومن على ارض المعركة في الكرمة والفلوجة بارك تحرير قضاء الكرمة بالكامل ورفع العلم العراقي فوق مبانيها”،داعيا الى حماية الاهالي”.
وفي وقت سابق من اليوم، حث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي المحتجين الغاضبين من سياسة حكومته على عدم التظاهر في بغداد يوم الجمعة لمساعدة قوات الأمن على التركيز على معركة استعادة الفلوجة.
وقال العبادي: “جميع قواتنا مهتمة بتحرير الفلوجة والمناطق المجاورة، والضغط عليهم في بغداد ومحافظات أخرى لحماية المظاهرات سيؤثر على هذه المهمة“.
وناشد العبادي العراقيين “توخي الحيطة والحذر، إذ أنهم (مسلحي التنظيم) سيحاولون تنفيذ جرائم ومذابح ضد المدنيين“.
الجبوري: دماء الحشد الشعبي والعشائر دين في أعناق العراقيين
من حانبه، إعتبر رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري أن دماء الحشد الشعبي والعشائر نبراس ومنارة لنا وهي دين في أعناق العراقيين. وأشار إلى أن هناك فريق لا يريد تحرير الفلوجة، ويعمل على تأجيج النعرات الطائفية، ولكن بوحدتنا وتلاحمنا سنبعد هؤلاء عن جميع المغالطات.
وأكّد الجبوري أن المعركة الجارية حالياً لتحرير مدينة الفلوجة ليست ضد أهل المدينة، وإنما ضد من أراد سلبها وانتزاعها من الوجود العراقي، فهم بريئون من الأعمال الإرهابية وينتظرون لحظة تحريرهم من سطوة تنظيم داعش الارهابي.
وكان الجبوري قد وصل صباح اليوم الخميس الى مقر عمليات تحرير الفلوجة مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بالاضافة الى رئيس الوقف السني عبد اللطيف الهميم ووزير التخطيط سلمان الجميلي، واطلعوا على عمليات تحرير المدينة إضافة إلى تأمين خروج الأسر.