رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان في خطبة الجمعة ان تجارب الماضي اثبتت “أن لعبة الخارج رهان خاسر، بل مدمر، وأن لبنان لا يقوم إلا بأهله، ولا يحكم إلا بالشراكة الحقيقية الكاملة” مؤكداً على هذه الشراكة، ومطالباً “بأن تكون رئاسة الجمهورية مشروعا وفعلا وطنيا بامتياز، لا أن تتحول مشروع حرب وانقسام بين اللبنانيين من جديد، أو ورقة للمساومات الدولية والإقليمية”.
وأسف “لأن الطبخة الرئاسية لم تنضج بعد، وخطر الوقوع في الفراغ غير مستبعد، وذلك لأن القيادات السياسية في لبنان لا زالت تكرس مقولةان الرئيس يصنع في الخارج”.
ولفت الى ان “هذا الواقع المترنح بفعل التطورات والضغوطات الإقليمية والدولية لن يسمح بانتخاب رئيس في لبنان، وهذا ما درجت عليه العادة في هذا البلد” مشيراً الى ان “رئيس الجمهورية في لبنان يجب أن يكون أولا وأخيرا لبنانيا ولجميع اللبنانيين ويحظى بثقتهم وذا مصداقية وطنية لا غبار عليها”.
ودعا إلى “انتخاب رئيس من خلال تسوية ومصالحة شاملة، يتعاون معه الجميع على تكريس الثوابت الوطنية وتعزيز كافة السبل التي تساعد على بناء الدولة القوية، القادرة على نقل اللبنانيين من حال الاصطفاف والتمحور والتمذهب إلى رحاب الوطنية الجامعة التي وحدها تبدد الهواجس، وتلغي الحواجز بين اللبنانيين وتشعرهم بأنهم أبناء وطن واحد لا أبناء دويلات متخاصمة ومتصارعة”.
ودعا في حال تعذر ذلك إلى “تشكيل نخبة وطنية من مجتهدي وفقهاء القانون لوضع دراسة معمقة ورشيدة حول كيفية انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب، فنخرج عندها من إطار المناورات والمساومات والتلاعب بهذا الاستحقاق”.
ودان “الكمين الذي تعرض له الجيش اللبناني في جرود بلدة عرسال”مطالباً جميع اللبنانيين بكل فئاتهم وانتماءاتهم بأن “يكونوا إلى جانب هذا الجيش الذي يقوم بدوره كاملا في حفظ الأمن، وتعزيز الاستقرار، ويقدم التضحيات في مواجهة الإرهابيين والتكفريين، كما نرفض رفضا مطلقا أي استهداف أو اعتداء عليه”.
ونبه السياسيين الى أنه “لا شرعية لأي سلطة ولأي حكومة إلا بعدالة اجتماعية، لا تمييز فيها ولا تصنيف” مشيراً الى ان عيد العمال “يعني حقوق العامل في الصحة والدواء والمدرسة، وبالأمن المجتمعي وبالاستقرار، وسياسة اقتصادية رشيدة، وليس شركات وصفقات ومحاصصات وتوزيع مغانم، عيد العمال يعني إنماء في كل المناطق وسلطة نظيفة لا تفسد ولا تنهب ولا تهضم حقوق العمال ولا تبدد ثروات البلاد”.