دواعش العربان أحفاد خوارج النهروان يستبيحون حرمة القرآن * جميل ظاهري أورد الشيخ الصدوق في “أماليه” نقلاً عن علي بن أحمد بن موسى الدقاق، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي،عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي،عن الحسن بن علي أبي حمزة،عن أبيه،عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس؛ حديثاً مطولاً مسنداً يستعرض فيه ما سيجري على أبن عمه ووصيه بلا فصل الامام علي أمير المؤمنين عليه السلام وأبنائه أهل بيته (ع) وهو جالس في المسجد فكان كلما رآى واحداً منهم بكى (ص).. حتى أقبل أمير المؤمنين(ع) فلما رآه بكى الرسول (ص)
ثم قال:إليّ يا أخي، فما زال يدنيه حتى أجلسه الى جنبه الأيمن، فقال له أصحابه: يا رسول الله ما ترى واحداً من هؤلاء إلا بكيت أو ما فيهم من تسرّ برؤيته؟ فقال(صلى الله عليه وآله): والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية إني وإياهم لأكرم الخلق على الله عز وجل وما على وجه الأرض نسمة أحب إليّ منهم،أما علي بن أبي طالب(عليه السلام) فإنه أخي وشقيقي وصاحب الأمر بعدي وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة وصاحب حوضي وصاحب شفاعتي وهو مولى كل مسلم وإمام كل مؤمن وقائد كل تقي وهو وصيي وخليفتي على أهلي وأمتي في حياتي وبعدموتي.
محبّه محبّي ومبغضه مبغضي وبولايته صارت أمتي مرحومة وبعداوته صارت المخالفة له منها ملعونة وإني بكيت حين أقبل لأني ذكرت غدر الأمة به بعدي حتى إنه ليزال عن مقعدي وقد جعله الله له بعدي، ثم لا يزال الأمر به حتى يضرب على قرنه ضربة تخضب منها لحيته في أفضل الشهور﴿ شَهْرُ رَمَضانَ الّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرآنَ هُدىّ لِلنّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدَى وَ الْفُرقان﴾…
فحدث ما حدث وكان جسد نبي الرحمة (ص) لم يوارى الثرى، حيث غدر كبار القوم بوعدهم وقولهم وعادوا الى القبلية والجاهلية وعقدوا السقيفة ورفعوا سيوفهم على أعناق خيرة الصحابة الذين خالفوا فعلتهم المخالفة للقرآن الكريم وما أوصاهم به رسولهم الأمين (ص)، وجلسوا على مسند ليس لهم فيه أدنى حق أو شرف أو فضيلة وهم يعرفون إن أبن أبي طالب (ع) أحق منه بها،
ما دفعه بالقول في خطبته الشقشقية “أمَا وَاللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا ابن أبي قحافه وَإِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ وَلَا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً وَ طَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً وَ طَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ وَيَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ وَيَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ…” نهج البلاغة – الخطبة 47 .
ولم يتوقف ظلم وفساد وإنحراف القوم عن الرسالة النبوية السمحاء الى هذا الحد حتى بلغت ذروتها على عهد الثالث عندما خاطبهم الطليق أبي سفيان والذي جعله النبيّ (ص) من المؤلّفة قلوبهم وهو يصيح بقومه وأصحابه “تلاقفوها يا بني أمية تلاقف الكرة بيد الصبيان فو الذي يحلف به أبو سفيان فلا جنة ولا نار ولا معاد”- الجوهري: السقيفة 39 ـ 40، ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 2/ 44،
المقريزي: النزاع والتخاصم 31؛ لكملها أبنه وليد “هند” ذات الاعلام وآكلة الأكباد يوم الصلح مع الامام الحسن بن علي (ع) أمام الجيوش المحتشدة في النحيلة بعد حوالي عقد ونيم من الزمن وقد ذكرناه في مقالاً السابق ..”ما قاتلتكم لتصوموا ولا لتصلوا ولا لتحجوا وتزكوا وإنما قاتلتكم لأتآمر عليكم…”
؛ فزرعوا بذلك بذرة الدواعش منذ رحيل رسول الرحمة والرأفة والمودة (ص) ليفتكوا بالأمة ويمزقوا وحدتها ويشقوا عصاها ويفرقوا صفوفها . فحرفوا الدين بتفاسيرهم المعوجة للقرآن الكريم وتزوير السنة بفتاوى تميل مع بريق درهم ودينار الملوك والحكام الطغاة والظلمة والقتلة والسفلة والمنحرفين، شاربي الخمر، مداعبي القردة، قاتلي خيرة الصاحبة وعاثوا ويعيثون حتى يومنا هذا بالأمة والعباد والأرض والبلاد والبشر والحجر الفساد وإراقة الدماء الزكية، دون إكتراث أو خوف من الله سبحانه وتعالى بل حباً وطمعاً بمال الدنيا وزخارفها؛ حتى بلغ بهم المطاف أن قتلوا سيف الله،
وميزان العدالة، وقائد الغر المحجلين، وقسيم الجنة والنار، خليفة النبي الأكرم دون فصل والقرآن الناطق وهو قائم يصلي في المحراب وإعلامهم المسموم المذموم قائم حتى يومنا هذا على إنكار فضائله وكراماته وعلوه ومنزلته قياساً بسائر الصحابة، حيث نعيش هذه الأيام ذكرى إستشهاده الدموي الأليم على يد أشقى الأشقياء كما وعده الصادق الأمين (ص) . روي أنه لما قتل الخوارج في معركة النهروان، قيل لأمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم، فأجاب (ع): “كَلاَّ وَاَللَّهِ إِنَّهُمْ نُطَفٌ فِي أَصْلاَبِ اَلرِّجَالِ وَقَرَارَاتِ اَلنِّسَاءِ كُلَّمَا نَجَمَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قُطِعَ حَتَّى يَكُونَ آخِرُهُمْ لُصُوصاً سَلاَّبِينَ
وقال (ع) فيهم: “لاَ تَقْتُلُ اَلْخَوَارِجَ بَعْدِي فَلَيْسَ مَنْ طَلَبَ اَلْحَقَّ فَأَخْطَأَهُ كَمَنْ طَلَبَ اَلْبَاطِلَ فَأَدْرَكَهُ ( يعني معاوية وأصحابه) – شرح ابن أبي الحديد1: 424، شرح ابن ميثم 2: 153، ونهج البلاغة 1: 97، ورواه المسعودي، والخطيب في “حبّة العرني”، وفي مروج الذهب 2 : 407،، تاريخ الطبري 4 : 66 ، سنة 37،
وتاريخ بغداد 8 : 275، وغيرهم من كبار القوم . فتجذر فكر الخوارج الداعشي بدعم بني أمية في صفوف المسلمين وأخذ منه آخذة كبيرة حتى يومنا هذا حيث تراق الدماء الطاهرة في العراق وسوريا واليمن والبحرين ولبنان ومصر وباكستان وافغانستان والهند والجزائر وليبيا وفي كل بقعة من بقاع المسلمين، آخذين حكام الأمة دروسهم وسياستهم من نهج أبناء الطلقاء وأحفاد ذوات الاعلام والبغاة والفسقة والحاقدين والمارقين والقاسطين والفاسقين،
فأصبحوا حكاماً وفرضوا أنفسهم على رقاب المسلمين بقوة السيف وبريق الريال والدرهم والدينار وفتاة التزييف والتحريف متبجحين أنهم حكام دول اسلامية حسب زيف إدعائهم، وكما قالها الكاتب المصري الشجاع “أسامة أنور عكاشة” في مقال له بعنوان “هؤلاء هم الرجال الذين أسسوا الدولة الاسلامية، فلا غرابة ان نرى الدماء تلون كل اوراق تاريخنا… لنرى مع بعض من انجبن البغايا؟ !، والذي أشعل نار الفضيحة في صفوف الدواعش من الوهابية والسلفية والأخوان . وتحققت مقولة أمير المؤمنين الامام علي عليه السلام يوم خاطب الخوارج ممن نجى من يوم النهروان بقوله:
“أما إنّكم ستلقون بعدي ذلا شاملا، وسيفاً قاطعاً، وأثرة يتّخذها الظالمون فيكم سنّة” – نهج البلاغة: خطبة 58; اثبات الهداة 4: 515؛ ولا تزال أمور الأمة قائمة على هذه الشاكلة طيلة أكثر من أربعة عشر قرناً حيث التكفير قائم، ورفض الآخر يحكم حد السيف ليقطع رأس هذا وذاك الداعي للتمسك بالقرآن الكريم والسنة النبوية المحمدية الأصيلة، وفتاوى الإجرام والسخرية والقتل والذبح وجهاد النكاح والفتك والدمار والعبث بالأخضر واليابس يتسع إنتشارها في ربوع الأمة وبقاعها؛ فشرعوا إستباحة الآخر ورفض حتى أبسط حقوقه،
وقمعه وتقييده وزجه في السجون، وتعذيبه وقتله برصاص الشوزن والغازات السامة المحرمة دولياً، وإسقاط الجنسية عنه كما يحصل على يد أحفاد المؤلفة قلوبهم في البحرين ضد النجباء والاباة، فيما يشهد الأحرار في أرض الوحي والنبوة قطع الرؤوس والرمي بالرصاص والدفع نحو تفخيخ وتفجير الأمة بالبترودولار تحت لواء الفتنة الطائفية من قبل أبناء ذوات الاعلام . ja