قلت : هذه الأحاديث تدل ظواهرها على بطلانها وفسادها . وحاشا رسول الله (ص) أن تصدر منه هكذا كلمات !!
فإن الحديث الأول : يدل بظاهره على تجسم الباري عز وجل وسبحانه عن ذلك وعلا علوا كبيرا .
والحديث الثاني : يصرّح بأن أبا بكر شريك رسول الله (ص) في ما نزل عليه من الوحي .
والحديث الثالث : يدل على أن النبي (ص) ما كان أرفع درجة وأعلى رتبة من أبي بكر ، بل يساويه في المقام والمنزلة .
والخبران الأخيران ، مخالفان لأحاديث كثيرة متواترة ومقبولة عند الفريقين ، فالأحاديث الصحيحة تصرّح بأن خير أهل العالم محمد المصطفى وآله النجباء ، سلام الله عيهم أجمعين .
وأما الجملة الأخيرة : ” وعمر سراج أهل الجنة ” .
فأقول : إن أهل الجنة مستغنون عن السراج فيها ، لأن وجوههم منيرة يومئذ ، كما قال تعالى : ( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم …)(20).
وقوله تعالى : ( .. يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم …)(21).
وقد ورد في الأخبار المروية في كتب الفريقين : أن الجنة تكون مضيئة في حد ذاتها كالدرة البيضاء والياقوتة الحمراء ، فلا قيمة فيها للسراج ، لأن السراج إنما يفيد في الظلام ، ولا ظلام في الجنة .
وإضافة على ما ذكرنا ، فإن كبار علمائكم في علم الدراية والرجال ، وكبار محدثيكم الذين يميزون الأحاديث الصحيحة عن السقيمة مثل : العالم الجليل المقدسي في : ” تذكرة الموضوعات” .
والفيروز آبادي الشافعي ـ صاحب ” القاموس” ـ في : ” سفر السعادة ” .
والذهبي في ” ميزان الاعتدال ” .
والخطيب البغدادي في : ” تاريخ بغداد ” .
وأبي الفرج ابن الجوزي في : ” الموضوعات ” .
وجلال الدين السيوطي في : ” اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ” هؤلاء صرحوا : أن هذه الأخبار موضوعة ولا اعتبار بها ، لسببين :
1ـ أسانيدها ضعيفة ، لأن في طريقها رجال متهمون بالكذب وجعل الأحاديث .
2ـ عدم موافقتها للقواعد العقلية والآيات القرآنية .
الشيخ عبد السلام : لو فرضنا صحة كلامكم في الأحاديث المذكورة ، فما تقول في هذا الحديث الشريف المشهور بين علماء المسلمين ، والمذكور في الكتب المعتبرة الموثوقة ، أن النبي (ص) قال : أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة ؟!
قلت : أما قولك : ” الحديث …..المشهور ” … فربّ مشهور لا أصل له !
وأما قولك : ” والمذكور في الكتب ” فليتك تذكر لنا هذه الكتب المعتبرة ، الموثوقة !!
وأما الحديث ، إضافة على أنه مردود وغير مقبول عند علمائكم ومحدثيكم المتخصصين في علم الدراية والرجال والحديث والرواية ، وقد حسبوه من الموضوعات ، فإن ظاهره يخالف الحق الذي يتجلى في الأخبار الصحيحة المقبولة عند الفرقين .
أهل الجنة كلهم شباب:
من معتقدات المسلمين أن الجنة ليس فيها غير شباب ولا يدخلها شيوخ وكهول .
والخبر المشهور في كتب الفريقين صريح في الموضوع ، وهو أن رسول الله (ص) قال لامرأة عجوز وهو يمازحها ، حين طلبت منه (ص) أن يدعو لها بالجنة .
فقال (ص) : ” إن الجنة لا تدخلها العجائز ” فحزنت المرأة وقالت : واخيبتاه إذا لم أدخل الجنة !
فتبسم رسول الله (ص) وقال : تدخلين الجنة ولست يومئذ بعجوز ، بل تنقلبين إلى فتاة باكرة ، كما قال الله سبحانه : ( إنا انشأناهن إنشاء * فجعلناهن أبكارا * عربا أترابا ) (22).
وكما ورد في الحديث النبوي الشريف : المؤمنون يدخلون الجنة جردا ، مردا ، بيضا ، جعادا ، مكحلين ، أبناء ثلاث وثلاثين .
على هذا ذكر الفيروز آبادي في ” سفر السعادة :142 ” .
والسيوطي في : ” اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ” وابن الجوزي في “الموضوعات ” .
والمقدسي في : ” تذكرة الموضوعات ” والشيخ محمد البيروتي في ” سنى المطالب : 123 ” .
قالوا : في سند حديث : ” أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة ” يحيى بن عنبسة .
وقال الذهبي : هو ضعيف .
وقال ابن جان : إن يحيى جعال وضاع للحديث .
لذلك هذا الحديث ساقط عن الاعتبار !
ونحتمل احتمالا معقولا ، أن هذا الحديث من جعل بني أمية البكريين ، لأنهم كانوا يضعون الأحاديث قبال كل حديث نبوي صدر في فضل أهل البيت عليهم السلام ، وقد وضعوا هذا الحديث مقابل حديث شريف متفق عليه بين الشيعة والسنة .
النواب : أي حديث تقصدوه ، بينوه للحاضرين ؟!
قلت الحديث النبوي الشريف : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما . وفي بعض أفضل منهما وقد جاء هذا النص في كثير من كتبكم المعتبرة ، وصرح به كبار علمائكم الأعلام ، منهم :
الخطيب الخوارزمي في ” المناقب ” .
والمير السيد علي الهمداني في المودة الثامنة من كتابه : ” مودة القربى “.
والإمام النسائي في ” الخصائص العلوية ” .
وابن الصباغ المالكي في ” الفصول المهمة ” ص 159 .
وسليمان الحنفي القندوزي ، في الباب 54 من : ” ينابيع المودة ” نقلا عن الترمذي وابن ماجة والإمام أحمد .
وسبط ابن الجوزي في ص 133 من : ” التذكرة ” .
والإمام أحمد بن حنبل في ” المسند ” .
والترمذي في ” السنن ” .
ومحمد بن يوسف الكنجي الشافعي في الباب 97 من ” كفاية الطالب ” بعد نقله للحديث الشريف بإسناده يقول : هذا حديث حسن ثابت ، لا أعلم أحدا رواه عن ابن عمر غير نافع ، تفرد به : المعلى عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذيب ، رزقناه عاليا بحمد الله ومنه .
قال : وجمع إمام أهل الحديث ، أبو القاسم الطبراني في ” معجمه الكبير ” في ترجمة الحسن (ع) طرقه عن غير واحد من الصحابة ، منهم : عمر بن الخطاب ، ومنهم : علي بن أبي طالب (ع) ، وطرقه عن علي بطرق شتى … إلى آخره .
وبعد كلام طويل ، وذكره الحديث بشكليه : ” وأبوهما خير منهما ” … ” وأبوهما أفضل منهما ” بأسانيد عديدة . قال : وانضمام هذه الأسانيد بعضها إلى بعض دليل صحته .
انتهى كلام الكنجي .
ونقله أبو نعيم في ” الحلية ” وابن عساكر في تاريخه الكبير 4/206 ، والحاكم في
” المستدرك ” وابن حجر في الصواعق : 82 .
فعلماؤكم قد اتفقوا وأجمعوا على أن هذا الحديث الشريف صدر عن النبي (ص) : ” الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما ” .
الشيخ عبد السلام : سأذكر حديثا معتبرا مقبولا عند جميع علمائنا إذ لم ينكره أحد منهم ، وهو الحديث النبوي الشريف : ” ما ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يتقد عليه غيره ” وهذا أفضل دليل على أن أبا بكر بعد النبي (ص) هو إمام المسلمين والمقدم عليهم .
قلت : أسفي عليكم ، أنتم علماء الأمة ! إذ تتقبلون الأخبار والأحاديث من غير تفكر وتدبر !
هلا فكرتم أن هذا الخبر إن كان صحيحا ، فلماذا النبي (ص) بنفسه لم يعمل به ، ولم يقدم أبا بكر في قضايا كثيرة مهمة في تاريخ النبي (ص) وتاريخ الإسلام ، مثل يوم المباهلة ، إذ أخذ معه فاطمة وعليا ابنيهما ، وقدمهم على من سواهم .
وفي غزوة تبوك إذ خلّف الإمام عليا (ع) في المدينة مكانه وقال له : ” أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى … ” إلى آخره .
وفي تبليغ الآيات الأوائل من سورة براءة ، للمشركين ، إذ عزل أبا بكر وأرسل عليا (ع) وقال (ص) : ” لا يبلغ إلا أنا أو رجل مني ـ أو قال من أهل بيتي ـ(23).
وفي فتح خيبر حين أعطاه النبي (ص) الراية وكان الفتح على يديه .
ويوم فتح مكة ، رفع النبي (ص) علي بن أبي طالب (ع) على كتفه فكسر الأصنام التي على سطح الكعبة .
وأرسله النبي (ص) لأهل اليمن يبلغهم الدين ويقضي فيهم .
وأهم من كل ذلك : أن النبي (ص) جعل عليا (ع) وصيه ، وأوصى إليه بكل ما أراد ليقوم به بعد موته . ولم يوص لأبي بكر !
وكان أبو بكر في كل هذه القضايا والأمور حاضرا ، لا غائبا ولا مسافرا ، والنبي (ص) اختار عليا وقدمه في تلك الأمور وغيرها من القضايا الكثيرة وترك أبا بكر !!
الشيخ عبد السلام : ما لكم كلما نذكر حديثا في فضل أبي بكر صاحب رسول الله (ص) رفضتموه ولم تقبلوه ؟!
قلت : ما ذنبنا ، إذا كانت الأحاديث التي تنقلها في هذا المجال ، يأباها العقل والنقل ؟!
الشيخ عبد السلام : لقد وصلنا حديث ثابت صحيح غير قابل للإنكار ، وهو عن طريق عمرو بن العاص ، قال : سألت النبي (ص) يوما عن أحب نساء العالم إليه ؟ فقال (ص) : عائشة !
قال : فسألته عن أحب الرجال إليه ؟ فقال (ص) : أبو بكر !
على هذا فهما مقدمان ، لأن حب النبي (ص) لهما دليل على أن الله تعالى يحبهما ، وهذا دليل قاطع على أحقية أبي بكر (رض) بخلافة رسول الله (ص) .
قلت : بالإضافة إلى أن هذا الخبر من الموضوعات ، فهو يعارض الأخبار المعتبرة والأحاديث الصحيحة عند الفرقين من جهتين :
أولا : من جهة عائشة أم المؤمنين ، بأنها أحب النساء إلى النبي (ص) ، فإن هناك أحاديث جمة تصرح بأن أحب النساء إلى النبي (ص) وخيرهن هي : فاطمة سيدة النساء .
فقد أثبت ذلك علماء المسلمين عامة ـ شيعة وسنة ـ في أحاديث متواترة في كتبهم المعتبرة ، منهم :
1ـ أبو بكر البيهقي ، في تاريخه .
2ـ الحافظ ابن عبد البر ، في ” الاستيعاب ” .
3ـ المير السيد علي الهمداني ، في ” مودة القربى ” .
وغيرهم من علمائكم وعلماء الشيعة ، كلهم متفقون على صحة الحديث المروي عن النبي (ص) أنه قال كرارا :
” فاطمة خير نساء أمتي ” أو : ” خير نساء أمتي فاطمة ” .
وروى الإمام أحمد في ” المسند ” والحافظ أبو بكر في ” نزول القرآن في علي ” عن محمد بن الحنفية عن أمير المؤمنين عليه السلام .
وروى ابن عبد البر في ” الاستيعاب ” في قسم : التحدث عن فاطمة الزهراء عليها السلام وخديجة أم المؤمنين ، عن عبد الوارث بن سفيان وأبي هريرة ، وفي قسم التحدث عن خديجة أم المؤمنين ، روى عن أبي داود نقلا عن أبي هريرة وانس بن مالك .
وروى الشيخ سليمان الحنفي ، في الباب 55 من ” ينابيع المودة ” .
والمير السيد علي الهمداني في المودة الثالثة عشرة من ” مودة القربى ” عن أنس بن مالك .
وروى غيرهم عن طرق عديدة : أن رسول الله (ص) قال : خير نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد عليهما السلام .
وروى الخطيب البغدادي في تاريخه ، أن رسول الله (ص) عدّ هؤلاء النساء الأربع خير نساء العالمين وفضّل فاطمة في الدنيا والآخرة عليهنّ .
وروى البخاري في صحيحه ، والإمام أحمد في المسند ، عن عائشة بنت أبي بكر ، قالت : قال النبي (ص) لفاطمة : يا فاطمة أبشري ، فإن الله اصطفاك وطهرك على نساء العالمين ، وعلى نساء الإسلام ، وهو خير دين .
وروى البخاري في صحيحه 4/64 ، ومسلم في صحيحه ، في باب فضائل فاطمة ج2 ، والحميدي في ” الجمع بين الصحيحين ” والعبدي في الجمع بين الصحاح الستة ” وابن عبد البر في ” الاستيعاب ” في قسم : الحديث عن فاطمة عليها السلام ، والإمام أحمد في المسند 6/282 ، ومحمد بن سعد في الطبقات ج2 في قسم أحاديث النبي (ص) في مرضه ، وفي الجزء الثامن في قسم الحديث حول فاطمة عليها السلام ، نقلا عن أم المؤمنين عائشة عن النبي (ص) في حديث طويل جاء فيه أنه (ص) قال : ” يا فاطمة ! ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين ؟! ” .
وفسره ابن حجر العسقلاني في الإصابة ، في ترجمة فاطمة عليها السلام ، أي : أنت سيدة نساء العالمين .
وروى محمد بن طلحة الشافعي في كتابه ” مطالب السؤول ” ص7 ، أحاديث وأخبارا كثيرة في هذا الباب ، وقال بعدها : فثبت بهذه الأحاديث الصحيحة والأخبار الصريحة ، كون فاطمة كانت أحب إلى رسول الله (ص) من غيرها ، وأنها سيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء أهل المدينة.
وروى البخاري و مسلم في الصحيح ، والثعلبي في تفسير الإمام أحمد في ” المسند ” والطبراني في ” المعجم الكبير ” وسليمان الحنفي في ” الينابيع ” الباب 32 ، عن تفسير أبي حاتم ، والحاكم في ” المناقب ” والواحدي في ” الوسيط “وأبي نعيم في ” حلية الأولياء ” وعن الحمويني في ” فرائد السمطين ” .
وروى ابن حجر الهيتمي في ” الصواعق ” في ذكر الآية الرابعة عشر .
وروى محمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول ، ص8 .
والطبري في تفسيره ، والواحدي في أسباب النزول ، وابن المغازلي في المناقب ، ومحب الدين الطبري في الرياض ، والشبلنجي في نور الأبصار ، والزمخشري في تفسيره ، والسيوطي في الدر المنثور ، وابن عساكر في تاريخه ، والسمهودي في وفاء الوفاء والنيسابوري في تفسيره ، والبيضاوي في تفسيره ، والفخر الرازي في التفسير الكبير ، وأبو بكر شهاب الدين العلوي في رشفة الصادي : الباب الأول /22ـ 23 ، نقلا عن تفسير البغوي والثعلبي ، والملا في سيرته ، ومناقب أحمد ، والطبراني في المعجم الكبير والأوسط ، والسدي ، والشيخ عبد الله بن محمد الشبراوي في كتابه ” الإتحاف ” صفحة 5 عن الحاكم والطبراني وأحمد .
وروى السيوطي في ” إحياء الميت ” عن تفاسير ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه ” والمعجم الكبير ” للطبراني .
كلهم رووا عن ابن عباس حبر الأمة : أنه لما نزلت الآية الكريمة : ( …. قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا …)(24).
قال جمع من الأصحاب : يا رسول الله ! من قرابتك الذين فرض الله علينا مودتهم ؟
قال (ص) : علي وفاطمة والحسن والحسين .
وهذا الأمر ثابت ولا يشك فيه إلا الذي في قلبه مرض النفاق والعناد .
وإن هذا الأمر ثابت عند كبار علمائكم الأعلام ، حتى روى ابن حجر في ” الصواعق ” صفحة 88 ، والحافظ جمال الدين الزرندي في ” معراج الوصول ” والشيخ عبد الله الشبراوي في ” الإتحاف ” صفحة 529 ومحمد بن علي الصبان في ” إسعاف الراغبين ” صفحة 119 ، وغير هؤلاء ذكروا : أن الإمام محمد بن إدريس الشافعي أنشد شعرا في هذا الأمر ، فقال :
يا أهل بيت رسول الله حبكم * فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم الشأن أنكم * من لم يصل عليكم لا صلاة له
والآن ، أوجه سؤالي لكل منصف في المجلس وأقول :
بالله عليكم هل يقابل الحديث الذي ذكره الشيخ عن عمرو بن العاص الفاسق ، الذي خرج لقتال إمام زمانه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وسفك دماء المؤمنين عمار بن ياسر ونظرائه الأخيار الأبرار ، هل يقابل حديثه بهذه الأحاديث الصحيحة الصريحة المجمع على صحتها بين المسلمين ، شيعة وسنة ؟!
وهل يقبل العقل أن يفضل رسول الله (ص) أحدا ويحب أحدا أكثر من الذين فرض الله حبهم ومودتهم على المسلمين ؟!
وهل يتصور أن النبي (ص) يتبع هواه فيغرم في حب زوجته عائشة من غير دليل معنوي ورجحان شرعي ، فيرجحها على سائر زوجاته ويحبها أكثر من نسائه ؟!
مع العلم أن الله عز وجل يطالب عباده بالعدل بين زوجاتهم فيقول : ( …فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة …)(25).
أم هل من المعقول أن النبي (ص) يفضل زوجته عائشة على ابنته فاطمة التي فضلها الله تعالى ومدحها في آية التطهير والمباهلة ، وفرض مودتها في آية القربى ؟!
كلنا نعلم ونؤمن بأن الأنبياء والأصفياء لا يتبعون الهوى ، وإنما تكون أفعالهم وأقوالهم وحبهم وبغضهم لله وفي الله سبحانه ، فمعيار الحب والبغض عندهم هو : الله ، وليس الهوى !
والله عز وجل يرجح فاطمة ويفضلها على من سواها ويفرض حبها والذي يقول غير ما نقول ، فيلزم أن يرد كل الأحاديث والأخبار المعتضدة والمؤيدة بالقرآن الحكيم والعقل السليم التي استدللنا بها على ما نقول !
أو أنه ينسب النبي (ص) ويتهمه ـ والعياذ بالله ـ بمتابعة الهوى ومخالفة الحق ! وهذا كفر صريح .