الشهيد لؤيٛ جودة ياسين من مواليد عام1951م، أبصرت عيناه النور في مدينة الكوفة، في أسرة مؤمنة عُرفت بالتقوى والصلاح وعانت الكثير من الآلام في سبيل دينها الغالي، ومن معاناتها اعتقال رب الأسرة واستشهاده تحت سياط الجلادين في ظلمات سجون العفالقة.
بعد أن أڪمل السيد لؤي دراسته في المعهد الزراعي في كربلاء، ذهب للعمل في إحدى المناطق الزراعية، وكان خلال تلك الفترة من عمله واعظا خلوقا، استطاع أن يؤثر في المحيطين به ويملك قلوبهم، وأن يُبين لهم الممارسات اللا إنسانية والجرائم الوحشية التي يقترفها النظام البعثي الجائر بحق المؤمنين من أبناء الشعب المظلوم.
بعد الأحداث المؤلمة التي حلت في العراق لجأ إلى الجمهورية الإسلامية في أواخر عام1982م، بعد رحلة طويلة استغرقت عدة أيام قطع فيها الأراضي الجبلية الوعرة مشيا على الأقدام وتحمل في هجرته المشاق والصعاب.
التحق بعد وصوله إلى إيران بالدورة الأولى من مقاتلي قوات بدر بتاريخ20/2/1983م، وبعد إنهاء الدورة التدريبية توجه إلى مواقع المجاهدين على مشارف مدينة البصرة، كذلك اشترك في كل العمليات التي نفذها المجاهدون في هور الحويزة، ضد مواقع قوى البغي والعدوان في عمليات القدس وعاشوراء وفيها أبلى بلاء حسنا، وإنه كان يقول (إن أفضل مكان بالنسبة لي هو أقربه لقتال البعثيين).
لقد وجهت له عدة دعوات من إخوته في سوريا للسفر إليها وترتيب وضعه هناك، لكنه رفض ذلك واستمر مجاهدا في طريق ذات الشوكة، حتى جاء اليوم الذي شارك فيه المجاهدون الأبطال من قوات بدر، عندما صعدوا إلى حصون البعثيين في حاج عمران، في مرتفعات الشهيد الصدر وطهروها من دنسهم، في معركة كانت بحق وصدق كربلاء ثانية، واستشهد فيها هذا المجاهد ملبيا نداء الصدق والإخلاص والوفاء وانتقل إلى جوار ربه الكريم بتاريخ1/9/1986م،
حيث النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
كان الشهيد السيد أبوالقاسم حسينيا باعتقاده ومنهاجه وبسيرته وسلوكه، لم يضطرب قط وسط أعاصير الفتن والظلمات،
والتي وصفها المعصوم عليهالسلام بأنها كقطع الليل المظلم… لم ينحرف عن الطريق القويم يمينا أو شمالا، لهذا اللون أو لذاك المذاق، بل كان يرى الحق كالشمس الساطعة وسط النهار، لسلامة نفسه وصفاء قلبه، فسلك الجادة المستقيمة جادة الولاية والمرجعية الرشيدة.
سلام عليك أبا القاسم يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا