يا حاملي نعشِ الوصيِّ تمهَّلوا
ودَعُوا المحبَّ من المدامعِ ينهلُ
خلَّوهُ يجثو عندَ نعش إمامِهِ
يبكي علي يشمُّهُ ويُقَبِّلُ
خلُّوهُ يشكو شوقَهُ وحنينَهُ
لأبٍ على الأيتامِ كانَ يُظلِّلُ
يا صاحبَ القلبِ العطوفِ ومَنْ تُرى
للعطفِ بعدكَ يا عليُّ يُؤمَّلُ
كنَّا نراكَ وقد تعاظمَ همُّنا
فإذا ابتسمتَ الهمُّ عنا يرحلُ
كنتَ الدَّواءَ لِدائِنا وجِراحنا
يا أيُّها الجُرحُ الذي لا يُدمَلُ
أنت الهُدى والدِّينُ والحبلُ المتينُ
ونورُ ربِّ العالمينَ المُنزَلُ
يا نفسَ طه وهْوَ شأنٌ أعظمٌ
جاز العقولَ ومَنْ لِشأنِكَ يعقِلُ
يا حُجَّةَ الباري وناطِقَ وحيِهِ
يا من به القرآنُ كان يُرتِّلُ
لم يقتُلُوكَ بل النبيُّ قتيلُهُم
ما جدَّلوكَ بل الكتابُ مُجدَّلُ
قم يا عليُّ وعُد إلينا، ليتني
كنتُ الذي في لحدِ قبركَ يُنزَلُ
واللهِ لو نبكيكَ دمعاً دامياً
بل لو نموتُ من الأسى لا نُعْذَلُ