التطورات التي شهدتها الازمة اليمنية في الايام الماضية وكذلك اللقاءات الحاصلة بين المسؤولين الاسرائيليين والسعوديين حول موضوع اليمن تعزز احتمال قيام السعودية بالتخطيط لعمليات جديدة في اليمن بمشاركة اسرائيلية مباشرة تنفذ في الايام القادمة.
ان الهجوم السعودي على اليمن والمستمر منذ اكثر من عام واربعة اشهر لم يكن فيه اي انجاز سعودي كما يؤكد الكثير من الخبراء، واذا كنا نعتبر الخسائر البشرية اليمنية والدمار الذي لحق بالبنى التحتية في هذا البلد انجازا للسعودية فهذا الهجوم قضى على القسم الاكبر من البنى التحتية اليمنية وادى الى استشهاد 6 آلاف يمني.
لقد شهدت الاسابيع الاخيرة اعلانا لوقف اطلاق النار بين الاطراف المتحاربة في اليمن وبالتزامن مع ذلك انطلقت المفاوضات السياسية لحل الازمة اليمنية بين ممثلين لمنصور هادي والسعودية من جهة وممثلين عن الاطراف الداخلية اليمنية من جهة أخرى، وهناك عدة قضايا وامور هامة فيما يخص هذه المفاوضات والتطورات الجارية على الارض نشير اليها بايجاز:
الشروط المسبقة لممثلي وفد الرياض وعرقلة نجاح المفاوضات
استمرار الغارات الجوية والطلعات الجوية الاستطلاعية السعودية فوق اليمن
ارسال معدات عسكرية واسلحة ثقيلة من الامارات ونشرها في اطراف صنعاء
المفاوضات السرية بين السعودية والكيان الاسرائيلي فيما يتعلق باليمن ومنها احتمال وضع قاعدة عسكرية في تصرف الاسرائيليين في جنوبي اليمن.
التعزيزات العسكرية في اطراف العاصمة اليمنية
كشف مسؤول عسكري يمني ومصادر محلية في محافظة مارب الواقعة شرق صنعاء ان عددا كبيرا من الآليات المدرعة قد دخلت هذه المحافظة قادمة من الامارات وهي مخصصة لحرب الشوارع.
كذلك اعلن ناصر الطاهري وهو احد القادة التابعين لمنصور هادي ان قوات التحالف السعودي ادخلت تعزيزات عسكرية الى هذه المحافظة بهدف دعم قوات منصور هادي في المعركة مع انصارالله.
واضاف الطاهري ان ارسال هذه التعزيزات العسكرية قد اكتمل وان تحالف العدوان نشر قوات لها في عدة جبهات ومنها جبهة مارب.
تغيير استراتيجية الحرب في اليمن والتدخل الاسرائيلي المباشر
كشفت مصادر يمنية ان السعودية قررت وضع قاعدة تعز الجوية في تصرف القوات الاسرائيلية، كما اعلن رئيس اركان جيش الکيان الاسرائيلي الجنرال غادي ايزنكوت ان السفير الاسرائيلي في الاردن عينات شلاين ونظيره السعودي خالد الفيصل بن تركي قد التقيا في اجتماع رتبه السفير الاردني في الكيان الاسرائيلي وليد عبيدات واجريا مباحثات.
وقد اشار السفير السعودي في الاردن خالد الفيصل بن تركي في هذا اللقاء الى اطالة امد الحرب في اليمن قائلا ان بلاده مجبرة على تغيير استراتيجية الحرب ولذلك ترغب بشدة في الاستفادة من التجارب العسكرية الاسرائيلية.
من جهته قال رئيس اركان جيش الکيان الاسرائيلي نقلا عن السفير الاسرائيلي ان كيانه مستعد تماما لتقديم استشارات عسكرية للسعودية في حرب اليمن لكن التعاون الثنائي الاسرائيلي السعودي في اليمن يتوقف على منح قاعدة تعز الجوية الواقعة قرب البحر الاحمر للكيان الاسرائيلي.
المماطلة في المفاوضات السياسية وكسب الوقت من اجل تعزيز القوات
ان تعزيز القوات العسكرية التابعة لتحالف العدوان واستمرار الهجمات العسكرية والطلعات الجوية الاستطلاعية المستمرة خاصة فوق صنعاء والمحافظات الشمالية الثلاث اي حجة وصعدة والجوف وكذلك محافظة مارب يجري الان على قدم وساق ولذلك هناك احتمال قوي بان تكون السعودية قد استغلت المفاوضات السياسية التي جرت في الكويت لكسب الوقت وتعزيز قواتها فالرياض قد ادخلت خلال فترة المفاوضات تعزيزات عسكرية جديدة الى اليمن واعادت النظر في مخططاتها العسكرية ورسمت خططا عسكرية جديدة للعمليات في اليمن وان المفاوضات الجارية بين المسؤولين السعوديين والاسرائيليين تعزز احتمال بدء هجوم جديد على اليمن بمشاركة الکيان الاسرائيلي.