الرئيسية / تقاريـــر / تركيا خائفة من النيران السورية لذا هي أمام تحول مصلحي لا بديل عنه في علاقاتها الخارجية – الوقت

تركيا خائفة من النيران السورية لذا هي أمام تحول مصلحي لا بديل عنه في علاقاتها الخارجية – الوقت

 الإستدارة التركية المفاجئة بخطواتها اتجاه روسيا والكيان الاسرائيلي وفتح باب المناورة امام مصالحة مع سوريا والعراق بين الأسباب والدلالات كانت محور حوارنا مع أمين عام الشؤون الخارجية لمجلس النواب اللبناني الاستاذ “بلال شرارة” والذي جاء فيه:

الوقت: المصالحة التركية-الروسية، الاتفاقية مع الكيان الاسرائيلي وآخر تصريحات رئيس الوزراء التركي بشأن العلاقة مع سوريا والعراق شكلت استدارة كلية للسياسات التركية، ما هي أسبابها برأيكم؟

الاستاذ بلال: “من وجهة نظري أنه بالأساس لا توجد سياسة تركية موالية لمصالح الشرق، توجد سياسة خارجية في تركيا تصب في مشروع السلطنة أو الامبراطورية التركية، وتركيا تنافس الكيان الغاصب على الدور الاقليمي كند لها، وهذا ما اوردته ضمن كتابي “تركيا واسرائيل أسئلة واجوبة قلقة” على ضوء الاستراتيجية التي كان قد رسمها “أوغلو” آنذاك بصفر مشاكل مع الخارج أو دول الجوار، والمراد بصفر مشاكل تأسيس علاقات دائرية مع دول الجوار التركي تمهيداً للإنقلاب الاسلامي الإخواني المدار من المركزية التركية، وهذا المشروع فشل في عدة ساحات من مصر إلى تونس ومن ثم تم حصاره في غزة واكثر من محل، بناءاً عليه لم يستطع التركي إقناع الناس والعرب من حوله بأنه يحمل راية الدفاع عن فلسطين وبأنه يرعى المصالح الفلسطينية ويسعى لتحقيق أماني الشعب الفلسطيني، لذلك هو تراجع أمام الاسرائيلي وعاد الى بناء علاقاته مع الكيان، و”اسرائيل” في هذه اللحظة تحتاج إلى العلاقة مع تركيا بعد الإكتشافات النفطية والغازية في البحر المتوسط اذ تريد ممراً لأنابيب الغاز التي تنقل الغاز إلى اوروبا وذلك عبر تركيا، فضلاً عن تبادل مصالح تركية- اسرائيلية، وحتى قبل هذا الاعلان عن الاتفاقية عادت العلاقات كما في السابق من خلال العلاقات التجارية والجانبية من صفقات سلاح وطائرات دون طيار وترميم بعض سلاح الجو التركي وغيرها.

لذا فإن تركيا عادت لتتمسك بسياسة صفر مشاكل مع الجوار لأنها وجدت نفسها محاصرة بسبب اسقاطها للطائرة الروسية وتبنيها لدعم المسلحين في سوريا وغيرها الكثير من المغامرات، فضلاً عن مشاكلها الجيوسياسية مع العراق وسوريا أيضاً، لذا يعمل التركي على اصلاح هذا الأمر مع الروسي وترميم العلاقة مع “اسرائيل” بعد المشاكل الشكلية التي كانت بينهما، فضلاً عن فتح باب مناورة لإصلاح العلاقات مع العراق وسوريا خاصة.”

الوقت: برأيكم ما هو سر التوقيت التركي لهكذا خطوات؟

الاستاذ بلال: “أعتقد ان المشاكل وصلت حد الإنكسار ولا مجال أمام التركي لأي طريق آخر، فإما ان تتأجج مشاكله اكثر او يقوم بالتراجع الآن، فوجدت تركيا أن مصالحها تقتضي بأن لا تتصعد مشاكلها أكثر خاصة ان لديها مشاكل داخلية قديمة متجددة أيضاً سواء مع الأكراد او أحزاب المعارضة التركية.”

الوقت: ما رأيكم بمقولة ان التركي يريد الضغط على الأمريكي المتحالف مع الأكراد في الشمال السوري من خلال المصالحة مع روسيا؟

الاستاذ بلال: “الخلاف التركي الامريكي كان سببه الأساسي الملف السوري، فالتركي اراد منطقة حظر جوي وما يسميها بمنطقة عازلة، والأمريكي ليس مع هذا الامر والأمريكي يريد استخدام الاكراد وهذا يتعارض أيضاً مع وجهة نظر التركي، ولكن برأي التركي استغل هذا وقبض ثمنه اذ استطاع انتزاع نظام رئاسي والسير نحوه دون اعتراض دولي على هذه المسألة وخصوصاً دون أي اعتراض أمريكي، كما استطاع كسب ساحة سورية مقبلة استهلاكية للسلع التركية دون منازع في المنطقة الأمريكية أقلّه اذا ما وجدت هذه المنطقة مستقبلاً.

أما بالنسبة للروسي فالتركي لم يتوحد مع الموقف الروسي ولن يفعل ذلك، لا بل هو متوحد مع الموقف الأمريكي فهو جزء من الحلف الأطلسي وهو يحيّد المشكلة مع الروس ويحاول الإبتعاد عن توتر معهم.”

الوقت: البعض اعتبر الإطاحة بأوغلو بأنها جاءت بمثابة الأضحية التي قدمت لتبرير الإستدارة التركية، ما رأيكم؟

الاستاذ بلال: “صحيح، أنا أؤيد هذا القول، فقد تم التضحية بأوغلو وقام صديقه أردوغان بالتخلي عنه، فكانا يشكلان ثنائياً في الإدارة التركية، وفي لحظة رأينا أردوغان يعتبر اوغلو وكأنه أحد مؤسسي حزب الرفاه، وفجأة اطاح به ليلقي اللوم على احدهم امام الرأي العام التركي بسبب فشل السياسات السابقة ويبرر هذا التحول.”

الوقت: هل برأيكم بدأ التركي يرى المشهد المستقبلي للمنطقة وعلى أساسه بدأ يعيد النظر في علاقاته الخارجية؟

الاستاذ بلال: “التركي بات يخاف أن تمتد نيران الأزمة السورية إلى بلاده، خاصه أنه كما الخليج قام بدعم الإرهابيين وتسليحهم والتساهل في تمرير الانتحاريين إلى سوريا، وهذه المجموعات رأيناها بدأت ترتد على الداخل التركي بعد حصارها وهزيمتها في سوريا، بالإضافة إلى المشكلة الكردية الحساسة، فبات التركي خائفاً ويريد تدارك الأمر وإبعاد شبح ما حصل في سوريا عنه، لذلك يحاول ان يتصالح مع سلام سوريا وليس سوريا أي النظام السوري، لذا أنا أعتبر اليوم تركيا باتت أمام تحول مصلحي لا بديل عنه اذا صح القول.”

 

شاهد أيضاً

من مذكرات حركة المجاهدين العراقيين والجهاد ضد حزب البعث الكافر

أ- عمليات قطع طرق الامدادات العسكرية بعد عام 1981: 01- عمليات قطار طوروس:   ملاحظة: ...