الرئيسية / تقاريـــر / إنتصار تموز عطّل أي دور إسرائيلي في لبنان و المنطقة، و جعل حزب الله قوة إقليمية كبرى

إنتصار تموز عطّل أي دور إسرائيلي في لبنان و المنطقة، و جعل حزب الله قوة إقليمية كبرى

الوقت- إنتصار تموز و الذكرى العاشرة له، و ما نتج عن هذه الحرب من أثار مباشرة و أخرى إستراتيجية، و واقع الداخل و الإقليم و كيفية تعاملهم مع هذا النصر، مواضيع كانت محور حديثنا مع المسؤول الإعلامي لمدينة بيروت في حزب الله الحاج “غسان درويش”
الوقت: بعد عشر سنوات من ذكرى حرب تموز ما الفائدة المباشر و غير المباشرة التي عكستها هذه الحرب على لبنان و حزب الله؟
الحاج غسان: “أولاً يجب أن نتذكر أن حرب تموز كانت بمثابة حرب إرادات بين المقاومة و كيان العدو، و فيها كُسرت إرادتهم، و نستطيع القول أن إسرائيل الآن معطلة من ناحية إقدامها على أي حرب على لبنان، فبعد حرب تموز و في الأمس القريب السيد نصرالله و حزب الله هددوا إسرائيل بأن تكون الحرب القادمة في الداخل الفلسطيني المحتل، كما أن صورايخ المقاومة ستطال العمق الإسرائيلي من حاويات أمونيا و محطات نووية و غيرها من النقاط الحيوية، لذلك في خلاصة الحديث يمكننا أن نقول بأن حزب الله وما حصل في تموز 2006 و بعدها عطّل أي دور إسرائيلي من حروب و غيرها في لبنان و المنطقة.”
و تابع قائلاً: “فضلاً عن ذلك فإن حزب الله بات قوّة كبيرة و إقليمية، و حرب تموز جاءت لتصور و للمرة الأولى مقاومة صغيرة تقوم بمقاومة جيش كبير و عاتي كجيش الكيان بما تمتلكه من إمكانات و كوادر، و هذه المواجهة أوصلت المقاومة إلى العالمية و باتت محط أنظار جميع أحرار العالم، و بات أي فريق مستضعف و مقهور في هذا العالم يلجأ لهذه المقاومة في سبيل النصر لأنها قدمت نموذجاً يحتذى به في مواجة العدو، كذلك شعوب المنطقة باتت تستعين بالمقاومة في سبيل تحقيق الإنتصارات و هذا بحد ذاته إنتصار كبير و إستراتيجي لهذه المقاومة و خطّها، فكانت حرب تموز بمثابة نقطة تحول جديدة في عمر حزب الله نقلته من مجرد مقاومة لبنانية إلى قوة إقليمية كبرى يحسب لها كل الحساب.”
الوقت: نرى البعض في الداخل اللبناني يعيشون حالة من التخلي و النكران إزاء هذا النصر الكبير في تموز 2006، لماذا؟ و ما المانع من إحتفائهم بهكذا مناسبة وطنية كبرى؟
الحاج غسان: “البعض في الداخل اللبناني يمتلكون نفوس مهزومة غير مهيئة أن تنتصر، لذا أي نصر للمقاومة أو حتى أي فريق آخر يعتبرونه نصراً عليهم، و الجلي أن بعض هؤلاء المتخاذلين و المتآمرين يعتبرون نصرنا على الصهاينة بمثابة الإنتصار عليهم و المشكلة تكمن في نفوسهم الإنهزامية و المتواطئة، فالسيد نصرالله و بعد تموز في خطابه الشهير أهدى النصر لكل اللبنانيين على السواء و ذلك رغم كل التضحيات و الشهداء الذين قدمتهم المقاومة و رغم كل الأذى و التواطئ الذي لحق بها إبان الحرب و خلالها، فما نحن فاعلون مع هذه النفوس المهزومة التي لا تعرف معنى النصر.”
و تابع قائلاً: “فضلاً عن ذلك جميعنا يعرف أن الأمريكي و الإسرائيلي و غيرهم يحاربنا ببعض المتآمرين و المتعاملين من العرب و المسلمين و حتى في الداخل اللبناني، و هي وسيلة من وسائل الحرب الأمريكية على المقاومات تاريخياً سواء في لبنان أو فلسطين أو غيرها، و ما زالت الحرب مستمرة، لكنها اليوم ليست عسكرية إنما بالإنابة أو الواسطة من خلال عملائهم في الداخل و هي حرب مفتوحة لا تهدأ بيننا و بين الأمريكي و الإسرائيلي، لذا فإن أصحاب النفوس المهزومة التي لم و لن تعرف معنى النصر هم وسطاء هذه الحرب المستمرة فكيف بهم يحتفون بتموز و نصره.”
الوقت: في السياق نفسه الذي تتحدثون فيه نشهد حرباً من نوع جديد تشن على المقاومة و بيئتها الحاضنة في الآونة الأخيرة، هل برأيكم أن حرب تموز هي التي دفعت أعداء لبنان لسلوك هذا النوع من الحروب بعد هزيمتهم في 2006؟
الحاج غسان: “كما قلت لكم أن الحرب لا زالت مستمرة و لم تتوقف، فمرّة تكون إقتصادية و مرة عسكرية و تأخذ أشكال آخرى مختلف، و برأيي هم جرّبوها جميعها و لكنها لم تجدي نفعاً، فكما شهدنا في الأمس القريب أن الحرب الإقتصادية التي شنّوها أضرت بعملائهم في الداخل أكثر مما أضرت بنا و ببيئة المقاومة، لذا و الحمدالله المقاومة إستطاعت كسر جميع هذه الحروب الإجتماعية و الإقتصادية و الأمنية التي تشن عليها، و بات المحور الممتد من فلسطين إلى لبنان إلى العراق فإيران و اليمن و حتى أمريكا اللاتينية بعد حرب تموز أكثر تماسكاً و كبراً و ذلك نتيجة لحرب تموز التي أيقظت النفوس و شجّعت البواسل في هذا المحور، لذا فأي نوع من أنواع الحروب التي تشن على المقاومة هي أوهام ستسقط مع الوقت لأننا متماسكون و متعاضدون جنباً إلى جنب مع حلفائنا و محورنا.”

شاهد أيضاً

الأمان الرقمي للأسرة: كيفية إنشاء خطة عائلية للتعامل مع حوادث أمن المعلومات

تكنولوجيا وأمن معلومات  27/03/2024 الأمان الرقمي للأسرة: كيفية إنشاء خطة عائلية للتعامل مع حوادث أمن ...