في 11 سبتمبر 2014، كشفت صحيفة «إدينلك ديلي» التركية، عن خطة وضعتها الإدارة الأمريكية لاحتلال الشرق الأوسط خلال 36 شهرا، تتضمن إعادة تقسيمه استنادا على التدخل في العراق وسوريا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ«داعش».
وأكد الكاتب التركي “محمد على جولر”، في تقرير له بالصحيفة، أن خطة أوباما لمواجهة داعش هي ذاتها خطة إعادة تقسيم الشرق الأوسط، والتي تبنى على ثلاث مراحل أولها تشكيل رابطة من الأكراد، ثم السيطرة على العراق، وآخرها التدخل في سوريا.
أما عن الخطوة الأولى فتنفذها أمريكا من خلال تكثيف ضرباتها الجوية بالعراق، وإنشاء درع واقٍ لها بالمنطقة الكردية وتأسيس شراكة مع الأكراد بعد إنهاء وجود داعش.
ورأي الكاتب أن حزب العمال الكردستاني سيسارع بنفسه باتخاذ هذه الخطوة في اعتقاد منه أنها ستساعدهم على إحكام سيطرتهم على زمام الأمور، وخصوصا بعد أن تجبر أمريكا الدولة التركية على قبول وحدتها مع الأكراد.
وبحسب الكاتب، بذلك تستطيع أمريكا بذلك منع إيران من السيطرة على الأكراد أو التحالف معهم، وتنشئ خلال هذه المرحلة جبهتين إحداهما خارجية وأخرى داخلية، الخارجية هي حلف شمال الأطلسي “الناتو” والداخلية هي الدائرة السنية بالمنطقة.
أما الخطوة الثانية هي استعادة السيطرة على العراق، بعد أن استطاعت الولايات المتحدة إزالة عقبة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من طريقها، وتتجه الآن للسيطرة على حكومة حيدر العبادي، كما أنها ستحاول السيطرة على الاتحاد الوطني الكردي وحركة غوران المعروفة بخلافاتها مع الحزب الديموقراطي الكردي وعلاقاتها القوية مع إيران.
وتابع ثم تحاول أمريكا بعد ذلك توحيد الحزب الديموقراطي الكردي والاتحاد الوطني الكردي وتحويلهما لقوة عسكرية محاربة بالإضافة لدعم القوى السنية بالداخل بالمال والسلاح لمساعدتها على السيطرة على القبائل المتناحرة.
إضافة إلى ما سبق تستمر أمريكا في تسليح من تسميهم المعتدلين من الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين ودعمهم ضد حكومة الأسد من خلال توفير تدريبات خاصة لهم اعدادا للخطوة الثالثة وهي التدخل في سوريا.
الخطوة الأخيرة التي تنحصر في التدخل بسوريا والذي سيتم من خلال دفع تنظيم داعش للتمركز هناك، فيبدأ القصف الأمريكي لسوريا بحجة ملاحقة التنظيم الإرهابي، بعد ذلك تتجه جماعات الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .السابق تسليحها من الإدارة الأمريكية للجنوب ويُفرض حصار على شمال سوريا، مما يجبرها على الاعتراف بمنطقة الشمال كمنطقة حكم ذاتي.
وقالت الصحيفة بحسب التقرير، وأخيرا تنشئ الولايات المتحدة، ممرا كرديا يمتد من شمال العراق لشمال سوريا، ممتدا لشرق البحر المتوسط، ووفقا للمسئولين بوزارة الدفاع الأمريكية فإن الخطة تتم خلال مدة تصل لنحو 36 شهرا.
ولكي نتحرى مصداقية الوثيقة، ليس علينا الا متابعة التطورات التي لحقتها:
بدأت وزارة الدفاع الأمريكية بدعم «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي وجناحه المسلّح المعروف بـ «وحدات حماية الشعب»، علماً أنّ «حزب الاتحاد الديمقراطي» هو الفرع السوري لـ «حزب العمال الكردستاني» – جماعة تركية تحارب أنقرة منذ عام 1984 – وهو مُدرج على لائحة وزارة الخارجية الأمريكية للإرهاب منذ عام 1997.
وفي عام 2014، ساعدت الهجمات الجوية الأمريكية «وحدات حماية الشعب» على طرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من كوباني وهي بلدة شمالية حدودية في سوريا. ومنذ ذلك الحين، نسق المقاتلون الأكراد بالتعاون مع واشنطن شن هجمات جوية أخرى في محافظتي الحسكة والرقّة في شمالي البلاد. ومع تحوّل «وحدات حماية الشعب» شيئاً فشيئاً إلى القوة المقاتلة الأكثر فعالية ضدّ الجهاديين، رفعت واشنطن سقف مساعادتها.
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2015، ألقت الطائرات الأمريكية 50 طنّاً من الذخيرة بشكل 100 حزمة إلى جماعة سنّية عربية مدعومة من «وحدات حماية الشعب» تُعرف باسم «قوات سوريا الديمقراطية». وفي وقت لاحق من الشهر نفسه، وصل خمسون عنصراً من “القوّات الخاصة الأمريكية” إلى منطقة يسيطر عليها «حزب الاتحاد الديمقراطي» لتدريب مقاتليه وتسليحهم.
ومؤخراً قامت القوات الأمريكية بالسيطرة على مهبط طائرات موسع جنوب بلدة رُميلان التي يسيطر عليها «حزب الاتحاد الديمقراطي» لتوفير الإمدادات بطريقة أسهل لـ «قوات سوريا الديمقراطية» وتسليمها الأسلحة.
ولان التحركات الامريكية لاتنفصل عن المشروع الصهيوني فحري بنا الاطلاع على تقرير هام اخر:
في عام 2010، تضمن التقرير الذي نشره الصحفي “وين مادسن” على موقعه الذي يحمل الاسم نفسه، معلومات لم تُنشر في السابق حول مخطط نقل اليهود الأكراد من “إسرائيل” إلى مدينة الموصل ومحافظة نينوى في شمال العراق تحت ستار زيارة البعثات الدينية والمزارات اليهودية القديمة.
لفت التقرير إلى أن اليهود الأكراد قد بدؤوا منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، في شراء الأراضي في المنطقة التي يعتبرونها ملكية يهودية تاريخية.واستعرض الكاتب أسباب “الاهتمام الخاص الذي يوليه الإسرائيليون لأضرحة “الأنبياء” ناحوم ويونس ودانيال، وكذلك حزقيل وعزرا وغيرهم”، موضحًا أن الكيان الصهيوني ينظر إليها جميعها على أنها جزء من “إسرائيل”، حالها حال القدس والضفة الغربية التي يسمّيها “يهودا والسامرة”.
ويؤكد التقرير أن فرق جهاز المخابرات الصهيونية “الموساد” قد شنّت مع مجموعات من المرتزقة، وبالتنسيق مع الميليشيات الكردية، هجمات على المسيحيين الكلدانيين العراقيين في كل من الموصل وأربيل والحمدانية وتل أسقف وقره قوش وعقره…. وغيرها، وألصقتها بتنظيم “القاعدة”؛ بغية تهجيرهم بالقوة، وإفراغ المنطقة التي تخطط إسرائيل للاستيلاء عليها، من سكانها الأصليين من المسيحيين والمطالبة بها بوصفها “أرضًا يهودية توراتية”!
ويقول الصحفي الأمريكي “وين مادسن” إن المخطط الصهيوني يهدف إلى توطين اليهود الأكراد محل الكلدان والآشوريين.
ويتهم الكاتب الإدارة الأمريكية برعاية هذا المخطط الذي يقوم على تنفيذه ضباط من جهاز الموساد “الإسرائيلي” بعلم ومباركة القيادات السياسية في الحزبين الكرديين الكبيرين (الاتحاد الوطني بزعامة جلال الطالباني والحزب الديمقراطي الذي يتزعمه مسعود البرازاني).
ويخلص الصحفي الأمريكي إلى أن “هذه العملية تمثّل إعادة لعملية اقتلاع الفلسطينيين من فلسطين أيام الانتداب البريطاني بعد الحرب العالمية الثانية وإحلال الصهاينة مكانهم” على حد قوله.
في اطار المخطط الامريكي الصهيوني المتحالف مع كردستان والتي يراد الامتداد لها في سوريا، لاتأبه كثيرا امريكا بالغضب التركي والذي مصدره لايتعلق بالخوف من الكيان الصهيوني وانما يتعلق بالخوف على وحدة تركيا وتنامي المطالب الانفصالية في الوسط الكردي التركي.
وتخشى تركيا من تحول المناطق الشمالية التي يسيطر عليها الأكراد إلى ساحات تدريب وتهريب أسلحة نحو الداخل التركي، وتقول إنها تملك أدلة على أنفاق موجودة فعلا بين طرفي الحدود التركية السورية، مما قد يعني تأمين قاعدة انطلاق لعمليات مستقبلية لحزب العمال الكردستاني ضدها.
ولعل انتقال عدد من قيادات الكردستاني من جبال قنديل في العراق إلى عين العرب، ومشاركة بعض عناصره في القتال مع قوات حماية الشعب، والعثور على أسلحة روسية وأميركية قدمت لأكراد سوريا في يد مقاتلي الحزب داخل تركيا إشارات هامة لا يمكن إغفالها في هذا الإطار.
وقد كشفت صحيفة “فاينانشال تايمز” إن تركيا قد بدأت بالبحث عن تسوية قبل اعتذار أردوغان الرسمي لروسيا وبالطبع قبل الانقلاب، حيث ذكرت مصادر “فاينانشال تايمز” الدبلوماسية أن أنقرة تناقش القضية الكردية مع “النظام السوري” عبر قنوات اتصال سرية، منوهة إلى أن المباحثات تتم عبر الجزائر. إلى جانب ذلك فإن تركيا حسب الصحيفة البريطانية نظمت اواخر يونيو الماضي 2016 اجتماعا حضره ممثلون عن المعارضة السورية ومبعوثون من روسيا.
دون الخوض في كثير من التفاصيل، من المعلوم ان الأكراد في الشمال السوري يتمتعون بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وعليه فإن معرفة رد فعل الولايات المتحدة على قصف مواقع لهم أمر مهم.
وقد أكد مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” وقوع استهداف لمواقع تابعة لقوات وحدات حماية الشعب الكردي أو ما يُعرف بـ”YPG” في منطقة الحسكة بسوريا وعلى مقربة من مواقع للقوة الأمريكية الخاصة المتواجدة بسوريا.
ووصف المسؤول الأمريكي هذه الغارة بـ”غير العادية،” في حين تشير الأرقام الرسمية إلى وجود 300 عنصر من القوات الخاصة التابعة للجيش الأمريكي في سوريا، تقدم مشورات وتدريب لقوات مكونة من العرب والأكراد في مجموعة مقاتلة يطلق عليها اسم “قوات سوريا الديمقراطية.”
رد الفعل الامريكي قد يتصاعد على خلفية تهديد خططه، فقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية الجمعة 19 أغسطس/آب أنها أرسلت مقاتلات لحماية مستشاريها العاملين مع القوات الكردية بعد أن قصفت طائرات سورية مواقع في الحسكة.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيس أن مقاتلتين سوريتين شنت غارات على القوات الكردية التي يدربها مستشارون أمريكيون في المنطقة المحيطة بمدينة الحسكة شمال شرق سوريا.
وذكر المتحدث أن البنتاغون، أرسل مقاتلاته إلى المنطقة، لكن الطائرات السورية كانت غادرت المنطقة قبل وصول المقاتلات الأمريكية، قائلا: “إرسال المقاتلات يأتي كإجراء لحماية قوات التحالف”…”سنضمن سلامتهم (قواتنا)، وعلى النظام السوري عدم القيام بأمور تعرضهم للخطروذكرت وكالة “فرانس برس” أن الطائرات السورية عاودت قصف الحسكة الجمعة لليوم الثاني على التوالي، متجاهلة التحذير الأمريكي.
تتحدث مواقع كردية عما اسمته المقايضة الكبرى التي تمت بين الجانبين التركي والروسي خلال الاجتماع المغلق، حسب ما اشارت تقارير دبلوماسية روسية وتركية جرى تسريبها للصحف يمكن شرحها كالتالي:
موسكو تريد من اردوغان اغلاق الحدود التركية السورية في وجه اي امدادات بشرية او تسليحية او مالية للجماعات السورية المسلحة المتهمة بالارهاب، وعدم الاقدام على اي عمل من شأنه محاولة تغيير النظام السوري، وابعاد الثوار الشيشانيين والقوقازيين المتواجدين على الاراضي التركية.
انقرة تريد من موسكو في المقابل الحصول على تعهد روسي واضح بعدم تقديم اي دعم للاكراد لاقامة مناطق حكم ذاتي، او كيان مستقل على طول الحدود الشمالية السورية والعراقية، او انفصال الاقليم الكردي جنوب شرق تركيا، ورفع جميع القيود والعقوبات الاقتصادية، والتسريع في بناء خط انابيب غاز “السيل التركي”.
وخلصت التحليلات الكردية الى انه ومن المؤكد ان لقاء الرئيسين التركي والروسي سيغير معادلات كبيرة في المنطقة، وسيعيد صياغة العديد من المواقف والتحالفات، وستكشف الايام والاسابيع المقبلة العديد من الاسرار.
هناك اسباب اخرى لايلقى عليها الضوء قد عجلت بالتصاد بين الجيش السوري وقوات الحماية التركية، يمكن ان نوجزها بعد نظرة على الوضع الميداني:
تسيطر “وحدات حماية الشعب” على أكثر من ثلثي الحسكة منذ العام الماضي، فيما تسيطر الحكومة السورية على باقي المدينة.
وأعلن متحدث باسم “وحدات حماية الشعب” الكردية أن “السلطات الكردية” المحلية أجلت آلاف المدنيين من المناطق الكردية في الحسكة في اليوم الثاني للضربات الجوية والقصف المدفعي.
وقال المتحدث ريدور خليل لوكالة “رويترز” إن عشرات المدنيين قتلوا خلال 48 ساعة الماضية، واصفا المعركة بأنها الأشرس بين الوحدات الكردية والحكومة السورية منذ بداية الأزمة في البلاد قبل خمس سنوات.
وحمل نشطاء الطرف الكردي المسؤولية في إشعال فتيل الأزمة حيث أقدمت قوات الأمن الكردية بالتقدم صوب مناطق تسيطر عليها الحكومة، واحتجز بعد ذلك مقاتلون موالون للحكومة شبانا أكرادا، ومن ثم اندلع القتال بعدها.
ويرصد المراقبون انه من المثير في تحركات قوات الاتحاد الديمقراطي هو أنها ابتعدت كثيرًا عن مهمتها الأساسية التي تشكَّلت هذه الوحدات بناءً عليها وهي حماية المناطق الكردية فقط؛ فالسيطرة على مناطق مثل سدِّ تشرين والشدادي قد يكون مهمًّا من الناحية الاستراتيجية، لكنها لن تجني سوى المزيد من التصادم بين العرب والكُرد في المستقبل.
رغم العلاقة التي تبدو متينة بين الاتحاد الديمقراطي والولايات المتحدة، إلا أنها ما زالت في إطار أمني عسكري بحت.
ورغم أن الأكراد يسعون إلى الأخذ بهذه العلاقة في اتجاه سياسي، إلا أن واشنطن تُصرُّ على إبقائها في إطار التعاون ضد ما تسميه بالإرهاب، والدليل على ذلك أن الإدارة الأميركية ترفض استقبال زعيم الحزب الكردي، صالح مسلم، الذي حاول أكثر من مرة الحصول على تأشيرة الدخول للأراضي الأميركية
ومن التفسيرات المقنعة ذلك التفسير الذي يقول انه يبدو أن الولايات المتحدة غير قلقة تجاه الشراكة الروسية-الكردية، لأن واشنطن لا تريد أن تظهر بأنها تحتكر تعاونها مع الأكراد في الحرب على ما تسميه الإرهاب. وقد يكون ذلك إشارة أخرى لحلفاء واشنطن في تركيا، بأن الولايات المتحدة لا ترغب في بناء تحالف استراتيجي طويل الأمد مع أكراد سوريا؛ لذا فهي غير آبهة بتطور علاقات الأكراد مع القوى الدولية الأخرى.
الصراع بين النظام السوري وهذه القوات كان مسألة وقت، وكان مؤجلا لحين ولم يسبب اولوية متقدمة لان التقارير دوما مارصدت ان النظام ليس بغافل عن هذا التحالف الذي يخدمه إلى حدٍّ بعيد؛ فأي دعم دولي لجهة سورية، لا تعادي النظام بالضرورة، من شأنه المساعدة على تمكين النظام عسكريًّا ودبلوماسيًّا.
وما ترحيب النظام بالدعم الروسي للقوات الكردية إلا رغبة من الأسد في التأكيد على أن الأكراد يقفون إلى جانبه في الحرب على الأطراف المناهضة لدمشق. كما أن النظام يجهر عبر الإعلام بأن الأكراد مهما بلغ بهم الأمر في تعزيز استقلالهم عن النظام، سواء بالنسبة لإنشاء علاقات دولية أو تثبيت حكمهم الذاتي، لابد لهم من العودة إلى دمشق والاعتماد عليها في الكثير من الأمور.
على سبيل المثال، ما زال التواجد المخابراتي لنظام الأسد مكثفًا في مناطق سيطرة الاتحاد الديمقراطي، كما لا يخفى أن الأسد صرَّح أكثر من مرة بأن نظامه يقدِّم الدعم العسكري والاستخباراتي لحزب الاتحاد الديمقراطي. ويقول الكثير من المتابعين المحليين: إن النظام لا يزال يُعتبر الحاكم الفعلي للمناطق الكردية. ذلك بدون شك يعرقل مساعي الحزب الكردي بالمضي قدمًا في تجربة الإدارة الذاتية التي يروِّج لها في المحافل الدولية.
الا انه قد بدا واضحاً من استراتيجيات الاكراد و كياناتهم العسكرية في سوريا ان الهدف الاول من معركة تحرير الرقة هو السعي، لتحقيق أهداف الأكراد المتعلقة بوصل كانتون عفرين غربا بإعزاز في الشمال تمهيدا لربط مناطق غربي الفرات بشرقها، والسيطرة على كامل الحدود الشمالية السورية مع تركيا، و لذلك لإجبار المجتمع الدولي و القوي الاقليمية علي اشاركهم في مسارات التفاوض وضمانة اولي الخطوات نحو مشروعهم ” الفدرلة “.
ويدعم ذلك شواهد من الممارسات على الارض ، حيث خاضت قوات الحماية الكردية، وفقا لمصادر كردية، ” بموازاة اللقاءات الامنية والسياسية والعسكرية مع القوات الامنية السورية معارك باتجاه الجزء الشرقي من حي النشوة الذي تسيطر عليه قوات الدفاع الوطني بهدف ضمه إلى القسم الغربي من الحي الذي يقع تحت سيطرتها.
ويؤكد الخبراء أن أغلب القوات التي عبرت نهر الفرات واتجهت إلى المنطقة (المحرمة تركياً) من الأكراد الذين يعتبرون هذه المنطقة مهمة لهم استراتيجيا لكونها تقع في جغرافيا ما يسمى “كردستان سوريا” وبالتالي تعتبر أكثر أهمية من دخول الرقة نفسها.
ويذهب البعض إلى حد القول إن معركة الرقة، التي أعلن عن انطلاقها ، ليست إلا لصرف النظر التركي عن الدخول التدريجي للأكراد نحو منبج وما بعدها وصولا لشمال غرب سوريا.
وباعتراف عدد من المسؤولين الأكراد في الحسكة فإن اشتباكات عدة اندلعت بين الحين والآخر في الماضي بين وحدات الحماية الكردية وقوات الدفاع الوطني الرديفة للجيش السوري في أكثر من مكان لكن أعنفها كانت الاشتباكات الاخيرة التي سبقت القصف والتي تصاعدت حدتها كثيرا مما استدعى عقد لقاء بين ممثلين عن وحدات الحماية الكردية وممثلين عن السلطات السورية المحلية في الحسكة عسكرية وأمنية وسياسية، ووفقا لما تسرب من هذا اللقاء من معلومات فإن ممثلي وحدات الحماية طالبوا بحل قوات الدفاع الوطني بالحسكة وحل اللجان الشعبية وأجهزة الأمن السورية هناك، أي إلغاء وجود رموز الدولة السورية نهائيا وبشكل كامل في محافظة الحسكة الأمر الذي رفضته السلطات السورية بشكل قاطع، واللافت أن قوات الحماية الكردية كانت، وفقا لمصادر كردية، ” تخوض” بموازاة اللقاء معارك باتجاه الجزء الشرقي من حي النشوة الذي تسيطر عليه قوات الدفاع الوطني بهدف ضمه إلى القسم الغربي من الحي الذي يقع تحت سيطرتها.
والرقة وفقا للكثيرين ربما لا تحظى بأهمية استراتيجية للأكراد كونها ليس لها وجود على خريطة “كردستان سوريا” وبالتالي المعركة المعلنة لن تتجاوز المناوشات على أطراف المدينة والاكتفاء بتشكيل مناطق عازلة بين المدينة التي أعلنها داعش عاصمة له وشمال شرق سوريا التي يديرها الأكراد.
لاينبغي الفصل بين ماحدث مؤخرا من فتح لجبهة جديدة وبين ما اعلنته امريكا من انها بامكانها اطالة امد الحرب وعدم السماح بالانتصار التام للاسد.
فقد أكد مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض أن واشنطن تسعى للتعاون مع روسيا حول سوريا من أجل تحقيق أهداف مشتركة، لكنها في حال فشل هذا التعاون مستعدة لاتخاذ خطوات تؤدي لأطالة آمد النزاع.
قال هذا روبرت مالي منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والخليج، الذي يشغل أيضا منصب مساعد الرئيس الأمريكي. ويبدو أنه بتصريحه هذا يبعث تحذيرا إلى روسيا، يؤكد فيه أنه إذا فشل التعاون بين الجانبين فإن الولايات المتحدة ستواصل تزويد المعارضة السورية بالأسلحة، على الرغم من أنها تدرك جيدا أن هذا الأمر يؤدي إلى إطالة أمد النزاع المسلح إلى أجل غير معروف.
وفي مقابلة مع مجلة “فورين بوليسي” نشرت يوم الاثنين 15 أغسطس/آب، أكد روبرت مالي أن واشنطن مستعدة لعمل كل ما بوسعها “لكي لا ينجح النظام السوري”.