الحلقة الثالثة – طوفان الاقصى
زوال اسرائيل
استوقفتني عبارة للسيد الشهيد حسن نصر الله في احدى المقاطع المنشورة على اليوتيوب قال فيها ان اسرائيل ستزول سنة 2025 وربما ستزول قبل ذلك، لم اجد تفسيراً لجزم السيد (قدس سره) بزوال اسرائيل في هذا العام على نحو التحديد، جال في فكري انه ربما هناك نصوص غيبية او قراءات فيما وراء الغيب انطلق منها السيد الشهيد في تحديد هذه السنة لزوال الكيان الصهيوني.
وعلى نفس الصعيد كانت هناك تكهنات من البعض نشرت على اليوتيوب بان زوال اسرائيل سيكون عام 2024 مستندين في نبؤاتهم الى لعنة الثمانين كما يعبرون عنها، فان دولة اسرائيل الاولى قبل 5000 سنة لم تدم سوى ثمانين عاماً، وعلى هذا الاساس كانت نبوءة هؤلاء.
ما بين سنة 2000 و2023 جرت الكثير من الاحداث والتغيرات في المنطقة اذ سعى الغرب والمحور العربي لاسقاط نظام بشار الاسد بعد ان اسقطت الانظمة العتيدة في المنطقة فكان النصيب الاول لنظام البعث في العراق اذ اسقط على يد التحالف الغربي في عام 2003 ومضت في العراق سنين عجاف نتيجة الفتن الطائفية التي كان يذكيها العرب وتركيا والمحتل الغربي وجرت دماء الشيعة انهاراً على يد ابناء الجغرافية الواحدة ومن يقف وراءهم من المحور العربي – الغربي، وتوجوا سعيهم باحتلال ثلث ارض العراق عام 2014بعد غزو ارضه بمجاميع من داخل العراق وخارجه، ثم جاء دور مصر وتونس وليبيا، وجاء الدور لسوريا التي سعى المحور الغربي الخليجي لاسقاط النظام فيها لتحقيق توازن اقليمي يضعف التطور الذي حازه محور المقاومة.
احداث غزة وتداعياتها
في صبحية السابع من اكتوبر/ تشرين اول 2023 استفاق العالم على عملية نوعية نفذها الجناح العسكري لحماس الذي يقوده يحيى السنوار كشف عن تدريب في منتهى الدقة والتنسيق والابداع، وسجل ذلك مرحلة متقدمة في الصراع الفلسطيني – الصهيوني، وفي اليوم الثامن من تشرين اول اعلن حزب الله في لبنان دعمه لحركة حماس المستقرة في غزة وانه يقف معها، على الرغم من انه لم يحط علماً بما سيقوم به الفلسطينيون، وكذا اعلنت بقية اطراف محور المقاومة دعمها للحق الفلسطيني.
استفاق الصهاينة من ذهولهم على وقع تلك العملية البطولية التي تمكن مقاتلوا القسام من اسر ما يقارب 250 رهينة اسرائيلية سوى من قتل في العملية من الجنود الصهاينة.
وكانت النتيجة قرار الصهاينة شن حملة ابادة على مقاتلي حماس وحاضنتهم الشعبية في غزة، كانت الحرب غير متكافئة فالكيان الصهيوني متفوق من حيث العدة والعدد، فالسماء حكر على الطيران الاسرائيلي والبحر تمخر عبابه السفن الحربية الاسرائيلية والبر تتحرك فيه الدروع والاليات العسكرية فضلاً عن جيش مجهز بكل الامكانيات، ولم تبخل الترسانة الامريكية والاوربية على الكيان الصهيوني بالدعم العسكري عدة وعتاداً، في الوقت الذي لم يمتلك مقاتلوا القسام سوى صواريخ وبعض الاسلحة الخفيفة والمتوسطة، صمد مقاتلوا حماس وتحمل الشعب في غزة، الا ان الوحشية الصهيونية بلغت المدى وقرروا ان يستهدفوا كل شيء في غزة فهدمت البيوت والمدارس والمستشفيات وجرت واحدة من اكبر واشرس الجرائم بحق الانسانية في سكوت مطبق من مراكز القرار الغربي، ولكن شاء القدر ان تتسرب معلومات الى المجتمعات الغربية ادت الى انعطافه في التعامل المجتمعي فخرجت العديد من المظاهرات المنددة بالمجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني في مختلف المدن الغربية ووصل الامر الى طلبة الجامعات، بل قامت بعض الدول بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني وقدمت جنوب افريقيا شكوى ضد الكيان الصهيوني الى محكمة العدل الدولية كان نتيجتها ادانة الكيان الصهيوني بارتكاب مجازر ضد الانسانية في غزة واصدرت امراً باعتبار رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتن ياهو مجرم حرب. وفي مقابل ذلك اعتبر الكيان الصهيوني الحرب حرب وجود فاغتال العديد من قادة حماس بينهم اسماعيل هنية الذي اغتيل في ايران في ايام تنصيب الرئيس الايراني بزشكيان ومن تمت تصفية القائد الميداني يحيى السنوار في غزة.