فجر ملف الصور المسربة لاثنين من أصل أربعة مقاتلين ينتمون لكتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، داخل موقع تابع لجهاز “الأمن الوطني المصري” المعروف باسم “أمن الدولة” ملف هؤلاء الشبان وأعاده إلى السطح من جديد، ليتصدر مشهد الخلاف بين الحركة والسلطات المصرية الحاكمة، بعد عام على الاختفاء في صحراء سيناء.
ولن يقف حد الملف لما كشفته قناة “الجزيرة القطرية” بنشر صورة مسربة للشابان اللذان يعملان ضمن صفوف الجناح المسلح لحماس عبد الدايم أبو لبدة وياسر زنون، برفقة عدد من المعتقلين المصريين غير المعروفين في مكان أمني عرف بأنه “حجز لاظوغلي” الشهير بمدينة القاهرة، التابع لجهاز أمن الدولة المعروف حاليا باسم “الامن الوطني”، والقريب من وزارة العدل المصرية، بل توسع بشكل كبير، مع تجرؤ قيادات كبيرة في حركة حماس، بعد الاطمئنان على حياة الشبان بنشر هذه الصورة التي أصحبت بمثابة وثيقة بيد حماس للمناورة مع مصر، حيث كشف النقاب للمرة الأولى عن طلبات قدمتها مصر سابقا لحماس لتنفيذها مقابل إخلاء سبيل هؤلاء الشبان.
وفي البداية فقد أكد أحد مسؤولي حماس خلال الساعات الماضية لمقربين منه، أن الحركة ظلت تلتزم الصمت طوال مدة الـ 12 شهر الماضية، وهي فترة خطف الشبان الأربعة، خشية على مصيرهم في مصر، وأنها كانت متأكدة أنهم موجودين بقبضة جهاز أمني كثيرا ما كان يشن هجمات ضد الحركة باستخدام وسائل الإعلام وغيرها من الوسائل، وتلفيق اتهامات خطيرة للحركة.
وأكد أن حماس كانت متأكدة من اعتقالهم في “امن الدولة” وأنها لم تصعد ذلك خشية من تعرض حياتهم للخطر، ويشير إلى أن الصور المسربة من الجزيرة باتت وثيقة ستستخدم في الحوار أولا بين قيادة الحركة ومصر.
وجاء ذلك بعد كشف الدكتور صلاح البردويل مسئول الإعلام في حركة حماس، بان مصر طلبت من الحركة مقابل الشبان الأربعة، كشف “مطالب صعبة لا تملك حماس أو أي فلسطيني وطني وغيور تنفيذها أو الضلوع بها من أجل الإفراج عن المختطفين الأربعة”.
ورغم أن البردويل لم يشر لهذه المطالب الصعبة، بل ألمح إليها فقط بالقول “عملنا محدود ولا علاقة لنا بالشأن المصري وما يحدث في سيناء، ولا تطلب مني التدخل في سيناء أن تأخذ الشباب رهائن”، وكان بذلك يرد على الطلب المصري، إلا أن ما ورد من معلومات يقول أن مصر طلبت خلال لقاءات سابقة بقيادات من حماس، أن يشارك الجناح المسلح للحركة المدرب جيدا في غزة، في عمليات القتال التي يشنها الجيش المصري ضد الجماعات المسلحة في صحراء سيناء.
وبالعودة إلى البدايات ففي 19 أغسطس الماضي هاجمت فرقة مصرية مسلحة ترتدي لباس مدني باص يقل فلسطينيين رحلتهم سلطات معبر رفح إلى مطار القاهرة، حيث كان عددا منهم يقصد السفر إلى تركيا وبعض البلدات الأوروبية والعربية، على بعد أمتار من المعبر، وبعد عملية تدقيق في جوازات ووثائق المسافرين خطفت أربعة منهم على الفور، وسط صمت وخوف باقي الركاب من تعرض حياتهم لخطر الموت من فوهات بنادق الخاطفين.
وقتها حملت حركة حماس المسؤولية إلى السلطات المصرية، كون العملية تمت على أراضي مصرية، ونقت أن يكون للخاطفين علاقة مع التنظيمات المتشددة الناشطة في سيناء، وأعلنت كذلك حماس عن انتقال ملف الشبان الأربعة إلى مسؤولية الجناح المسلح، كونهم يعلمون في خلاياه المسلحة، ووعد وقتها الجناح المسلح بالعمل على إطلاق سراحهم، وأكد ذلك في عرض عسكري قبل أيام جنوب قطاع غزة.
المصدر: راي اليوم
شاهد أيضاً
مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم 19
إحياء دين الله وإعلاء كلمة الله في دعاء الندبة: أين محيي معالم الدين وأهله. وفي ...