الرئيسية / الاسلام والحياة / الآداب المعنوية للصلاة – رعاية أحوال إدبار النفس وإقبالها

الآداب المعنوية للصلاة – رعاية أحوال إدبار النفس وإقبالها

وبالجملة يلزم لسالك طريق الآخرة رعاية أحوال إدبار النفس وإقبالها ، فكما أنه لا يجوز له الكف عن الحظوظ مطلقا فإنه منشأ لمفاسد عظيمة لا ينبغي له أن يزعج نفسه في العبادات والرياضات العملية وألا يجعلها تحت الضغط خصوصاً في أيام الشباب وابتداء السلوك فإنه أيضاً يكون منشأ لانزعاج النفس ونفورها وربما ينصرف الإنسان به عن ذكر الحق . والإشارة إلى هذا المعنى في أحاديث كثيرة ، ففي الكافي الشريف :

عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ” اجتهدت في العبادة وأنا شابّ فقال لي أبي يا بنيّ دون ما أراك تصنع فإن الله عزّ وجلّ إذا أحبّ عبدا رضي منه باليسير “.

وعن أبي جعفر قال : قال رسول الله ” إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ولا تكرهوا عبادة الله إلى عباد الله فتكونوا كالراكب المنبتّ الذي لا سفرا قطع ولا ظهرا أبقى ” .

وفي حديث آخر ” ولا تبغّض إلى نفسك عبادة الله ” .

وبالجملة الميزان في باب المراعاة أن يكون الإنسان ملتفتا إلى أحوال النفس ويسلك معها بنسبة قوتها وضعفها فإذا كانت النفس قوية في العبادات والرياضات وتقدر على المقاومة ، فليجدّ ويسعى في العبادة .

وأما الذين طووا أيام عنفوان الشباب ، وانطفأت نائرة الشهوات شيئا ما لديهم فالمناسب لهم أن يجدّوا في الرياضات النفسانية أكثر ويدخلوا في السلوك والرياضة بخطوة رجولية فكلما عوّدوا النفس على الرياضات فتح لهم باب آخر إلى أن تغلب النفس القوى الطبيعية وتصير القوى الطبيعية مسخّرة تحت كبرياء النفس .

وما ورد في الأحاديث الشريفة : من الأمر بالجدّ والسعي في العبادة ،

 

 وما ورد فيها من المدح للذين يجتهدون في العبادة والرياضة ، وما ورد في عبادات أئمة الهدى عليهم السلام ، من جهة وما ورد من هذه الأحاديث الشريفة المادحة للاقتصاد في العبادة من جهة أخرى مبنيّ على اختلاف أهل السلوك ودرجات النفوس وأحوالها ، والميزان الكلّي هو نشاط النفس وقوَّتها أو نفور النفس وضعفها .

 

شاهد أيضاً

الامام الخميني : كل ما لدينا هو من محرم الحرام

كان مفجر الثورة الاسلامية و مؤسس النظام الاسلامي في ايران الامام الخميني الراحل ، يؤكد ...