في اليوم الأول من عام 1965 انطلقت الثورة الفلسطينية، وكان هدفها الجلي تحرير ما أحتل في ذاك الوقت من فلسطين حيث لم تكن الضفة الغربية وقطاع غزة محتلتين، وقد سجل الفدائيون الفلسطينيون بمساندة أبناء أمتهم سفراً في الجهاد والمواجهة والصمود، ورغم احتلال العدو الصهيوني لكل فلسطين تواصلت شعلة المقاومة رافضة ظلام الاحتلال والاستيطان، وشهدت المدن والقرى الفلسطينية العمليات النوعية التي أربكت العدو ومخططاته في تصفية قضية فلسطين، وإلغاء شعبها وتهويد أرضها، ورغم حلقات التسوية التي حاول البعض تجميلها، والتي أُريد لها أن تخضع شعب فلسطين لإرادة العدو، وتمرر خططه، إلا هذا الشعب رفض المساومة، ونبذ التسوية كطريق لا يمثل طموحات شعبنا ولا يُوصل إلى أهدافه، وكان خياره التاريخي الذي لا تراجع عنه هو المقاومة والجهاد.
انتفاضات شعب المقاومة لم تهدأ بل تواصلت موجة بعد أخرى في صورة تعبر عن حقيقة هذا الشعب والأمة التي ينتمي إليها، ورغم أن ثمار النصر لم تُقطف بعد إلا أن الدرس الذي تعلمه الصهاينة أنهم لن يستطيعوا إلغاء شعب فلسطين وتصفية قضيته، وأنهم بفعل قوى المقاومة في أمتنا لن يتمكنوا حتماً من تحقيق طموحاتهم في “دولة من الفرات إلى النيل” أو خلق شرق أوسط جديد تكون فيه ثكنة الاحتلال الصهيوني قائداً ومركزاً.. انتهت احلام الصهاينة بفعل مقاومة شعب فلسطين.
في الحادي عشر من شباط من عام 1979 انتصرت الثورة الإسلامية في إيران، وتأسست الجمهورية الإسلامية، ومثل فكر الثورة بقيادة مفجرها الإمام الخميني رضوان الله عليه فكراً لكل المظلومين في منطقتنا والعالم، لكل الرافضين للهيمنة الاستعمارية والاستعباد، وقد لاقت التضامن والدعم والمساندة من أبناء فلسطين والأمة، لأنها كنت ثورة حق، تماماً كثورة فلسطين، ولن ينسى الفلسطينيون تلك الجملة “اليوم إيران وغداً فلسطين” التي مثلت الطموحات والأماني الشعبية، وتجسدت في الواقع بجعل سفارة الكيان الصهيوني التي أقامها الشاه المقبورأول سفارة لفلسطين في العالم…
انتصرت الثورة الإسلامية، انتصرت ضد الظلم،وفتحت أفاق جديدة لشعب كبير يقدم يومياً أمثولة في العطاء في مختلف الميادين، ويمد فلسطين وثورتها بكل سبل الدعم والمساندة…
في فلسطين ثورة بذل وعطاء اعترف بها العالم…. في إيران ثورة سجلت للتاريخ أنها ثورة القيم النقيضة لكل ماهو قاتم وظالم.
فلسطين وإيران ثورتان مظفرتان، وانتصار إحداهما كما حصل في الثورة الإسلامية يمهد موضوعياً للانتصار الناجز على الصعيد الفلسطيني.. لذلك نقول منتصرتان حتماً إن شاء الله.