قبل الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات بدأت بعض الجهات والأشخاص بالتشكيك المبكر بالانتخابات ونزاهتها وشفافيتها وحيادية المفوضية العليا المستقلة للانتخابات واستقلاليتها. وسبب التشكيك يكمن في توقع المتشككين باحتمال خسارتهم او فوزهم بمقاعد اقل مما كانوا يتوقعون او يحلمون او يروجون. كل هذا والمفوضية لم تعلن بعد نتائج الانتخابات بشكل رسمي. وهذا أمر لن يتم قبل ان تنتهي عمليات الفرز والعد والمطابقة والتدقيق من قبل المفوضية نفسها وليس من قبل جهات غير مخولة.
من المؤلم، بل المعيب، ان يجري تشويه ماهو جميل في بلدنا من أجل أغراض حزبية او فئوية او سياسية او حتى شخصية. لا ينكر ان هناك نواحي سلبية وصورا مؤلمة في بلدنا. ويستطيع المراقب ان يسرد قائمة قد تطول من هذه النواحي والصور. لكن المؤكد ان هناك نواحي إيجابية وصورا مفرحة في المشهد العراقي بمجالاته المختلفة. والإنصاف يقتضي من المنصفين ان يحافظوا على ما هو جميل؛ كما يسلطون الأضواء على ما هو غير جميل.
كانت الممارسة الانتخابية الأخيرة من بين أبرز النواحي الإيجابية. وهذا امر أعلنه ممثلا الامم المتحدة والجامعة العربية والمراقبون الدوليون ومراقبو الكيانات السياسية. ورغم الشكاوى المقدمة لم تسجل في حينها خروقات كبيرة. وتمت العملية الانتخابية بكل انسيابية وسلام.
لكننا فجأة صرنا نسمع أصواتا هنا وهناك تستبق الإعلان الرسمي للنتائج لتطلق حملة تشكيك وتشويه وتسقيط للنتائج التي لم تعلن ولعمل المفوضية الذي لم ينته بعد. ألم تكن المصلحة الوطنية والشعور الوطني المسؤول يقتضيان ان نحافظ على جمالية الانتخابات وعلى الإنجاز الباهر الذي تحقق من خلال إجرائها بالشكل الذي تم فعلا؟ من هو المستفيد فعلا من التشكيك بالنجاحات وطعن الناجحين بالظهر؟ الا يرسل هذا التشكيك المبكر رسالة غير مناسبة عن العراق والشعب العراقي؟ الا يدفع هذا التشكيك غير المبرر البعض من الذين لا يحبون العراق الى التشكيك بقدرة العراقيين على إنجاز اي شي؟.
وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا؛ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ للتقوى!.