الرئيسية / تقاريـــر / نحو مشروع تجريم الوهابية – د جمال الشهاري

نحو مشروع تجريم الوهابية – د جمال الشهاري

كتبت هذا المقال قبل مدة، وترددت كثيراً في نشره، وكنت دائماً أعلل نفسي بأنه ربما يكون بين أولئك الوهابية من السلفية والإخوانجية من لا يزال فيه بذرة خير، وإنه ربما يعود أو يتوب إلى الله من النهج الوهابي الخبيث الذي اختطه لنفسه، لكني وبعد كل تلك المجازر الرهيبة التي ارتكبت على مدى عام ونصف، والتي كان آخرها مجازر الصالة الكبرى، وأكبرها ، وجدت أنه لا يمكن بعد مشاهدة تلك المجازر، وتلك الأشلاء والدماء، والجثث المتفحمة، والدمار والخراب الكبير في البلاد،

 

والحصار الظالم الغشوم على شعب بأكمله، لا يمكن بعد مشاهدة ومعايشة كل ذلك أن يبقى شخص واحد لا زال فيه ذرة من إنسانية أو ضمير – فضلا عن أن يكون مسلماً ينتمي لدين الإسلام وسماحة الإسلام دين الرحمة للعالمين- دون أن تتحرك فيه فطرة الإنسان السليمة فيتألم ويحزن ويعتصر قلبه الأسى لكل تلك الجرائم والأحداث العظام، ثم لا تتحرك فيه البواعث والبوادر لتغيير ذلك المنكر الكبير والشر المستطير، حتى ولو بمجرد السخط والاستنكار.

 

كنت دائماً أمني نفسي أنه ربما أجد يوماً أحدا من انخرط في ذلك النهج الوهابي وقد استفاق من غفلته، وثاب إلى رشده، وعرف على الأقل حقيقة الأمر، وواقع الحال، وأن هناك ظلم كبير وقتل كبير ودمار كبير لوطن بأكمله أرضا وإنسانا، لكني اكتشف مع الأسف أن أتباع ذلك النهج الوهابي الخبيث إمّا سلفية تكفيرية تفرح وتهلل لتكفير وقتل شعب بأكمله، وإما إخوانجية منافقون من حزب الإصلاح لا يرعون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة، ما فتئوا يبررون جرائم العدوان، بل ويطالبونه بالمزيد والمزيد، وكانوا قبل ذلك أول من استدعاه واستعداه على البلاد والعباد، وصدق من قال غن الإخوانجي الإصلاحي لو قصفت طائرات العدوان أمه لقال: “أصلاً أمي مخزن سلاح”.

 

وها أنا ذا أحوال أن أجد ولو واحدا منهم استنكر مجازر الأمس، ولو واحدا منهم –بصدق وإخلاص- قطب جبينه، أو تمعَّرَ لما حصل من قتل وجرم كبير دون جدوى، بل ليس هناك إلا الفرحة والتشفي في إخوانهم وأبناء جلدتهم، فداء لأسيادهم من صهاينة الخليج وأسيادهم من الصهاينة والأمريكان. ها أنا ذا أقرر نشر هذا المقال، الذي تمخض من رحم المعاناة، ومن عين الواقع، ومرارته وقسوته، أقرر نشره وأنا مقتنع أن الوهابية بشقيها السلفي والإخوانجي داء عضال وسم زعاف، يستهدف الإنسان في عقله وضميره وإنسانيته، ويجعله ينسلخ من دينه ووطنه وشعبه، بل ومن كل قيم الإنسان والأديان، وأنه لا يمكن علاج من يحمل هذا الداء إلا بالتخلي عن النهج الوهابي الخبيث الذي يحمله، هذا إن كان بقي هناك أمل في الشفاء والعودة إلى الإنسان بقيمه وضميره وإنسانيته، وإلاّ فإنه من المحال مع من ينتهج ذلك النهج أن تجده يحمل فطرة الإنسان وروح الإيمان وسماحة الإسلام، ومن المحال أيضا أن تجده مواطناً بما تحمل المواطنة من روح الانتماء والحب والولاء لشعبه ووطنه، بل تجده فقط مسخٌ يحمل الحقد والكراهية للآخر، وألة رخيصة بيد أعداء الأمة تقتل وتغدر وتدمر الأرض والإنسان.
ملاحظات: ملاحظة أولى: أتقدم بهذا المقترح إلى السادة العلماء والقانونيين، لدراسته دراسة مستفيضة واعية، وإخراجه في الإطار الشرعي القانوني الصحيح، دون مخالفة لشرع، أو دستور أو قانون، فلستُ من العلماء ولا من أهل القانون، إنما أقدم مقترحا، ولأهل الاختصاص القول الفصل. ملاحظة ثانية: أولاً: أعني بالوهابية هنا، ذلك المذهب وذلك النهج الذي نشأ وترعرع في أحضان نجد “قرن الشيطان”، والذي تأثر به ونهج نهجه ما يسمى بـ”التنظيم العالمي للإخوان المسلمون”، والذين لهم مسميات عديدة، ففي اليمن مثلا يُطلق عليهم “حزب الإصلاح”، وفي تونس “حزب النهضة”، وفي تركيا “حزب العدالة والتنمية”، وفي مصر “حزب الحرية والعدالة”، إلى غير ذلك من المسميات. هذه كلها يجمعها النهج الوهابي، والذي نستطيع الآن أن نميز شقيه وهما: 1. السلفية: وهذه أنبتت القاعدة والنصرة والدواعش 2. الإخوانجية: ويندرج تحتها تنظيمات وأحزاب عديدة، كما تم التنويه أعلاه.

 

وعليه فعندما أذكر في هذا المقال الوهابية، فإني أعني بها الوهابية بشقيها الأول السلفي بقاعدته ونصرته ودواعشه، والشق الثاني “تنظيمات الإخوان المسلمين” وفروعها، وليس فقط الشق الأول. ثانياً: من أهم ما يجب أن أذكره هنا، هو أني أخرج هؤلاء من مفهوم ونهج أهل السنة، فالوهابية ليسوا من جمهور أهل السنة الموجودة في عموم العالم الإسلامي. ومن أجمل ما قرأت: “الوهابية ليسوا سنة ولا شيعة، الوهابية مذهب شيطاني خبيث، زرعه الاستعمار، لتشويه الإسلام، وتمزيق الأمة الإسلامية، ونهب خيراتها وثرواتها، وهذا ما يحدث”.

 

إن إخراج الوهابية من جمهور أهل السنة، أصبح مطلبا دينيا ووطنيا، وقد كان مؤتمر الشيشان خطوة في الاتجاه الصحيح، فقد أخرج مؤتمر الشيشان الوهابية من اصطلاح أهل السنة، وأثبت أنه لا يمتُ إلى السنة وجمهورها وأهلها بصلة، وكان ممن حضر مؤتمر الشيشان شيخ الأزهر، والشيخ علي الجفري، وعدد كبير من علماء العالم الإسلامي، وخلا ذلك المؤتمر من شيوخ الوهابية؛ شيوخ الفتنة والتكفير والنكاح والشذوذ وبول البعير. ثالثا: قد يستغرب البعض عندما أدرج الإخوانجية “الإخوان المسلمون” في مفهوم الوهابية، ويظنها شيئاً آخرا، ونهجاً أخراً، لكن الحقيقة هي أنهم وهابية المعتقد والهوى، هم وهابية “مودرن” يتَسِمون بالتلون والتقلب، فجأة تجدهم بالثوب القصير واللحى الكثة، وفجأة تجدهم حليقي اللحى، بربطات العنق والبنطلونات، لكنهم في النهاية وهابية، يجمعهم نفس النهج، ونفس الغاية، ونفس العمالة والخيانة للأوطان، وهم الآن في سوريا واليمن وغيرهما من البلاد الإسلامية يقاتلون مع الشق الأول (السلفية بدواعشها وقاعدتها) في خندق واحد ضد شعبيهما، ويرتكبون نفس المجازر والجرائم. انتهت الملاحظات والآن إلى الموضوع الرئيس، وأرجو المعذرة إن أطلت.
منذ أن ظهر المذهب الوهابي الخبيث الذي صنعه الاستعمار البريطاني إلى اليوم والبلاد الإسلامية التي تغلغل فيها ذلك المذهب تعاني من الجهل والانحطاط والتكفير والتمزيق للأمة، وسفك الدماء والحروب والدمار. هذا المذهب الشيطاني لم يكن إلاّ نبتة استعمارية خبيثة، ذات أهداف محددة يتضح أهمها فيما يلي: 1. تشويه الدين الإسلامي الحنيف، وتحويله إلى دين مسخ، نُزعت منه الرحمة والرأفة والسماحة والإنسانية، دينٍ يمزق المجتمعات البشرية بكل طوائفها، دينٍ يعشق العنف والقتل والغرق في الدماء والأشلاء، دينِ سلخ الجلود، واحتساء الدماء، ونبشِ القبور، ونهش جثث الموتى، دينِ التكفير والتفجير والخراب والدمار، دين جهلٍ وتخلفٍ وانحطاط، يحارب العلم والثقافة والابداع، ولا تتسع عقليته الضيقة إلا لبول البعير، ونكاح الصغير، ورضاع الكبير، وفتاوى الحيض والنفاس، وكل ما محله تحت الحزام، دين يكره العقل، يكره الحرية، يكره الإنسان، يكره الحياة. 2. تمزيق الأمة الإسلامية، وقد تجلى ذلك واضحا جليا، بداية من التمزيق الطائفي المذهبي، ونشر ثقافة الحقد والكراهية، إلى حد شن الحروب والقتل وسفك الدماء، وتدمير بلدان آمنة عامرة، أضف إلى ذلك خيانة الأمة الخيانة العظمى، بالتحالف مع ألدِّ أعدائها من الأمريكان والصهاينة، واتخاذهم أولياء، وتنفيذ مخططاتهم الرامية إلى تمزيق وتفتيت البلاد الإسلامية، ولعل أشدها خطرا هو مشروع الشرق الأوسط الجديد، والذي يمكن تسميته بالشرق الصهيوني الجديد، لأن الغاية منه هو أن تكون إسرائيل دولة عظمى في المنطقة، وتكون البلاد العربية والإسلامية من حولها مجرد دويلات صغيرة ممزقة ضعيفة، تتنازعها النعرات المناطقية والطائفية، وتفترسها الحروب والنزاعات المستمرة، التي يشعلها ويضرم نارها الاستعمار الجديد بأدواته القذرة الجديدة من الوهابية بشقيها السلفي والإخوانجي. 3. تمكين الاستعمار الأمريكي الصهيوني الجديد وحلفائه الغربيين من خيرات الأمة وثرواتها وإمكانياتها، وهذا ما يحدث الآن فعلا على أرض الواقع. تلك كانت الخطوط العامة، والإطار العام، لأبشع مؤامرة تتعرض لها الأمة، والتي تُعتبر الوهابية رأسَ الحربة فيها، وأداةَ التنفيذ الفاعلة، والتي أثبتت أن لديها قدرات هائلة متجددة، لخيانة الأمة وقتلها وتدميرها، وبكل تفانٍ وإخلاص لساداتهم من الأمريكان والصهاينة. هؤلاء الخونة القتلة خاضوا جميع حروب أمريكا في العالم الإسلامي، وكانوا أداتها الضاربة، ابتداء من أفغانستان، مرورا بالعراق وسوريا وليبيا، والآن مصر واليمن، والقائمة لازالت تحوي عددا من البلاد العربية والإسلامية. هؤلاء الخونة القتلة خاضوا تلك الحروب من بداية ثمانينات القرن الماضي وإلى الآن، وهم على استعداد لخوض حروب أمريكا إلى الأبد، لكنهم لن يتوجهوا صوب فلسطين، ولن يفكروا أبداً بإطلاق رصاصة واحدة على العدو الصهيوني، بل اليوم قد أصبحوا هم والصهاينة أحباباً وأولياء، وهاهم دواعش الوهابية والإخوان يتعالجون ويتداوون في مستشفيات إسرائيل التي تقع قريبة من الحدود السورية، بل ويزورهم ويطمئن عليهم نتنياهو شخصيا، وها هو خليفة الإخوان أردوغان يطبع العلاقات مع إسرائيل، وهناك من التغريدات والتسريبات والإرهاصات للوهابية بضرورة التطبيع مع الصهاينة ما لا يخفى على متابع، والتطبيع مع الصهاينة ليس إلاَّ مجرد فتوى مدفوعة الأجر عند شيوخ الفتنة والنكاح. إنني هنا أدعو كل مهتمٍ ومتابعٍ، وخصوصا العلماء ورجال القانون، في العالم العربي والإسلامي إلى تبني حملاتٍ وطنية على مستوى بلدانهم، لإنشاء قوانين تجرم الوهابية، كضرورة دينية ووطنية وثقافية وإنسانية، وتجفيف منابع عقائدها وفكرها المتطرف، والتي ترجع كلها إلى ابن تيمية الحراني الدمشقي، ثم مرورا بمحمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي. لذلك أدعو بكل جد ومسئولية كل المعنيين في تلك الدول إلى تبني هذه الحملة للأسباب التالية:
1. الوهابية بشقيها السلفي والإخوانجي مذهب ونهج متطرف، لا يستقيم مع الحياة الطبيعية، والفطرة الإنسانية السوية، وهو نهج إجرامي غاية في البشاعة والإجرام، نهج القتل والتدمير والخراب والحروب، وكل وهابي سلفي أو إخوانجي، هو في النهاية قنبلة موقوتة، بل مشروع قتل وتدمير مكتمل الأركان.
2. الوهابية تسعى بشكل دائم وحثيث على نشر الفتنة الطائفية، والحقد المذهبي، وثقافة التكفير، لتمزيق النسيج الاجتماعي، وتحويل الأمة الواحدة إلى جماعات متفرقة متناحرة.
3. الوهابية، نهج يعطل الحياة والإعمار، ويحارب العلم والثقافة والإبداع، ويأصل الجهل والتخلف والشذوذ والانحطاط.
4. الوهابية اختطفت دين الأمة وصادرته، مستغلةً الدعم السخي الذي تتلقاه من صهاينة الخليج، وأموال البترو دولار، ثم قامت بتشويهه، وإنتاج دينٍ مسخ، يعشق الجهل والتخلف والشذوذ والانحطاط وسفك الدماء.
5. أثبتت الحقبة الماضية على مدى أكثر من قرنين من الزمان أن هذه الفئة الخبيثة، لا يوجد لديها ولا حتى الحد الأدنى من الولاء لأوطانها وشعوبها، وأنها شرذمة من المنافقين المرتزقة تُباعُ وتشترى بحفنة من الريالات والدراهم والدولار.
6. إن هذه الفئة قد ارتكبت الخيانة العظمى في حق الأمة ودينها وتاريخها وثقافتها وحضارتها وانسانيتها، وتحالفت مع ألد أعدائها من الصهاينة والأمريكان، لغرض تمرير مشاريع الهيمنة الصهيوأمريكية، وتمزيق البلدان والأوطان.
7. أن هذه الفئة تمارس الكذب الممنهج على الناس خلف ستار خادع من التدين الزائف، وتتاجر بالدين، للحصول على الشهرة والمال، مقابل تمرير المفاهيم الخاطئة، وغسل عقول الشباب، تمهيدا لاستقطابهم في معسكرات القتل والتفجير والتدمير التي تجتاح البلاد الإسلامية.
8. استخدام المساجد مصائد، يصطادون فيها الصغار من الشباب، تحت عناوين “تحفيظ القران”، و “دور الحديث”، وغير ذلك من المسميات، وتحويل المساجد والمعاهد والجامعات، إلى معامل لتصنيع المفخخات والمتفجرات والأحزمة الناسفة، والزج بأولئك الشباب الغر في أعمال التفخيخ والتفجير، وتوظيف مفاهيم دينية بشكل مغلوط وخبيث لتنفيذ تلك الجرائم.
9. إن هذه الفئة الباغية قد تسببت في تدمير وخراب بلدان بأكملها، كما تسببت في سفك دماء مئات الآلاف من الأبرياء في عدد من البلاد العربية والإسلامية، ولا زالت تتطلع لخراب وتدمير ما تبقى منها، وهذه وحدها فقط كفيلة بتجريمها إلى نهاية التاريخ. إنني أدعو كل مهتم إلى النظر بجدية لهذا المقترح، ودراسته بشكل متكامل، يشمل جميع جوانبه الشرعية، والقانونية والثقافية والاجتماعية والتاريخية والإنسانية، إنني أدعوكم وطيران التحالف الوهابي الصهيوني يرتكب المجازر على مدار الساعة في المواطنين الأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال، ويهدم بيوتهم المتهالكة على رؤوسهم، ولولا وقوف أبناء اليمن الشرفاء ضد هذا العدوان الظالم، لحدث ما لا تُحمد عقباه. يحدث هذا العدوان، وهذه المجازر، بينما يقترف وهابية اليمن أعظم وأشنع الخيانات لدينهم ووطنهم وشعبهم، عندما ركضوا خلف دراهم بن زايد، وريالات قطر وسلمان، وهاهم اليوم يبررون العدوان وجرائمه ومجازره، ويفّتون في عضد الأمة، وينشرون البلبلة والإرجاف، ويزودون طيران التحالف الظالم، بالإحداثيات والمعلومات اللازمة لقصف المنشآت والبنى التحتية ومنازل المواطنين، وحتى الأسواق والمدارس والمستشفيات. إنني أدعوكم؛ خصوصا تلك البلاد التي لا زال دور الوهابية فيها محدودا، أن سارعوا وبادروا بتجريم الوهابية فكرا ونهجا ومذهبا، قبل أن تتغلغل بالمال الخليجي النجس في أوساطكم ومؤسساتكم، وقبل أن يتمكن هؤلاء منكم، فيعلقون المشانق في الطرقات، ويبيعون النساء سبايا وجواري في الأسواق، ويمزقون البلاد والعباد، وما اكتشاف اكل لحم الأسير في مناهج الأزهر الشريف ببعيد، وما اللعب بالرؤوس المقطعة –لعب الكرة- في الشام منكم ببعيد، وما بيع النساء سبايا في العراق ببعيد، وما كل الخراب والدمار والقتل والتفجير في ربوع العالم الإسلامي ببعيد، وإن محاربة تشويه دين الله بذلك الشكل العنيف القبيح مسئولية كل مسلم في العالم الإسلامي.
والله من وراء القصد.

شاهد أيضاً

في رحاب الولي الخامنئي – الإمام علي عليه السلام 04 \ 17

الفصل الرابع:   الحكم عند أمير المؤمنين عليه السلام مزايا الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ...