توجيهات أخلاقية 2 الإيمان وآثاره
8 ديسمبر,2018
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
1,382 زيارة
لقد ركّز سماحة الإمام الخامنئي دام ظله في حديثه عن الإيمان بالله تعالى على الآثار الّتي يخلّفها هذا الإيمان في حياة الإنسان الاجتماعيّة.
ومن أهمِّ الآثار للإيمان بالله تعالى:
التعامل الحسن مع الآخرين, وهو من الأمور الّتي ندبت إليها الشريعة وحثّ عليها الكثير من الروايات، فعن الإمام الصادق صلى الله عليه وآله وسلم في تفسيره لقوله تعالى: “وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً”2 قال صلى الله عليه وآله وسلم: “قولوا للناس كلِّهم حسناً مؤمنهم ومخالفهم، أمّا المؤمنون فيبسط لهم وجهه، وأمّا المخالفون فيكلّمهم بالمداراة لاجتذابهم إلى الإيمان”3.
وعن هذا يقول سماحة الإمام الخامنئي دام ظله:
“من علامات الإيمان اجتناب الذنوب، والخوف من الله، والتعامل الحسن مع الآخرين، ومخاصمة أعداء الله والشدّة معهم، والتغاضي عن الخلافات الصغيرة مع الإخوة، ومحاسبة الأعداء على كلِّ صغيرة وكبيرة، “أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ”4، وهذا ما لا يتلاءم مع مصارعة الآخرين، بل يتأتّى من المحبّة والعفو والمداراة”5.
ومحبّة الناس الّتي ينبغي أنْ تكون موجودة في قلب كلِّ مؤمن، هي أثر من الآثار الّتي يُخلِّفها الإيمان الحقيقيّ لا الادّعائيّ، وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “مداراة الناس نصف الإيمان والرفق بهم نصف العيش”6.
2-سورة البقرة، الآية:83.
3-مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج9، ص36.
4-سورة المائدة، الآية: 54.
5- حديث الولاية: ج4، ص 208 (حزيران 1990)
6-الكافي,الشيخ,ج2,ص117
ويربط الإمام الخامنئي دام ظله الإيمان بالمحبّة بشكلٍ عامّ من خلال المظاهر الدِّينيّة الّتي تُثير عاطفة المحبّة في القلوب حيث يقول سماحته:
“أساساً فإنّ الإيمان إذا لم يكن ممزوجاً بالمحبّة والعشق العميق ومزيّناً بالصبغة العاطفيّة فلن يكون فعّالاً. فالمحبّة هي الّتي تُعطي الإيمان فعّاليّته في مجال العمل والتحرُّك، وتجعله فعّالاً جدّاً، فبدون المحبّة لا يُمكننا أنْ نستمرّ في نهضتنا. ونحن نمتلك في فكرنا الإسلاميّ أسمى عناوين المحبّة، إنّها محبّة أهل البيت عليهم السلام. وقمّة هذه المحبّة تتمثّل في قضية كربلاء وعاشوراء وحفظ الذكريات الغالية لتضحيات رجال الله في ذلك اليوم ممّا حفظ تاريخ التشيّع وثقافته”7.
ومحبّة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام، كما في الروايات الشريفة، شرطٌ أساس في استكمال المسلم لإيمانه, ففي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين” 8.
ولهذه المحبّة آثار عظيمة على الإنسان في الآخرة, ففي الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: “حبّي وحبّ أهل بيتي نافع في سبعة مواطن أهوالهنّ عظيمة: عند الوفاة، وفي القبر، وعند النشور، وعند الكتاب، وعند الحساب، وعند الميزان، وعند الصراط”9.
7- حديث الولاية: ج2، ص 1989.
8- ميزان الحكمة، محمدي الري شهري، ج1، ص 518.
9- حديث الولاية: ج4، ص208 (حزيران 1990)
2018-12-08