الرئيسية / الاسلام والحياة / أنا والكتاب ..باقة جميلة من كلمات الإمام الخامنئي دام ظله

أنا والكتاب ..باقة جميلة من كلمات الإمام الخامنئي دام ظله

إنّني أشعر أنّ الإنسان إذا أراد أن يبقى على الصعيدين المعنوي والثقافي غضّاً ومتجدّداً ، فلا مناص له من الارتباط بالكتاب.

الإمام الخامنئي دام ظله

0

 

كان قائد الثورة المفدّى يتحدّث في لقاء له، إلى جمع من كتّاب الثورة الإسلامية عن أيّام الاعتقال. ومن جملة ذلك، أنّه أشار إلى نسخة من القرآن الكريم كانت معه في بعض المعتقلات. لقد كتب سماحته على الغلاف الداخلي لهذا المصحف، فضلاً عن ذكريات اعتقاله، برامج التلاوات القرآنية الّتي تبثّها إحدى الإذاعات العربية:

بسم الله الرحمن الرحيم

هنا كتبْتُ: “في يوم الخميس الثاني من شهر مهر لعام 1349، الموافق لشهر رجب من سنة 1390هـ.ق، وفي الساعة الواحدة وعشرين دقيقة من بعد الظهر، جاء شخصان من عناصر السافاك إلى منزل والدي، فاعتقلاني من هناك وأخذاني إلى مركز الجهاز ومن ثمّ نُقلت إلى السجن. وإنّني اليوم أمضي يومي الرابع في السجن راضياً، شاكراً، محتسباً، صابراً وثابتاً. وأسأل الله ملتمساً نظرة لطف منه، وقبوله ورضاه. يا من يعطي الكثير بالقليل, أعطِ لعملي القاصر الناقص القليل، الكثير من لطفك ورضوانك بحقّ محمّد وآله الميامين”.

في هذا الموضع من هذا القرآن كتبتُ: “كلّ يوم صباحاً عند الساعة 5:05 بالتوقيت المحلّي، المتزامن والساعة 6:00 بتوقيتنا، على الموجة المتوسّطة.

كانت قراءة هؤلاء جيّدة: عبد الفتّاح شعشاعي أستاذ الكلّ، الشيخ مصطفى إسماعيل (الّذي سحرني)، عبد الباسط، الشيخ محمود خليل الحصري، الشيخ محمود علي البنّا ـ المنافس القويّ للشيخ مصطفى إسماعيل، والّذي كان واقعاً يقرأ بشكل ممتاز، الشيخ محمّد صدّيق المنشاوي، والّذي يعدّ ـ بالتحقيق ـ في صفوف الأوائل”.

في ذلك الوقت، لم تكن هذه الأسماء معروفة لأبناء شعبنا.

في الأسفل دوّنْتُ التاريخ :”في اليوم الخامس من شهر شعبان سنة1391هـ. ، الموافق للسادس والعشرين من شهر أيلول 1971م”.

أنا والكتاب


باقة جميلة
من كلمات الإمام الخامنئي دام ظله
في المطالعة والكتاب

مركز نون للتأليف والترجمة

الفهرس

 

13

المقدمة

17

الفصل الأول: أهميّة الكتاب والمطالعة

19

الإسلام حامل لواء المطالعة‏

19

الخسارة الكبرى

20

مجبَرون على الاهتمام

20

التعوّد على المطالعة

21

لا شيء يحلّ محلّ الكتاب

21

الطريق المختصر‏

22

عامل نجاح حزب توده

23

الفصل الثاني: أنا والكتاب

25

صوت الأذان

25

العهد الذهبيّ للمطالعة

26

لا تقولوا لدينا أعمال

28

الكتاب يؤثّر بي في الصميم

28

الاطّلاع على التاريخ

28

قارئ رواياتٍ محترف

30

قرأت آلاف القصص

30

دقائق تتعلق بالترجمة

31

النضارة المعنوية والثقافية

32

مرحلة إظهار الاستعدادات

32

كنت من المولعين بشراء هذه الكتب

33

طريق تصدير الثورة

34

يمكنكم أن تهزّوا البشر

35

سلام على أمثال سرهنكي وبهبودي

35

الكتب الجيّدة عن الدائرة الفنّية

36

سلب النوم من عيني

36

أخشى أن لا تصلكم هذه الكتب

37

التعريف ببعض الكتب

39

أخذته إلى البيت وقلت: فليقرأه الجميع

39

قصّة “إنسان واقعي”

40

ذكريات “مستوفي”

40

خدمات المتنوّرين وخيانتهم

41

هاورد فاست

42

فرانتز فانون

42

الروح الولهة

43

كتب جين أوستن

43

لماذا يقرأ معمّمٌ “الدون الهادئ”؟

44

عذبٌ كالماء ناعمٌ كالحرير…

45

الفصل الثالث: نقد الوضع القائم

47

ذاك العالَم الّذي لا خبر عنه في إيران‏!

47

جوهر الانتقال إلى الأعمال الكبرى‏

48

الحرب فرصة للكتابة

48

لا أعلم .. هذا التكرار قد ترك أثراً أم لا؟

48

الشعوب الأقلّ مساهمة

49

عدم الاهتمام بالمطالعة

49

المطالعة متخلّفة عن النشر

50

الكتاب جزء من لوازم الحياة‏‏

51

مع كلّ هؤلاء الشعراء والكتّاب

52

كالأكل والنوم‏

52

التعوّد على الكتاب

53

الثورة قليلة العملّ!

54

كتب دينية دون إفراط ولا تفريط

54

الثورة بلا رواية

55

جلال طليعة الروائيّين “الإيرانيّين”

56

الكتابة من كلّ وادٍ عصا

57

املؤوا الفراغ بالترجمات الجيّدة

58

مستعدٌّ لأوجّه الشكر مئة مرّة

58

جِدُوا وترجموا

59

التأخّر في كتابة النصوص المسرحية

59

هل الطهرانيون فقط هم الكتّاب؟

59

أدب ضدّ الحرب

61

الفصل الرابع: ما العمل؟

63

لغة الثورة والحرب هي فقط لغة الفنّ

64

اجعلوا من النقاط المتألقة مواضيع‏

64

الآخرون قاموا بهذا العمل

65

مهما فعلنا وأنفقنا فليس بالكثير

66

إظهار ما لا يراه حتّى الشهود

66

جعبتنا خالية من القصّة

66

القصّة أكثر جاذبية من الموسيقى

67

أيكون مجتمع من دون كتابة القصّة؟

67

القصّة من أجل بيان التاريخ

68

القصّة وسيلة لترويج الثورة‏

69

الرواية جامعة لكل مواصفات البيان الفنّي

69

الرواية تبقى

70

هذه الأسباب مدعاة وجود الرواية

71

ترجمة الروايات الجيّدة

71

ترجمة الكتب إلى اللغات الأخرى

72

قناة وحدة المجتمعات الإسلامية

72

الكتب التّي ليست لدينا

73

الأولويّات

74

لا تطوّر من دون الفنّ

74

اختيار أفضل الأعمال‏

75

لا تحلقوا رأساً بلا صاحب

75

كتب بلا فائدة

76

الطباعة الرخيصة

76

العمل في مجال الأطفال

77

عشرة أضعاف على الأقلّ

77

طبعات ذات 300.000 نسخة

78

طباعة الكتب صدقة جارية

78

النفقات الثقافية ربح اقتصادي

78

دعم وشراء الكتاب

79

طرق البيع

79

كتب الجيب والأوقات الضائعة

80

عرض الكتب في القطار والمترو والحافلات والمراكز الإدارية

81

إقامة مسابقات المطالعة

81

المعرض الدائم، أسبوع المطالعة

82

الخمول الذهني

83

حصّة المطالعة

83

لنصنع قرّاءً، فيأتي الكتاب بنفسه

84

كم تدفع من المال مقابل بضع قطع من اللُّبان؟

85

كيف نقرأ كتباً ذات عشرين مجلّداً؟

86

مطالعة التاريخ المعاصر

87

مطالعة الكتب هي غير الدرس

87

لا ينبغي أن تناموا دون مطالعة

88

الأعمال غير الرائجة

89

القراءة للأطفال

91

الفصل الخامس: تعليقات خطية

111

الفصل السادس: خط اليد

123

ملحق: كلمة الدكتور غلام علي حداد عادل

 

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

 

﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ

(سورة العلق1-5)

جاءت فكرة تعريب هذا الكتاب ضمن الجهود المبذولة لدعم وتحكيم بيئة تنمو فيها استعدادات الناس في مجتمع مقاوم, يسير نحو العزّة والكرامة.

إنّ طرح وتبليغ آراء الإمام الخامنئي دام ظله وآماله الكبيرة في المجتمعات الإسلامية الناهضة لهي من المهام العظيمة الّتي يتحمّلها من على أكتافهم مسؤولية تبليغ الدِّين وقيادة الناس وحمايتهم.

ليست رؤية الإمام الخامنئي دام ظله غريبة وجديدة فيما يتعلّق بالكتاب والمطالعة وشؤونهما، كما تبدو للوهلة الأولى, إنّما هي موجودة في روح تعاليم الدِّين وفي متن تشريعاته وهي من مقدّمات وسبل الإيمان بمبادئه والالتزام بحدوده.

فالحامل للواء الإسلام والمسلمين في عصر الغيبة, على عاتقه هموم الأمّة وآلامها ويؤرّقه اشتغالهم في غير قضاياهم ووظائفهم, يؤكّد على حيثية الكتاب والمطالعة وموقعهما، ويرى ذلك مسؤولية كبيرة يترتّب عليها الكثير

من عوامل نهضة المجتمع وانتصاره.

يحتضن هذا الكتاب برامج كلّية وتفصيلية, تحدّث عنها سماحته في مناسبات عديدة, ودعا إليها بكل حزم, وما غوصه في تفاصيلها إلا تأكيداً على قيمتها ودورها في النهضة وتطوّر المجتمع, وقد صرّح بأنّ الاهتمام والاستثمار في الشأن الفكري والثقافي يرتّب آثاراً كبيرة على مصير أي شعب وأي بلد ولو على المدى البعيد.

يلاحظ القارئ العزيز ورود الكثير من المحطّات الّتي تستدعي المباشرة، والتخطيط، وإعادة النظر في بعض الأولويّات والأعمال في الشأن التبليغي، والثقافي، والعمل الفني والإعلامي, وذلك:

أوّلاً: لأنّ من يتحدّث هو الإمام الخامنئي دام ظله والولي الفقيه نفسه, وليست كلماته هنا خطابات حماسية لبثّ المعنويات, إنّما ينطلق ــ كما يتبيّن ــ من يقين تكتنفه هموم وآلام ومشاعر قوية تجاه واقع متأخّر.

ثانياً: ينطلق في كلامه برؤية ثابتة وعين بصيرة بعيوب الأمّة، واضعاً يده على جرح مبتلى به عموم الناس حتّى خواصهم والمسؤولين عنهم.

ثالثاً: يعدّ هذا الكتاب مصدراً غنيّاً ملهماً للكثير من البرامج والأعمال التثقيفية والتبليغية, ويُستفاد منه في برامج على مستوى الثقافة العامّة والفنون التربوية والتوجيهية والإعلامية.

وقد استخلصنا من كلمات سماحته مجموعة من الأصول والقواعد ــ وليس على سبيل الحصرــ, يمكن البناء عليها في وضع برامج ومشاريع ثقافية متنوّعة:

1- اعتبار الكتاب قيمة والتعامل مع المطالعة كأمر حياتي يومي.

2- جعل المطالعة عادة, حتّى مع أصعب الظروف وأثقل المسؤوليات.

3- الترويج للكتاب والمطالعة مسؤولية الجميع دون استثناء.

4- إنتاج الكتاب الجيّد, المنسجم مع الأهداف, والمواكب للمشاريع, سواء أكان تأليفاً أم ترجمةً..

5- تطوير فنون الكتابة ووضع القصص والروايات, ولو بالاستعانة بتجارب الآخرين.

6- تأصيل الكتابة القصصية والروائية, في تخليد الآثار والمنجزات.

7- لا شيء يحلّ محلّ الكتاب, ولا تطوّر من دون الفن.

8- المطالعة في مرحلة الصبا أجدى منها في المراحل اللاحقة.

9- ضرورة تدوين خواطر وذكريات الثورة والمقاومة في قالب القصّة والرواية والنثر.

10- الكتابة القصصية للأطفال.

11- الترجمة إلى اللغات الأخرى.

12- الروايات العالمية حفظت تضحيات وتاريخ ثورات وشعوب.

13- القصّة وسيلة إعلام المقاومة والثورة, والرواية حاوية لكلّ شروط العمل الفني.

14- الحروب توفّر فرصة للكتابة.

15- طباعة الكتب صدقة جارية, وتحسين شروط الطباعة والنشر أمر لازم.

16- اعتماد برامج لترويج الكتاب وعرضه في: المدارس, الإدارات والمراكز, الأماكن الشعبية.

17- اعتماد كتاب الجيب وتعبئة الأوقات الضائعة.

18- إقامة مسابقات المطالعة, والمعارض الدائمة وأسبوع المطالعة.

19- الاستثمار في الثقافة ينتج أرباحاً اقتصادية أيضاً.

20- القراءة المشتركة, بين الأهل وأولادهم, بين الأخوة مع بعضهم.

في الختام

نضع هذا العنوان في متناول الجميع, وخاصّة أهل الفكر والثقافة والمربّين والطلّاب, كخطوة مهمّة على طريق البناء الثقافي والحضاري لمجتمعات قاومت وانتصرت، وحملت في طيّات انتصاراتها كنوزاً ومفاخر زاخرة بالمعنويات والتضحيات الّتي لا تُرى في أيّ ثورة وأيّ مقاومة, قد تعجز الأقلام, حتّى عن بيانها, في كثير من الأحيان, وسيأتي يوم تدوِّنها تلك الأقلام الصادقة الوفية, لتقرأها الأجيال جيلٌ بعد جيل.

للتذكير: الكتاب من العناوين التي طبعت أكثر من مرّة بالفارسية وقد تجاوزت الـ(20 طبعة), وهو من إصدار مؤسّسة (حوزه هنرى). قمنا بتعريبه وأضفنا إليه ملحقاً, هو عبارة عن حديث للدكتور حداد عادل (رئيس البرلمان الإيراني السابق), يحكي فيها عن علاقة القائد بالكتاب, ذائقته وطريقته في المطالعة وخواطر لافتة في هذا الشأن….

في الختام يشكر مركز نون للتأليف والترجمة الأخت فاطمة شوربا التي قامت بنقل الكتاب الى اللغة العربية، كما ويشكر كل الّذين ساهموا بمراجعة النص وتقويمه ومن بذل جهداً في إخراج الكتاب إلى المكتبة العربية، ونخصّ بالذكر الأخوة في مركز مداد للبرامج الثقافية.

مركز نون للتأليف والترجمة

1

 

أهميّة الكتاب والمطالعة

 

الإسلام حامل لواء المطالعة

كلّما تذكّرت الكتاب ووضعه في مجتمعنا، يعتمر قلبي بالأسى والأسف. وسببُ ذلك أنّه ينبغي في بلدنا، من أيّ زاوية نظرتم، أن ينتشر الكتاب ويتطوّر ويحضر بمعدّل عشرة أضعاف أكثر ممّا هو كائن. لو أنّكم أخذتم بالحسبان جهة اعتلاء الفكر الإسلامي وحاكمية الإسلام فإنّ هذا المعنى يصدق, حيث إنّ الإسلام يولي أهميّة كبرى للكتاب والقراءة والكتابة. إنّ كلّ منصف إذا ما تأمّل في أحاديث نبيّ الإسلام الكريم صلى الله عليه وآله وسلم, والأئمة عليهم السلام, والمسلمين الأوائل، وفكّر في أيّ زمان دعا هؤلاء إلى الكتاب والقراءة، سوف تنجلي عن ذهنه كلّ الخرافات، وسوف يعلم أنّ أعداء الإسلام لم يكن لديهم سوى هذا الطريق وهو إشاعة الأساطير بشأن حرق الكتب والمكتبات على الألسن, لأنّ الإسلام حامل لواء المطالعة[1].

 

الخسارة الكبرى

إنّ الكتاب هو نافذة على العالم الواسع للعلم والمعرفة. والكتاب الجيّد، هو أحد أفضل وسائل الكمال البشري. … فالشخص الّذي ليس لديه ارتباط بهذا العالم الجميل والمحيي، (عالم الكتاب)، هو بلا شكّ محرومٌ من أهمّ النتاجات الإنسانية وأيضاً من أكثر المعارف الإلهية والبشرية. إنّها لخسارة عظيمة للأمّة

الّتي لا شأن لأبنائها بالكتاب, وإنّه لتوفيقٌ عظيمٌ للإنسان أن يأنس بالكتاب، وأن يكون في حالة استفادة دائمة منه، فيتعلّم أشياء جديدة…[2]

 

مجبَرون على الاهتمام

إذا نظرنا إلى المسألة من هذه الجهة، وهي أنّ هذا الشعب اليوم، هو شعب ابْتُلِيَ ـ في هذه الدنيا ـ بالظلم الناشئ من مآرب القوى الاستكبارية العالمية، لذا، يجب عليه الدفاع عن نفسه، فأيّ دفاع وطني لا يعتمد بالدرجة الأولى على الثقافة والتعليم والفكر والعلم؟ لذا، يجب أن نعود إلى “الكتاب” مجدّداً. أي أنّكم مهما جلتم ودُرتم، فإنّكم مجبرون على العودة والاهتمام بالكتاب. إنّني أعجب من أنّنا كجمهورية إسلامية، لا نضاعف اهتمامنا بالكتاب عشرات الأضعاف عمّا نحن عليه الآن![3]

 

التعوّد على المطالعة

إذا كان أحدٌ جالساً هنا، وتوجد في الغرفة المجاورة أخبارٌ حديثة وأحاديث جديدة، فقلّما تجد شخصاً يحتمل الجلوس هنا ولا يقوم ويلقي نظرة ليعرف ماذا يدور هناك. كلّ الجهات من حولنا مليئة بالأخبار الجديدة, فهناك من المعلومات والمعارف في جميع المجالات ما يطرح هذا السؤال وهو أنّه كيف لا نكون مستعدّين لنطلّ برؤوسنا ونلقي نظرة لنعرف ما الخبر وماذا يدور في عالم المعارف هذا؟! الطريق هو أن نقرأ الكتب. فإنّ من يقرأ الكتب، سوف يطّلع على بعض المعارف الموجودة في هذا العالم،

على الأخبار الدائرة في الدنيا، على الأشياء الّتي حدثت في الماضي، حتّى أنّه سوف يطّلع على ما سيحدث في المجالات كافّة. من أجل هذا، ينبغي أن نجعل المطالعة عادة بالنسبة لنا[4].

 

لا شيء يحلّ محلّ الكتاب

الكتاب أمرٌ غاية في الأهميّة. بالطبع، إنّني أؤمن كثيراً بالأعمال الفنّية، التصويرية، والتلفزيونية، والسينما، وما شاكل, إلّا أنّ للكتاب دوراً خاصاً، فلا شيء يحلّ محلّ الكتاب. وينبغي الترويج له.

ينبغي للناس أن يعتادوا على المطالعة وأن يدخل الكتاب حياتهم. منذ مدّة وجيزة، شاهدت مراسل التلفزيون يجري مقابلة مع بعض الشباب ويسأل: أيّها السادة! هل تطالعون؟ فأجابوا: كلا، فهم من الأساس لم يعتبروا الكتاب من ضروريات الحياة![5]

الطريق المختصر

إذا كنّا نريد شعباً متقدّماً، ومثقّفاً، ومتعلّماً، ويطوي الطرق المختصرة لعبور كلّ أنواع التخلّف، وادّعينا أنّ هذا الشعب لديه هذه القابليّة من حيث الطاقة الإنسانية، وهو صحيح أيضاً، فلا مناص من أن تتضاعف الدراسات والأبحاث والثقافة العامّة والمعلومات الخاصّة بالشرائح النخبوية في المجالات الّتي تكون مورد ابتلاء وحاجة لهم، عمّا هي عليه الآن[6].

عامل نجاح حزب توده[7]

أعتقد أنّ هناك عاملين لتجذّر حزب “توده” في بلدنا واتّساع تشكيلاته الّتي كانت منتشرة جدّاً بلا ضجيج:

أحدهما: ما يتعلّق بالتنظيم، حيث اعتمدوا على المعايير العالمية. فكان ذلك التنظيم المعدّ سلفاً، يُطرح في جميع المناطق ويُعمل به.

وثانيهما: كان الأدب القويّ الذي تميّزوا به. فقد كان لهم منذ سنوات عهد رضا خان القمعي، أدبيّات قويّة جدّاً. ولقد رأيتم بعد الثورة أنّهم أطلقوا مباشرة جمعية الكتّاب, ولو لم تكن “جمعية الكتّاب” هذه، لما حقّقوا نجاحات بهذا الشكل. فقد طبعوا مئات الكتب، ونشروا آلاف الكتيّبات والمقالات والأبحاث في أماكن مختلفة، ممّا شكّل مصادر هائلة لكلّ من أراد أن يشارك في هذا العمل أو يقدّم التحليلات[8]

2

 

 أنا والكتاب

صوت الأذان

كنت كثير التجوال في الكتب في حداثة سنّي. فقد كان لوالدي مكتبة كبيرة، وكنت أستفيد من كثير من كتبها. بالطبع، كان لديّ كتبي الخاصّة، وكنت أيضاً أستأجر بعضها. كان بجانب منزلنا مكتبة صغيرة تؤجّر الكتب. وعادة ما كنت أستأجر منها الروايات الّتي كنت أقرأها. كما كنت أتردّد إلى مكتبة العتبة الرضوية المشرّفة في مشهد. فقد كانت مكتبة جيّدة جدّاً. في المرحلة الأولى من دراستي للعلوم الإسلامية، أي في سنيّ الخامسة عشر والسادسة عشر، كنت أذهب إلى هناك. أحياناً كنت أذهب نهاراً، وأنشغل بالمطالعة. كان الأذان يُبثّ عبر مكبّر الصوت, لكنّني لشدّة استغراقي في المطالعة لم أكن أسمع صوت الأذان! كانت مكبّرات الصوت قريبة جدّاً، وصوت الأذان مرتفع جدّاً في قاعة المطالعة، لكن كنت حين يحلّ وقت الظهر، لا ألتفت لذلك إلاّ بعد مدّة![9]

 

العهد الذهبيّ للمطالعة

في مرحلة الشباب، كنت كثير المطالعة. فإلى جانب الكتب الدراسية الّتي كنت أطالعها وأدرسها، كنت أقرأ كتب التاريخ، والأدب، والشعر، وكذا الكتب القصصية والروائية. أحببت الكتب الروائية كثيراً، وقرأت الكثير من الروايات المشهورة في تلك الفترة. كذلك كنت أقرأ الشعر. ففي أيّام حداثتي وشبابي، كان

لديّ اطّلاع على الكثير من الدواوين الشعرية. كنت أحبّ كتب التاريخ، وحيث كنت أدرس اللغة العربية قد خبُرتها جيّداً، فقد أحببت الأحاديث (الشريفة). أذكر الآن أحاديث، كنت قد قرأتها ودوّنتها في مرحلة الحداثة. كنت أحتفظ بدفترٍ صغيرٍ أدوّن فيه الأحاديث. إنّ الأحاديث الّتي بحثت حولها البارحة أو في هذا الأسبوع، لا تبقى في ذاكرتي, إلا إذا سجّلتها, أمّا تلك الّتي قرأتها في تلك الأيّام ومرحلة الشباب، فإنّني أذكرها تماماً. عليكم أن تدركوا قيمة مرحلة الحداثة والشباب. فما تطالعونه اليوم يبقى لكم، ولا يُمحى من أذهانكم أبداً.

مرحلة الصِّبا هذه، هي مرحلة جيّدة جدّاً للمطالعة والتعلّم، إنّها بالفعل مرحلة ذهبية لا تُقارن بأيّ مرحلة أخرى.

.. أرى بعض شبابنا لا يخصّصون لأنفسهم وقتاً يمكنهم فيه القيام ببعض المطالعات الجانبية. والحقيقة أنّه يمكن للشابّ، أن يدرس دروسه، ويطالع، ويمارس الرياضة أيضاً[10].

 

لا تقولوا لدينا أعمال

لا يقطعنّ أيّ شخص – لانشغاله بالتبليغ والعمل في أيّ مجالٍ أو مكان من الأمكنة – علاقته بتحصيل المعارف, لا ينبغي أن نقول لدينا عمل ولا نستطيع. إنّني نفسي في بدايات الثورة قد تركت المطالعة قرابة السنتين، وذلك بسبب الانشغالات الّتي كانت تحيط بنا، فهل كان هذا أمرٌ لينتهي! لم يكن هناك من مجال أبداً, كنت أعود إلى البيت في الساعة الحادية عشر مساءً أو أكثر، وأبدأ العمل في الساعة الخامسة أو السادسة صباحاً، علماً أنّه، كان لديّ بعض

المواعيد في منزلي أيضاً. فقد كان مفتوحاً أمام المراجعين, كنت أعود لأرى بعضاً من أركان الدولة، والمؤسّسات الثورية، والقطاعات المختلفة، وعلماء المحافظات وغيرهم، جالسين في الغرفة لديهم أعمال ينتظرونني. كانت تمرّ فترات من دون أن أرى أولادي رغم كوني معهم في المنزل نفسه! ففي المساء، عندما كنت أعود كنت أجدهم نياماً، وفي الصباح أيضاً كنت أخرج قبل أن يستيقظوا. كانت تمضي أيّام طويلة دون أن أرى أولادي. هذا ما كان عليه وضع حياتي. فجأةً، دققت ناقوس الخطر، وها أنا ذا الآن قد عدت إلى المطالعة منذ حوالي الثلاث أو الأربع سنوات (1984)…

لقد كانت عودتي إلى المطالعة ثانيةً بعد تسلّم رئاسة الجمهورية. إنّني الآن أطالع وأتابع أعمالي أيضاً ولا أجد تعارضاً بين الأمرين. كما أنّ لي قراءاتي العلميّة والتاريخيّة وكذلك مطالعات مسلّية[11].

إنّني أرى أنّ المطالعة ممكنة حتى في حال تراكم الأعمال. قبل انتصار الثورة بمدّةٍ وجيزة، وبعد الانتصار أيضاً، حيث أتيت إلى طهران وانشغلت بأعمال كثيرة، لم أكن أجد فرصة للمطالعة على الإطلاق… في هاتين السنتين الأخيرتين، رأيت أن الأمر لا يصحّ على هذا النحو، ويجب عليّ بالنهاية، أن أجد فرصة للمطالعة. منذ حوالي السنتين، وعلى الرغم من أنّ انشغالاتي لم تقلّ بل ازدادت، قرّرت أن أعود مجدّداً إلى المطالعة, بدأت، ووجدت الأمر ممكناً، إنّني الآن أطالع في كلّ يوم وكلّ ليلة مقداراً ما. لقد قمت بالمطالعة تدريجياً، …لعلّني دوّنت مئات الصفحات من التعليقات، …أدركت أن الأمر ممكن[12].

الكتاب يؤثّر بي في الصميم

الكتاب الّذي أقرأه يؤثّر في نفسي، أي أنّه ينفذ إلى أعماق وجودي. فجزءٌ من انعكاساته يظهر بالتأثّر، لكن هناك جزءً آخر ناتج عن ارتباطي بالناس، وعن كون قضايا الناس ونبض التحرّك العامّ للمجتمع في يدي، ولست بغافلٍ عن هذه الأمور. أريد أن أقول لكم … أنّ كتابكم هذا، ومقالتكم هذه، وهذا الفيلم، وهذا الشعر، كلّها مؤثّرة جدّاً. لماذا يشتبه علينا الأمر عند تقييم نتاجاتنا ونتصوّر أنّ هذا العمل قليل الأثر؟[13]

الاطّلاع على التاريخ

أعزّائي! بعض منكم مطّلع على التاريخ جيّداً. أنا أيضاً مطّلع على التاريخ. لقد قرأت مراراً صفحات تاريخ السنوات السبعين والثمانين سنةً الماضية وما قبلها، سطراً سطراً. وأنا ـ العبد الفقير ـ لي في باب شبه القارّة الهندية مطالعات مطوّلة، وقد ألّفت كتاباً في هذا المجال أيضاً[14].

قارئ رواياتٍ محترف

ليس لي في مقولات السينما والفنون التصويرية وأمثالها مثل هذه الخبرة، هنا أكون مستمعاً عاديّاً. لكن في الشعر والرواية، لست إنساناً عاديّاً ، لقد قرأت الكثير من هذه الآثار الموجودة. إذا ألقيتم نظرةً على الأدب الروسي، ستُفاجؤون أنّ هناك ستاراً موصولاً من الوسط, أي أنّ هناك سوراً، وعلى

طرفي السور هذا، توجد أعمال عظيمة مرتبطة بالطرفين. لكن عندما تنظرون مثلاً في أعمال “شولوخوف[15] أو “ألكسي تولستوي”[16] تجدون لها مذاقاً آخر. ألكسي تولستوي هذا، هو كاتب قويّ جدّاً وله روايات كثيرة، وهو من كتّاب الثورة الروسية، وتجدون مذاق العهد الجديد في كتاباته. بينما ترون في كتاب “الحرب والسلم” لـ “ليو تولستوي[17] الآثار القومية الروسية، لكنّكم لا ترون آثار فترة الستين سنةً الأخيرة، فتلك حقبة أخرى وآثار أخرى ومرتبطة أساساً بمكان آخر. ما هو الشيء الّذي يبيّن ملامح روسيا المعاصرة؟ إنّه أثر شولوخوف، وأثر ألكسي تولستوي هذين، وأمثالهما. بناءً على هذا، إنّ فنّان كلّ عصر هو الّذي يُعتبر ابن ذلك العصر وصنيعته والناطق باسمه، بينما ذاك الّذي جاء من العصر السابق ويكتب عنه لن يكون ابن العصر اللاحق وأدبه.

إذا أردت أن أعرض عليكم نموذجاً تامّاً عن هذا الموضوع، ينبغي أن آتي على ذكر رواية. لقد قرأت رواية تُسمّى “قلب الكلب”، لكاتبٍ روسيّ. هذه الرواية عبارة عن قصّة في الخيال العلمي، وهي نموذج لما يقوم به بعضٌ في زماننا حيث يمكن أن ينتجوا هذا النوع من الأفلام، لكنّها ليست من الفنّ المعاصر في شيء، هي خطأٌ من الأساس، وكذب محض، هي تقليد للفنّ السابق. ولنفترض أنّها ليست نسخةً مقلّدة لما يجري في أمريكا وإنكلترا وفرنسا، لكنّها حاكيةٌ عن فنّ ما قبل ثورة أكتوبر، وليست فنّاً معاصراً. هذه الرواية هي رواية صغيرة أيضاً، لكنّها مليئة بالنواحي الفنّيةً. لقد تُرجمت في إيران وطُبعت أيضاً، ولكنّكم لم تسمعوا بها. رواية “قلب الكلب” هي رواية ضدّ الثورة، وقد كُتبت في حدود العامّ 1925م أو 1926م، أي في بدايات الثورة الروسية، وكان كاتبها

من المعترضين على الثورة وعلى بعض الأمور، وقد سخر منها. مثل هذه الأعمال الّتي رأينا نحن نظيراً لها هنا. هذا الأثر ليس من الأدب الروسيّ على الإطلاق[18].

 

قرأت آلاف القصص

نتيجة كثرة اشتغالي بالروايات المتنوّعة، يمكن أن أبدي رأيي. لعلّني قرأت على امتداد هذه السنوات الثلاثين أو الأربعين من عمري، الّتي اهتممت فيها بالكتب الروائية، آلاف القصص لأهمّ الكتّاب في العالم. … إنّ أفضل القصص هي الّتي يتكامل فيها المضمون… هي تلك القصص المحقّقة لكلّ هذه الشروط، ولكنّها غير مباشرة، أمّا لو سلّطتم الضوء في القصّة على مسألة ما، وعُلم كيف ستتّجه القصّة فيما بعد، فالقصّة عندها سوف تفشل[19].

 

دقائق تتعلّق بالترجمة

جاءني يوماً أحد المترجمين المشهورين والمحمودين، والّذي في الواقع ليس لدينا أيّ مشكلة معه، فهو شخص محترم ولائق، مع جماعة من الناس. وكنت قد قرأت الرواية الّتي ترجمها والمؤلّفة من أربعة مجلّدات… الظاهر أنّه تعجّب من كوني قد قرأت روايةً مؤلّفةً من أربعة مجلّدات، تُرجمت عن اللغة الفرنسية.

كانت هناك مسألتان سيّئتان في ذلك الكتاب. … الأولى، أنّ المجلّد الأوّل

كان يحتوي على مشاهد شهوانية لحبّ عبثي، قد فُصّلت تفصيلاً دقيقاً من قبل الكاتب، من دون أن تكون الأحداث الرئيسة للرواية بحاجة إليها، وكان يمكن للمترجم أن يحذف الكثير منها. فالمترجم لم يتعهّد بذكر كلّ مطلب كتبه المؤلّف بعينه, ويمكنه أن يقول إنّنا حذفنا هنا عشر صفحات أو خمسة أسطر لكونها غير مناسبة، فلا مانع من ذلك. المسألة الثانية، كانت حواراً بين كاهن يؤمن بالدِّين وبين شخص ملحد، بحيث يسعى كلّ طرف من خلال الاستدلال إلى فرض رأيه على الآخر أو عرضه عليه. ويطول الكلام أيضاً، لكن في النهاية ينتصر هذا الملحد! قلت له: إنّ هذه ليست حقيقة المسألة. أنت نفسك لا تعتقد أنّ الإلحاد صحيح, فما الداعي لك لأن تنصر هذا الملحد؟ ذلك الفصل الأخير الّذي هو كلام الملحد، عبارة عن صفحة واحدة, لو كنت حذفته, فلا ضير في ذلك[20].

 

النضارة المعنوية والثقافية

أنا العبد الفقير، على الرغم من مشاغلي الكثيرة، لكن بحمد الله، لم أنفكّ عن قراءة الكتب، وفي الحقيقة، لا أستطيع أن أنفكّ. وفي زحمة الأعمال الكثيرة والهامّة الّتي هي على عاتقي، أنا على تواصل دائمٍ مع الكتاب. إنّني أشعر أنّ الإنسان إذا أراد أن يبقى على الصعيدين المعنوي والثقافي غضّاً ومتجدّداً، فليس له حيلة سوى الارتباط بالكتاب، كالارتباط بنبع سيّال ودائم الجريان، يمدّ الإنسان ـ بشكل منتظم ـ بكلّ جديد. طبعاً، المسألة ليست مسألة حيلة أو عدمها، بل هي مسألة ميل ورغبة وأمر لا بدّ منه بالنسبة لمن هو من أهل المطالعة والكتاب[21].

 

مرحلة إظهار الاستعدادات

إنّ الفترة الصعبة بالنسبة لبلد ما، سواء كانت الصعوبة في الحرب، أم في الاقتصاد، أم من الضغوطات السياسية المختلفة، تمثّل مرحلة إظهار هذه الاستعدادات, ومدى ما تبلغه قدرة هذا الشعب على العمل، وكم عنده من قابليّة لإثبات نفسه، وكم هو لائق بالبقاء. لذا، فإنّ أفضل الأعمال الفنيّة الّتي ينظر إليها الإنسان، أو المقاطع الجميلة لأفضل الآثار الفنّية، مرتبطة بهذه المراحل نفسها (أي بالمراحل الصعبة) لهذه البلدان. فإن نظرتم إلى الآثار القصصية الموجودة، فسوف ترون أنّ أجمل المؤلّفات الفنيّة والروايات الكبرى وأكثرها براعةً هي تلك المرتبطة بالمراحل الّتي كان الشعب فيها ينجز أعمالاً كبيرة، من هذا القبيل “الحرب والسلم” لـتولستوي مرتبط بالمقاومة العجيبة للشعب الروسي ضد حملة نابليون، والحركة العظيمة الّتي قام بها أهل موسكو لإفشال نابليون. لتولستوي كتب أخرى، لكنّ تألّق هذا الكتاب، بنظري، هو بسبب كونه يدور تماماً حول روح المقاومة لدى الشعب الروسي. تماماً ككثير من الكتب الأخرى الّتي ألّفت حول الثورة الروسية، أو الثورة الفرنسية الكبرى، أو حول الحروب الفرنسية والألمانية ومقاومة الشعب الفرنسي, كبعض كتب إميل زولا[22].

 

كنت من المولعين بشراء هذه الكتب

إنّ أدب وفنّ المقاومة، وما هو مرتبط بسنوات الدفاع الخاصّ لبلدنا وشعبنا، هو بالفعل من أبرز وأهمّ الأعمال. بالطبع، لقد أنجز الأصدقاء الكثير من الأعمال. منذ الستينات (هـ ش)، حيث بُدئ العمل بهذه الأعمال الفنّية والأدبيّة

في “الدائرة الفنّية[23]، ونشرت هذه الذكريات, كنت من المولعين بشراء هذه الكتب لأتعرّف على تلك الذكريات. إنّني أتأثّر جدّاً بجاذبية وصدق وخلوص هذه الكتابات والمقولات، أقول هذا حقّاً. إنّ ذكرى الأشخاص الّذين أنتجوا هذه الأعمال لن تُمحى أبداً. والأسماء الّتي قرأتها على مغلّفات هذه الكتب، والتي قرأت كتبها، هي غالباً في ذاكرتي، إنّي أُجلّ وأُقدّر هؤلاء، ولو أمكنني لمدحت هذه الأعمال. على امتداد التاريخ، عادةً ما كان الشعراء يمدحون أهل السلطة والثروة وأمثالهم, أمّا من وجهة نظري، فأنتم من يستحقّ المدح. ولو كنت شاعراً، لكنت يقيناً، كتبت قصائد في مدحكم، في مدح السيّد سرهنگي، وفي مدح السيّد بهبودي، وفي مدح السيّد القدمي، وفي مدح كتّاب الذكريات هذه، ومخلّديها, إنّه واقعاً عمل في محلّه، لأنه عمل عظيم جدّاً وبالغ الأهمّية[24].

 

طريق تصدير الثورة

لقد قرأت تقريباً كلّ هذه الكتب الّتي نشرتموها أنتم في مكتب أدب وفنّ المقاومة، ووجدت بعضها استثنائياً جدّاً. وكتاب “قائدي”[25] هذا الّذي ذُكر للتّوّ، هو من جملة العناوين البارزة جدّاً في هذا العمل… عندما أقرأ هذه الأعمال، أفكّر أنّنا لو نشرنا هذه الكتيّبات والكتب، بغية تصدير مفاهيم الثورة فهو ليس بالعمل القليل, لقد أُنجزت أعمال كثيرة… وهي أعمال قيّمة جدّاً. شاهدت أيضاً كتيّباً يحمل عنوان “المقتل”، حيث أظهر تلك اللحظات الحسّاسة والمصيريّة، الّتي تفصح فيها المفاهيم الإسلامية عن نفسها.

في الحملات العسكرية، لا يُرى شيء من المفاهيم الإسلامية كأعمال عظيمة.

كلّ العالم يقوم بالحملات العسكرية، في كلّ العالم يقاتلون، الكلّ بالنهاية سيُديل يوماً ويُدال عليه يوماً آخر، الكلّ يفرّ، والكلّ يكرّ و يهجم ويضحّي, لكنّ ذلك المكان الّذي يؤطّر نفسه بإطار الفكر الإسلامي وروحيّته وخطّه، هو مكان خاصّ, إنّ البحث عن تلك الأماكن والاستناد إليها، وتبيانها بنحوٍ واضح، هو واقعاً، عملٌ بارزٌ وهامّ. ومن حسن الحظّ أنّ أعمالكم هي من هذا القبيل.

لقد وجدتُ بعض هذه الكتابات (آثار مكتب أدب وفنّ المقاومة) في قمّة الفن. …إنّ خصوصيات ساعة واحدة بما فيها من أحاسيس ومشاعر تمّ تفصيلها بدقّة. تلك الأجواء الشاعرية والعاطفية قد جُمعت كلّها في هذه الكتب. … إنّها هامّة جدّاً، عظيمة جدّاً, مثل هذه الأمور ينبغي أن تُكتب[26].

 

يمكنكم أن تهزّوا البشر

عادة ما أكتب ملاحظات أو تقريظاً على الصفحات الخلفيّة للكتب الّتي أقرأها, أي إذا ما خطر شيءٌ ببالي فإنّي أكتبه على الصفحة الخلفيّة للكتاب. وقد كتبت بنحوٍ لا إرادي، على كتاب “قائدي”عندما قرأته، عبارات من الزيارة: “السلام عليكم يا أولياء الله وأحبّاءه”. لقد رأيت واقعاً أنّ الإنسان يشعر بالحقارة في مقابل هذه العظمة. وعندما رأيت هذه العظمة في هذا الكتاب، أحسستُ واقعاً، بالضِّعَة في نفسي.

من ذا الّذي يمكنه أن يظهر هذه العظمة لنا؟ هذه العظمة موجودة، لكن يجب أن يظهرها لنا شخص ما. فمن هو هذا الشخص؟ هو أنتم. أي أنّكم إذا عرفتم قدر أنفسكم، يمكنكم أن تحملوا مثل تلك النورانية الّتي تهزّ الإنسان. فمثل تلك الحقائق، واقعاً، تحدث تحوّلاً فينا[27].

 

سلام على أمثال سرهنكي وبهبودي

لقد ألّف السيّدان سرهنگي وبهبودي، كتاباً[28] وقد كتبت على الخلفيّة الداخلية له سطرين أو ثلاثة أسطر. فعادة ما أكتب تقريظاً على كلّ كتاب ينبعث من أحاسيسي, أي عندما أكتبها، أكتبها بمشاعر صادقة. لقد كتبت في أسفل الصفحة: سلام على أمثال سرهنگي وبهبودي! هذا هو اعتقادي. لماذا أكتب مثل هذه الأمور؟ ما علّة ذلك؟ أوَتربطني بالسيّدين سرهنگي وبهبودي علاقة قرابة؟ أو زمالة قديمة؟ كلا، فإنّني لم ألتقِ بهما سوى مرّتين أو ثلاثة. هذا الكتاب كتابٌ جيّد, مؤلَّف مؤثّر وعمل مفيد جدّاً[29].

 

الكتب الجيّدة الصادرة عن الدائرة الفنّية

إنّ القصص القصيرة هذه الّتي كُتبت، هي ـ إنصافاً ـ جيّدة. لقد قرأتُ الكثير من هذه القصص الّتي ألّفها هؤلاء السّادة وأصدقاؤهم حول الحرب، ونشرت “الدائرة الفنّية” بعضها، وقد قرأتُ الكثير منها وكتبتُ تعليقات على بعضها… هذه الكتب ـ حقّاًـ جيّدة جدّاً. إنّ ما في بعضها من أمورٍ مميّزة تحمل الإنسان على

الإعجاب, أي من الواضح أنّه إذا أُعمل هذا الذوق وهذه الطاقة، فسوف ينتج عنه روايات راقية وجيّدة[30].

 

سلب النوم من عيني!

لقد قرأتُ نقداً جيّداً[31] كتبه السيّد حسن الحسيني حول الشاعر العربي نزار قبّاني. فبعد ظهر أحد الأيّام حين أردتُ أن أنام، قرأتُ هذا النقد فطار النوم من عينيّ! يعلم الله أنّي بكيت. قلت: أنظر ماذا فعلت الثورة؟ شابّ يافعٌ قد ورد لتوّه عالم النقد، ويتكلّم بهذا القدر من الجودة والشجاعة! إنّكم بحمد الله، تملكون مثل هذه الطاقات، ومثل هذه الإمكانات متوفّرة فيكم[32].

 

أخشى أن لا تصلكم هذه الكتب

ها قد مرّت عدّة سنوات وقد نُشرت كتبٌ حول سيرة حياة مسؤولي الجبهة وقادة الحرب وما زال هناك ما يُكتب، وإنّني من المعجبين بهذه الكتب وأقوم بقراءتها. ومع أنّني أعرف بعضاً منهم عن قرب، وما كُتب عنهم كان عبارةً عن رواياتٍ صادقة ـ مع أن القارئ يمكنه بنحوٍ ما، تمييز ما هو مبالَغ فيه وما هو صادق ـ تهزّ الإنسان من الأعماق, يرى الإنسان أنّ هذه الشخصيّات البارزة، قد التحقت بميدان الحرب حتّى في لباس عامل. فهذا المعلّم (معلّم بناء)

عبد الحسين برونسي، شابّ مشهديّ بنّاء، كان يعمل قبل انتصار الثورة بالبناء، وكان على علاقة بي، وقد كُتبتْ سيرة حياته، وإنّني أوصي وأحبّذ واقعاً، أن تقرؤوها. إنّني أخشى أن لا تصل هذه الكتب إلى متناول أيديكم. اسم هذا الكتاب “تراب كوشك الناعم[33]، وقد كُتب بنحوٍ جميل.

كان (الشهيد برونسي) قد التحق بالجبهة في بدايات الحرب، ولم أكن أعلم بذلك. بعد استشهاده، قال بعض أصدقائنا الّذين ذهبوا إلى الجبهة مع مجموعات الجامعيّين والتعبويّين، وتحدّثوا إلى هذا الشابّ غير المتعلّم ـ المتعلّم بالمعنى الاصطلاحي, لكنّه بالطبع قد درس ثلاث أو أربع سنوات في الحوزة العلمية، شيئاً من المقدّمات والبدايات وأمثالها. إنّه كان يتحدّث إليهم ويتكلّم بطريقة أسرت قلوبهم جميعاً. لهذا قلتُ، كان يظهر معرفةً قلبيةً، وإدراكاً وإحساساً صادقاً، وفهماً لعالم الوجود, ثمّ في النهاية، نال الشهادة بعد بطولات كبيرة وتواجد في الميادين الخطرة والحسّاسة، الّتي لن أخوض بتفاصيلها الآن. هذه الجماليات الّتي يمكن أن يجدها المرء في حياة مثل هكذا إنسان، أو في حياة الشهيد همّت، أو الشهيد خرّازي، أو هؤلاء الموجودين حاليا، أين يمكنكم أن تجدوا لها مثيلاً؟ وأين يمكن أن تحصل؟[34]

 

التعريف ببعض الكتب

كتاب “عُرس المخضّبين”[35] هذا، للسيّد القدمي… يا له من كتابٍ جيّد! …ويا لأسلوبه الجيّد.

كم هو عظيمٌ كتاب “قائدي” هذا، وكم أثّر بي وقلب كياني! أو بعض هذه القصص القصيرة، كـ “نجيب[36] أو “عاش كميل[37] و… الّتي هي عالم من الدروس، ورفع المعنويات[38].

أنا لا أريد هنا التعريف بالكثير من الكتب والروايات للحاضرين, ويمكن الآن أن أذكر أسماء مؤلّفيها. فعلى سبيل المثال، هناك كاتب فرنسيّ مشهور يدعى ميشال زفاكو[39] له كتبٌ كثيرة. لقد قرأت معظم كتبه في تلك المرحلة (مرحلة الشباب). أو الكاتب الفرنسيّ المعروف فيكتور هيغو[40] الّذي استعرت كتابه “البؤساء” لأوّل مرّة في حداثة سنّي، من مكتبة العتبة الرضوية المقدّسة وقرأته[41].

لا أعلم من منكم كتب ذلك الكتاب “الحياة كانت جيّدة”[42]، الّذي يحكي عن المسعفين. لقد رأيت حقّاً، كم أنّ هذا الكتاب ضروري. من الواضح أنّ هذا الشخص نفسه كان مسعفاً. فمن دون أن يكون الفرد مسعفاً لا يمكنه أن يكتب شيئاً حول هذه المسألة. أو ذاك الشخص الّذي كتب “نار تحت السيطرة”[43]، فقد كان واضحاً أنّه حتماً … قد خَبُرَ مسألة الرّصْد[44].

أخذته إلى البيت وقلت: فليقرأه الجميع

عندما صدر المجلّد الأوّل من كتابكم “قاموس الجبهة[45]، جلستُ وقرأته بشكلٍ عاديّ كبقيّة المنشورات الّتي تردني. ومن شدّة ما جذبني، قرأته حتّى نهايته, بعدها، رأيتُ أنّ هذا غير كافٍ، أخذته إلى البيت وقلت: فليجلس الجميع لنقرأ هذا الكتاب! وفي جوّ العائلة، فتحت بنفسي بعض المواضع من الكتاب وقرأت. قلت: ينبغي لهذا الكتاب أن يبقى في أجواء البيوتات، وأن يبقى في متناول الجميع على الدوام.

لقد جمعتم هذه المصطلحات (كتاب ثقافة الجبهة), ولها قيمة كبيرة. والآن لدينا باقة بين أيدينا، على شكل مادّة تاريخية خام ووثائق تاريخية. يمكن استناداً إلى الوثائق التاريخية أن تُنجز أعمال سردية كثيرة. كم هو جميل أن يستفيد منتجو الأفلام، وكتّاب القصص، والشعراء، وكتّاب المسرح، من هذه الكتابات وهذه الوثائق. إنّ جدوائية كتاباتكم تبلغ ذروتها، حينما تحضر في الأدب وفي الفنّ الرائج المرتبط بالحرب، وتخدمهما, كما أنّ تلك الأسماء والألقاب الّتي أشرتم إليها، كـ “حسن بلا رياء” هي نفسها موضوع لقصّة, ينبغي لهذه أن تحضر وتوضع في مكان مميّز، كالجوهرة الّتي يضعها الإنسان في مكان هام[46].

 

قصّة “إنسان واقعي”

قبل عدّة سنوات قلت لبعض الأصدقاء، لماذا لا تنتجون أفلاماً عن معوّقي الحرب؟… كنتُ قد قرأتُ كتاباً أُلّف عن جريح معوّق روسي، وسمعتُ بعدها

أنّ فيلماً أُنتج عن ذلك الكتاب… لقد طبع الروس أنفسهم هذا الكتاب ووزّعوه. وكان هذا أيضاً من كتبهم الدعائية. وقع هذا الكتاب بين يديّ في بدايات الثورة. واسمه “قصّة إنسان واقعيّة“. تحكي قصّة طيّار تسقط طائرته فتُقطع رجله. رأيت أنّ كلّ طيّار أو كلّ جريح قُطعت رجله أو فقد بصره، لو قرأ هذا الكتاب، سوف يشعر بالاطمئنان والرّضا. ونحن الّذين لدينا كلّ هؤلاء الجرحى المعوّقين، لماذا لا نكتب مثل هكذا كتاب؟ ولا ننتج هكذا فيلم؟ فهذا من نقائصنا[47].

 

“ذكريات مستوفي”

لدينا الكثير من كتابة الذكريات الجيّدة، وللإنصاف، إن كتاب “ذكريات مستوفي” هذا، هو كتابٌ جميلٌ جدّاً. فلو قارنتم هذا الكتاب بكتاب سيرة حياة نهرو، فإنّه لا يقلّ شأناً عنه، هذا إذا لم يَكن أفضل منه. إلا أنّه يخلو من نسج الخيال، والبُعد القصصي[48].

 

خدمات المتنوّرين وخيانتهم

بعد الثامن والعشرين من شهر مرداد[49]، ساد صمتٌ عجيبٌ في الساحة الثقافية، بلحاظ الإعلان والتعبير عن الدوافع والتوجّهات في مقابل نظام فاسد. فالكثير من الأشخاص، الّذين كانوا في العشرينات الهجرية الشمسية (الأربعينات الميلادية)، مورد غضب النظام، قد تحوّلوا في العقد الّذي تلاه إلى أعوان مطيعين له! وآل أحمد في كتاب “خدمة المتنوّرين وخيانتهم”، كان

يتكلّم عن هؤلاء المتنوّرين أنفسهم. لقد شرع آل أحمد بكتابة هذا الكتاب سنة 1343هـ.ش.، واستمرّ بها حتّى سنة 1347 هـ.ش..عندما قدم آل أحمد إلى مشهد في نفس ذلك العام، التقينا به. وقد جرى الحديث في إحدى المناسبات عن هذا الكتاب، فقال: “منذ مدّة وأنا مشغول بأحد الأعمال”. بعدها علمنا أنّه كان مشغولاً بهذا الكتاب منذ سنة 43 هـ.ش. كان يطلب منّا مسائل في مجالات محدّدة، إذ كان يظنّ أنّنا على علم بها. عندها علمنا أنّه كان يؤلّف هذا الكتاب. لقد نُشر هذا الكتاب بعد وفاته، حيث كان من الكتب الّتي لا يُسمح بنشرها في النظام السابق, كان يُعدّ كتاباً ممنوعاً مائة بالمائة، ولا إمكانية لنشره[50].

 

هاورد فاست[51]

إذا تسنّت لكم الفرصة لقراءة بعض الكتب الّتي كُتبت عن الوضع الاجتماعي في أمريكا، سوف تلتفتون إلى هذه المسألة… لقد قرأتُ كتباً عديدة في هذا المجال, لا أعلم إن كنتم قد قرأتموها أيضاً أم لا. …على سبيل المثال، قرأتُ في مجال القضايا الانتخابية، كتاباً للكاتب الأمريكي هاورد فاست، المعروف نسبياً بميوله اليسارية. ولهذا الكاتب كتبٌ أخرى أيضاً. …بالطبع هو كاتب روائي. كتابه يتناول سيرة طفل تهاجر عائلته في بدايات القرن العشرين من إحدى الدول الأوروبية إلى أمريكا. ويولد هذا الطفل في أمريكا، حيث يصبح مواطناً أمريكياً وفق القوانين. بعدها، يصبح محامياً، ومن ثمّ يترشّح للانتخابات. لقد فُصّل في ذلك الكتاب الوضع الانتخابي في أمريكا. التفتوا، هذا الأمر مرتبط بأوائل ذاك القرن، بالعشرينات والثلاثينات, بعد ذلك، ساء

الوضع بدرجات، وذلك باعتراف كلّ من لديه خبرة في هذا المجال وكتب حول هذا الموضوع. … في الواقع، إنّ من يعيّن المرشّحين هو المال والقوّة الدعائية للشركات الكبرى المسيطرة على أمور البلد كافّة[52].

 

فرانتز فانون[53]

لو كنتم قرأتم تلك الكتب الّتي كُتبت في زماننا ذاك حول أمريكا اللاتينية وأفريقيا، ككتب فرانتز فانون والّذين كانوا يؤلّفون الكتب في ذلك الوقت ـ وكتبهم الآن أيضاً باقية على اعتبارها وقيمتها – لوجدتم أنّ وضعنا كان على هذا الشكل، لا أحد يجرؤ على الكتابة حول إيران. أمّا حول أفريقيا أو تشيلي أو المكسيك فكانوا يكتبون بكلّ سهولة. إنّي من خلال قراءتي لهذه الكتب وجدت أنّ وضعنا هو عين ذلك الوضع. أي أنّ هذا الشابّ العامل بعد أن يجهد في العمل وينتج (قرشاً ونصف)، يصرف نصف ذلك المال في الترف والفسق والمجون وأمثال هذه الأمور! هذه هي المواضيع الّتي كنّا نقرأها في تلك الكتب ونرى أن واقع مجتمعنا هو أيضاً كذلك[54].

 

الروح الولهة

قيمة هذا الكتاب “الروح الولهة” لـ (رومان رولان[55]) هي أكبر بدرجات من هذا, هي تاريخ، وأدب، وأخلاق وفنّ أيضاً. يحوي هذا الكتاب كلّ شيء. وقد قرأته منذ سنوات[56].

كتب جين أوستن[57]

لقد قرأت الملخّصات الإنكليزية لكتب جين أوستن، ومن جملتها، كتاب “الكبرياء والتحامل[58]. إنّهم يعدّون ملخّصات بسيطة للّذين يتعلّمون اللغة الإنكليزية[59].

 

لماذا يقرأ معمّمٌ “الدون الهادئ[60]“؟

“الدون الهادئ” هي واحدة من أفضل الروايات في العالم. بالطبع إن المجلّد الأوّل منها هو الأفضل, وفيما بعد فإنّ الأجزاء التالية تجعل الرواية متوسّطة المستوى. أمّا كتابه اللاحق، “الأرض البكر” فلم يكن جيّداً. لقد قرأتُ “الدون الهادئ” قبل الثورة، أمّا “الأرض البكر”، فلعلّني قرأتها بعد ذلك. … ففي هذا الكتاب يوجد من الوصف الاستثنائي ما لم أشاهده في أيّ كتاب آخر. فإنّه يصف تلال وروابي روسيا لعلّه مئة مرّة، ولكنّه في كلّ مرّة بطريقة! فهذه أمور ذات جودة فنّية عالية ومهمّة للغاية. هكذا يُخلّد الأدب. لماذا أقرأ أنا المعمّم في بلدٍ إسلاميّ، كتاب “الدون الهادئ“؟ إذا لم يكن جذّاباً، إذا لم يكن جديراً بالقراءة، فلن يقوم شخص مثلي بقراءته[61].

عذبٌ كالماء ناعمٌ كالحرير…

…هناك نوعٌ هو أفضل وأرقى من هذا، وهو ذلك الفنّ الّذي يُلقي موضوعاته في الذهن بشكل غير مباشر، هذا هو أفضل الفنون وأفخرها، … رواية البؤساء لفيكتور هيغو هي من هذا القبيل. فرسالة البؤساء كانت تتضمّن إشارة إلى مصير الأنظمة الاجتماعية والعادات الاجتماعية للنظام الطبقي القائم في فرنسا في ذلك العصر الآيل إلى السقوط, ووخامة الوضع القضائي في تلك الحقبة، وانحطاط مستوى تفكير الناس في تلك الأيّام، بحيث يرتّبون آثاراً كبيرة على الأخطاء الصغيرة الصادرة عن ضعاف الناس، فيما يتغاضون عن الأخطاء الكبرى لأصحاب النفوذ. وفي الوقت عينه، إنّكم حين تقرؤونها، ترون أنّ رسالة الكتاب كالحرير وكالماء المنساب، تنفذ في خلايا ذهن الإنسان كافّة، وتجذبها جميعاً,

في الوقت الّذي لم تستخدم الأسلوب المباشر ولو بكلمة واحدة[62].

3

 

نقد الوضع القائم

ذاك العالَم الّذي لا خبر عنه في إيران!

إذا ازداد عدد الكتب، وكثرت عناوينها، وإذا توفّرت الكتب بالمواضيع المطلوبة كافّة، واستطاع الناس العثور في الكتاب على إجابات لاستفهاماتهم وتساؤلاتهم وأمكنهم الرجوع إليه، سوف يحدث جوّ آخر وعالمٌ آخر، لا خبر عنه اليوم ـ وللأسف ـ في إيران! في كلّ مكان يشغل الكتاب فيه حيّزاً من الاهتمام، ترون الفرق الواضح من الناحية الروحية والوضع الفكري، مقارنةً بالمكان الّذي لا يحظى بهذه المسألة[63].

 

جوهر الانتقال إلى الأعمال الكبرى

حين أنظر الآن إلى رواياتكم، أرى أنّه لو عُمل عليها قليلاً لأضحت كرواية “البؤساء” لفكتور هيغو، و”الحرب والسلم” لتولستوي. إنّني أرى هذا الجوهر في الروايات الصغيرة لإخواننا هؤلاء، الصادرة عن الدائرة الفنّية أو عن بعض المؤسّسات الأخرى، ما لا يراه المرء في الكتابات التقليدية لأولئك الكتّاب، وفي عشرة مجلّدات وخمسة مجلّدات، وفي ألفي صفحة وخمسة آلاف صفحة. هذا الجوهر موجودٌ واقعاً في أعمالكم. أمّا أولئك، فتجدون أعمالهم نمطيّة, وذلك يعود إلى أنّهم يفتقدون ــ واقعاً ــ للحماسة في داخلهم[64].

الحرب فرصة للكتابة

لقد أضحت الحرب ساحة لبروز الاستعدادات على هذا الصعيد. أنتم تعلمون. إنّ الشدائد هي من الأشياء الّتي تفتّح الاستعدادات الفنّية والأدبية في أيّ بلد، ومنها الحروب. إنّ أجمل الروايات وأفضل الأفلام، وربّما أسمى القصائد الشعرية قد أُنشدت وأُلقيت وأُلّفت وظهرت في الحروب ومن وحي الحروب. وهكذا كان الأمر في حربنا أيضاً[65].

 

لا أعلم .. هذا التكرار قد ترك أثراً أم لا؟

لكثرة ما تكلّمت حول هذا الموضوع الهامّ “القراءة والمطالعة” ولم أُبلّغ بمدى تأثير هذا الكلام، فإنّني في الحقيقة عندما أريد الخوض فيه ثانيةً، أتردّد خوفاً من وقوعي في لغو الكلام! أنا واقعاً لا أعلم إن كان هذا التكرار قد ترك أثره أم لا, ينبغي عليكم أنتم أن تبيّنوا ذلك. أن تقوموا بالإحصاءات، لنرى كم ارتفع معدّل المطالعة. تعالوا نعمل على أن يصبح جميع الناس من أهل المطالعة[66].

 

الشعوب الأقلّ مساهمة

مع أنّنا ألّفنا أكثر الكتب في العالم على امتداد القرون الماضية، لكنّنا اليوم وخلال القرون الثلاثة الأخيرة، أصبحنا من الشعوب الأقلّ مساهمة من معارف الكتاب والمكتوب! وأنا على يقين أنّه كان للأوضاع السياسية والاجتماعية تأثير في هذا الوضع الّذي هو ثقافي بحدّ ذاته. ما كان فقد مضى.

اليوم، يومٌ جديد، وعصرٌ جديد بالنسبة لنا، وعلينا جبران هذا النقص.

…القراءة عادة غير رائجة بين أبناء شعبنا, حتّى بين المتعلّمين والّذين تابعوا دراستهم, الأشخاص الّذين يأنسون بالكتاب، ويخصّصون في حياتهم اليومية وقتاً للمطالعة هم بالتأكيد قلّة قليلة، في حين نرى الأمر مغايراً في الكثير من الدول الّتي تعدّ اليوم ممتازة في مجال التقدّم العلمي… إنّ لروحية المطالعة بين الناس والأنس بالأخبار والمعارف والتقدّم العلمي للبلاد على المستويات كافّة، ارتباطاً بعضها ببعض, وينبغي اعتبارها كذلك، وترويج هذه الروحية بين الناس[67].

 

عدم الاهتمام بالمطالعة

شعبنا ليس شعباً قارئاً، وعدم المطالعة هذا هو نقصٌ فادح. كثيرٌ من أبناء شعبنا لا يقرؤون حتّى الصحيفة اليومية. وإذا ما ألقوا نظرة على الصحيفة اليومية، فإنّهم يكتفون بقراءة العناوين العريضة. الكثير من الناس، يستمعون إلى المذياع من أجل التسلية فقط، لا من أجل التعلّم وسماع الأخبار والتعرّف على الحياة والمسائل الثقافية. ينبغي علينا أن نزيل هذا النقص[68].

 

المطالعة متخلّفة عن النشر

فضلاً عن أنّنا متأخّرون في مجال نشر الكتب، نحن متأخّرون في مجال المطالعة أيضاً. إنّ مطالعة الكتب في بلدنا، وللأسف، هي عمل خاصّ, مختصّ

بفئة من الناس، وليست مرتبطة بالجميع. في حين أنّ المعارف والعلوم والفنّ والذوق وكل ما يدور في فلك الثقافة، هو لكلّ الناس، وليس مختصّاً بفئة خاصّة. الجميع بحاجة إلى ما يقدّمه الكتاب، هذا, في الوقت الّذي لا يستفيد الجميع منه.

على شعب إيران ــ اليوم ــ أن يجبر هذا التأخّر. إنّها فرصة لا نظير لها تحقّقت نتيجة حاكمية الدِّين والعلم على إيران، والتي يجب الاستفادة منها في إعلاء فكر هذا البلد وثقافته. إنّ المطالعة والتعلّم اليوم، ليسا مسؤولية وطنية فحسب، بل هما واجب ديني. وعلى الناشئة والشباب أن يشعروا بالمسؤولية أكثر من الجميع. فإذا ما جاء الوقت وراج الأنس بالكتاب، فلن تكون المطالعة تكليفاً، بل سوف تُتلقّى كأمر عذب وحاجة لا تقبل التسويف، ووسيلة لتقويم الشخصية. وليس الشباب فقط من سيُقبل عليها، بل ستقبل عليها جميع الأجيال والشرائح برغبةٍ وشوق[69].

 

الكتاب جزء من لوازم الحياة

هذه العادة لم تجد لها إلى الآن مكاناً بين أبناء شعبنا، بأن يذهبوا ويشتروا كتاباً، فيقرؤوه، ومن ثمّ يعطوه لأصدقائهم أو أبنائهم ليقرؤوه أيضاً، ولربّما اشتروا كتاباً، وألقوه جانباً, أو على سبيل المثال، يهدي صديق إلى آخر كتاباً، فيرميه جانباً! في الواقع، لم تجد القراءة لها مكاناً في بلدنا, وهذا مدعاةٌ للألم الكبير. إنّنا غافلون عن مدى هذا الألم وشدّته, في حين أنّ كلّ هذه المطالب الموجودة في الأذهان، والجارية من الأقلام على الأوراق، والتي تُطبع بنفقاتٍ

عالية، إذا ما وُزّعت بين جميع الناس، لاحظوا كم سيرتفع مستوى ثقافة المجتمع، وما هي المنافع الّتي ستتحقّق من هذه الجهة. تعالوا والتحقوا بفرق العمل المؤثّرة بنحوٍ ما، والتي ابتدأت منذ عدّة سنوات بحثّ الناس على المطالعة, تكلّموا عنها في دعاياتكم وتصريحاتكم. ألّفوا الكتب والمقالات، انشروا… فلتُكتب القصص… ولتُنجز الأعمال الفنية، لحثّ الناس على المطالعة… وليصبح الكتاب جزءاً من لوازم الحياة[70].

 

مع كلّ هؤلاء الشعراء والكتّاب

أرى في مجتمعنا أنّ الكتاب، وللأسف، غير رائج بالمقدار الّذي يقتضيه شأن هذا المجتمع. لو كنّا مجتمعاً بلا تاريخ، مجتمعاً لا ماضي له، لا ثقافة له، ليس فيه أشخاص علماء وبارزون في المجال الثقافي، ليس فيه أناس لائقون وأذكياء ويتمتّعون برؤية ومنهج تفكير راقٍ، كبعض المجتمعات المنتشرة في أطراف العالم، لقلنا إنّ عدم ميلنا إلى الكتاب مبرّر, لكن، لماذا ينبغي أن يكون مجتمعنا على هذا النحو فيما يتعلّق بالأنس بالكتاب، وفيه كلّ هؤلاء المثقّفين البارزين والكبار، والأساتذة، والمؤلّفين، والعالمين بالكتاب، والشعراء، والكتّاب، والعلماء الكبار، والجامعيّين النوابغ؟ إنّنا ذوو سابقة في الثقافة والتاريخ. ومجتمعنا مجتمع ناضج وبالغ, وليس مجتمعاً بدائياً. وعلى شعبنا أن يكون أكثر معرفة بالكتاب[71].

كالأكل والنوم

لا تُعدّ المطالعة للأسف، عملاً شائعاً ويومياً، سوى بين قلّة من أهل العلم والتحصيل والأشخاص الّذين اشتغلوا بالكتاب بشكل اضطراري, في حين أنّه ينبغي للمطالعة أن تدخل حياة الناس كالأكل والنوم وسائر الأمور اليومية[72].

لا ينبغي للكتاب أن يبقى مختصّاً بمجموعة من أفراد المجتمع, مثلما كان في السابق حيث اقتصر الأمر على جماعة من القرّاء، وأهل الكتاب ومن يراجع الكتب, والأكثرية بعيدة عن الكتاب وفارغة البال من الاهتمام به، هذا ليس صائباً. بالطبع، قد تحسّن الوضع اليوم، ويمكن للمرء أن يستشعر ذلك[73].

 

التعوّد على الكتاب

لقد رأيت شباباً كثر، ولندع المسنّين جانباً، لا يرغبون في مطالعة الكتب حتّى الروائية منها! يقرؤون من الرواية ثمان أو عشر صفحات، ويقولون لقد ضقنا ذرعاً, في حين أنهم مستعدّون للجلوس أمام التلفاز ثلث الساعة أو نصفها لمشاهدة الإعلانات الدعائية الّتي تُبثّ قبل بدء الفيلم السينمائي! وهم غير مستعدّين لأن يقرؤا في هذه العشرين دقيقة، حتّى تلك القصّة الروائية, نحن لا نقول قراءة كتاب اجتماعي أو كتاب سياسي أو كتاب علمي! فمن أين نشأ هذا الأمر؟ إنّه ناشىء من عدم التعوّد على الكتاب. الناس لا يميلون إلى المطالعة, ومن أجل هذا عليكم التفكير في حلّ لهذه المسألة[74].

الثورة قليلة العمل!

هذه الثورة بعظمتها وأبعادها وآثارها العلمية هي من أضعف ثورات العالم، وأقلّها عملاً, من حيث تبيانها لأسسها الفكريّة!…

عندما قامت ثورة أكتوبر، كُتب على امتداد السنوات الخمسة عشر الّتي تلت، كمٌّ كبيرٌ من الكتب والأفلام والقصص والكتيّبات ــ وبمستويات مختلفة ــ عن الأصول الفكرية لهذه الثورة، بحيث لم يعد الناس في البلاد الّتي وصلت رياح الثورة إليها بحاجة إلى كتبهم! لقد شُحنت العقول إلى درجة جلس فيها مفكّرو تلك البلاد أنفسهم، وألّفوا كتباً حول مباني تلك الثورة القيمية والفكرية!

في العقود الثلاثة والأربعة الماضية، كم كانت الكتب الّتي ألّفها الإيرانيون باللغة الفارسية حول الأسس الفكرية للثورة الشيوعية, ذلك أنّهم كانوا قد أُشبعوا, فالسوفيات كتبوا كثيراً بحيث أنّ كلّ المفكّرين الّذين كانوا بنحو ما على ارتباط بهم من الناحية الفكرية أُشبعوا فكريّاً. ومن ثمّ يأتي امرؤ، كاتب على سبيل المثال أو مفكّر أو متنوّر، يجد حماسة في نفسه، ويكتب مواضيع في هذا المجال، هذا عدا عن الترجمات الكثيرة لآثارهم الّتي قد تُرجمت. ما العمل الّذي أنجزناه نحن؟ العمل الّذي أنجزناه في هذا المجال هو في الواقع قليلٌ جدّاً, أحياناً يخجل الإنسان من القول أنّه “في حدود الصفر“، لأنه في الواقع، هناك أشخاص قد أنجزوا أعمالاً بكلّ إخلاص. أمّا إذا لم نشأ ملاحظة هذه النواحي العاطفية، فينبغي أن نقول: ذرّة فوق الصفر!. لقد مضى على الثورة إحدى عشرة سنة, كان من الجيّد أن يكون هناك مئات الكتّاب الإسلاميّين الّذين يكتبون أسس الثورة…كان علينا أن نعدّ مثل هؤلاء، ولم نفعل[75].

كتب دينية دون إفراط ولا تفريط

المسألة الأخرى الّتي قصّرنا فيها أيضاً، والتي ربّما هي غير قابلة للتصديق، هي الكتب الدينية! لعلّنا نقصّر وللأسف، في العمل على الكتب الدينية والمسائل الإسلامية! هذه المتون الإسلامية قيّمة جدّاً. إنّنا بحاجة إلى كتب في مستوى كتب الشهيد مطهّري، تبيّن المسائل الأساسية للإسلام برؤية صائبة وبعيدة عن الانحراف والإفراط والتفريط، بلغة مفهومة لفئات المجتمع المتوسّطة، فلا يكون الملاك فيها التوجّه إلى العلماء والمفكّرين، ولا المستويات الدنيا… ومن الواجب عليّ هنا، مع التسليم والإذعان لمقام الحوزات العلمية الرفيع، وخاصّة الحوزة العلمية في قم، في نشر الأفكار والمعارف الإسلامية، أن أوجّه خطابي إلى تلك الحوزة، وأقول: إنّكم ــ هنا ــ من يجب عليه تلبية هذه الحاجة، بالطبع ليس بالمعنى الحصريّ، لكن على أيّة حال، القاعدة هي قم. هذه هي المجالات الّتي ينبغي، بنظري، العمل عليها[76].

الثورة بلا رواية

باعتقادي أنّه لا يمكن لأيّ مدوَّن تاريخيّ كُتب حول ثورة أكتوبر البلشفية أن يضاهي تلك الروايات الّتي أُلّفت حول تلك الحقبة التاريخيّة. إن كنتم قرأتم تلك الروايات سوف تفهمون ما أقول. خذوا مثلاً رواية “الدون الهادئ“. لا أعلم إن كنتم قرأتم أيّها السادة تلك الرواية أم لا. هذه الرواية، كانت من الروايات الدعائية للماركسيّين في عهد نظام الشاه القمعي. وعلى الرغم من أنّ هذا الكتاب كان رواية، إلاّ أنّهم كانوا يتناقلونه فيما بينهم على نحو الدعاية

ويطالعونه!… هؤلاء قد كتبوا بصورةٍ، ووصفوا الثورة بطريقةٍ، يمكنكم من خلالها الاطلاع على أبعادها بعظمة. بالطبع، يمكن إدراك نقاط ضعفها أيضاً في هذه الكتب نفسها, مع أنّ ما كُتب لم يُكتب من أجل بيان نقاط الضعف. ماذا كتبنا نحن في هذا المجال؟ بالطبع، قد كُتب، لقد كُتِبت أشياء, .. لقد كُتب حول الثورة كتاب يتناول تلك الصباحات المعدودة قبل مجيء الإمام إلى إيران، وهو أيضاً كذب ومخالف للواقع! نحن الّذين عايشنا هذه الثورة وكنّا في أزقّة طهران وشوارعها وفي أماكن أخرى، عندما نقرأ هذا الكتاب نرى أنّه كذب محض، فقد انتقوا ما يتناسب ووجهات نظرهم ومن ثمّ كتبوه[77].

 

“جلال” طليعة الروائيّين الإيرانيّين

منذ مطلع القرن الشمسي الحالي، أي منذ حوالي الستين والسبعين سنةً الماضية حتّى الآن، كنّا حين ننظر إلى روائيّينا، …نرى أنّهم واقعاً، بعيدون عن الفنّ, أي أنّ لديهم خامات، لكن لا يمكن مقارنتها بالروايات المنتشرة في العالم بأيّ وجه. بالطبع، بعد ذلك، حين وصل الأمر إلى أمثال “آل أحمد”، تحسّنت الأوضاع بفضل تلك الواقعية، والتحرّق، والدافع والإيمان. فبحسب تقييمي الشخصي، وعلى حدّ علمي، أرى رواية “آل أحمد“، بحقّ، طليعة الروايات الفارسية عندنا, وهي أفضل من كلّ الروايات الأخرى, ومع أنّ الآخرين كتبوا، إلاّ أنّهم لم يكتبوا شيئاً ذا قيمة… فإذا تابعتم رعاية هذه الغرسة الجديدة وهذا التوجّه الجديد، فسوف يتحقّق ما نحن بحاجة إليه اليوم, أي أنّ الرواية وكتابة القصّة في إيران سوف تتطوّر وترتقي[78].

الكتابة من كلّ وادٍ عصا

لقد سعى بعضٌ بالطبع، إلى كتابة قصّة طويلة وقد فعل, لم تكن سيّئة من حيث المظهر والشكل الخارجي، لكنّها ليست شيئاً مقارنةً مع القصص الراقية المنتشرة في العالم اليوم، كـ “البؤساء” لفكتور هيغو، و “الحرب والسلم” لتولستوي والقصص الّتي كُتبت عن الثورة البلشفية: كانت تقليداً للقصة. يكتبون قصصاً طويلة، لكن عندما ينظر المرء إليها يرى رسم لوحة مقلّدة عن لوحة حقيقية, ومن الواضح أنّها لا تحتوي على أيّ حيوية طبيعيّة. فلنُعرض الآن عن الإشكالات الكثيرة الّتي تحويها هذه القصص من حيث المضمون، والتي كتبها مؤخّراً، (في السنوات الخمسة عشر الأخيرة)، أولئك المخالفون للفكر الإسلامي ونشروها، فإنّ قصصهم كذب وبعيدة عن الواقع.

عندما تقرؤون على سبيل المثال “البؤساء” و“الحرب والسلم” أو قصص إميل زولا[79]، يمكنكم التعرّف على أوضاع ذلك المجتمع الروسي أو الفرنسي أو الإنكليزي أو أيّ مكان آخر من خلال هذه القصّة, أي أنّ الإنسان يمكنه العثور في هذه القصص على أمور ليست موجودة في كتب التاريخ، في حين أنّ الأمور الّتي تناولها هؤلاء السادة (بعض الكتّاب الإيرانيّين) في قصصهم لا وجود لها في الخارج على الإطلاق! تلك القرية الّتي يصوّرها هؤلاء في قصصهم، لا وجود لها في إيران مطلقاً… لقد قرأت معظم كتابات هؤلاء. وقد قرأت كتاباً فوجدته يتكلّم عن قرية. القصّة تقع في إحدى القرى, لكن من حيث وضع الناس، فلا وجود لمثل هذه القرية في العالم على الإطلاق! وبالخصوص

في المنطقة الّتي تكلّم عنها ذلك الشخص، منطقتي أنا، “خراسان”. كنّا نعيش حياتنا في تلك المناطق. ونعرف قرى تلك المنطقة, لا وجود لمثل تلك القرية من الأساس! قرية يوجد فيها بيت دعارة، ولا وجود فيها لمسجد! هل تعرفون مثل هكذا قرية؟! في أيّ منطقة من إيران توجد مثل هكذا قرية؟! وهذا غير ما كتبه ذاك الكاتب الفرنسي عندما يصوّر قرية فرنسية، فإنّه يصوّرها بواقعية، ويبيّن الوقائع. لذا عندما تقرؤونها، تدركون أيّ حقائق كانت تحدث في قرى ومدن وبيوت ومناطق باريس نفسها، وراء ستار بهارج الحضارة الفرنسية في القرن التاسع عشر. فلماذا حصل هذا هنا؟ ينشأ عن كون روح الفنّ لا تكبر وتنمو في الكاتب (الإيراني) هذا على الإطلاق. كما قد يحدث ويأتي شخص صاحب ذوق، ويريد أن يكتب شيئاً، لكنّه لا يملك المصدر اللازم لذلك العمل، فيقرّر التقليد ويأتي بأشياء من هنا وهناك، ومن كلّ وادٍ عصا وينتج شيئا ما ! أَلَيْس هذا نقصاً فينا؟[80]

 

املؤوا الفراغ بالترجمات الجيّدة

في مقولة القصّة والرواية نفسها،… تعلمون أنّني مهتم إلى حدٍّ ما بهذا الموضوع. واقعاً، إنّ أيدينا فارغة. ليس لدينا داخل بلدنا أيّ عمل كبير. الأعمال الكبرى في هذا المجال موجودة في البلاد والشعوب الأخرى، وإنّنا لا نملك شبيهاً لها على الإطلاق, لا شبيه لما للفرنسيّين، ولا للروس، ولا لبعض الشعوب الأخرى! وهذه فراغات ينبغي أن تُملأ, وإلى أن يتم ملؤها، يمكننا الاستفادة من الترجمات الجيّدة[81].

مستعدٌّ لأوجّه الشكر مئة مرّة

بالطبع، إنّ مستوى توقّعاتي ليست بهذا الحجم الكبير أيضاً، بحيث تقولون إنّ كلّ ما هو دون مستوى “البؤساء” فهو مرفوض, فإذا ما ألّف أحدٌ اليوم في هذا البلد قصّةً، وكانت أقل من مستوى “البؤساء” بدرجتين، فإنّني مستعدّ لشكره مئة مرّة. لكن حتّى هذا المستوى وللأسف، ليس متوفّراً لدينا[82].

 

جِدُوا وترجموا

إنّنا في مجال الأدب, نعاني من شُحٍّ كبير في الكتب، وفي مجال القصّة والفنّ هناك أيضاً نقصٌ كبير، وكذا في مجال الرواية والترجمات الراقية، لا يمكن القول إنّ كلّ هؤلاء الكتّاب الكبار الموجودين اليوم (في العالم) والّذين يمارسون الكتابة, يكتبون الروايات، والقصص، وحتّى التحقيقات التاريخية، سوف تنتهي كتاباتهم جميعاً ضدّنا, لا، فهناك الكثير ممّا يمكن أن ينفعنا, ينبغي العثور على هذه الكتابات وترجمتها. لقد نُشرت هذه الأيّام رواية باسم “بطرسبرغ“، وهي عبارة عن مجلّدين أو ثلاثة، للكاتب “ألكسي تولستوي“. هذه الرواية، رواية قوية جدّاً في عرض سيرة بطرس. برأيي، إذا ما ترجم مترجم قدير هذا الكتاب، فإنّه يمكن أن يكون كتاباً مفيداً، حتّى بالنسبة لأدب مجتمعنا الحالي, إلا أنّه لا يتم التعامل بهذا الأسلوب[83].

التأخّر في كتابة النصوص المسرحية

كان في اليونان، قبل ميلاد المسيح، كتّاب مسرحيّون، وهناك نصوص مسرحية لا تزال موجودة إلى الآن وقد طُبعت أيضاً باللغة الفارسية، وتُرجم بعضها، وقد قرأت بعضها أيضاً. منذ ذلك الوقت، لا تزال كتابة النصوص المسرحية تنمو وتتطوّر في محيط أدب الثقافة الغربي، ونحن الآن لا نمتلك هذا الفنّ!… ينبغي علينا الإسراع في اللحاق بالركب[84].

 

هل الطهرانيون فقط هم الكتّاب؟

لقد نظرت فرأيت أنّ معظم هذه الكتابات هي حول فيلق محمّد رسول الله،… ولا خبر عن الفيالق الأخرى الّتي كان لها كلّ هذه الأدوار في الحرب على الإطلاق. لقد انبرى السادة الطهرانيّون وذهبوا إلى الجبهة، واستقرّوا في فيلقهم, بعدها عادوا وكتبوا هذه الكتابات! … في ألوية أصفهان، لواء النجف، ولواء الإمام الحسين عليه السلام ، ولواء النصر ـ مشهد، ولواء الإمام الرضا عليه السلام ، ولواء ثار الله، ولواء الفجر، والألوية المتنوعة المنتشرة في كلّ مكان، عالمٌ من الثورة والحماسة, فلأيّ سبب لا يمكنهم أن يكتبوا ؟[85]

 

أدب ضدّ الحرب

لقد صدرت في بلدنا هذا، الّذي هو ــ وبحسب قولكم ــ منبع الأدب المقاوم، كتابات أدبيةٌ ضدّ الحرب من قبل أناس مغرضين! ففي سنة 82 و83 م

كتب ذلك السيّد… كتاب الأرض المحروقة، الّذي هو ضدّ الحرب بالكامل، ولا يوجد فيه أيّ أفكار ثوريّة على الإطلاق! كما أنّ له كتاباً آخر ضدّ الثورة… رواية طويلة مؤلّفة من ثلاثة مجلّدات. لا أريد الآن أن أذكر اسمه، فمن لم يسمع به إلى الآن، فليبقَ دون أن يسمع به. لقد تعجّبت عندما رأيت في إحدى الصحف الخاصّة أنّ أحد الإخوة كتب كتاباً حول أدب الحرب، وقدّم كتاب “الأرض المحروقة” كواحدٍ من أوائل الكتب الّتي عُنونت تحت باب أدب الحرب! لماذا ينبغي أن يكون الوضع على هذا النحو؟..[86].

 

4

 

 

 ما العمل؟

بيان الثورة والحرب بلغة الفنّ

في الحقيقة، الثورة من الحوادث الّتي لا يمكن بيانها على الإطلاق إلاّ بلغة الفنّ. فعلى سبيل المثال، كيف يمكن لشخص أن يصوّر في تأريخ ما، وضع سجون النظام البهلوي؟ هذا الأمر غير متيسّر في الكتابة التاريخية على الإطلاق، وليس لأحد طول بال على قراءة هذه الأمور في كتب التاريخ. وبغير القصّة والشعر – وبالأخصّ في القصّة – لا يمكن تبيان هذه الأمور. وهكذا أحداث الثورة، لا تُبيّن سوى في القصّة والأعمال الفنية. لذا، كان ينبغي لقصّة الثورة أن تُكتب.

يمكنكم الآن أن تكتبوا قصّة الثورة, وينبغي عليكم الآن أن تكتبوها. لا يصحّ أن تُكتب قصّة الثورة في الأزمنة اللاحقة. مثلما أقول لكم إنّ قصّة الحرب أيضاً يجب أن تُكتب الآن. في زمن الحرب يمكن لذكريات الحرب أن تُكتب، وهو ما قد فعلتموه، لكنّ قصّة الحرب أمر آخر. فالفنّان الّذي يريد أن يؤلّف قصّة من هذه الحادثة، يجب أن يكون مطّلعاً على الأجواء حتّى يمكنه الإفادة من العناصر كافّة… وهذه هي، أساساً، خاصّية العمل الفنّي. ينبغي عليه أن يقتفي في هذه القصّة آثار وبصمات كلّ قضايا الثورة. تحدث حادثة في زقاق ما، تحدث حادثة في بيت ما, لكنّ هذه لوحة مصغّرة عن تلك الحادثة الكبرى الّتي حدثت في كلّ أنحاء البلاد[87].

اجعلوا من النقاط المتألّقة مواضيع للأعمال الفنيّة

ينبغي أن تُجعل قضايا الثورة المختلفة والحائزة على أهميّة كبيرة موضوعات لأعمالنا الفنيّة. أحياناً يرى الإنسان أنّ كاتب القصّة، أو كاتب المسرحية، أو صانع الفيلم اليوم، عوض أن يلتفت إلى مسائل الثورة الأساسية ويخرجها بقالب فنّي، تراه يقتفي المسائل الثانوية أو المضرّة أحياناً، الّتي لا ينبغي أن تُطرح من الأساس. فملاحظة عيوب وأوجاع الثورة، وتكبيرها وتظهيرها، وصبغها بالطابع القصصي وعرضها، لا يقدّم أيّ خدمة للثورة. إنّ نقاط قوّة الثورة وتألّقها أكثر من نقاط الضعف والنقص والحرمان. لا يمكنكم أن تجدوا أيّة ثورة خالية من المتاعب والآلام والمشقّات. فحالات التحوّل لا تخلو من هذه الأمور. ينبغي للروح الفنيّة الموجودة اليوم، سواء كانت شعراً، أم فيلماً، أم مسرحيةً، أن تعثر على أدقّ المسائل الممكنة في هذه الثورة، وأكثرها إنسانية، وسموّاً ورقياً، وتخرجها إلى حيّز عمل منظّم, وهذا ممكن تماماً[88].

 

الآخرون قاموا بهذا العمل

قلت يوماً لأحد الكتّاب الجيّدين، اذهب إلى أحد المراكز الصحيّة التابعة لمؤسّسة الجرحى، اذهب وارتدِ اللباس الأبيض كالممرّضين، واخدم في ذلك المركز الصحّي، وأنا أحصّل لك إذناً. اذهب وامكث هناك لمدّة شهر, فرّغ وعاء الجريح، أطعمه بيدك، اجمع ملاءته، وتعرّف على معاناته ومشاكله، وتعرّف من هو الجريح. أنا وأنت لا نعرف من هو الجريح وماذا يعاني. إنّنا نرى جسد الجريح، لكن كيف لنا أن نعرف أحاسيسه!. قلت، اذهب وتعرّف على

الجريح بتلك النظرة الفنّية، ومن ثمّ ارجع واكتب رواية حول مشاعر الجريح وأحاسيسه، وخفّف بهذه القصّة آلامه وبلسم جراحه كما فعل الآخرون، مثل ذلك الكتاب[89] الّذي كتبه الروس[90].

 

مهما فعلنا وأنفقنا فليس بالكثير

كنت أقرأ مؤخّراً مقابلة مع السيّدين بهبودي وسرهنگي. هذان السيّدان يريان أنّه يجب توثيق أحداث مرحلة الدفاع المقدّس، وتبيينها، والاستشهاد بها، حتّى تُنتج الآثار الفنية على أساسها، وهذا صحيح تماماً. باعتقادي مهما استثمرنا وعملنا على فترة الدفاع المقدّس، فليس بكثير, ذلك أنّ القابليات الفنيّة والأدبية للبلاد من أجل تبيين هذه المرحلة كبيرة جدّاً، وواسعة وعميقة، ولم يُستفد منها إلى الآن الاستفادة المطلوبة واللائقة. بالطبع، أُلّفت كتب جيّدة، لكن ينبغي لهذا الفرع التخصّصي أن يستمرّ… إنّني واقعاً أقدّر جهود السادة، وأُصرّ حتماً على الاستمرار في هذا المجال وهذه السلسلة، وعلى متابعة مكتب أدب وفن المقاومة أعماله بشغف وجدّيّة أكثر إن شاء الله، وكذلك متابعة الأصدقاء الفنّانين الّذين ألّفوا في هذه السنوات آثاراً، هي – بحق وإنصاف – آثارٌ قيّمة. بعض الأصدقاء أيضاً – وللإنصاف – قد تطوّروا. عندما أقارن القصّة أو الخاطرة الّتي كتبها بعض الأصدقاء الفنّانين اليوم، بالآثار الّتي كانت قبل 18 سنة، أرى فرقاً شاسعاً، أي أنّهم واقعاً قد تطوّروا. والآثار الفنيّة الّتي يقدّمها هؤلاء اليوم ذات قيمةٍ عالية[91].

إظهار ما لا يراه حتّى الشهود

لقد رأيت بأمّ العين حوادث، ربّما تعجز العين المادية عن إدراكها, لكنّني عندما أعاود مشاهدة تلك الحوادث، بعد أن حرّرتموها أنتم الفنّانون، فبيّنتموها إمّا في قالب المسرح، أو بلغة القصّة، أرى كم كانت حوادث عجيبة، وأبدأ بإدراكها من جديد. لذا، باعتقادي أنّ دور الفنّان المسلم دورٌ هامّ جدّاً[92].

جعبتنا خالية من القصّة

إذا كان نصف ما تنشرونه قصصاً فقط, وكانت قصصاً جيّدة، فلا إشكال في ذلك. إنّنا وللأسف من هذه الناحية، متأخّرون جدّاً جدّاً. من الأشياء الّتي أتحسّر عليها دوماً هي أنّنا لأسباب معيّنة، وبالطبع هذه الأسباب واضحة بالنسبة لي، بقينا محرومين إلى حدّ كبير من استخدام الفنّ في إبلاغ رسالات الثورة وقيمها, أي أنّ ذلك القدر اللائق لم يتحقّق. والشيوعيون كانوا من هذه الناحية متقدّمين علينا… هكذا زيّن (الأعداء) قيمهم الكاذبة والزائفة من خلال الفنّ الأصيل والرفيع، وقاموا بعرضها. لماذا نحرم – نحن – قيمنا الحقيقية الصادقة من هذا الأمر الهامّ؟ في الواقع, ينبغي العمل على هذا الصعيد[93].

 

القصّة أكثر جاذبية من الموسيقى

التفتوا، إنّ الرواية الّتي يُطبع منها مائتا ألف نسخة على عدّة دفعات، إنّما ذلك بسبب الفراغ الحاصل في مجال الرواية. للميول النفسانية والشهوانية، الّتي

تجذب القلوب والأرواح، علاج في مكان ما، وهو في مقولة الفنّ. إذا عملتم عملاً فنّياً مقابلاً تماماً لتلك الميول، فهذا هو المورد الاستثنائي الوحيد الّذي يمكنه أن يجذب القلوب. لمَ؟ لأن للفنّ نفسه جاذبية… القصّة أيضاً من الأطر الفنّية الجيّدة، وهي أكثر جاذبيّة من الموسيقى. الموسيقى تتعب الإنسان، أمّا القصّة، فهي الشيء الّذي لا يتعب الإنسان في أيّ وقت من الأوقات[94].

 

أيكون مجتمع من دون كتابة القصّة؟

انطلاقاً من هذا الرأسمال الّذي صنعته لنا الحرب، …تعالوا الآن نعيد إحياء فنّ كتابة القصّة في إيران. وبالنهاية، لقد أوجبت الحرب على من يريد كتابة ذكرياته، أن يذهب – على حدّ تعبيركم – ويقرأ عدّة روايات ليتعلّم كيفية كتابة الوقائع والأحداث. لو لم يشهد الحرب لربّما لم يفكّر في الكتابة على الإطلاق, لكن، بما أنّ هذا الاستعداد قد تحقّق الآن، حسناً، فلنستفد منه. هذا الاستعداد الجيّاش الّذي نراه، يصف الحرب ويصوّرها جيّداً. واقعاً، إنّ الصور الموجودة في كتابات هؤلاء السادة، …قد بُيّنت بشكل جيّد جدّاً بحيث يلتذّ الإنسان بها، وهذا يشير إلى أنّ استعداداً يتأجّج هنا. فلنوظّف نحن الآن هذا الاستعداد في خدمة كتابة قصّة مجتمعنا. هذا البلد بحاجة إلى كتابة القصّة. أيمكن أن يكون هناك مجتمع من دون كتابة القصّة؟[95].

 

القصّة من أجل بيان التاريخ

لا يمكن لأيّ بيان أن يضاهي القصّة في عرض التاريخ. عندما نتكلّم

عن التاريخ بلغة غير فنّية، فكأنما نلتقط صورةً لمدينة من ارتفاع 10 آلاف قدم. من الطبيعي أن تظهر أبعاد المدينة وشوارعها الرئيسة، لكن ماذا يصنع الناس هناك؟ هل أنّ أوضاعهم جيّدة؟ سيّئة؟ فقراء؟ أغنياء؟ مرتاحون؟ نائمون؟ يتخاصّمون؟ لا شيء معلوم على الإطلاق. التاريخ يصوّر مدينةً من ذلك الارتفاع، من عشرة آلاف قدم، ويرينا إيّاها! قد تدخل مدينةً يوماً ما. بالطبع لن تستطيع رؤية جميع طرقات المدينة, لكنّك تقصد زقاقين أو ثلاثة من أزقّتها، تتكلّم مع أهلها، تلتقط صوراً للبيوت، وللغرف، ولألعاب الأطفال، ولأمّ تطبع قبلةً على وجنة ابنها… تصوّر كلّ هذه الأمور وتضعها في صورة أمامنا. بالطبع هو زقاق واحد وشارعان، ليس كلّ المدينة، لكن يمكن التعميم. هذه هي لغة الفنّ حول التاريخ, القصّة هي هذه. لا بيان كبيان كتاب شولوخوف المعروف “الدون الهادئ” يمكنه أن يُعرِّف بثورة أكتوبر. فقد ذهب إلى منطقة واحدة من مناطق القوقاز، ومن هناك شرح لنا أموراً، لكنّ جميع القرى هي مناطق قوقازية لا فرق بينها. في “سيبيريا” أيضاً، القضية نفسها. إنّه ينقل إلينا الأحداث، فنرى الثورة عن قرب. كتاب “درب الآلام” أيضاً كذلك… هذه الكتب تُبيّن جزئيات الأمور[96].

 

القصّة وسيلة لترويج الثورة

إحدى وسائل الإعلام في الثورات والنهضات التحرّرية الكبرى في العالم، هي الرواية والقصّة نفسها… لهذه الثورات قصصٌ جيّدة جدّاً… لقد بيّنوا الجماليات بأفضل وجه… وفي قوالب راقية جدّاً. … عندما أقرأ هذه الكتب… وأقارنها بثورتنا، أرى أنّ ثورتنا تحوي مشاهد أكثر رقيّاً، وعظمةً، وحماسةً،

وجمالاً يمكن بيانها وعرضها. في الحقيقة، إنّ فنّانينا مسؤولون، وينبغي أن يلبّوا هذه الحاجة. عليهم أن يفتّشوا عن هذه الجماليات الّتي يمكنهم رؤيتها أكثر من الناس العاديّين، أن يشاهدوها ويظهروها للناس[97].

 

الرواية جامعة لكلّ مواصفات البيان الفنّي

من بين أساليب البيان الفنّي، نجد الرواية إجمالاً، هي الأسلوب الّذي يجمع المواصفات المتنوّعة أكثر من غيرها، حتّى أكثر من السينما على سبيل المثال. …في الوقت نفسه، الاستنتاج من الفيلم يتفاوت مع الاستنتاج من الرواية. للفيلم محدودية لا يمكن معها بيان كلّ الأمور.

انظروا، كم فيلماً أُنتج حتّى الآن حول كتاب فيكتور هيغو “البؤساء“. في بلدنا إيران، عرض التلفزيون إلى الآن فيلمين أو ثلاثةً عنه. لقد قرأت رواية “البؤساء” عدّة مرّات، وشاهدت أيضاً هذه الأفلام بشوق, لكن شتّان ما بين الرواية وهذه الأفلام؟! لا مجال للمقارنة بينها على الإطلاق[98].

 

الرواية تبقى

لا تزال روايات القرن التاسع عشر إلى الآن، أفضل روايات عصرنا. لقد أُلّفت في القرن التاسع عشر روايات لم تشهد لها نظيراً. وقد كُتبت روايات في فرنسا، وروسيا، وحتّى في إنكلترا، لم يُؤتَ بمثلها إلى الآن. إذاً، الرواية تبقى، ولها امتدادها، ولها أيضاً بيانٌ وتوصيف استثنائي ودقيق. أخبروني، في أيّ فنّ من

الفنون الأخرى يمكنكم أن تجدوا هذه الخصائص؟ هذه الخصائص غير موجودة في الموسيقى، ولا في السينما، ولا في المسرح، ولا في الشعر. لا يمكن إيجاد شيء مماثل للرواية على الإطلاق, تُتَرجم، وتنتشر في كلّ مكان، وتبقى، ولا تبور[99].

 

هذه الأسباب، مدعاة وجود الرواية

لقد ذكرت أمامكم مراراً مثال روايات ثورة أكتوبر. أحدها كتاب “درب الآلام” لـ “ألكسي تولستوي” الّذي يعتبر كتاباً استثنائياً. هناك أيضاً “الدون الهادئ” لـ “شولوخوف“. هذه كتب ثورية، وكتاب “قلب الكلب” وهو كتاب معارض لثورة أكتوبر.

انتقوا عدّة أشخاص وضعوا أمامهم هذه النماذج وقولوا: نريد أن نكتب مثل هذه القصص عن الثورة, على أن يتم التعريف بالثورة والإمام بشكل حقيقي. ضعوا أمامهم ذكريات الحرب هذه الّتي كتبها المجاهدون. برأيي, يمكن أن تُستخرج منها رواية مطوّلة وجذّابة. أمهلوهم مدّة ثلاث سنوات. وتعهّدوا كلّ نفقاتهم. تابعوهم وانظروا إلى أين تصلون، ربّما تحقّقون نتيجة. في النهاية، هل سنرى في بلدنا روايتين أو ثلاث روايات طويلة ومقبولة، يمكن أن تصدر وتسدّ الفراغ؟

من غير المقبول لإيران مع كلّ هذه الدواعي وهذه الثقافة والنتاج الثقافي أن تبقى من دون رواية, وهذا العمل لا بدّ أن يتحقّق. ما زالت الساحة خالية إلى الآن، ولقد قام بعض الناس من التافهين ومثيري القلاقل… وقدّموا أنفسهم كروائيّين كبار، وقد روّج لهم أيضاً أعداء الثورة. ذلك الشخص، بمجرّد أن

صدر كتابه، أُرسلت إليه الرسائل من مئات الأماكن بأنهم قرؤوا كتابه وقالوا: “بَخ، بخ! لقد استمتعنا بقراءته”، في حين أنّ كلّ هذه الإشكالات من الناحية الفنيّة وغيرها ترد على هذا الكتاب! بالمحصّلة، عليكم أنتم القيام بهذا العمل[100].

 

ترجمة الروايات الجيّدة

بين يديّ رواية كنت أنظر فيها وأطالعها في الأيّام الأخيرة. كتابٌ سميك من ستّمائة صفحة، مسلٍّ جدّاً وجذّاب وغاية في الأهمّية من الناحية الفنّية, لكنّه مخالف تماماً لما نعمل عليه في معارفنا! إنّني قطعاً لا أجوّز للشباب قراءة هذا الكتاب، لكنّه يُطبع، وتُباع منه نسخٌ كثيرة! ما الضير في أن نعثر على رواية جيّدة، فنترجمها ونطبعها؟ رواية جذّابة، وخالية من الإشكال، فيقرؤها شبابنا[101].

 

ترجمة الكتب إلى اللغات الأخرى

إنّ الترجمة أمرٌ هامّ جدّاً، بيد أنه ينبغي أن تتمّ بذكاء. عندما كنت أقرأ أحياناً هذه الكتب (إصدارات مكتب أدب وفن المقاومة التابع للدائرة الفنّية) كان يخطر ببالي: لو أردنا مثلاً أن نعدّ ترتيباً لإرسال الكتب المترجمة الخاصّّة بالحرب، علينا أوّلاً أن نرسل كتاباً صغيراً، بمسحة لا تُبرز الجانب الإيراني كثيراً، وبأسلوب وكتابة جيّدين قد روعيت الجودة في طباعته، فنرسله، وننشره للقراءة. بعدها، إذا ألِفت الأذهان هذا العمل، نرسل كتاباً آخر … وكلّ كتاب … يفتح طريقاً للكتاب التالي، حتّى يصل الدور إلى الكتب المفصّلة والذكريات الأطول[102].

قناة وحدة المجتمعات الإسلامية

يُشاهد وللأسف، أنّ بعض السياسات تترصّد نقاط الاختلاف، حتّى أنّها تختلقها، لإيجاد الشقاق بين الفرق الإسلامية. يمكن للكتاب أن يشكّل رسالة الوحدة بين الفرق الإسلامية. كم هو جميل أن ننقل الكتب الإسلامية من العالم الإسلامي، وعن مفكّري الإسلام، وعن أصحاب الأقلام البارزة، إلى اللغة الفارسية ونجعلها بين كتبنا في مكتبتنا الوطنية، وننقل الكتب الإسلامية وما يرشح عن عقول مفكّرينا وكتّابنا البارزين وعلمائنا، من داخل مجتمعنا إلى اللغات الإسلامية الأخرى، ليمكننا إيجاد قنوات للوحدة بين المجتمعات الإسلامية, بالتأكيد فإنّ هذه حركة ثقافية، وهي أيضاً حركة ضدّ الاستعمار[103].

 

الكتب الّتي ليست لدينا

أرجو من المفكّرين في بلدنا أن ينظروا إلى مسألة نشر الكتاب الجيّد والمطلوب وإنتاجه، كحاجة ملحّة وفورية لمجتمعهم وبلدهم. إنّنا وإن كان لدينا – بحمد الله – كتب جيّدة في مجتمعنا، لكنّنا نُعاني فراغاً ونقصاً كبيرين. كثير من الكتب غير موجودة عندنا. وهناك الكثير من الموضوعات ليس لدينا شيءٌ عنها، أو إن كان لدينا شيءٌ فهو غير قابل للعرض. في الوقت الّذي يحظى الآخرون في البلدان الأخرى، بعشرات الآلاف من عناوين الكتب والمؤلّفات في المواضيع المختلفة، لا يتجاوز عدد كتبنا حول هذه المواضيع أصابع اليد! … إنّ عدد كتبنا قليل، حتّى في المواضيع الّتي لدينا ريادة وخبرة فيها ومجالات كثيرة

من الاطّلاع والعلم. والحقيقة، إنّنا في الماضي لم نقم بعمل لائق في مجال طرح المواضيع اللازمة. وقد نظرنا إلى الكتاب كشيء كمالي وشكليّ ومختصّ بجماعة معيّنة، وليس كوسيلة لازمة وضرورية لكلّ الناس.

علينا أن نجبر هذا النقص، فهناك حملٌ ثقيل ملقىً على الأرض هو في عهدة المؤلّفين والمحقّقين والكتّاب والفنّانين، وأيضاً، هو بعهدة القيّمين على إعداد وتأليف الكتب ونشرها والأجهزة الّتي تدعمهم[104].

 

الأولويّات

أمّا بالنسبة للأولوية، فتّشوا بالدرجة الأولى عن الكتب السياسية، والكتب الأدبيّة، والكتب الفنّية والكتب الّتي تجذب أفكار الشباب، واجمعوها. أساساً، ضعوا الإعلانات واطلبوا من المترجمين والمؤلّفين أن يسلّموكم ترجماتهم ومؤلّفاتهم، ومن ثمّ اطبعوها[105].

افترضوا أنّه تمّ اليوم على صعيد الساحة العالمية تحديد أيّة مسألة من مسائل الثورة الّتي إن عرضناها أمام العالم، فسوف يلتفتون أكثر إلى حقّانية الثورة، وسوف يؤدّي ذلك إلى شدّة الانجذاب إليها. إنّ العثور على هكذا مطالب هو فنٌّ بحدّ ذاته. فليجلسوا وليفتّشوا من خلال رحلات السفر، والمطالعة، وقراءة الكتب، وقراءة المجلّات وقراءة الدعايات المضادّة لنا، عن المسائل الأساسية الّتي تأتي بالدرجة الأولى في العالم. وبعد أن تُشخّص، ليحدّد هؤلاء المفكّرون ويعدّوا بمساعدة المفكّرين الآخرين، المطالب والمضامين اللازمة لسدّ هذا

الفراغ، ومن ثمّ ليضعوا تلك المطالب بين أيدي الفنّانين، والرسّامين، والمنتجين، والشعراء، ومؤلّفي الكتب وكتّاب المسرح والقصص، ويقولوا: “اعملوا على هذه الأمور[106].

 

لا تطوّر من دون الفنّ

لو لم تُبيّن مفاهيم القرآن السامية في هذا القالب الفنيّ الاستثنائي جدّاً، لما كانت راقية بهذا الشكل. فَهل هناك شيء أسمى من مفاهيم القرآن والتوحيد؟! إنّ الله تعالى لم يستخدم لهذه المفاهيم البيان الطبيعي للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، الّذي هو أسلوب بشري، إنّما استخدم أسلوباً إعجازياً حتّى تبلغ جماليته حدّها الأعلى[107].

 

اختيار أفضل الأعمال

إنّ عرض الكتاب بحدّ ذاته، وجذب الناس إلى ميدان مطالعة الكتب، هو أمرٌ مفيد. اسعوا لأن يُهتمّ بالنوعية… وتبيين نوع الكتاب، … والموضوعات المطروحة، كلّها مؤثّرة. … ينبغي اختيار أفضل الأعمال من حيث طريقة العرض، الفنّ والشكل, وإذا لم يتم إيلاء الأهميّة للمحتوى وللشكل، فسوف تتضرّر ثقافة البلد.

… وجّهوا دعوةً للفنّانين الشباب، خذوا بأيديهم وقولوا لهم: “انظروا بأنفسكم ماذا تستطيعون أن تفعلوا“. فليأتوا وليطّلعوا على مشاريعكم وليُحدّد النقص.

من أجل إصلاح الثقافة العامّة، ينبغي نشر “الكتاب[108].

لا تحلقوا رأساً بلا صاحب

من هو مخاطبك؟ مع من تتكلّم؟ رأس من تريد أن تحلق؟ يُتداول في مدارسنا تعبير حيث يُقال: “فلانٌ يحلق رأساً بلا صاحب“. افرضوا مثلاً أنّ هناك رأساً لا صاحب له، وأحدهم يعمل على حلقه, فما هي الفائدة؟! عليكم أن تعلموا مع من تتعاملون, حدّدوا فوراً جمهور قرّائكم, واسعوا أن يكونوا من الشباب. للشباب طبيعة خاصّة. فإن عرضتم لهم أسمى المطالب بشكل غير جذّاب، فلن يتقبّلوها[109].

كتب بلا فائدة

في الإحصاءات المتعلّقة بالكتاب أعطوا الاهتمام الأكبر لجودة النوعية، حتّى لا تقنعوا بسرعة. يقال الآن، إنّ كميّة الكتب قد تضاعفت عن الماضي، هذا ما تبيّنه الإحصاءات، والكلّ يتحدث عنه, لكن ما أخشاه أن يكون كثير من هذه الكميّات الكبيرة مواضيع لا حاجة لبلدنا إليها، وأن تكون كتباً لا يقرأها أحد. تردني كتب كثيرة، ويرسل الناشرون والمؤلّفون إليّ بعض الكتب. من حسن حظّنا، والحمد لله أنّه يُرسل إلينا الكثير من الكتب، وإنّني حتماً أمرّ على هذه الكتب, ولو بتصفّح أوراقها والاطّلاع على مضامينها. أرى في بعض الكتب الّتي تردني أنّها غير ذات فائدة. إنّني أضع نفسي مكان أيّ شخص، فأرى أنّ هذا الكتاب غير جذّاب, وهو من الأساس كتاب لا قيمة له ولا فائدة. إن كان كتاباً دينياً، فهو بلا فائدة. وإن كان كتاباً سياسياً، فهو بلا فائدة. وإن كان كتاباً اجتماعياً. فهو بلا فائدة. وإن كان كتاباً تاريخياً، فهو بلا فائدة ومكرّر. لقد نُشر عشر مرّات، ثمّ عاد ليُنشر مرّة أخرى[110].

الطباعة الرخيصة

أوصي الناشرين أيضاً، أنّه وإن كان من الجيّد طباعة الكتاب في أفضل أنواع الأوراق والتجليد، لكن ليطبعوا بعض الكتب الّتي تجد لها مشترين كثر، طباعةً عامةً وشعبيةً, أي بورق أسمر وبطباعة مقروءة وواضحة. ينبغي أن تكون الطباعة جيّدة، لكن على الورق الأسمر وتوزّع بكثرة، حتّى تُنجز بكلفة أقلّ ويستطيع الكثير من الناس الاستفادة منها[111].

 

العمل في مجال الأطفال

أنتم أيها المربّون الأعزّاء، أنتم الّذين تلتقون بالأطفال في المكتبات، أنتم الّذين تروون القصص، أنتم الّذين ترسلون الكتب، أنتم الّذين تقرؤون، أنتم الّذين تتوجّهون للأطفال في أعمالكم وإبداعاتكم الفنّية، اعلموا أنّكم تسيرون الآن على الطريق الصحيح والمستقيم تماماً. إنّكم تقومون حقاً، بالعمل الّذي ينبغي أن يُنجز[112].

أعزّائي! ربّوا أولاداً ذوي روحية عالية. ضعوا هذا الأمر في مشاريع الكتابة، والتخييم، وفي الوصايا للمعلّمين، وفي سلوككم الشخصي. ينبغي أن يتحوّل الطفل إلى إنسانٍ مفعمٍ بالأمل[113].

…إحداها في مجال الأطفال, وخاصّة أدب الأطفال، والّذي حقّق العالم فيه أيضاً تطوّراً استثنائياً، ولم نتقدّم نحن – في الماضي – خطوة واحدةً مجاراةً لهذا التطوّر. إنّ عهد الثورة فرصة جيّدة لسدّ هذه الثغرة[114].

 

عشرة أضعاف على الأقلّ

برأيي، ينبغي علينا رفع مستوى إنتاج الكتب ونشرها ووضعها في متناول الناس، إلى عشرة أضعاف ممّا هي عليه الآن. لقد أشار (وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي حينها) إلى عدد النسخ، بأن نضاعف الكميّة فتُجعل الخمسة آلاف نسخة مثلاً خمسين ألف نسخة. بالطبع إنّ عدد النسخ مهمّ جدّاً، لكنّ المعدّل العامّ للكمية هو مورد بحث ونظر, فقد يكون عدد النسخ قليلاً بالنسبة لبعض الكتب، وكثيراً لبعضها[115].

 

طبعات ذات 300.000 نسخة

المهمّة التالية هي أن تتحوّل المطالعة إلى سنّة وعادة رائجة، وأن يصبح الجميع في الوطن من القرّاء. … ولا يختصّ الكتاب بجماعة محدودة من أفراد المجتمع … كان يقول لي بعض الناشرين (شكراً لله أنّنا نرى ثقافة المطالعة قد نمت، وأن الناس يظهرون ميلاً أكثر إلى المطالعة). …بالطبع، إذا وصلنا إلى الحدّ الّذي أتطلّع إليه، عندها ينبغي أن يبتدئ عدد الكتب الّتي تُطبع في كلّ مرّة، من ألفين وخمسة آلاف وعشرة آلاف نسخة، لتصل إلى مائتي ألف، وثلاثمائة ألف نسخة, أي أنّه: هكذا ينبغي أن يتمّ توزيع الكتب في مجتمعنا… من هؤلاء الستين مليون نسمة الّذين يشكّلون عدد سكان إيران اليوم، هناك عدد كبير هم من أهل الكتاب، ومن أهل العلم وسوف يتضاعف عددهم, ويتزايد. إذا صار الجميع من أهل المطالعة، ينبغي علينا نحن أن نضع كتباً كثيرةً في متناول أيديهم[116].

طباعة الكتب صدقة جارية

كان من الرائج فيما مضى من الزمان أن ينبري أشخاصٌ من التجّار المؤمنين، كالسيد كوشان پور، فيطبع كتاباً ويوزّعه على الطلاّب مجّاناً، لكن الآن لا يُعمل بهذه السنّة، أو أنّه قلّ العمل بها. وحيث أصبح من المعلوم أنّ الكتاب شيء هامّ جدّاً، فينبغي أن يُطبع. ومهما كانت نفقة طباعته، ينبغي أن تُجعل من الصدقات الجارية. أنتم المثقّفون، والمطّلعون على أهميّة هذا العمل، روّجوا لهذه المسألة. إذا ترسّخت مسألة المطالعة، فسوف يتحقّق هذا الأمر[117].

 

النفقات الثقافية ربح اقتصادي

لا ينبغي لمسائل من قبيل المال والميزانية أن تقف عائقاً أمام العمل الثقافي, بمعنى أن لا نجعل النقائص والحاجات الثقافية في رتبة كسر الموازنة، ولا نضعها في آخر اللائحة، بل في أوّلها، إن لم نقل في المرتبة الأولى. إذا تأمّلنا جيّداً، فهذا الأمر سوف يعود بالنفع الاقتصادي على البلد. أي بفضل توجيهنا للميزانيات والإمكانات الكبرى نحو الأعمال الثقافية، وبالأخصّ ثقافة التعليم، فإنّ البلد لن يتضرّر، لأنّ هذا الأمر نفسه سيولّد الإمكانات لمستقبل البلد[118].

 

دعم وشراء الكتاب

ينبغي تسهيل الأمور ليتمكّن الناس من شراء الكتب. في النهاية، ينبغي أن تمنح المساعدات لمن هم من أهل مطالعة الكتب، …حتّى يمكنهم الحصول عليها[119].

طرق البيع

يمكن الاستفادة من الفرص. افرضوا اليوم مثلاً، أنّ خمسة أو ستّة آلاف تعبويّ سيأتون لملاقاتي, …وهناك الكثير من هذه اللقاءات. …إذا ذُكرت في هذه اللقاءات أسماء (بعض الكتب المرتبطة بجبهات الدفاع المقدّس)، وتمّت الإشارة من قبلي إليها، وهُيّئت هذه الكتب وعُرضت أمامهم، فإنّهم سوف يشترونها. فجأة سترون كيف سيرتفع عدد النسخ، كأن توزع خمسة آلاف أو ستّة آلاف نسخة. أو في تلك اللقاءات الّتي يشارك فيها قادة الحرس والجيش، …فيمكنكم هناك استحضار اسم الكتاب على لسان ذلك الخطيب. …افرضوا مثلاً أنّنا نقترب من الذكرى السنوية لعمليات كربلاء – واحد، … فلتُهيّأ عدّة نسخ من الكتب الجيّدة جدّاً حول كربلاء – واحد … وليُؤتَ على ذكر أسمائها هناك, … سوف ترون أنّ آلاف النسخ تُباع[120].

 

كتب الجيب والأوقات الضائعة

هناك اقتراح، ألا وهو عرض كتب الجيب والكتب الصغيرة. من الأمور الرائجة اليوم في العالم، تلخيص الكتب الكبيرة وتبسيط الكتب الصعبة. بالطبع، غالباً ما يقومون بهذا العمل من أجل تعليم اللغات، يبسّطون اللغة، لكن الكتاب هو الّذي يُختصر عملياً. إنّهم يلخّصون ويختصرون القصص الكبيرة. فعلى سبيل المثال، حوّلوا رواية البؤساء إلى قصّة مؤلّفة من جزء واحد يتراوح بين المئة والمئة وخمسين صفحة، بحيث أصبحت قصّة سلسة يقرأها الجميع. إذا تيسّر هذا الأمر فهو أمر جيّد.

نعم، لقد ظهر كتاب الجيب في العالم من أجل هذا الأمر وهو أن يصبح الناس من القرّاء, أي أنّهم يضعون الكتاب في جيوبهم، وعندما يستقلّون قطار الأنفاق أو الحافلة يفتحونه ويقرؤون. إذا عُمل بهذا الأمر، سوف تحيا الكثير من الأوقات الميتة[121].

 

عرض الكتب في القطار والمترو والحافلات والمراكز الإدارية

أظنّ أنّ المسافة بالقطار من طهران إلى مشهد تستغرق حوالي 14 أو 15 ساعة. هناك الكثير ممّن يشعرون بالضجر جرّاء عدم الاشتغال بشيء، فليست لديهم أيّة طريقة للتخلّص من الضجر. فليكلّف أشخاص، أو حتّى يمكن أن يُفرض ذلك على الناشرين، أو يمكن بادئ الأمر أن يقوم مسؤولو الدولة بهذا الأمر، بأن يسلّموا الكتب المفيدة والمسلّية والمتنوّعة للباعة المتجوّلين، ليدخلوا القطار، …وينتقلوا من مقصورة إلى أخرى، ويطرقوا الأبواب، ويعرضوا الكتب ويبيعونها. فاحتمال أن تُشترى الكتب هناك كبير. سوف ينطلق قطار الأنفاق إن شاء الله. لينجز هذا الأمر في قطار الأنفاق، ولينجز هذا الأمر أيضاً في الحافلات، في المراكز الإدارية الّتي ينتظر فيها الناس لوقت طويل، كالمحاكم، فإذا تلاحظون أنّ هناك ضجيجاً في هذا المبنى جرّاء ازدحام الناس، …حيث يجلس الكثيرون ساعتين أو ثلاث بانتظار أمرٍ ما، …فليتمّ بيع الكتب هناك, فلا شكّ، أنّ هذا الأمر سوف يروّج المطالعة بنسبة معيّنة[122].

إقامة مسابقات المطالعة

أقيموا مسابقات للمطالعة في المدارس، وفي المدن، وعلى مستوى البلد عامة، وبعد ذلك فلتبثّ مراسم هذه المباراة في التلفاز كما يُفعل في مباريات الشعر. مؤخّراً، وقبل عدّة أشهر، عُرضت مباراة في الشعر من خلال التلفاز، وكانت أيضاً مباراةً جيّدة جدّاً. لقد شاهدت عدّة حلقات منها، استغرقت الحلقة عشرين دقيقة، أو نصف ساعة ربّما. والظاهر أنّ هذه المسابقة قد أُقيمت في مدينة سمنان. كان هناك أطفال قد حفظوا الكثير من الشعر. هذا العمل يروّج للشعر. ويمكن القيام به نفسه في مورد المطالعة. فلتُطلق مباراة على مستوى البلاد كافّة، …بعدها فلتقام المراسم في الإذاعة والتلفزيون للفائزين في هذه المباراة. وليأتوا ويعرضوا هذا الأمر ويقدّموه بطريقة ما، ولتوجّه الأسئلة إلى المتبارين، وتُقدّم الجوائز للفائزين[123].

 

المعرض الدائم، أسبوع المطالعة

…ينبغي أيضاً أن تكون هناك وسائل من أجل توجيه الناس إلى المطالعة… لقد طرح أحد السادة اليوم، أنّه لو كان عندنا معرض دائم، أو أسبوع للمطالعة، بحيث تُعيّن في هذا الأسبوع جوائز محدّدة للأشخاص الّذين يقرأون عدداً من الكتب، فهو أمر جيّد. ينبغي أن يكون عندنا أمورٌ من هذا القبيل ليتشوّق الناس إلى المطالعة قدر الإمكان، إن شاء الله.

لو علمتُ أنّني إذا تكلّمت كلّ يوم لمدّة ساعة، وكانت نتيجة ذلك أن يصبح الناس من المطالعين، فإنّني مستعدّ لأتكلّم كلّ يوم ساعة ونصف الساعة! إذا

كانت القضية تحلّ بهذا الشكل، فلا بأس. نعم، يجب علينا أن نبيّن للناس، وأتحدّث أنا أيضاً وأبيّن.. لكن، هناك أشياء لا تتحقّق بمجرّد الكلام.

من خاصّيّة المعلومات أنّ الطرف المقابل يفهمها من المرّة الأولى ، فلا تحتاج بعدها إلى التكرار ثانيةً، وثالثةً وللمرّة العاشرة، يمكن للتكرار أن يكون مملّاً, لكنّ الأخلاق والطبائع والعادات والسلوكيات ليست هكذا، فعندما تكون في المرء عادة سيّئة، لا يكفي أن نقول له: يا فلان، هذه العادة سيّئة، أو لا تقم بهذا الفعل، أو قم بهذا الفعل. أن نذكّره مرّة واحدة ونقول: لقد حذّرناك وانتهى تكليفنا, كلا، المسألة ليست كذلك. هذا يتطلّب القول والتكرار والتذكير والتنبيه بطرق متعدّدة والإلفات من جهات عدّة وتطويقه من خلال الفكر، حتّى يقلع عن عادة، أو يتعوّد على أخرى[124].

 

الخمول الذهني

ينبغي أن يُعمل في حقلي التعليم والتربية على إفهام الشابّ أنّ عليه أن يشغل كلّ وجوده في الدرس والعلم والتحقيق, … بمعنى دفع الجيل الحالي والأجيال الآتية إلى التوجّه نحو العلم والتحقيق والدرس والتعلّم والأستذة والفهم، علينا نحن أن نوجد هذه الحالة، فإن حُلّت هذه المسألة، عندها سوف تُحلّ أيضاً مشكلة المطالعة هذه. إنّنا في بلدنا نعاني من مشكلة في المطالعة، الناس يضيقون ذرعاً بالمطالعة. لقد قلت مراراً لبعض الأصدقاء المهتمّين بهذه الأمور، إنّنا نجلس على سبيل المثال، ونشاهد الدعايات الإعلانية لمدّة عشرين دقيقة، كوننا ننتظر فيلماً نريد مشاهدته, في حال أنّنا لو قرأنا كتاباً في هذه الدقائق

العشرين، سوف نقرأ العشرات من الصفحات، ونتعلّم الكثير, لكنّنا لا نقرأ حتّى لو كان الكتاب رواية أو قصّة, فذلك (مطالعة كتاب) أفضل بكثير من الجلوس ومشاهدة شيء بلا فائدة، كما يجلس الإنسان من دون أن يعمل أيّ شيء وينظر في صفحة دون أن يستفيد منها أيّة معلومة أو يلتذّ بها على الأقلّ. هذه هي حالة الخمول الذهني تلك الّتي ينبغي أن نُحاربها بشدّة، ومكان هذا الأمر هو المؤسّسات التعليمية والتربوية[125].

 

حصّة المطالعة

لقد قدّم لي ثلاثة أشخاص اليوم، كلٌّ على حدةٍ، في هذا المعرض اقتراحاً موحّداً وهو أن تُحدّد في المدارس ساعةً للمطالعة، وقد كانت بنظري فكرة جيّدة, على وزارة التعليم والتربية دراسة هذا الأمر لترى ما يمكن فعله.. افرضوا مثلاً، أن توضع بدل ساعة الإنشاء ساعة للمطالعة حتّى يتعرّف التلاميذ على ثقافة المطالعة، سواءً قرؤوا بأنفسهم أو قرأ المعلّم لهم، أو قرأ أحد التلامذة واستمع الآخرون. لا بأس بهذا الاقتراح برأيي، بالطبع ينبغي دراسة هذا الأمر، ومدّنا بالتقارير، فإذا ما لوحظ نجاحه في المدارس، تُقَرّ مثل هذه الساعة، لربّما كان هذا الأمر مؤثّراً[126].

 

لنصنع قرّاءً، فيأتي الكتاب بنفسه

الناس لا يميلون إلى المطالعة، برأيي ينبغي للتدابير أن تلحظ هذه المسألة في الأساس. وبالرغم من أنّ إنشاء المكتبات كان لهذا الغرض تحديداً، لكن إذا كنّا

نستطيع أن نُنشىء نوعين من المكتبات، أو كنّا نستطيع أن نرفع من كميّة التوزيع على نحوين، أحدهما يتكفّل بإيجاد هذا الميل، والآخر من دون النظر إلى هذه المسألة، فاللازم هو النوع الأوّل, أي يجب أن نُفكّر في حلّ للمسألة ونجده. وصدق الشاعر حيث قال:

إذا قلّ الماء وحصل العطش     ينبع من أعلى ومن أسفل[127]

إذا كان الناس من أهل المطالعة ويبحثون عن الكتب، فسوف يسعون وراء الناشر ووراء المؤلّف، وسوف يسعى الناشر بكلّ جهده لإصدار الكتب[128].

 

كم تدفع من المال مقابل بضع قطع من اللُّبان؟

عندما يصبح (الكتاب) من لوازم الحياة، لا يعود باهظ الثمن. لقد سُعّر كتاب المعجم الوسيط – كتاب بهذا الحجم – بـألفي تومان، اذهبوا إلى السوق بألفي تومان وانظروا ماذا تشترون بها… بالطبع، هناك من لا يمكنهم شراء كلّ مستلزمات الحياة، لأنّهم لا يملكون المال أو يملكون القليل منه، وعلينا أن نفكّر من أجلهم, فذاك من اهتماماتنا. … إذا عُدّ الكتاب من ضروريات الحياة فلن يُعدّ باهظ الثمن، بكم تشترون زوجاً من الجوارب أو علبة من المناديل الورقية؟ وكم يدفع المرء مقابل عدد من قطع اللبان يشتريها لولده؟ قيسوا الكتاب بهذه الأمور. (وليس من الصحيح أن نقول:) الكتاب حاليّاً، ليس من الضروريات!

هو من الكماليات والزينة, إنّه من الأشياء الجيّدة الّتي إن توفّرت فهو بالأمر الجيّد، وإن لم تتوفّر فلن تقع السماء على الأرض! يجب الخروج من هذه الحالة وجعله من ضروريات الحياة[129].

ينبغي أن يُعدّ شراء الكتب واحداً من المصاريف الأساسية للعائلة، فعلى الناس قبل أن يشتروا بعض أدوات الديكور والتحف، كهذه الثريّات والطاولات المتنوّعة والأرائك المختلفة والستائر وأمثال هذه الأمور، أن يولوا الكتاب أهميّةً ويشتروا الكتب قبل أيّ شيء، كالخبز والطعام ووسائل العيش اللازمة الّتي تكون موجودة في البيت، ينبغي أن يكون الكتاب من هذا القبيل. …خلاصة الكلام أنّه ينبغي إيجاد الأنس بالكتاب، فإذا لم يؤنس به لن يصل المجتمع الإيراني إلى هدفه وأمنيته الّتي هي حقّه[130].

 

كيف نقرأ كتباً ذات عشرين مجلّداً؟

أقول، على الشباب، والشيوخ، والرجال، والنساء، وأهل المدن، وأهل القرى، وكلّ شخص يمكن أن يرتبط بالكتاب، أن يحمل كتاباً في جيبه، وفي أيّ وقت يكون فيه دون عمل، كما في حافلات النقل، وسيّارات الأجرة، وعيادة الطبيب، والمراكز الإدارية، وعلى باب الدكّان عندما لا يتواجد الزبائن، وفي البيت في أوقات الفراغ، أن يخرج الكتاب ويطالع[131].

فليخصّص الأفراد الّذين لديهم أعمال يومية – الإداريّون، التجّار، القرويّون، المزارعون، وأمثالهم، فيما لو كانوا يعودون إلى البيت ليلاً، أو وسط

النهار – بعضاً من الوقت، ولو نصف ساعة، للمطالعة. فكم من الكتب يمكن أن تُقرأ في نصف الساعة هذه.. قد قرأت في فترات العشر دقائق، والعشرين دقيقة، والربع ساعة هذه، مجموعات من الكتب مؤلّفة من بضع وعشرين مجلّداً، ولربّما اطلعتُ بهذه الطريقة على مئات المجلّدات من الكتب، في هذه الفترات القصيرة من الوقت. إنّني أعرف الكثير ممّن هم كذلك. …لقد طالعت كتاباً من ثمانية مجلّدات في حافلة النقل.. ينبغي أن تتحوّل هذه إلى عادة وسنّة رائجة بين أبناء شعبنا، بأن يقرؤوا الكتب، ويعلّموا أولادهم ذلك. فلتطالع السيّدات في البيوت ولتحصّلن المعلومات[132].

هيّئوا أنتم الكتب الّتي يمكن أن تُستخدم في مثل هذه الأماكن (حافلات النقل و…) أو قوموا من الأساس بعملٍ يُمكّن الناس من القراءة – في حال لم يكونوا يحملون الكتب – في الحافلة، وفي عيادة الطبيب، وفي المراكز الإدارية حيث ينتظرون دورهم، .. إذا أمكن أن تطلقوا مسيرة هذا العمل وترسّخوه، فإنّكم سوف تقدّمون خدمة كبيرة: هذا الأمر غير مستحيل، بل هو ممكن، بدليل أنّنا نرى أنّ هذه الأمور قد أُنجزت إلى حدّ ما في البلدان الأخرى، إنّنا أهل هذا العمل، وأولى به من غيرنا[133].

 

مطالعة التاريخ المعاصر

لا أعلم مدى اطلاعكم على التاريخ المعاصر، وكم قرأتم منه، كم هو جميل أن تُخطّطوا في الصيف حيث تجدون الكثير من أوقات الفراغ، لمطالعة بعض مقاطع التاريخ المعاصر، ومنها قضية فتوى التنباك، لقد أُلّفت كتب حول

هذا الموضوع، من المناسب أن تقرؤوها. أقصد بالطبع، الكتب الموثوقة، فبعضٌ بسبب دور الدِّين وعلماء الدِّين في هذه المسألة، ومعاندة منه للدِّين، ليس مستعدّاً للاعتراف بهذا الفخر العظيم والتكلّم عنه[134].

 

مطالعة الكتب هي غير الدرس

إنّني أرى أيّتها الفتيات، أنّ عليكنّ – إلى جانب الدرس – مطالعة الكتب. حتماً توجد في مدارسكنّ مكتبات، خُذن الكتب الجيّدة الّتي تُحدّدها المعلّمات القديرات للمطالعة وطالعنها، وعلاوة على الاهتمام بدروسكنّ، تعرّفن على الكتب، وأنسن بها[135].

 

لا ينبغي أن تناموا دون مطالعة

جميع أفراد عائلتنا تقريباً، وربّما يمكنني القول أن لا استثناء في ذلك، ينامون دائماً مساءً، وهم في حال المطالعة. أنا أيضاً كذلك, ليس بمعنى أن أنام وسط المطالعة، بل أطالع إلى أن أشعر بالنعاس، فأضع عندها الكتاب جانباً وأنام. كلّ أفراد عائلتنا كذلك. عندما يريدون أن يخلدوا إلى النوم، فحتماً سيكون هناك كتاب بين أيديهم، أعتقد أنّه على جميع العائلات الإيرانية أن تكون كذلك، توقّعي هو هذا[136].

الأعمال غير الرائجة

من الأمور الرائجة بين الأوروبيّين – الّتي تُفهم من القرائن، والتي للأسف ليست رائجة في بلادنا – هي أنّ الأمّهات مثلاً أو الكبار يقرؤون لأطفالهم كتباً من وقت لآخر، أو يجلس شخصان أو ثلاثة أشخاص، فيقرأ أحدهم كتاباً للبقيّة. فهذه الأعمال ليست معتادة هنا أبداً. قد يجلس الجميع، يطالع كلّ منهم كتاباً، إن كانوا من محبّي المطالعة والكتب، أمّا أن تجلس الأمّ أو الأب فيفتح أحدهما كتاباً، ويقرأ بصوت عالٍ في حين يسمع الأطفال، فهذا الأمر في الظاهر معروف ٌ عندهم ، أمّا هنا فغير مألوف! …[137].

رسّخوا عادة المطالعة بين الناس، الأمر الذي سمعت أنّ الأوروبيّين يقومون به في بيوتهم. فأن تقرأ الأمّ كتاباً لطفلها قبل النوم، نحن ليس لدينا هذه العادة على الإطلاق. بالطبع، لقد كانت رائجةً قديماً في بعض الأسر، في بيت والدي كان هناك من يجلس ويقرأ كتاباً لآخر، كان يحدث هذا الأمر لسنوات, سواءً للصغار أم للكبار، لكنّ هذا الأمر ليس شائعاً هذه الأيّام بين الناس[138].

 

ينبغي أن يقال هذا:

خرجتَ بمائة ألف تجلٍّ, لأشاهدك بمائة ألف عين.

هذا ما ينبغي أن يكون. ينبغي إظهار الكتاب للأعين من خلال مئة ألف مشهد، حتّى يُجذب كلّ شخص مهما كان ذوقه. ينبغي للشباب والآباء والأمّهات وخاصّة الأوّلاد، أن يأنسوا بالكتاب، وهذا أمرٌ ممكن، إذا كان الأب والأمّ من أهل المطالعة، فهناك احتمال كبير أن يصبح الأولاد من أهل المطالعة أيضاً[139].

القراءة للأطفال

ينبغي للآباء والأمهات منذ البداية أن يجعلوا الأولاد يستأنسون بالكتاب ويعشقونه، فحتّى الأطفال الصغار ينبغي أن يأنسوا بالكتاب[140].

فلنعوّد أطفالنا أيضاً منذ عهد الطفولة الأولى على قراءة الكتب، فعندما يريدون الخلود إلى النوم مثلاً، يقرؤون كتاباً وينامون. فليخصّصوا حتماً قسماً من أيّام العطل أو أيّام الجمعة مثلاً حيث يلعبون فيها، للكتاب. وفي أيّام الصيف الّتي يعطّل فيها الأولاد والشباب، فليقرؤوا الكتب حتماً, ليحدّدوا كتباً، يقرأونها وينهونها[141].

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

5

 

 

باقة من العناوين التّي طالعها القائد

مخيّم عنبر[142]

 

تأليف: حسين فرهنگ إصلاحي، غلام حسين كهن، مهدي گلابي

إنّ كتابة ونشر ذكريات الأسرى(الأحرار) هو عمل خالد، وله تأثيره الخاصّ في تشكيل تاريخنا في المستقبل. تتميّز بعض المقالات باللطف والدقّة .. النكتة الملفتة هي القراءة المشتركة للأحداث الّتي كانت تعمّ المخيّمات المتباعدة عن بعضها..

تشرين أوّل 1991م.

خطّ “فكّة”[143]

 

تأليف: الشهيد محمّد شكري

هذه وثيقة هامّة عن أوضاع الجبهة وعادات وخصال التعبويّين، هذا الكلام غير قابل للفهم والإدراك من قِبَل أهل الدنيا الماديّين والظلمانيّين، … إلاّ أنّ الكتابة السلسة والواضحة والدقيقة لهذه المؤلّفات، سوف تزيد من قيمتها التوثيقية، والشهيد العزيز مؤلّف هذه المذكّرات يجسّد من خلال هذا

الكتاب أيضاً، بعضاً من الأجواء المعنوية للروح التعبوية. رحمة الله على روحه الطاهرة…

وهو من المؤلّفات الّتي ينبغي، ترجمتها إلى اللغات الأخرى حتماً.

10/12/1991م.

نجيب[144]

 

بمسعى: محمّد جواد جزيني

لقد صُوّرت في هذا الكتاب، روحية التعبئة ــ هذه الظاهرة الاستثنائية في فترة الحرب ــ تصويراً جيّداً: الشجاعة، الإخلاص، روح التديّن، الروح المرحة, وقد طالعت هذا الكتاب في أرق ليلة الثلاثاء.

10/12/1991م.

 

 

قناة نوني صفر[145]

 

تأليف: السيّد حسن شكري

هذا أيضاً من جملة الوثائق الدقيقة لمرحلة الدفاع المقدّس، حيث يجب أن نشكر المؤلّف عليه كثيراً. هذا الكتاب مفعم بالصفاء والروحانيات.

الظاهر أنّ الشهيد محمّد شكري الّذي تعدّ كتاباته من أكثر ذكريات الدفاع

المقدّس نورانيّة، هو شقيق مؤلّف هذا الكتاب. مرحى بالكرامة والعزّة..

اللّهمّ احشرنا مع هؤلاء في الدنيا والآخرة…

12/12/1991م.

 

 

قائدي[146]

 

تأليف: مخدومي، كاوري، أميريان، خاوري نژاد، كلچين، جمشيديان، پاسيار

السلام عليكم يا أولياء الله وأحبّاءه، السلام عليكم يا أصفياء الله وخيرته، السلام عليكم يا أنصار دين الله وأعوان وليّه، يا آيات الله، يا معجزات الإيمان، يا دلائل سموّ الإنسان الخالد.. يا وروداً حمراء لم يستطع كلّ فساد العالم المعاصر وتلوّثه، أن يمنع من تفتّحها، يا برقاً شديداً أنار دنيانا المظلمة.. يا حجّةً دامغة على قاصري النظر أولئك، الّذين يعتبرون أنّ رقيّ الإنسان الإلهي غير ممكن في عصر غلبة المادّة، لقد أحييتم فينا ذكريات مسلمي صدر الإسلام، وأظهرتم الصدق والإرادة والفناء في الله، أكثر منهم. أولئك الّذين سنحت لهم فرصة الاستفاضة المعنوية والقلبية من أنفاس النبيّ ونزول آيات القرآن المتتالية، ولكن ماذا عنكم؟!! لقد جسّدتم الخلوص والتقوى حقّاً، وصرتم جنوداً لائقين لذلك الإمام الّذي كان بحقّ، مظهر الخلوص والتقوى.. سلام الله عليه وعليكم، وهنيئاً لكم رحمة ربّكم..

كتبه بيمينه الوازرة، أسير أمانيه وذليل نفسه، علي الحسيني غفر الله له ورحمه، وحشره مع أوليائه وألحقه بهذه الزمرة الطيّبة آمين.

تمّت مطالعة هذا الكتاب في الثالث عشر من رجب لسنة 1411هـ بعين تفيض بدموع الشوق والحسرة إلى الزيارة.

عرس المخضّبين[147]

 

تأليف: محمّد حسين القدمي

قبل يوم وليلة في لحظات ما قبل النوم، حلّقت في فضاء معطّر مليء بالصفاء، وفي معراج من الحماس والحالة المعنويّة الّتي تضفيها سطورهذا الكتاب وكلماته النورانية على قارئه، شكرت الله على قطرة العشق تلك الّتي ألقاها في روح هذا الكاتب، وعلى مثل هذا الفكر الزلال والذوق الّذي أجراه على قلمه، وأيضاً على يد القدرة تلك الّتي أوجدت مثل تلك اللوحة البديعة والفريدة في صفحة التاريخ المعاصر، وحفرت المشاهد الأسطورية الّتي هي غريبة في أفكار وأعين الناس هذه الأيّام، في واقع حياة هذا الجيل من شعب إيران. له الحمد حمد الحامدين وأبد الآبدين. إنّ أغلب الفضائل الّتي زيّنت تاريخ الإنسان وحسّنته، والتي أصبحت المشعل والدليل لأبناء البشر، هي نتاج لحظة مثمرة من حياة إنسان أو عدّة أناس, الصبر، والزهد، والإباء، والتسامح، والشجاعة، والصدق، والإيثار.. والفضائل الإنسانية كافّة الّتي نراها في مصيره، هي من هذا القبيل، هناك الآلاف من اللحظات المثمرة مكنونة في كلّ يوم وليلة من ملحمة

السنوات الثمانية للدفاع المقدّس، وإنّ كلّ من ينظر إليها بنظرة فنّية، ويكتبها ويخلّدها بأسلوب بارع، وقبل ذلك كله، يصل إلى جميع هذه الأمور بالتوفيق الإلهي، فإنّه يضيء مشعل سالكي المعراج الإنساني، وهذا الكتاب ومؤلّفه من هذه المجموعة.

26/1/1992م.

 

 

 

عاش كميل[148]

 

تأليف: محسن مطلق

يستشمّ من هذا الكتاب عطر الإخلاص، وكم هو جميل أن تكون رواية المشاهد المفعمة بالإخلاص والإيثار، منطلقة أيضاً من الإخلاص، غالباً ما أخفى الكاتب ـ تواضعاً ـ نفسه خلف أصحابه الشهداء، هنيئاً لهؤلاء الشباب النورانيّين، الّذين استفادوا أيّما استفادة في واحدة من أكثر الفرص الإلهية في التاريخ، استثنائيةً، ووصلوا بفضل الإرادة والإيمان والتضحية إلى المدارج الإنسانية العالية. هذا الكتاب أيضاً، بسبب عذوبة لغة روايته، والفكاهة الّتي أضفت ظرافة على مواضع كثيرة منه، هو أجدر بالقراءة من بعض الذكريات المكتوبة الأخرى. ويجب ترجمته.

3/2/1992م.

الفرقة83 [149]

 

إعداد: السيّد محمّد علي ديباجي

سُجّل في هذا الكتاب عرض لذكريات الشباب المجاهدين من طلبة العلوم الدينية، والّذي يحتوي ضمناً، بياناً مقتضباً أيضاً، لبعض مجاهداتهم الطاهرة، بأسلوب وتحرير بليغين. إنّها لطريقة مستحدثة، بحيث يروي أحدهم والآخر يقرّر. إن تمّ إنضاج هذا القلم فسوف يصبح أكثر بلاغة، لقد كنت محظوظاً جدّاً بقراءة هذا الكتاب، ذلك أنّ عالماً دينيّاً ـ في هذا الكتاب ـ يعطي دروساً في الدين والمعرفة في أخطر الأماكن، ويشارك الناس في اختبارات الحياة الصعبة، هؤلاء الطلبة ذوو الروحية الطيّبة، إن طووا مراتب التحصيل العلمي، سوف يصبحون قادةً بارزين في الثورة والجمهورية الإسلامية، وعلماء حاملين للواء الدين الباني للحياة.. لا شكّ أنّ الحوزة العلمية تفخر بتربية هكذا علماء، وتشعر بالرضا من أداء وظيفتها التاريخية تلك، والتي كانت دوماً موفّقة بها بحمد الله تعالى.

إنّها لمصادفة ملفتة أنّني وُفّقت لمطالعة هذا الكتاب في ذكرى 15 من شعبان، ومن بعد أن ذهبت إلى قم للزيارة

رفيق الصاعقة[150]

 

تأليف: حسين بهزاد، وگل علي بابائي

هذا الكتاب مصدرٌ غنيّ جدّاً وقيّم، إذ يمكن أن يُستخرج منه مئات الكتب والأفلام والسِّيَر. اللحظات والحالات المسجّلة في فصول هذا الكتاب، هي تلك الروائع المحيّرة الّتي ظهرت من مجموعها لوحة عمليات فاخرة وعظيمة أمثال الفتح المبين وبيت المقدس. وهي تظهر أفضل فنون الجهاد والإيثار والشجاعة والابتكار في مجموعة معرض فنون الثورة الإسلامية الّذي لا مثيل له.

هؤلاء الرجال العظام الّذين تمرّ أسماؤهم على ألسنتنا وقلوبنا الغافلة بسهولة كبرى، هم من سنخ إخوان الصفا وفرسان الهيجا الّذين خاطبهم سيد الشهداء سلام الله عليه بتعظيم وحرقة ومحبّة، وكان مغتمّاً لفراقهم، سلام الله وعباده المنتجبين وملائكته ورسله على أرواحهم الطاهرة.

في أيّام وليالٍ من شهري تشرين أول وتشرين الثاني لعام 2007م، تمّت مطالعة وقراءة هذا الكتاب صفحة صفحة، وسطراً سطراً.

 

حرب الحفاة[151]

 

تأليف: رحيم مخدومي

هذا انعكاس لعذابات الناس الحفاة، والّذي يبدو مقارنةً مع تضحياتهم، منغّصاً للروح ومُرّاً وغير مقبول، وعندما تشهد الروح اللطيفة والحسّاسة

هذين الأمرين، بل عندما تعايشهما، فإنّها ترويهما بلغة لها عين تلك المرارة، وبالطبع إنّ جماح خيال أهل الفنّ يسبق الواقع دوماً، وفي جميع الميادين. في روايات أُخر عن هذه الجبهة نفسها، .. وفي مقابل العدو نفسه، هناك شيء أهمّ من الجميع وأحلى، وهو التواضع وعدم استعظام المرء لعمله في مقابل أعمال الآخرين، الّذين يكونون ـ أحياناً ـ في جبهات أخرى، ولكنّهم يجاهدون في مقابل ذلك العدوّ نفسه، وعشقاً لذلك الإله نفسه، حتّى لو كان الخطر ليس ذاته في جميع الميادين، وعدم اعتبار الأشخاص الّذين لم ينهلوا من فيض تلك الجبهة، من أهل الدنيا والمنشغلين بتعلّقاتها… وهذه هي صفات المخلصين والأتقياء.

ليلة الجمعة 28/2/1992م.

 

 

سفر إلى القبلة[152]

 

تأليف: هدايت الله بهبودي

غمرني هذا الكتاب ثانية بالشوق والحسرة لزيارة بيت الله وحرم رسوله، حماس وحالٌ واشتياق ليس فيها من أملٍ. حتّى أذكر أنّي ـ منذ سنيّ الشباب البعيدة ـ لم أُرح قلبي أبداً من نار هذا الاشتياق. لكن حتّى في عهد القمع الحالك، حيث كان كلّ عالم دين أهل أو غير أهل، عن رغبة أو حتّى من قبيل التشبّع، يستطيع أن يسلك طريق الحجّ.. ولم أكن أستطيع! أو من الأفضل القول: لم يكن صاحب أيّ حملة يستطيع أو يتجرّأ أن يضع اسمي في لائحة حجّاجه، خوفاً من السافاك، فكيف بي كمرشد ديني للحملة.. نعم، فحتّى

في تلك المرحلة الصعبة أيضاً، لم يخلُ قلبي من أمل زيارة الكعبة وتقبيل آثار أقدام الرسول، في مكّة والمدينة.. إنّه وإن تحقّق هذا الأمل من خلال الحج الّذي قُسم لي لمدة عشرة أيّام سنة 79م بفضل الشهيد محلاّتي، إلاّ أنّ نيران هذا الشوق ازدادت تأجّجاً وأصبحت أكثر إيلاماً.. في فترة رئاستي للجمهورية، كانت عيون آمالي منصبّة على ما بعد تلك الفترة.. لكن اليوم..؟ اضطراب وشوق لا قرار لهما، وأملٌ قارب الفناء.. العزاء الوحيد هو قراءة مثل كتب أدب الرحلات هذه أو سماعها، الّذي هو بحدّ ذاته، مؤجّج للشوق من جديد. هذا الكتاب عذب، موجز، قد كُتب بروحية وبمهارة.

زيارة مقبولة, عزيزي المؤلّف، زيارة مقبولة..

29/2/1992م.

تلال شقائق النعمان[153]

 

تأليف: حجّت إيرواني، الشهيد السيّد محمّد رضا فيض، غلام رضا نباتي

القصّة الأخيرة من هذا الكتاب، أي تلال الشقائق الحمراء، أجمل وأكثر دقّة من باقي القصص. مقالة الشهيد أيضاً، الّتي سُمّيت الشروق من جديد، يُستشمّ منها عطر الشهادة والإخلاص.. في مقالة حجّت إيرواني فصّلت جيّداً الجهود المريرة والتحمّل لأوامر قوّات الرصد.

إلهي! أعطِ هؤلاء الشباب الطاهرين أفضل ما تعطيه أولياءك الصالحين.. وأنلنا نحن أيضاً نصيباً من ذلك العشق والإخلاص.

4/3/1992م.

خطوة خطوة نحو المطر[154]

 

تأليف: مرتضى سرهنگي، هدايت الله بهبودي

كلا هذين المؤلَّفين معبّرٌ، محرقٌ للقلب، موجعٌ، وبارع، سلمت يدا هذين العزيزين اللذين يرويان أوجاع غربة مدينة ـ بل شعبٍ ـ بمثل هذا العطف والحرقة. والتاريخ الآتي سوف لن يثني فقط على مدينة خرّمشهر وشبابها وآبائها وأمّهاتها المقاومين، بل على تلك القلوب والضمائر اليقظة والباحثة عن الحقيقة والناطقة بالحق أيضاً، والتي لم ترضَ لقصّة جهاديّة بمثل هذه العظمة، أن تضيع في مطاوي الثرثرات وخزعبلات الدهر.

سلام على أمثال بهبودي!

سلام على أمثال سرهنگي!

الثالث من شهر رمضان 1412، 8/3/1992م.

تأليف: داود أميريان[155]

هذا الكتاب الجميل والبسيط، يشرح حياة وأحاسيس ومواقف “التعبويّ” جيّداً. المؤلّف الّذي هو نفسه تعبويّ، بما تحمله هذه الكلمة من معنى ثقافي، .. ومع أنّه شابّ في مقتبل العمر، إلاّ أنّه يكتب ويفكّر بطريقة أكثر نضجاً من سنّه. وباختصار، إنّه واحد من الكتب الجيّدة جدّاً في مجموعة الذكريات.

10/3/1992م.

تأليف: الشهيد مشكوري، عباس پاسيار، ولي صابري، حميد حسيني[156]

لقد أمضيت عدّة ساعات من أيّام وليالي شهر رمضان المبارك في قراءة هذه الذكريات. على الرغم من أنّهم أناس مختلفون، وآتون من أمكنة وخلفيات مختلفة، ومن أزمنة مختلفة، وقد رووا جميعاً وكتبوا من دون معرفة لهم بعضهم ببعض، إلاّ أنّ نتيجة هذه الذكريات جاءت واحدة: الكلّ يخبر عن عظمة واقعة سنوات الدفاع المقدّس الثمانية، والتحوّل العجيب الّذي أحدثته في قلوب ونفوس وأفكار وأعمال شباب هذا البلد، ويشير ـ تقريباًـ إلى الأبعاد اللامتناهية لمعجزة التاريخ الإلهية هذه.. واحسرتاه على تلك الأيّام الّتي لا تُنسى، واحسرتاه على تلك الوقائع الإعجازية، واحسرتاه على تلك التجربة المفيدة والأنفس الطاهرة الّتي صنعتها.. واحسرتاه على نبع الرحمة والفضل الإلهي ذاك، الّذي شرب منه أناس أذكياء وفطنون.. هنيئاً لهم، واحسرتاه على النفوس المحرومة الّتي لم يُقسم لها الانتفاع من ذاك اللطف اللامتناهي.

أولئك الّذين انتفعوا، إنّما نالوا هذه النعمة بالتجاوز والمجاهدة وانتهاز الفرص ـ وبالطبع بتوفيق الحق ـ .. ونحن, ألا يجدر بنا من خلال الذكاء والفطنة أن نتعرّف على منبع الرحمة ذاك ـ الّذي يكون كلّ حين بشكل ما وبمجرىً ما ـ والّذي لا انقطاع له، وأن نستجلب التوفيق الإلهيّ ونروي أنفسنا منه من خلال التجاوز والمجاهدة؟.. إنّ الأكثر عطراً ومعنويّة والأشدّ تأثيراً من

بين هذه المؤلَّفات، هو ما كتبه الشهيد. أمّا ما كتبه “ولي صابري” فهو الأجمل والأكثر مهارة.

13/3/1992م.

 

 

ذكرى الأصحاب[157] (من معراج العائدين)

 

تأليف: حميد داوود آبادي

يموج هذا المؤلَّف بالصدق والصفاء العارم. فغالباً ما غيّب الكاتب دوره، وبرّز ذكرى رفاقه الشهداء. تنعكس هنا روحية التعبويّ تقريباً، بجميع جوانبها، فيمكن الفهم عندها كيف أنّ شباباً في أتون الحرب المستعرة، كانوا يتحوّلون إلى جواهر متلألئة… سؤالي لنفسي هو: كم سيتمكّن الّذين رجعوا من معراجهم من حفظ تلك الحال والهيام بعد الرجوع من السفر “من الحقّ إلى الخلق”، أو حتّى استحضارها جيّداً؟ وماذا قدّمنا نحن في سبيل هذا الهدف السامي؟ وماذا فعلنا؟ بالطبع، إنّ قصوري أو تقصيري وتقصير مَن هم أمثالي، لا يمكن أن يرفع هذا التكليف الشاقّ عن أولئك الّذين أتمّ الله حجّته عليهم. هذا الكتاب، من خلال الروح المرحة والأدب الساخر المنتشر في جميع فصوله، والّذي أضفى عليه حلاوةً وجاذبيّة خاصّة، هو أكثر كتب الجبهة إلفاتاً وجاذبيّة. طالعته في الليالي والأيّام المؤدّية إلى العشرين من شهر رمضان 1412

(25/3/1992م).

كتف الساتر الترابيّ الجريح[158]

 

تأليف: سباح پيري

كلّما اقتربنا من نهاية الكتاب، نشعر أكثر بروح الإخلاص والصفاء الحافل بهما. إنّني أتحسّر على نفسي، وأغبط هؤلاء الشباب الشجعان والمؤمنين والمضحّين، الّذين نالوا في عمر، هو أقلّ من نصف أعمارنا، مقامات يشعر أمثالي عند قراءة تفاصيلها بالعروج المعنوي.. عسى أن يتمكّنوا على امتداد الزمان، من حفظ ما نالوه في معراج الجهاد والفداء جيّداً.. هذا الكتاب إبداعيّ ويحتوي أيضاً نثراً محكماً ممّا يزيد من قيمته. الميزة الهامّة في هذا الكتاب أنّه يحكي عن أحوال المسعفين. كان من اللازم جدّاً ولا يزال، على الجبهويّين اللوجستيّين ـ أمثال: عمّال الإنشاءات، والمسعفين، والسائقين، والطبّاخين، والعاملين على التجهيز والتموين، الّذين لكلّ منهم عالمه الخاصّّ، ولم تكن تضحيات بعضهم لتقلّ خطراً عن المجاهدين في الخطوط الأمامية للجبهة، بل كانت حتّى أشدّ خطراً (كحَفَرة الخنادق، وواضعي السواتر الترابية) ـ أن يكتبوا سِيرهم، أو يرووا هم، ويكتب شخص آخر. وبالجملة، ينبغي شكر هذا الشاب العزيز والناشرين.

26/3/1992م الموافق لـ 21 رمضان المبارك 1412.

السفر إلى مدينة الزيتون[159]

بمسعى: جواد جزّيني

لم أستطع أن أكمل حتّى الجزء الأوّل من هذا الكتاب. فما أن قرأت ما جرى مع كميل، وقصّة ذلك القلب الصغير المثقلة بالغمّ، حتّى فقدت قدرتي على التحمّل.. لقد كان الوضع مختلفاً عمّا هو في تقارير الجبهة، لكم من الدقائق تبلّل الوجه بالدموع أمام تلك الصور الدامية.. لكنّ غمّ وقائع الشهادة يحمل في نفسه حرقة ولوعة عذبة، تماماً كالغمّ في مجريات العشق.. فليس فيه شعور بالخسران، وكل ما يحدث فهو جميل وحسن.. إنّه لأمر غريب حقاً.. لا ارتباط له بالموت والفناء والخراب.. تبارك الله، ما أبدع سبيله، وأحلى التسرّع إليه!..

18/6/1992م.

مرج الشقائق[160]

 

تأليف: محمّد رضا بايرامي

..السبك الفنّي والقلم الجميل لهذا الكاتب قدّم معونة تستحقّ الثناء، في إضفاء الرونق على الحوادث والوقائع الّتي جرت في خطوط الجيش.. بالطبع إنّ الفجوة بين هذا وبين ما نعلمه وقرأناه عن التعبئة، عميقة جدّاً. هنا يمكن أن نرى وضع وحدات الجيش بنحو جيّد. قرأت الكتاب دفعةً واحدةً يوم الجمعة.

6/4/1992م.

الجبين الزجاجي[161]

 

تأليف: محمّد طيّب

تمّت مطالعته في 8/2/1991م.

واحدة أو إثنتان من مؤلّفاته جيّدةٌ جدّاً، والكلّ إجمالاً من الآثار الجيّدة.

تقرير لتحقيق[162] (مع ضابط بعثي وقع في الأسر)

 

تأليف: مرتضى بشيري

هو أثرٌ جذّاب، مبتكَر ونموذجيّ أيضاً. تصويره للطبيعة، وأحداث الحرب..!

أنهيت قراءته يوم السبت في 23 من شهر شباط عام 1991م في لحظات من الأرق الناتج عن الاستياء.

الميدالية والإجازة[163] (إحدى عشر خاطرة لأسير بعثي)

 

بمسعى: هدايت اللّه بهبودي

إنّها من أجمل وأقوى مذكّرات الحرب، فكلّاً من المتن والترجمة قوي.

10/12/1991م.

اجتياز آخر ساتر ترابي[164]

 

تأليف: د. أحمد عبد الرحمن

ترجمة: محمّد حسين زوّار الكعبة

تمّت مطالعة هذا الكتاب ليلة الثلاثاء 10/12/1991م. حبّذا لو يترجم كلّه أو بعضه، إلى اللغات الأجنبية، وينشر في هوامش صحفهم.

 

حرب الشوارع[165]

 

تأليف: السيّد نظام مولا هويزة

أنهيت مطالعته في رجب 1412هـ

مذكّرات خرمشهر[166] (مذكّرات ورسائل الشهيد مرادي)

بمساعي: مكتب أدب وفن المقاومة

تغمّد الله هذا الشهيد العزيز برحمته حيث كان يستحضر- متألماً – النقاط السلبية لعام 1985.

29/1/1992م.

مذكرات لم تكتمل[167]

تأليف: كمال سپاهي، الشهيد علي سمندريان، هدايت الله بهبودي، أصغر آب خضر، والشهيد محمّد شكري

أنهيت مطالعته ليلة الخميس، 27/2/1992م، شعبان1412هـ.ق

الفرقة الثالثة[168]

 

تأليف: د. مجتبى الحسيني

ترجمة: محمّد حسين زوّار الكعبة

طالعت هذا الكتاب في شهر تشرين الأوّل سنة 1991م.

 

الرحلة رقم22 [169] (ذكريات عصام عبد الوهاب الزبيدي)

 

ترجمة: محمّد حسين زوّار الكعبة

 

تمّت مطالعته في 17/6/1992م.

 

6

 

نماذج بخطّ

الإمام السيد علي خامنئي دام ظله


 

ملحق:

كلمة الدكتور غلام علي حداد عادل

 

(رئيس مجلس الشورى السابق، ومستشار الإمام الخامنئي دام ظله )

القائد والكتاب علاقة وطيدة

 

برواية الدكتور غلام علي حداد عادل

إن إحدى الخصائص الّتي تميّز القائد في مطالعة الكتب، هي مطالعته الفعّالة، بمعنى أنّ القائد عند مطالعته لكتاب ما، يدوّن بعض الأفكار في حاشيته.

بداية أودّ القول إنّنا لم يسبق أن جلسنا مع سماحة آية الله الخامنئي وتحدّثنا بشكل مستقلّ حول مكتبته ومجال مطالعاته, لأنّ هذا الموضوع يرتبط بنحوٍ ما بحياة القائد الشخصيّة. غالباً ما تكون القضايا المهمّة والأساسيّة في البلد ـ والمرتبطة بالثقافة والسياسة والمتابعات ـ كثيرة عندما نلتقي به، بحيث لا يبدو مناسباً بعدها الأخذ من وقته للحديث عن مكتبته بشكل خاصّ. وعليه، فما أقوله مستند إلى استنتاجات جمعتها في ذهني خلال سنوات طوال، أي 30 سنة من الأنس والمعرفة به.

 

المجال الواسع

النقطة الأولى هي أنّ المجالات الّتي يهتمّ القائد بالمطالعة فيها ليست جدّ رسميّة ومتطابقة مع المطالعات المعهودة بين رجال الدِّين، فرجال الدِّين يهتمّون بالمطالعة في مجال خاصّ حسب ما يقتضيه جوّ الحوزة من دراسة وبحث.

وهكذا الأمر بالنسبة للمتخصّصين في المجالات الأخرى، كالمهندسين،

والأطباء، و…. في النهاية كلّ شخص يهتم بالمطالعة في مجال اختصاصه. طبعاً، من الممكن أن يكون بين هذه الفئات أشخاصٌ لا يهتمون بالمطالعة، ولكن إذا أرادوا المطالعة، تجدهم يطالعون في مجال اختصاصهم. أمّا القائد، فإنّه إلى جانب مطالعاته المطلوبة في مجال دراسته وأبحاثه الّتي تستلزمها دراسته التقليديّة للفقه والأصول والمعارف الإسلاميّة، قد وضع نصب عينيه مجالاً واسعاً للمطالعة، و ذلك منذ بداية حياته, ومجال المطالعة الواسع هذا هو الجزء الأساس من مكتبته الشخصيّة.

يشتمل مجال المطالعة هذا على الأدب أوّلاً، فهذا قسم من مطالعاته. خاصّّة الشعر، والقائد أستاذ في فهم لطائف الشعر وظرائفه, وله إلمام بفنّ نقد الشعر، فقد كان منذ الشباب يشارك في مجالس قراءة الشعر ونقده. تلك الجلسات الّتي كان يديرها أدباء وشعراء من الطراز الأوّل في خراسان، وكبار السنّ المعروفون باهتمامهم بالأدب, فقد كان (سماحة آية الله العظمى) السيّد الخامنئي مرتبطاً بهذه المحافل الأدبيّة، وبالتالي من الطبيعي أن تعثر في مكتبته على الكثير من دواوين الشعر، القديم منها والحديث.

والقائد يتابع آخر أخبار عالم الشعر الفارسي، وهو يعرف أكثريّة الشباب الّذين تظهر فيهم القريحة والنبوغ الشعري. وهو يفتح لكلّ شاعر حساباً، ويحتفظ في ذهنه بما يتّصف به هذا الشاعر من حسنات ومعايب، ثمّ يصنّفه ضمن رتبة معينة في الأدب الفارسي.

المجال الثاني الّذي يطالع فيه القائد هو أدب القصص، الإيرانيّة منها والأجنبيّة, طويلة كانت أم قصيرة. لعلّه من غير المسبوق ومما قد لا تجد له نظيراً أن ترى مجتهداً ومرجعاً قد قرأ الأعمال الروائيّة الكبيرة من قبيل “الدون

الهادئ”[170] لشولوخوف، أو قرأ أعمال رومن رولان من قبيل “الروح الولهة[171]، وأن يكون لديه تقييم دقيق لها. ولا زال حتّى الآن يقرأ الروايات الأجنبيّة. وممّا يمتاز به القائد هو أنّه يدوّن بعض الملاحظات بشكل مختصر في نهاية الكتاب. وقد رأيت الكثير من الروايات الّتي كتب رأيه في نهايتها. في هذه الملاحظات نرى تحليل القائد(دام ظله) لهذه الروايات، وما هي الظروف الّتي كتبت فيها، وما هدف الكاتب من كتابتها، وما هي الطريقة الّتي عبّر بها لبلوغ مقصوده… فيكتب القائد هذه الأمور، ثمّ يصدر حكمه، هل أنّ العمل كان جيّداً أم لا، هل كان الكاتب ناجحاً أم لا؟

أما المجال الآخر الّذي يطالع فيه فهو أعمال المفكّرين المعاصرين, على الرغم من وجود طيف واسع من الفكر. وفي الواقع تعتبر معرفته الجيّدة بالتيّار الفكري المعاصر في إيران، وخاصة تيار ما قبل الثورة، إحدى مميّزاته. وقد قرأ أعمال رموز هذه الحقبة. ولعلّ أقربها للجو الديني ما كتبه (جلال) آل أحمد[172]. لقد كان القائد على معرفة شخصيّة بـآل أحمد، وبأعماله وأفكاره، ومدركاً تماماً لمنزلته في معترك الفكر وأسلوبه في النثر الفارسي. وكذلك الأمر بالنسبة للآخرين… فالسيّد القائد مطّلع على جيل المفكّرين المعاصرين الّذين يشكّلون إجمالاً كتّاب ومفكّري عصر المشروطة. وكمثال على ذلك، يهتمّ القائد بكتاب “قصة المفكّرين الأوائل”[173] بشكل خاصّ.

المجال الآخر الّذي يطالع فيه القائد هو التاريخ, وتاريخ إيران بشكل خاصّ. ولديه اهتمام بالغ بمطالعة تاريخ وسير الشخصيّات والشعوب، وهو

يستفيد منها استفادات خاصّة وجيّدة. ولدى القائد الخامنئي معرفة ملفتة للنظر، في الرجال والشخصيّات، والأشخاص المؤثّرين في التحوّلات المعاصرة، … أحياناً عندما أزوره، ونمرّ على ذكر شخصيّةٍ ما، نرى أنّه يعرفها جيّداً، وينسب معلوماته إلى كتاب كذا وكذا، من أنّ الكتاب الفلاني بحث الموضوع بهذه الطريقة، ونسب إلى فلان الأمور الكذائيّة.

ومن بين مجالات مطالعة قائد الثورة أيضاً، التاريخ الشفهي، خاصّة الآثار المنبثقة عن الثورة الإسلاميّة, سواء تلك الّتي تتحدّث عن الثورة أم عن الدفاع المقدّس أم… غيرها ومن بين الأعمال الّتي حازت على اهتمامه في هذا المجال، يمكن الإشارة إلى “خاطرات أحمد أحمد”[174] و”خاطرات عزت شاهي” وكتاب “همپاي صاعقه[175]، وكتاب “دسته ى يك”[176].

فضلاً عن مطالعة آخر الكتب في العلوم السياسيّة، يعتني القائد اعتناء خاصّاً بالكتب العلميّة والإسلاميّة، من مطالعات في السيرة والفلسفة، كما أنّه يقرأ المجلّات المتنوّعة، في مختلف المجالات العلميّة والثقافيّة والبحثيّة بجدّيّة واهتمام.

 

التسلية الفكريّة

من خصائص القائد في المطالعة، المداومة. بغضّ النظر عن المطالعة الّتي يقوم بها حول موضوعات البلد الرئيسيّة بحكم العمل، اعتاد القائد المطالعة

في الليل قبل النوم, مطالعة خفيفة غير مطالعته المكثّفة لتحضير درس بحث الخارج في الفقه، أو التحضير لإلقاء خطاب، المطالعة آخر الليل هي في الواقع عبارة عن ترويح وتسلية فكرية. طبعاً، مطالعة القائد تعتبر بالنسبة لنا مطالعة مكثّفة، وهذا ما لديّ ذكرى جميلة حوله.

 

خاطرة حلوة

طبع كتاب تحت عنوان “مهدوي نامه[177]، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات قُدّمت إلى أستاذنا الدكتور يحيى مهدوي. وبسبب مودّتي للدكتور مهدوي، أهديت نسخة من هذا الكتاب للقائد. وكان لي في هذا الكتاب مقالتان. إحداهما موضوعها التعريف بشخصيّة مهدوي، والأخرى علميّة حول فلسفة لايبنتز[178]. أمّا باقي المقالات فغالبيتها في مجال الفلسفة الغربيّة. وكنت قد اقترحت فيما مضى تأليف هكذا كتاب، وتابع الأٍساتذة وبعض الأصدقاء الموضوع، وبعد عدّة سنوات خرج هذا الكتاب من الطبع في ما يقرب من 500 صفحة. على كلّ حال، أعطيت القائد نسخة منه.

ثم لم تمض فترة طويلة حتّى التقيت بسماحته, ولعلّ ذلك كان بعد شهر تقريباً. فقال لي: “لقد قرأت الكتاب الّذي أعطيتني“. فبقيت متحيّراً كيف أنّ هذا الكتاب الّذي أُلّف باقتراح منّي، ويتضمّن مقالة من تأليفي، لم يسمح لي وقتي بقراءة أكثر من خمسه، أمّا القائد، فلا أعرف كيف قرأ هذا الكتاب مع كلّ ما لديه من التزامات، سيّما أنّ الكتاب ليس في إطار عمله, وهذا يدلّ على تمرّسه في المطالعة واهتمامه بالمجالات الفكريّة والثقافيّة المختلفة.

وهذا، كما قلت، غير ما ذكرت من مطالعاته الّتي يقوم بها باعتبار مسؤوليّته في النظام ومركزه كقائد ومرجع. فسماحته يطالع التقارير السياسيّة، وتقارير مقتطفات المجلّات الهامّة في العالم الّتي توضع بين يديه، أو الكتب الهامّة الّتي تدوّن في مجال القضايا السياسيّة العالميّة العامّة والثورة، والكتب الّتي تتّسم بجنبة استراتيجيّة, فهذه مجالات أخرى يطالع فيها سماحته وحسابها على حدة.

وعليه، فما يقرأه القائد متنوّع، وبالطبع كثير, وهو في نفس الوقت ينظّم هذه الأمور ضمن منظومة مدروسة، فهو لا يجلس ليطالع أيّ كتاب يحصل عليه، ويقرأ لمجرّد ملء وقت الفراغ!

من الأمور الّتي يمتاز بها القائد أيضاً بالنسبة للمطالعة، مطالعته الفعّالة. إذ أنّه يدوّن بعض الأفكار في حواشي الكتاب أثناء قراءته، وكان المرحوم الشهيد مطهري يتّبع نفس هذا الأسلوب، وحواشيه على ديوان حافظ هي إحدى نماذج هذا النوع من المطالعة.

وهكذا بعد أن يقرأ القائد كتاباً، يقوم مكتبه باستطلاع هذا الكتاب، ويدوّن ويضبط ما كتبه سماحته عليه. في إحدى المرّات ذهبت للقائه، فقلت: لقد قرأت مؤخراً كتابا اسمه “رسائل من لندن” لتقي زادة، إشراف ايرج افشار، وقد طبع منذ 15 سنة. إن هذا كتاب يستحقّ القراءة. ثم كنت قد حملت إليه كتابي، فأعطيته إياه وقلت فلتقرؤوه. فقال سماحته لي: “إذا أخذت كتابك لن أستطيع ردّه إليك، لأني سأكتب في حاشيته، وسيحتفظ المكتب به”. فقلت: “إقرأه، ولا مشكلة” وأعطيته الكتاب. وبعد مدة، لم يرجع الكتاب إليّ، لكنّه تلطّف وأرسل إليّ صور عن الصفحات الّتي كنت قد دوّنت عليها بعض الأمور. وأعتقد أنّ بعض حواشيه كانت إلى جانب حواشيَّ، وهي الآن في مكتبتي أحتفظ بها.

النسخة الثانية

كثيرٌ من الأشخاص الّذين يؤلّفون كتاباً، يرسلون نسخةً إلى سماحته. وأحياناً يكون هذا الكتاب، بحسب المعهود رسميّا، مصحوباً برسالةٍ إلى مكتب القائد يطلب فيها تسليمه إليه. كما يرسل أحياناً بعض الناشرين منشوراتهم إليه، سواءً في ذلك الناشرون الّذين يطبعون تلك الكتب على نفقة الدولة ويعتبرون جزءاً من الجهاز الثقافي العامل في البلد تحت إشراف القائد، فيرسلون هذه الكتب إلى سماحته كجزءٍ من جدول أعمالهم، أم الكتب الّتي يرسلها الناشرون لمحبّتهم للقائد، ولأنهم يريدون أن يطّلع القائد على طبيعة عملهم. ولا شكّ أنّ القائد على اطّلاع بما يعاني منه قطاع النشر من نواقص وعيوب، ولكنّه لا يتعامل مع هذا الموضوع بشكل مباشر.

هناك بعض الناشرين الّذين يرسلون إليّ نسختين، عندما يريدون أن يرسلوا إليّ كتاباً. وأنا أعلم أن الهدف من النسخة الثانية إيصالها إلى سماحته. يقول لي أحياناً، من أين علمت أنهم أرسلوها لي؟ فأقول: “لدي حدس قويّ يقرب من اليقين أنّهم يعرفون أنّي أزورك وهم أرسلوه من أجلكم”. في إحدى المرّات قال لي: “ممّا لا شكّ فيه أنّ هذه الكتب هي ملك لك. فاعتبر إذاً أنّ هذه الكتب هي لك، ثم أعطني إيّاها هدية”. فقلت: “حسناً، إذا كنتم تحتاطون إلى هذا الحدّ“. بعدها، عندما رأيت ذلك الناشر سألته: “لماذا أرسلتم نسختين من الكتاب الفلاني؟” فقال: “لتعطوا إحداها لسماحة القائد“، فقلت: “وهذا ما قلته له، ولكنّه مع ذلك بقي في شك”. فقال الناشر: “لا, متى ما أرسلت لكم نسختين، فهذا يعني أنّ الثانية هي لسماحته”.

من ضمن هؤلاء الناشرين، دار نشر “سخن[179] والسيّد علي أصغر علمي، الّذين يصدرون الأعمال الأدبية والتاريخيّة والفكريّة. كما أنّ هناك الكثيرين الّذين عندما يأتون لزيارتي، يطلبون منّي أن أعطي نسخةً من آخر أعمالهم للقائد. وأنا بدوري عندما أرتأي أنّ كتاباً ما يمكن أن يثير اهتمامه أو أن يكون له رأي فيه، أو يمكن أن يسعده نشره لسببٍ من الأسباب، أقوم بتسليمه إيّاه.

أمّا بالنسبة لكتبي، فعادةً ما آخذ رأيه قبل أن أطبعها. طبعاً، أنا لست بالكاتب المحترف، بحيث أنجز الكتب باستمرار، ولكنّي عرضت عليه خلال هذه السنوات، كلّ عملٍ أتممته. وكان يبدي رأيه إن كان هناك ما يقال. طبعاً، لم تكن هذه الآراء مكتوبة, بل كنت أجلس إليه، وأستمع إلى ما يقوله. وقد عرضت عليه ترجمةً للقرآن في فترة من الفترات. فذهبت إليه، وكان سماحته يحمل في يده بعض الملاحظات الّتي كان قد دوّنها حول جزءٍ من ترجمة القرآن هذه، وكان يقول في المورد تلو المورد، رأيي هنا كذا وكذا بينما أنا أقرّر ما يقوله. كنت قد بعثت إليه رسالة، أن أرجو منك أن تخصّصوا وقتاً ما، وتسمعونا رأيكم. وقد سمعت ودوّنت رأي سماحته بشكل متفرّق في ترجمة 20 جزءٍ من القرآن الكريم حتّى الآن.

على كلّ حال يمتلك القائد مكتبة كبيرة، تضمّ حوالي الثلاثين ألف مجلّد. الملفت أن أشخاصاً مثل المرحوم آية الله المرعشي النجفي كانت نيّتهم منذ البداية تأسيس مكتبة، أما مكتبة القائد فقد تكوّنت بطور طبيعي. يوجد قسم من هذه المكتبة في بيت سماحته. ويساعد أبناء القائد في إدارة هذه المكتبة بشكل جيّد.

يوجد في هذه المكتبة قسمٌ لحفظ جميع نسخ القرآن الّتي تصل إلى يد القائد من الداخل والخارج، فيضعونها هناك. وهكذا، فهناك مجموعة من المصاحف المتنوّعة، الّتي لعلّها تملأ خزانتين للكتب. والقائد يقرأ في هذه المصاحف واحداً بعد الآخر، وذلك مراعاةً لبعض الروايات الّتي تقول إنّ القرآن إذا وضع في البيت دون أن يقرأ فيه، فسيشكو إلى الله الإهمالَ يوم القيامة[180]، هذا ويعتبر التدبّر في القرآن أهم شيء عند قراءته.

 

القلب الّذي يسع الجميع

أحياناً يقوم بعض الأشخاص ممّن يعملون في مجال علم النفس وعلم السلوك بالتعرّف على شخصيّة الفرد إلى حدٍّ ما، ويحاولون عكس صورة عنها، وذلك من خلال بعض التصرّفات والعلائم السلوكيّة. وأنا إذا أردت أن أعكس صورة عن شخصيّة سماحة القائد من خلال مكتبته ومجال مطالعاته، فلا بد لي أن أقول:

إنّه رجل عالم و أديب، وشخصيّة قديرة في العالمين النظري والعملي، قد واءم بين العلم والعمل. الصورة الّتي في ذهني عن سماحته هي أنّه إنسان متحضّر مثقّف، وملتزم, فهو صاحب معتقدات يلتزم بها، ومجاهد في سبيل ما يؤمن به. لا يقف على الحياد في عالم صراع القيم مع الرذائل، واتجاهه واضح وشفّاف تماماً. قلّ ما تجد مثيلاً له في سعة الأفق، إذ إنّ سماحته صاحب رأي ونقد فيما يتعلّق بالشخصيّات والتيّارات المختلفة. أمّا الشيء الملحوظ عند سماحة السيّد القائد الخامنئي هو قوّة الإيمان والغيرة، وأمّا الشّيء الّذي يفتقده

القائد، فهو التعصّب وضيق الأفق. فهذان أمران خطيران للغاية، وينمّان عن الجهل.

ويعلم القائد الكثير حول إيران والعالم، ولديه اطّلاع على الشخصيّات وأفكارها، وسعة اطلاعه هذه، هي الّتي ترفده بنوع من الإنصاف والاعتدال قلّ نظيرهما. لدى القائد معرفة إجمالية بالأهميّة الّتي يحوزها كلّ مفكّر وتيّار، والمخزون الفكري والعلمي لدى الشخصيّات المختلفة. لذا ترى أن لكل واحد من هذه الشخصيّات والتيّارات نوع ارتباط وعلاقة به. تراه أحياناً يسرد لك بدقّة سيرة جدّ إحدى الشخصيّات المعروفة والحيّ الآن، وكيف أنّه بارع في الفنّ الفلاني. وعندما يتحدّث إلى نفس الشخصيّة يذكر له أنّي سمعت عن جدّك المحترم كذا أو رأيته، وأنه كان في النجف كذا، أو في مشهد… وهذا ما يخلق له منزلة في قلب كلّ شخص… بدءاً بالمفكّر والشاعر الحديث، أو الشاعر التقليدي إلى العالم الباحث بالخلايا الجذعيّة و… غيرهم، لا أحد منهم غريب لديه. لكلٍّ منهم في شخصيّة القائد ما يعجبه.

طُبع في إحدى المرّات كتابٌ لـ”مجتبى مينوي[181] تحت عنوان “مينوي وگستر? ادب فارسي“، وهو عبارة عن مقالاتٍ له جمعتها أخته ماه منير مينوي. كنت قد قرأت هذا الكتاب منذ عدّة سنوات، وجلبت منه نسخةً للقائد. وبما أنّي لا أعرف رأيه بـ مينوي وهل يعرفه أم لا، قلت له على مهل: “سيّدنا لا بأس بأن تلقوا نظرة على هذا الكتاب”, ولكن تبيّن لي أنّه يعرف مينوي معرفة تامّة، وله رأي إيجابيّ بعلمه وشخصيّته، وكان قد التقى به أيضاً. على أيّ حال، أخذ الكتاب مسروراً، وتحدّث قليلاً حول مينوي. مينوي من وفيّات عام 1356.

أستبعد أن يكون الآن في الحوزة ما يتجاوز عدد الأصابع ممّن يعرفون مينوي ولديهم فكرة واضحة عنه، ممّن هم من جيل القائد.

وهكذا، فالقائد يتمتّع بذهن غنيّ وأفق واسع حول المسائل والقضايا ببركة مطالعاته الدائمة الواسعة، وحضوره في المحافل الأدبيّة، والحماسة والحيوية الّتي رافقت كلّ نشاطاته وتحرّكاته الاجتماعية والسياسية, وهذا شيءٌ ثمين جدّاً لمن يريد قيادة بلد كبير، ذي تاريخٍ عريق، وله سابقة قديمة كإيران، ومع شعبٍ كهذا، مع ما يمتلكه من قابليّات، وحماسيّ، وصاحب ذوق، وغنيّ بالقوميّات المتعدّدة.

في قصيدة أنشدتها له، قلت:

لو أنّ شخصاً سألني عن علامة لك لقلت          بيته في بستان قلب عامر، يسع الجميع[182].

إذا أردنا أن نختار من بين الشخصيّات الثقافيّة والسياسيّة البارزة في تاريخ إيران، شخصيّة تشبه شخصية القائد، وهذا بالطبع ما يتطلّب إحاطة نسبية بتاريخ وثقافة إيران، ومعرفة صحيحة بالشخصيّات، فلعلّه يمكننا اختيار الخواجة رشيد الدين فضل الله الهمداني، وهذا بالطبع من بعض الجهات فقط لا جميعها, فهو لم يكن رئيساً للجمهوريّة، بل كان وزيراً، ولكن حين نقرأ في سيرته نرى أنّه في نفس الوقت الّذي كانت أمور البلد الهامّة موكلة إليه، كان وحيد عصره في الفضل والعلم. الخواجة نصير الدِّين الطوسيّ كذلك، هو من هذا النوع من الشخصيّات، حيث يعتبر في تاريخنا من بين رجالات السياسة

الّذين كانوا من أهل الثقافة، المشرفين على علوم عصرهم. طبعاً، يجب أن لا ننسى أنّ كلّ تشبيه يقرّب من جهة و يبعّد من الأخرى.

هذا بالنسبة لحياته الشخصيّة. أمّا من الناحية الرسميّة فهو يوصي المسؤولين دائماً بتقديم المكان والإمكانات المناسبة للمكتبات، كما يوصي المؤسّسات الثقافيّة باستمرار، أن يعملوا أكثر وبشكل أفضل، فيؤلّفوا الكتب ويقدّموها للنّاس، وذلك بما يتناسب مع طبيعة مهمّتهم. كما أنّ القائد يوصي الشعب بشراء الكتب أكثر، وقراءتها, الكتب الجيّدة والمفيدة طبعاً.

عندما أزوره مثلاً وأقول له: “أريد أن أبشّركم، هناك ناشر لديه برنامج عمل لتاريخ إيران، يريد أن ينشر مئتي كتاب، وقد صدر عنه حتّى الآن عشرون مجلّداً منها. ها هي..” فهذا يبعث السرور العارم فيه، فسماحة القائد السيّد الخامنئي يريد لإيران الإسلاميّة، أن يكون شعبها من العلماء ومن محبّي العلم، من القرّاء ومن أهل الفكر والثقافة. هذه هي أمنيته لهذا البلد ولهذا الشعب.

[1]  في لقاء له بالقيّمين على إحياء أسبوع الكتاب، 21/10/1996م.

[2] في رسالة بمناسبة ابتداء أسبوع الكتاب، 25/12/1993م

[3] في لقاء له بالقيّمين على إحياء أسبوع الكتاب، 21/10/1996م.

[4] في حوار له مع مراسل الإذاعة والتلفزيون بعد تفقّده لمعرض طهران الدولي السادس للكتاب، 11/5/1993م.

[5] في حوار له مع مراسل الإذاعة والتلفزيون بعد تفقّده لمعرض طهران الدولي السادس للكتاب، 16/5/1993م

[6] في لقاء له بالقيّمين على إحياء أسبوع الكتاب، 10/11/1997م.

[7] حزب توده: حزب الشعب, من الأحزاب الاشتراكية الّتي كانت ناشطة في إيران قبل انتصار الثورة.

[8] في لقاء له بمجمع الكتّاب المسلمين، 1/7/1992م.

[9]  في لقاء له بجمع من الشباب والناشئة والقيّمين على برنامج “نيمرخ” ملامح-التلفزيوني، 3/2/1998م.

[10] في لقاء له بجمع من الشباب والناشئة والقيّمين على برنامج “نيمرخ” ملامح- التلفزيوني، 3/2/1998م.

[11] في لقاء له بالعلماء ورجال الدين في منطقة قائن، 2/4/1987م.

[12] من كلام له في مؤتمر أئمّة الجمعة في محافظة طهران، 6/11/1984م.

[13] في لقاء له بأعضاء مجمّع الكتّاب المسلمين، 29/6/1992م.

[14] في لقاء له مع المثقّفين والفنّانين، 23/7/2001م.

[15] ميخائيل ألكساندر وفيتش شولوخوف ( 1905 -1984 ).

[16] ألكسي نيكولا يفيتش تولوستوي (1883-1945).

[17] ليو نيكولاو تولوستوي (1828 – 1910 ).

[18] في لقاء له بجمع من الفنّانين، 25/11/1991م.

[19] في لقاء له بالمدراء والمنتجين في المسلسل التلفزيوني “شاهد”، 3/1/1994م.

[20] في لقاء له بالقيّمين على إحياء أسبوع الكتاب، 22/10/2006م.

[21] في لقاء له بالمنتخبين في مراسم اختيار كتاب العامّ، 28/12/1993م.

[22]  في لقاء له بجمع من روّاد الجهاد والشهادة ورواة الذكريات في مكتب الأدب والفنّ المقاوم التابع للدائرة الفنيّة في منظمة الإعلام الإسلامي، 22/9/2005م.

[23]  (حوزة هنري) تضم مجموعة مؤسسات تعمل في حقل الكتابة والتأليف والنشر والإنتاج السينمائي، ومن ضمنها أدب الثورة والمقاومة، والكتابة التاريخية والروائية، وأنتجت آلاف العناوين من الكتب والأفلام والمجلات.

[24] في لقاء له بجمع من روّاد الجهاد والشهادة ورواة الذكريات في مكتب الأدب والفنّ المقاوم التابع للدائرة الفنيّة في منظمة الإعلام الإسلامي، 22/9/2005م.

[25] “فرما نده مَنْ” من الكتب التي عُرّبت حديثاً.

[26] في لقاء له بأعضاء مكتب الأدب والفنّ المقاوم التابع للدائرة الفنيّة في منظمة الإعلام الإسلامي، 16/7/1991م.

[27] في لقاء له بأعضاء مكتب الأدب والفنّ المقاوم التابع للدائرة الفنيّة في منظمة الإعلام الإسلامي، 16/7/1991م.

[28] خطوة خطوة نحو المطر (پا به پاي باران).

[29] في لقاء له بمجمع الكتّاب المسلمين، 29/6/1992م.

[30] في لقاء له بمجموعة أدب الحرب التابعة لمؤسّسة المستضعفين وجرحى الثورة الإسلامية، 17/10/1993م.

[31] مجلّة “سورة”، المجلّد الثامن، الطبعة الأولى، شهر شباط 1985م، ص37، مقالة ” الشعر العربي المعاصر (نزار قبّاني)” كتابة: السيّد حسن الحسيني.

[32] في لقاء له بمجمع الكتّاب المسلمين، 20/10/1991م.

[33] من الكتب المطلوبة في أنشطة المعارض وفعاليات الكتاب، وأكثرها مبيعاً. ترجم إلى 3 لغات أخرى، وأنتج من وحيه فيلمٌ. عُرِّب في لبنان وصدر عن جمعية المعارف ـ 2010م.

[34] في لقاء له بجمع من المخرجين والمسؤولين في السينما والتلفزيون، 29/10/1991م.

[35] (جشن حنابندان)، من العناوين المعدَّة للتعريب.

[36] (نجيب) من العناوين المعدة للتعريب.

[37] (زنده باد كميل) تمّ تعريبه وهو في طور الصدور.

[38] في لقاء له بأعضاء مكتب الأدب والفنّ المقاوم التابع للدائرة الفنية في منظمة الإعلام الإسلامي، 13/7/1992م.

[39] ميشال زفاكو(1860 ـ 1918).

[40] فيكتور هيغو(1802 ـ 1885).

[41] في لقاء له بجمع من الشباب والناشئة والقيّمين على برنامج “نيمرخ” التلفزيوني، 3/2/1998م.

[42] (زندگى خوب بود).

[43] ( آتش به اختيار).

[44] في لقاء له بأعضاء مكتب الأدب والفنّ المقاوم التابع للدائرة الفنية في منظمة الإعلام الإسلامي، 13/7/1992م.

[45]  (فرهنگ جبهه).

[46] في لقاء له بأعضاء مكتب تحقيق ونشر ثقافة الجبهة، 6/1/1992م.

[47] في لقاء له بوزير الثقافة والإرشاد الإسلامي ومسؤولي الوزارة، 25/11/1992م.

[48]  في لقاء له بالمدير التنفيذي والمسؤولين في مركز التربية الفكرية للأطفال والناشئة، 9/8/1997م.

[49] تقويم هجري شمسي-. يوافق 18 آب.

[50]  في لقاء له بطلاب جامعة طهران، 12/5/1998م.

[51] هاورد فاوست (1914 ـ 2000).

[52] في لقاء له بجمع من المنظّمات الطلابية في جامعات البلاد، 5/12/1996م.

[53] فرانتس فانون (1925 ـ 1961).

[54] في لقاء له بالشباب بمناسبة أسبوع الشابّ، 27/4/1998م.

[55] رومان رولان(1866 ـ 1944).

[56] أثناء تفقّده للغرف الفارسية في معرض طهران الدولي التاسع للكتاب، 12/8/1996م.

[57] جاين أوستين (1775 ـ 1817).

[58] ( pide and pejudice).

[59] أثناء تفقّده لمعرض طهران الدولي العاشر للكتاب، 4/5/1997م.

[60] (The quiet Don).

[61] في لقاء له بكتّاب وفنّاني اللجنة الفنّية في منظمة الإعلام الإسلامي، 23/5/1998م.

[62] من خطاب له في مراسم الذكرى الثالثة لتأسيس منظمة الإعلام الإسلامي، 23/6/1984م.

[63] – في لقاء له بالقيّمين على إحياء أسبوع الكتاب، 10/11/1997م.

[64] في لقاء له بأعضاء مجلس دراسة وانتخاب كتاب الدفاع المقدّس، 23/5/1994م.

[65] من خطاب له في جمع من طلاب جامعة طهران،12/5/1998م.

[66] في لقاء له بالقيّمين على إحياء أسبوع الكتاب،21/10/1996م.

[67] مراسم افتتاح معرض طهران الدولي الأوّل للكتاب، 5/11/1987م.

[68] في لقاء له بوزير الثقافة والإرشاد الإسلامي ومسؤولي الوزارة،25/11/1992م.

[69] رسالة بمناسبة ابتداء أسبوع الكتاب، 25/12/1993م.

[70] في لقاء له بأعضاء هيئة التحرير في مكتب نشر الثقافة الإسلامية، 8/5/1995م.

[71] في حوار له مع مراسل الإذاعة والتلفزيون الإيراني، بعد تفقّده لمعرض طهران الدولي السابع للكتاب، 10/5/1994م.

[72] في حوار له مع مراسل الإذاعة والتلفزيون الإيراني، بعد تفقّده لمعرض طهران الدولي الثالث للكتاب، 9/5/1990م.

[73] في حوار له مع مراسل الإذاعة والتلفزيون الإيراني، بعد تفقّده لمعرض طهران الدولي السابع للكتاب، 10/5/1994م.

[74] في لقاء له بالقيّمين على إحياء أسبوع الكتاب، 10/11/1997م.

[75] في لقاء له بمجمع ممثّلي طلاّب وفضلاء الحوزة العلمية في قم،28/11/1989م.

[76] من خطبة له في مراسم الدورة الخامسة لانتخاب كتاب العامّ، 8/2/1988م.

[77] في لقاء له بوزير الثقافة والإرشاد الإسلامي ومسؤولي الوزارة، 25/11/1992م.

[78] في لقاء له بأعضاء مكتب الأدب والفنّ المقاوم التابع للدائرة الفنّية في منظمة الإعلام الإسلامي، 13/7/1992.

[79] إميل زولا (1840 ـ 1902) Emile Zola.

[80] في لقاء له بوزير الثقافة والإرشاد الإسلامي ومسؤولي الوزارة، 25/11/1992م.

[81] في لقاء له بالمدير التنفيذي والمسؤولين في مركز التربية الفكرية للأطفال والناشئة، 27/7/1992م.

[82] في لقاء له بالمدير التنفيذي والمسؤولين في مركز التربية الفكرية للأطفال والناشئة، 9/11/1997م.

[83] في لقاء له بمجمع ممثّلي طلاّب وفضلاء الحوزة العلمية في قم، 28/11/1989م.

[84] من خطبة له في مراسم الذكرى السابعة لتأسيس منظمة الإعلام الإسلامي، 22/6/1988م.

[85] في لقاء له بأعضاء مكتب الأدب والفنّ المقاوم التابع للدائرة الفنّية في منظمة الإعلام الإسلامي، 13/7/1992م.

[86] في لقاء له بكتّاب وفناني المجمع الفنّي في منظمة الإعلام الإسلامي، 23/5/1998م.

[87] في لقاء له بكتّاب وفنّاني المجمع الفنّي في منظمة الإعلام الإسلامي، 23/5/1998م.

[88] من خطبة له في الذكرى السابعة لتأسيس منظمة الإعلام الإسلامي، 22/6/1988م.

[89] قصّة إنسانٍ واقعي، بقلم بوريس نيكلا يوفيتش، بوليفيا (1908م).

[90] في لقاء له بالمسؤولين الثقافيّين في مؤسّسة شهيد الثورة الإسلامية،24/5/1988م.

[91] في لقاء له بجمع من روّاد الجهاد والشهادة ورواة الذكريات في مكتب الأدب والفنّ المقاوم التابع للدائرة الفنّية في منظمة الإعلام الإسلامي، 22/9/2005م.

[92]  في لقاء له بأعضاء مكتب الأدب والفنّ المقاوم التابع للدائرة الفنّية في منظمة الإعلام الإسلامي،16/7/1991م.

[93] في لقاء له بأعضاء هيئة التحرير في مكتب نشر الثقافة الإسلامية، 8/5/1995م.

[94] في لقاء له بالمدير التنفيذي والمسؤولين في مركز التربية الفكرية للأطفال والناشئة، 9/11/1995م.

[95] في لقاء له بأعضاء مكتب الأدب والفنّ المقاوم التابع للدائرة الفنّية في منظمة الإعلام الإسلامي، 13/7/1992م.

[96]  في لقاء له بوزير الثقافة والإرشاد الإسلامي ومسؤولي الوزارة، 20/5/1996م.

[97] من خطبة له في الذكرى السابعة لتأسيس منظّمة الإعلام الإسلامي،22/6/19982م.

[98] في لقاء له بلجنة أدب الحرب التابعة لمؤسّسة المستضعفين وجرحى الثورة االإسلامية، 17/10/1993م.

[99] في لقاء له بلجنة أدب الحرب التابعة لمؤسّسة المستضعفين وجرحى الثورة االإسلامية، 17/10/1993م.

[100] في لقاء له بالمدير التنفيذي والمسؤولين في مركز التربية الفكرية للأطفال والناشئة، 9/8/1997م.

[101] في لقاء له بمسؤولي وأعضاء مؤسّسة الأبحاث الإسلامية التابعة للأستانة الرضوية المقدّسة، 5/4/1987م.

[102] في لقاء له بأعضاء مكتب الأدب والفنّ المقاوم التابع للمجمع الفني في منظمة الإعلام الإسلامي، 13/7/1992م.

[103] من خطبة له في المراسم الافتتاحية لمعرض طهران الدولي الأوّل للكتاب، 4/11/1987م.

[104] من خطبة له في المراسم الافتتاحية لمعرض طهران الدولي الأوّل للكتاب، 4/11/1987م.

[105] من كلام له أثناء لقائه بمسؤولي وأعضاء مؤسّسة الأبحاث الإسلامية التابعة للعتبة الرضوية المقدّسة،5/4/1987م.

[106]  من خطبة له في إحياء مراسم الذكرى السابعة لتأسيس منظمة الإعلام الإسلامي، 22/6/1988م.

[107] في لقاء له بمسؤولي منشورات حرس الثورة الإسلامية، 10/10/19985م.

[108] في لقاء له بمسؤولي الهيئة المنظمة لمعرض طهران الدولي الأوّل للكتاب، 9/9/1987م.

[109] من خطاب له في مراسم الذكرى السادسة عشر لتأسيس منظمة الإعلام الإسلامي، 16/6/1997م.

[110] في لقاء له بالقيّمين على إحياء أسبوع الكتاب، 21/10/1996م.

[111]  في حوار له مع مراسل الإذاعة والتلفزيون بعد تفقّده معرض طهران الدولي الثالث للكتاب، 9/5/1990م.

[112] في لقاء له بالمدير التنفيذي والمسؤولين في مركز التربية الفكرية للأطفال والناشئة، 13/5/1998م.

[113]  في لقاء له بوزير التعليم والتربية ومسؤولي الوزارة، 27/7/1998م.

[114] من كلام له في مراسم الدورة الخامسة لاختيار كتاب العامّ، 8/2/1988م.

[115] في لقاء له بالقيّمين على إحياء أسبوع الكتاب، 10/11/1997م.

[116] في حوار له مع مراسل الإذاعة والتلفزيون بعد تفقّده لمعرض طهران الدولي السابع للكتاب، 10/5/1994م.

[117] في لقاء له بأعضاء هيئة التحرير في مكتب نشر الثقافة الإسلامية،8/5/1995م.

[118]  في لقاء له بأعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافية، 12/12/1989م.

[119] في لقاء له بالمنتخبين في مراسم كتاب العامّ، 28/12/1993م.

[120]  في لقاء له بأعضاء مكتب الأدب والفنّ المقاوم التابع للدائرة الفنّية في منظمة الإعلام الإسلامي،13/7/1992م.

[121]   في لقاء له بالقيّمين على إحياء اسبوع الكتاب، 10/11/1997م.

[122]  المصدر نفسه.

[123]  في لقاء له بالقيّمين على إحياء اسبوع الكتاب، 10/11/1997م.

[124] في لقاء له بالمنتخبين في مراسم انتخاب كتاب العامّ،28/12/1993م.

[125] في لقاء له بوزير التعليم والتربية ومسؤولي الوزارة،23/12/1997م.

[126]  في حوار له مع مراسل الإذاعة والتلفزيون بعد تفقّده لمعرض طهران الدولي العاشر للكتاب، 4/5/1997م.

[127] آب كم جو تشنگي آور به دست تا بجوشد آبت أز بالا وپست.

[128] في لقاء له بالقيّمين على إحياء أسبوع الكتاب، 10/11/1997م.

[129]  في لقاء له بأعضاء هيئة التحرير في مكتب نشر الثقافة الإسلامية، 8/5/1995م.

[130] في حوار له مع مراسل الإذاعة والتلفزيون بعد تفقّده لمعرض طهران الدولي الثامن للكتاب، 16/5/1995م.

[131] في حوار له مع مراسل الإذاعة والتلفزيون بعد تفقّده لمعرض طهران الدولي الثالث للكتاب، 9/5/1990م.

[132] في حوار له مع مراسل الإذاعة والتلفزيون بعد تفقّده لمعرض طهران الدولي السادس للكتاب، 11/5/1993م.

[133] في لقاء له بالقيّمين على إحياء أسبوع الكتاب، 21/10/1996م.

[134]  من خطاب له في جمع من طلبة جامعة طهران، 12/5/1998م.

[135] من خطاب له في مراسم احتفال تكليف تلميذات ياسوج، 8/6/1994م.

[136] في حوار له مع مراسل الإذاعة والتلفزيون بعد تفقّده معرض طهران الدولي الثامن للكتاب،16/5/1995م.

[137]  أثناء تفقّد معرض طهران الدولي العاشر للكتاب، 4/5/1997م.

[138]  في لقاء له بالقيّمين على إحياء أسبوع الكتاب، 10/11/1997م.

[139] في لقاء له مع المنتخبين في مراسم اختيار كتاب العامّ، 28/12/1993م.

[140] في حوار له مع مراسل الإذاعة والتلفزيون بعد تفقّده معرض طهران الدولي الثامن للكتاب، 16/5/1995م.

[141] في حوار له مع مراسل الإذاعة والتلفزيون بعد تفقّده معرض طهران الدولي السادس للكتاب، 11/5/1993م.

[142] اردوگاه عنبر.

[143]  خط فكه.

[144]  نجيب.

[145] نوني صفر.

[146] فرماندة من.

[147] جشن حنابندان.

[148] زنده باد كميل.

[149] تيب 83.

[150] همپاي صاعقه.

[151] جنگ پا برهنه.

[152] سفر به قبله.

[153] تپه هاى لال? سرخ.

[154] پا به پاي باران.

[155] خدا حافظ كرخه.

[156] جدال در زيويه.

[157] ياد ياران. أو از معراج برگشتگان.

[158] شان? زخمى خاكريز.

[159] سفر به شهر زيتون.

[160] دشت شقايق ها.

[161] پيشاني شيشه اى.

[162] گزارش يك بازجويى.

[163] مدال ومرخصى.

[164] عبور از آخرين خاكريز.

[165] جنگ خيابانى.

[166] يادشت هاى خرمشهر.

[167] يادشت هاى ناتمام

[168] هنگ سوم

[169] پرواز شمار? 22.

[170] اسمها بالروسية والإنكليزية: Tikhiy Don (THXHN OH, literally “The quiet Don”).

[171] اسمها بالفرنسية والإنكليزية: L’Ame enchanté (The Enchanted Soul).

[172] جلال آل أحمد.

[173] ماجراي روشنفكران اوليه.

[174] خاطرات = مذكرات.

[175] تلفظ هكذا: ham paye saa’eghe، وتعني رديف أو مع الصاعقة أو Along with the thunde rbold، كتاب يتحدّث عن مجريات مرحلة من معارك الحرب المفروضة (إيران ـ العراق) ـ عمليات “فتح المبين” و”بيت المقدس”.

[176] اسم الكتاب: Dasteye yek، “المجموعة الأولى” كتاب مذكّرات يتحدّث حول معارك جادة الفاو ـ أم القصر، من معارك الحرب المفروضة.

[177] الرسالة المهدويّة، نسبة إلى اسم الأستاذ الّذي قدّم الكتاب له.

[178] غوتفريد فيلهيلم من لايبنتز.

[179] تلفظ: Sokhan، وتعني بالفارسية، الكلام، ويظهر الانصراف منها إلى الكلام الأدبي خاصّة.

[180] عن أبي عبد الله عليه السلام قال: “ثلاثة يشكون إلى الله عزَّ وجلَّ: مسجد خراب لا يصلي فيه أهله، وعالم بين جهال، ومصحف مغلق قد وقع عليه الغبار لا يقرأ فيه”. وسائل الشيعة، ج4، ص855، ب20، ح2، والكافي، ج2، ص613، ح3.

[181] مجتبى مينوي (1977 ـ 1904)، أديب ومؤرّخ وكاتب إيرانيّ مشهور.

[182] كركسي از من نشاني از تو جويد كويمش خانه اي در كوچه باغ دل، پذيراي همه.

شاهد أيضاً

محاولات هدم قبور الصالحين في التاريخ

‏‪ *محاولة نبش قبر امنة بنت وهب (رضوان الله تعالى عليها)*  *قال الحافظ ابن عقيل ...