إنّ الكلمة الطيبة في نظر الإسلام _كائن حي مؤثر _ ولذلك كان حَريّا بنا أن نكثر التنبيه إلى أهميتها والتنويه بها, لأنها الكلمة التي بها تفتح القلوب للتلقي والآذان للسماع, والجوارح للعمل بها, ولن يكون كذلك إلاّ إذا كنت رقيقاً وأنت تقولها: { إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه }[1] .
فليس المهم إيصال الحقيقة إلى الناس بأي نحو من الأنحاء, وإنما الأهم هو الأسلوب والطريقة التي توصل بها تلك الحقيقة فإذا كان الرسول يقول: (زيّنوا القرآن بأصواتكم ), لكي يتشوق إليه السامع فينجذب إليه فيؤثر فيه . فما بالك بكلام البشر . كلام الداعية ألا يحتاج إلى أن يُزيّن؟
{ ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء }[2]
إن النصح علاج مُرٌّ, فليصحبه شيء من حلو الكلام؛ فلنكن من الذين يعملون الحق ويرحمون الخلق.
إن الرفق هو القنطرة بين الداعي والمدعو.
ولكي نؤلف القلوب _ بتوفيق الله _ يجب أن نراعي أموراً منها:
أولاً : شعور المدعو أنك تدعوه إلى مبدءٍ لا إلى نفع شخصي.
ثانياً : شعور المدعو بأنك حريص عليه تُحب له الخير.
ثالثاً : عدم تعنيفه ولو بالكلمة مع الرفق به.
رابعاً : أن تدنيه منك وتلاطفه وتهش في وجهه ولا تتبع عيوبه.
خامساً : أن تعطيه وجهك حين التحدث إليه, ولا تقاطعه, ولا تستهزئ بقوله.
سادساً : أن تحاوره دون التعالي عليه وتنزل منزلته.
سابعاً : أن تتستر عليه بالموعظة ولا تكاشفه بين الناس.
ثامناً : إعطاؤه بعض الهدايا والعطايا تأليفاً لقلبه.
تاسعاً : أن تستشير همّته بما يفتح قلبه للحق مع مداراة سفهه إن كان سفيهاً.
عاشراً : أن تتجنب معه الخلافات الفقهية وتترك المـراء والجدل المذموم.[3]
نداء الأحمد – الحجاز