الشهيد جبار علي ماهود العتبي ولد عام1959م في مدينة الكوت — محلة الهورة، في أسرة محبة لأهل البيتعليهمالسلام غذته الإيمان والصراحة وقول الحق وحب الإسلام، فكان مؤمنا ملتزما بصلاته وصيامه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر كلما سنحت له الفرصة بذلك.
أنهى دراسته الابتدائية والمتوسطة وإعدادية التجارة في مدينته للعام الدراسي80-1981م. امتاز بنشاطه وتفانيه من أجل دينه، ومما قام به توزيع المنشورات الإسلامية التي تندد بالسلطة وتفضح مخططاتها الخبيثة.
مُلىء قلبه فرحا بانتصار الثورة الإسلامية في إيران وحبّا لقائدها الإمام الخميني رضواناللهتعالىعليه. استدعي للخدمة في الجيش الذي ساقه صدام لحرب الجمهورية الإسلامية، لكنه سرعان ما تركه رافضا أن يكون أداة بيد البعثيين البغاة، لهذا اعتقل وأودع السجن لمدة ستة أشهر، ثم أعيد بعدها قسرا إلى الجبهة ولكنه اتخذ قرارا سريعا بالهجرة إلى إيران عن طريق الحدود الجنوبية يوم1/10/1982م، فترك جبهة الباطل والتحق بجبهة الحق.
حمل سلاحه بوجه طاغية زمانه صدام المجرم، فالتحق بإخوته المجاهدين ضمن الدورة الثالثة لقوات بدر بتاريخ27/7/1983م، فكان من منتسبي سرية الهجرة( ). عُرف عنه السَّكينة والوقار، فكان إذا مشى على الأرض مشى هونا، الناس منه في راحة ونفسه منه في عناء.
ما سمع بخير إلا كان سباقا له، كان رحمهالله حريصا على سلاحه، يديمه يوميا ويقول هذا سلاح الحجة المهدي عجّلاللهفرجهالشريف إياڪم أن تهملوه…يبدأ واجبه بذكر الله وينهيه بالتسبيح والتهليل، كان صادقا إلى أبعد الحدود تقيا يتحرز من الحرام.
بعد انتهاء تدريبات دورته، اشترك معها في أول واجب كلفت به، فعُرف بينهم بفدائه وتضحيته فاختاره الله في غروب يوم12/1/1984م عندما خرج ليتوضأ قرب موضعه وأثناء وضوئه سقطت قذيفة فأستشهد على أثرها مخضبا بدمه الزكي فأڪمل وضوءه بدم الشهادة ليصلي صلاة العاشقين مع إمامه الحسين عليهالسلام.
من وصيته رحمهالله (أرجوا من الله سبحانه وتعالى أن يكرمني بالشهادة في سبيله، وأرجوا من أهلي أن يسيروا تحت راية ولاية الفقيه وان يكونوا قدوة حسنه للناس ولاتأخذهم في الله لومه لائم. وصيتي إلى إخواني المؤمنين والمجاهدين أن يتكاتفوا ويتحدوا ويبعدوا عنهم كل الأهواء وزينة الحياة).
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا