الرئيسية / فقه الولاية / فقه الأحزان

فقه الأحزان

الطعام في العزاء

جرت العادة في بعض الأعراف أن على أهل العزاء أن يعدوا الطعام لمن جاء لتعزيتهم, وهذه العادة كانت قبل الإسلام, أي قبل بعثة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله , ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام : “الأكل عند أهل المصيبة من عمل الجاهلية, والسنة البعث إليهم بالطعام” 38.

إذاً؛ ما هو المقصود من الإطعام في الشريعة الإسلامية الغراء؟

المقصود من الإطعام عند المصاب: تحضير الطعام لأهل الميت المنشغلين بتقبل العزاء والمواساة من الناس, حيث لا وقت

37- الشهيد الثاني- مسكن الفؤاد عند فقد الأحبّة والأولاد- ص 73

38- الشيخ الصدوق- من لا يحضره الفقيه -ج 1 ص 182


لديهم لتحضير الطعام, وهذا العمل هو من السنن التي سنها الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله ؛ فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: “لما قتل جعفر بن أبي طالب دخل رسول الله صلى الله عليه و آله على أسماء بنت عميس  إلى أن قال:  فقال: إجعلوا لأهل جعفر طعاماً فجرت السنة إلى اليوم”39 .

وفي رواية أخرى عن الإمام الصادق عليه السلام قال: “لما قتل جعفر بن أبي طالب أمر رسول الله صلى الله عليه و آله فاطمة عليها السلام أن تَأْتِيَ أسماء بنت عميس، هي ونساؤها وتقيم عندها وتصنع لها طعاماً ثلاثة أيام” 40.

بل إن بعض الروايات أكدت على أن الجيران، هم من يقومون بتحضير الطعام عن روح الميت، لا أهل العزاء، وروى أبو بصير عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: ” ينبغي لصاحب الجنازة أن لا يلبس رداء، وأن يكون في قميص حتى يعرف، وينبغي لجيرانه أن يطعموا عنه ثلاثة أيام” 41.

 39-الحرّ العامليّ – وسائل الشيعة – ج 3 ص 237

40-م . ن.ج 2 ص 889

41- الشيخ الصدوق- من لا يحضره الفقيه- ج 1 ص 174

شاهد أيضاً

فقه المسجد

 آداب المسجد تمهيد ﴿وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ﴾. حينما يكون ...