الوقت – ذكر محقق صهيوني في تقرير له نشره موقع (اسرائيل تايمز) بوجود اتفاقيات بين الارهابيين والكيان الصهيوني تنص على مساعدة القوات الاسرائيلية للارهابيين في معركة جرود عرسال ومغافلة قوات حزب الله وبهذه الطريقة تنتقم من الهزيمة التي تلقتها في عام 2006.
لكن خطة الصهاينة هذه بقيت حبرا على ورق ولم تنفذ وذلك بسبب تلقيهم تحذير شديد من حزب الله. ونقل هذا التحذير السفير الالماني في بيروت بعد لقاءه بأحد قيادات حزب الله.
وفي هذ اللقاء أكد القيادي في حزب الله انهم عازمون على اقتلاع جذور الارهاب من القلمون وجرود عرسال وأي تدخل من جانب “اسرائيل” لصالح الارهابيين سيكون بمثابة اعلام حرب على حزب الله. في هذه الرسالة التي نقلها هذا القيادي ذكر ان في حالة تطفل اسرائيل، سيفتح حزب الله جميع ابواب الحرب بوجه “اسرائيل” ولن يفوت على نفسه فرصة استهداف الكيان الإسرائيلي محذرا من ان “اسرائيل” ستدفع الثمن غاليا في حال اقترافها اي حماقة.
واضاف هذا المسؤول إن اقداماتنا ضد المجاميع الارهابية هي لتطهير اراضينا من دنسهم ولن نتردد ابدا في القيام بهذا الامر ولن يستطيع اي احد في العالم من منعنا على ذلك, كما نوه من مغبة تدخل “اسرائيل” في اعاقة عمليات حزب الله ضد الارهاب مضيفا ان على “اسرائيل” أن تتحمل عواقب غير متوقعة ولا تحمد عقباها في حال تعرضهم لحزب الله.
واكد القيادي في حزب الله ان “اسرئيل” تدرك جيداً النتائج التي اسفرت عنها حرب 2006 لكن المعادلة قد تغيرت كثيرا في صيف 2017 إذ ان كل كيلومتر في “اسرائيل” سوف لن يأمن من صواريخ حزب الله.
ومع تلقي السلطة الاسرائيلية هذه الرسالة كان من المؤكد منهم اتخاذهم قرارات بالإجماع ترمي الى انهاء دعم جبهة تحرير الشام في جرود عرسال. بالطبع ان هذه ليست المرة الاولى التي يأخذ فيها الكيان الصيهوني تحذيرات مسؤولي المقاومة على محمل الجد.
ففي السنة الماضية وبعد تحذيرات امين عام حزب الله اللبناني اضطر الصهاينة رغما عنهم من ازالة خزانات غاز امونيا حيفا ونقلها الى اماكن اخرى من الاراضي المحتلة. ان انذار السيد حسن نصر الله للكيان الصهيوني عن خطر استهداف صهاريج تخزين المواد الكيميائية لميناء حيفا جعل الصهاينة في خوف شديد من وقوع انفجار كيميائي في هذا الميناء.
ولم يكتفِ السيد نصر الله بهذا التحذير انما نوه برسالة جديدة مسؤولي هذا الكيان بوجوب ازالة منشآت ديمونة النووي ايضا. كما لفت في هذه الرسالة التحذيرية ايضا: اينما نقلتم خزانات حيفا فإن صواريخنا ستصل اليها.انني اليوم لا ادعو العدو فقط الى ازالة خزانات امونيا حيفا بل ادعوهم ايضا الى ازالة منشأت ديمونة النووية. نحن نستطيع تبديل اي تهديد الى فرصة. وباستطاعتنا تحويل السلاح النووي الاسرائيلي الى تهديد لهم ولكيانهم ومستوطناتهم. العدو يؤمن بقدرة وجدارة المقاومة في لبنان ويعلم جيدا ان حزب الله عندما يقول فهو يفعل وينفذ قوله, ويعلم ما يقول.
وفي تصريح للصهاينة ناجم عن الخوف والخشية حذروا من خطر وقوع اشتباكات ونزاعات مسلحة مع حزب الله لأن ذلك سيؤدي الى تهديد امن “اسرائيل” بشكل غير قابل للتعويض. وفي ردة فعل على التصريحات المثيرة للجدل للسيد نصر الله والتي جلبت معها سيل من الجدالات وردود افعال لم يسبق لها مثيل المحافل الامنية, والمبنية على تهديد استهداف خزانات امونيا حيفا,اظهر أوي يسخروف, محلل الشؤون العربية في موقع “واللا” ما معناه: ليس لدينا اي خيار امامنا, يجب علينا ان نغطي تصريحات السيد حسن نصر الله بشكل خاص, لأننا نراه نجما اعلاميا.
من جانبه اشار عوديد بن عامي, الناشط الاعلامي في القناة الثانية الاسرائيلية الى موضوع تبعية اسرائيل من تهديدات سيد حسن نصرالله وتأثيرها على الرأي العام في الكيان الصهيوني وقال: اني اعتقد بان السيد نصر الله وكما في الماضي اثبت بانه ليس انسان كاذب.هو دائما ما يطرح ملفات موثقة, نعم ان خزانات المونيا تجاور اكثر من مليون شخص وهذ الأمر خطير جدا. والموضوع الثاني ان غادي ايزنكوت, رئيس اركان الجيش الاسرائيلي صرح في اليوم الماضي ان حزب الله طور قدراته الصاروخية ورفع مستواها بشكل كبير جدا.انني اصدق بما يقوله السيد نصرالله.
ومن جهته صرح احد الضباط الكبار في الجيش الاسرائيلي في كلام له مع وسائل الاعلام الصهيونية ان في حالة نشوء حرب بين اسرائيل وحزب الله فإن الاخير سيمطر تل ابيب والمناطق المجاورة لها بثلاثة الاف صاروخ يوميا. واضاف بأنه لا يستعبد وقوف سوريا مع حزب الله في حال نشأت الحرب واردف قائلا ان لدى حزب الله صواريخ ذو قدرة تدميرية عالية ودقة في التصويب.
وسبقه في التصريح بني غانتس, رئيس اركان الجيش الاسرائيلي في خطاب له في مؤتمر الرؤية الاستراتيجية بجامعة بارايلان حيث طرح السيناريو الذي سيطرأ على الجيش في الحرب الاحتمالية. وقال غانتس في حالة نشوب حرب, ان الصواريخ الذكية للعدو ستستهدف بناية ركان الجيش في قلب كريا (وزارة حرب الكيان الصهيوني) بتل ابيب وبعد ذلك, ستتجه نحو الهجوم الالكتروني على مواقع التواصل الخدماتيةالاسرائيلية سيتوقف العمل في المصارف وبقية المؤسسات.
مع الأخذ بعين الاعتبار ان مكانة وقدرة حزب الله اخذت تتغير في السنوات الاخيرة بشكل ملحوظ وعلى مستوى البنية التحتية وفي الوقت الراهن هنالك توجس وخشية كبيرة في جميع انحاء الاراضي المحتلة من هذا الحزب لذلك وعلى ضوء هذه المعطيات بات من السهل تحليل موقف مسؤولي الكيان الصهيوني في معركة جرود عرسال; وذلك لأن في حال نشوب معركة بين الكيان الصهيوني وقوات المقاومة فلن تكون فقط مناطق شمال الاراضي المحتلة في خطر فحسب, بل جميع انحاء ومناطق اراضي الاحتلال من تل ابيب حيفا الى ديمونة ستكون عرضة لرصاص المقاومة وفي المعركة القادمة لن يكون هنالك من يضمن ان امن الكيان الصهيوني سيكون مُعرّض للانهيار.
الولاية الاخبارية