السعودية وقطر أكبر الخاسرين في الحرب السورية
24 ديسمبر,2016
تقاريـــر
1,020 زيارة
الصباح / وكالات قام الجيش السوري، أمس الجمعة، بتمشيط الاحياء الشرقية الاخيرة التي كانت تحت سيطرة المسلحين في حلب غداة اعلانه استعادة كامل المدينة، ليعزز انتصاره الاكبر منذ بدء النزاع في البلاد قبل نحو ست سنوات.ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، احد ابرز حلفاء دمشق سياسيا وعسكريا، سيطرة الجيش السوري على حلب بـ»الخطوة المهمة جدا نحو حل النزاع في البلاد».
واعلن الجيش السوري مساء، أمس الأول الخميس، استعادته السيطرة على كامل مدينة حلب بعد انتهاء اجلاء عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين من آخر جيب كانت يسيطر عليه المسلحون في عملية تمت بموجب اتفاق روسي ايراني تركي بعد نحو شهر من هجوم عنيف شنه الجيش السوري على الاحياء الشرقية.
واثر هجوم واسع للجيش السوري بدأ في منتصف تشرين الثاني، انحصر وجود المسلحين في بضعة احياء في شرق حلب قبل ان تخرج منها بموجب اتفاق الاجلاء. واكد المرصد السوري لحقوق الانسان (المعارض) ان «الجيش السوري دخل صباح أمس الى حيي الانصاري والمشهد بحثا عن الغام او عبوات ناسفة تمهيدا لعودة السكان الى منازلهم». وانتهت الخميس عملية الاجلاء التي بدأت قبل اسبوع، من آخر جيب كان يسيطر عليه المسلحون.
وافادت اللجنة الدولية لللصيب الاحمر، أمس الجمعة، باجلاء «نحو 35 الف شخص» من مسلح ومدني من المدينة الى ريف حلب الغربي الذي يسيطر عليه المسلحون.وغادر هؤلاء من شرق حلب مقابل اجلاء 1200 شخص، غالبيتهم نساء واطفال وعجز، من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل المسلحين في محافظة ادلب.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة: ان «تحرير حلب من العناصر الإرهابية يشكل خطوة مهمة جدا نحو اعادة الوضع الى طبيعته بالكامل في سوريا وآمل، في المنطقة باسرها ايضا».
ووقع بوتين، أمس الجمعة، امر توسيع القاعدة البحرية الروسية في مدينة طرطوس بشمال غرب سوريا كما اعلن الكرملين الجمعة في بيان.
وقال الكرملين: ان «بوتين امر بتوقيع اتفاق مع سوريا يؤدي الى تنظيم المسائل المتعلقة بتوسيع اراضي منشآت الاسطول الروسي في مرفأ طرطوس وتطويرها وتحديث بناها التحتية وكذلك دخول سفن حربية روسية الى المياه والموانئ السورية».
وتشكل استعادة حلب تحولا جذريا في مسار الحرب في سوريا وتعد الانتصار الابرز لدمشق وحلفائها الذين قدموا لها منذ بدء الحرب دعما سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا وابرزهم روسيا وايران.
كما تضع الحكومة السورية على طريق تحقيق هدفها باستعادة كل المناطق الخارجة عن سيطرتها.وباتت المدن الخمس الرئيسة في البلاد، دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية تحت سلطة الحكومة السورية.
لكنها تشكل في المقابل ضربة قاصمة بالنسبة الى الارهابيين . كما تعد خسارة للدول الداعمة لهم، وتحديدا دول الخليج وتركيا ودول الغرب.
وتشكل خسارة المسلحين السوريين لمدينة حلب انتكاسة جديدة للسعودية وقطر الداعمتين للمسلحين في سوريا وضربة قوية لسعيهما الحثيث للاطاحة بالرئيس بشار الاسد. ويقول الاستاذ المتخصص في الشؤون الجيوسياسية في الشرق الاوسط في جامعة تولوز ماثيو غيدار لوكالة «فرانس برس»: ان «مصير سوريا لم يعد في ايدي الدول الخليجية».ومع عودة حلب الى كنف الحكومة، سيقتصر وجود المسلحين الى جانب محافظة ادلب، على بعض المناطق في درعا التي كانت مهد التمرد ضد النظام وفي ريف دمشق حيث تراجعت الفصائل ايضا مع خسارة اثنين من معاقلها، داريا ومعضمية الشام.
ويرى غيدار انه «بعد استعادة حلب، لن يعود الاسد التحدي الرئيس لدول الخليج، بل التحالف الجديد بين روسيا وتركيا وايران».ففي ظل التطورات الاخيرة، كشفت روسيا وايران وتركيا عن تقارب جديد حيال الملف السوري، معلنة الاتفاق على اهمية توسيع وقف اطلاق النار والاستعداد للعب دور الضامن في محادثات سلام، وذلك بعد اجتماع لوزراء خارجية الدول الثلاث في موسكو.
ويقول استاذ العلوم السياسية الاماراتي عبدالخالق عبدالله: ان «تركيا التي تقاتل قواتها الإرهابيين في سوريا بدأت تعيد حساباتها السياسية لتنتقل من الحلف الذي سعى الى الاطاحة بالاسد منذ بداية النزاع، الى الحلف المقابل الذي يعمل على ابقائه في الحكم».
وقال في تغريدة على «تويتر» «ودعت تركيا جبهة المطالبين بالاطاحة بالاسد مع اميركا والسعودية وانتقلت لجبهة بقاء الاسد مع روسيا وايران. خسر من راهن على حلف تركي سعودي قطري». ويؤكد تعاون تركيا مع روسيا موقع موسكو كلاعب رئيس لا يمكن تخطيه في سوريا، وهو دور مرشح لان يتعزز في ظل ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي ينظر اليه على انه يحمل توجهات سياسية قريبة من روسيا.
ويرى المحلل والخبير في شؤون الخليج نيل بارتريك ان «السعودية ومعها الدول الاخرى تدرك انه في ظل ولاية ترامب سيتسارع التقارب الغربي تجاه الاسد»، مضيفا ان «الدول الخليجية خلصت الى ان روسيا هي اللاعب الرئيس في سوريا، وان واشنطن قد تحاول التوصل الى اتفاق مع موسكو حيال المرحلة المقبلة».
2016-12-24