أذِّنْ بلال
11 فبراير,2017
الشعر والادب
931 زيارة
أبتاهُ بعدكَ يستحيلُ بقائيا
جاروا عليَّ وقد رأيتُ دواهيا
هضموا فؤادي ثمّ ما راعوكَ في
ميراثي يا أبتي وطالَ عَنائيا
جاءوا الى داري بكلِّ وقاحةٍ
دفعوا عليَّ البابَ احرقوا داريا
وتلوّنوا كتلوّنِ الحرباءِ يا
سبحانَ من قلبَ الرجال افاعيا
واستبدلوا ماقلتهُ ليزحزحوا
عنها الذي خاضَ الجهاد مُحاميا
قد زحزحوها عن رواسي رسالةٍ
وليكسبوا هدفاً بها ومراميا
ماراعوا حَقّكَ فيَّ لا وتجرءوا
بل اعلنوا يانور عيني عدائيا
اشكو اليكَ مرارة الدنيا وما
جارت وجاروا يالصبر فؤاديا
ابكيكَ عندَ الفجرِ في صلواتهِ
وإذا يجنُّ الليل يعلو بكائيا
ابكي ساعمي العين بعدكَ بالبُكا
ابكيكَ ما مثلي بكتكَ بواكيا
أتراني اقدرُ ان ارى الدار اللتي
فيها يفيضُ النور منكَ اماميا
اتراني انسى ذكرياتكَ يا ابي
صعبٌ عليَّ ارى مكانكَ خاليا
أذّنْ بلال وخلِّ صوتكَ عاليا
قد ضاقَ صدري واستجدَّ عذابيا
أذّنْ وذكرّني بطيبةِ والدٍ
هو رحمةٌ للعالمينَ وهاديا
أذّنْ انا مشتقاتةٌ للقائهِ
واراهُ مشتاقاً ابي للقائيا
اللهُ اكبرُ قالها في هيبةٍ
ودعا بصوتٍ للصلاةِ مناديا
حتّى اذا ذكر النبي مُحمّدٍ
شَهقتْ وفيض الدمعِ اصبحَ جاريا
سَقطت لوجهها ثمَّ نادت ياابي
ياصوتها المجروح هزَّ رواسيا
امسكْ بلال عن الأذانِ فإنها
غُشيَ عليها لا اظنّكَ ناعيا
يابنتَ نور اللهِ انّي عازمٌ
متهيئٌ فغداً اشدُّ رحاليا
عاهدتُ نفسي لا أأذنُ بعدهُ
فدعوتني لبّيتُ امركَ ساعيا
انا قد سمعتُ من النبيّ كلامهُ
فيكِ وكنتُ بجنبهِ ومحاذيا
قد قالَ فاطمُ بضعةٌ منّي فمَنْ
آذاها آذاني وكان معاديا
من سرّها فيسرّني ورضائها
هو غايتي وسعادتي ورضائيا
وكأنَّ صوتا في حنانٍ دافيءٍ
معصوبةُ الرأسِ الكريمِ تعاليا
لا تحزني أوما سررتك فاطمٌ
قد قلتُ انّكِ تلحقينَ ورائيا
بل انتِ سيدة النساء وتشفعي
معي عند ربٍّ ترتقينَ معاليا
يامن صبرتِ على مرارةِ دنيةٍ
بنعيم آخرةٍ تفزْ زهرائيا
فتبسّمَ الثغر الشريف مُعبّراً
عن فرحةٍ فيها رضاً وأمانيا
سُميّتِ فاطمةٌ وانتِ زكيّةً
فحباكَ ربّكِ هيبةً ومراقيا
وفُطمتِ من نارٍ أيا صديّقةً
بكِ يوم ميعادٍ انا متباهيا
فغداً ينادي في القيامةِ هاتفٌ
يعلو وتسمعهُ الخلائق عاليا
قد جاءتِ الزهراء غضّوا طرفكُم
هي من ستنجيكُمْ ففازَ الناجيا
وتقف لشيعتها وتلقطهمْ كَما
يتلقطُ الطير الحبوبَ الرّائيا
ابو محُسَّد النجفي
نزار الفرَج
2017-02-11