الرئيسية / كلامكم نور / جامع السعادات – إذا رأيتم المتواضعين من امتي فتواضعوا لهم

جامع السعادات – إذا رأيتم المتواضعين من امتي فتواضعوا لهم

(الذلة)
لما عرفت ان كل فضيلة وسط له طرفان مذمومان، فأحد طرفي التواضع (الكبر) ـ كما عرفت ـ وهو من طرف الافراط، وآخرهما (الذلة) والتخاسس وهو من طرف التفريط. فكما ان الكبر مذموم، فكذلك المذلة والتخاسس أيضاًً مذموم، إذ كلا طرفي الامور ذميم، والمحمود: هو التواضع من دون الخروج إلى شيء من الطرفين، إذ أحب الامور إلى الله اوسطها، وهو ان يعطي كل ذي حق حقه، وهو العدل، فلو وقع في طرف النقصان فليرفع نفسه إذ ليس للمؤمن ان يذل نفسه، فالعالم إذا دخل عليه اسكاف فخلى له مجلسه واجلسه فيه، وترك تعليمه وافادته، وإذا قام عدا إلى الباب خلفه، فقد تخاسس وتذلل، وهو غير محمود، بل هو رذيلة في طرف التفريط. فاللازم إذا وقع فيه ان يرفع نفسه إلى ان يعود إلى الوسط الذي هو الصراط المستقيم فان العدل ان يتواضع بمثل ماذكر لأمثاله ولمن يقرب درجته.

فاما تواضعه للسوقي، فبالبشر في الكلام، والرفق في السؤال، واجابة دعوته، والسعي في حاجته، وامثال ذلك، وألا يرى نفسه خيراً منه، نظراً إلى خطر الخاتمة.

ثم ينبغي ألا يتواضع للمتكبرين، إذ الانكسار والتذلل لمن يتكبر ويتعزز مع كونه من التخاسس والمذله المذمومة يوجب اضلال هذا المتكبر، وتقريره على تكبره، وإذا لم يتواضع له الناس وتكبروا عليه ربما تنبه وترك التكبر، إذ المتكبر لا يرضى بتحمل المذلة والاهانة من الناس، ولذا قال رسول الله (ص): ” إذا رأيتم المتواضعين من امتي فتواضعوا لهم، وإذا رأيتم المتكبرين فتكبروا عليهم، فان ذلك لهم مذلة وصغار”.

شاهد أيضاً

20-21-22-23-24 صلوات الليالي ودعوات الايّام في شهر رمضان

صلوات اللّيلة العشرين والحادِية والعشرين والثّانِيَة والعِشرين والثّالِثَة والعِشرين والرّابعة والعِشرين: في كُل مِن هذه ...